بسم الله الرحمن الرحيم

بالكذب والافتراء سؤال العلماء عمل اليهود الأشقياء


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فلم ينقطع الكذب عن العلماء عند سؤالهم من فجر النبوة إلى زمننا هذا، وكل كذاب له غرضه، منهم من يريد أن يرجع طليقته أو يتخلص من وقوع الطلاق، ومنهم من يرغب في استقطاع مال أخيه المسلم بغير حق، ومنهم من يريد نيل التزكيات لموافقيه والطعونات لمخالفيه، ومنهم من غرضه الحصول على مواقف سياسية، ويشتد هذا الجرم عند النوازل المدلهمة التي تمس آمن الأمة وإيمانها، وكل هذا بتزوير الحقائق وإخفاء بعضها أو إخفاء ما استجد فيها، ويدخل فيه من يسأل عن الواقع بغير واقع ولا معرفة بالواقع ولا علم له كما يقال ما يدار من تحت الطاولة.


وهذا الكذب والافتراء عند سؤال العلماء له أصل عند اليهود السفهاء.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تجدون في التوراة في شأن الرجم)).
فقالوا: نفضحهم ويجلدون.
فقال عبد الله بن سلام: كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها.
فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده فإذا فيها آية الرجم.
فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم.
فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما.
قال عبد الله: فرأيت الرجل يجنأ على المرأة يقيها الحجارة.
أخرجه البخاري.
فهذا الكذب في السؤال على العلماء واخفاء الحقيقة ورثها هؤلاء الفجرة عن السيء من اليهود اللئام.

فرب سؤال تحمل وزره كل من انغمس في باطله.
وقد حذرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام من هذه السؤالات.
عن أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله فإنما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذها)).
أخرجه البخاري.
وفي هذا الحديث من الفوائد: أن العالم لا يلحقه إثم إذا أجاب على نحو ما سمع.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
âœچï¸ڈ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد عيد الفطر سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 24 مايو سنة 2020 ف