بسم الله الرحمن الرحيم
التلويث السياسي للأطفال من خلال أفلام الكرتون
(الحلقة الثالثة)

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين
.

أما بعد:
فمما وقفت عليه من أفلام الكرتون التي تعمل على بث الأفكار الهدامة وزرع الشر في الأطفال منذ نعومة أظفارهم فلم بعنوان الأسد والسلحفاة.
وهذا الفلم أيضا يعمل على التلويث السياسي للأطفال وزع فيهم الفكر الخارجي الذي لا يكل ولا يمل من اللعب على عواطف الناس وبيان الصور المظلمة للحكام ونشرها، وتصور السلطان بأنه وحش كاسر وأن تعامله مع رعيته بقانون الغابة (القوى يأكل الضعيف)، وتصوير الرعية بأنهم الحمل الوديع الذي عليه أن يسعى جاهدا على راحة الحيوان المفترس الذي هو ولي الأمر المصور على أنه ملك الغابة الأسد.
وفي هذا الفلم صور الأسد (الحاكم) الآمر الناهي الذي يصرخ على رعيته لتحقيق رغباته وملاذه، وأن على الرعية (الفيل والأرنب والغراب والثعلب) البحث عن الطعام (اللحم) لرئيس الدولة (الأسد)، كذلك نهر الأسد (الحاكم) الغراب (أحد الرعية) بسبب صياحه في الصباح الباكر، وعليه وبقية الحيوانات (الرعية) عدم ازعاج الأسد (ملك الدول) لينام ويتصبح.
ملت الحيوانات (الرعية) من تسلط الأسد (سلطان الدولة) وذهبوا للسلحفاة (المفكر المحنك الحكيم).
وهذه رسالة مبطنة للهمج الرعاع عند تضيق الحاكم الظالم أن يلجاؤا للمفكر الإسلامي والمفكر الحكيم.
قمة الاستهزاء والسخرية بالراعي والرعية وتصوير الدول المسلمة بالغابة وأن رأسها الحاكم وحش كاسر (الأسد) وأن القاعدة (الشعب) عبار عن حيوانات.
وعندما ذهب الشعب (الحيوانات) للحكيم (السلحفاة) وعقدوا مجلسا سريا بعيد عن أعين الحاكم (الأسد).
اتفق المفكر الحكيم (السلحفاة) مع الرعية (الحيوانات) على اسقاط الراعي (الأسد).
أحكم المفكر الإسلامي (السلحفاة) خطته للقضاء على ملك الدولة (ملك الغابة الأسد).
هكذا هم المفكرون السياسيون لتحقيق أغراضهم الدنيئة يبررون لأنفسهم التحايل والكذب وكل عمل خسيس.
ذكر (كذب) المفكر الحكيم (السلحفاة) للحاكم (الأسد) أن هناك من ينافسه في دولته ويرغم الرعية (الحيوانات) على تقديم الطعام له.
صوروا هذا المنافس على الدولة (أسد أخر) وطلب ملك الدولة (ملك الغابة الأسد) لقاء ذلك المغتصب.
ذهب الجميع (الحيوانات) مع السلطان (الأسد) للقاء ما صوره (الحيوانات) ذلك العدو الغاشم.
أخبر المفكر الحكيم (السلحفاة) الملك (الأسد) أن العدو (أسد أخر) داخل البئر، وبسرعة خاطفة ودون تفكير قفز السلطان (الأسد) على السور المحاط البئر، ولما رأى صورته في الماء لغبائه وشدة غضبه ظن أن الذي ظهر على صفحة الماء العدو (الأسد أخر) وبدون تفكير قفز الملك (الأسد) في البئر لينقض على عدوه.
علق السلطان (الأسد) في البئر لينال عقابه جراء ظلمه الشعب (الحيوانات).
وعمل الحيوانات (الشعب) على تنصيب السلحفاة (المفكر الحكيم) ملكا على الغابة.
ومع نهاية الحلقة أيضا رسالة ملوثة مفادها أن المفكر الإسلامي الحكيم هو المستحق لنيل منصب هرم الدولة، وأن الذين عندهم قوة متلبسون بالغباء وشدة الغضب والظلم وليسوا أهلا للحكم.
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
قصر الأخيار ليبيا: يوم الثلاثاء 23 ربيع الآخر سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 8 ديسمبر سنة 2020 ف