بسم الله الرحمن الرحيم


التحايل على الصدقة والزكاة – خاصة في رمضان - مسلك الشياطين


الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فأهل الاحتيال على الأموال لا يتورعون عن مال الزكاة، ويبررون لأنفسهم أن لهم حق فيها.
فالبعض أن ابنه لا ينفق عليه وهو محتاج للعلاج.
وآخر أن والده لا ينفق عليه وهو محتاج للزكاة.
وتلك تقول أن زوجها لا يفق عليها بالمعروف.
وذلك يأخذ من الزكاة بحجة أنه من العاملين عليها، وهو موكل من صاحب الزكاة ليخرجها نيابة عنه.
وهكذا كل يأتي حجة من حجج الشياطين وبما أوحته لهم وأملته عليهم.
وخاصة يكثر هذا الفعل القبيح في رمضان – في موسم الجود – حتى صار البعض – إن لم يكن الكثير – يركب على نفسه الديون ليتكئ على ما يخرج الناس من أوساخ أموالهم في هذا الشهر الفضيل.
ويزداد الطين بلة عند الافتضاح يأتي بالكذب الصراح، وأنه فقير وله صبية صغار.
وهذا المسلك الخطير والجرم الكبير ما نشاهده من بعض، وهو حيلة الضعيف الجبان مثله كمثل الشيطان.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة.
قال: فخليت عنه فأصبحت.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة)).
قال: قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله.
قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود)).
فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود.
فرحمته فخليت سبيله فأصبحت.
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك)).
قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله.
قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود)).
فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود.
قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها.
قلت: ما هو؟
قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح.
فخليت سبيله فأصبحت.
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما فعل أسيرك البارحة)).
قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله.
قال: ((ما هي؟)).
قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة)).
قال: لا.
قال: ((ذاك شيطان)).
أخرجه البخاري.
فأحذر أخي أن تتلطخ بهذه القاذورات فكتن مشابها للشيطان
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍️ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 24 رمضان سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 17 مايو سنة 2020 ف