بسم الله الرحمن الرحيم
صائغ الذهب على صورة الحيوان مشابه للسامري أخي فرعون وهامان

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:
فقد قص لنا الله تعالى قصة موسى مع قومه في كتابه العزيز في عدة مواضع منها قوله: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ} [الأعراف: 148].
قال العلامة القرطبي رحمه الله في ((الجامع لأحكام القرآن)) : ((وكان السامري سمع قولهم: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}. وكانت تلك الآلهة على مثال البقر، فصاغ لهم عجلا جسدا، أي مصمتا، غير أنهم كانوا يسمعون منه خوار. وقيل: قلبه الله لحما ودما. وقيل: إنه لما ألقى تلك القبضة من التراب في النار على الحلي صار عجلا له خوار، فخار خورة واحدة ولم يثن)) اهـ.

فالسامري صاغ لهم عجلا ليكون إلها من دون الله، وبعض الصائغة نقشوا وصوروا الذهب على أنواع من الحيوانات فشابهوا السامري من هذا الوجه.

سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما في ((الفتاوى الذهبية في بيع وشراء الذهب)) : ((ما حكم بيع الذهب الذي يكون فيه رسوم أو صور مثل فراشة أو رأس ثعبان وما شابه ذلك؟
الجواب: الحلي الذهب أو الفضة المجعول على صورة حيوان حرام بيعه وحرام شراءه وحرام لبسه، وحرام اتخاذه، وذلك لأن الصور يجب على المسلم أن يطمسها وأن يزيلها. كما في صحيح مسلم، عن أبي الهياج أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال له: (إلا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ : ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة. وعلى هذا فيجب على المسلمين أن يتجنبوا استعمال هذا الحلي وبيعه وشراءه)) اهـ.

هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
سوكنا ليبيا: يوم الأثنين 2 ربيع الأول سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 19 أكتوبر سنة 2020 ف