بسم الله الرحمن الرحيم
زيادة العلم زيادة في الفهم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:
فقد جاء الحث على طلب علم في عدة نصوص.
قال الله تعالى: {وَقُل رَّبّ زِدْنِى عِلْماً} [طه: 114].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((ما أمر الله رسوله بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم)) اهـ.
​​​​​​​

وزيادة العلم تورث قوة الفهم ويحصل بها الاهتداء.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((لقاء الباب المفتوح)): ((قال تعالى: {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ } [الحديد: 28] يعني: أنكم إذا آمنتم وحققتم الإيمان مع التقوى يثيبكم ثوابين ويجعل لكم نوراً تمشون به، أي: علماً تسيرون به إلى الله عز وجل على بصيرة، وفي هذا دليل على أن التقوى من أسباب حصول العلم، وما أكثر الذين ينشدون العلم، ينشدون الحفظ يعني يطلبونه، يطلبون الفهم، فنقول: إن تحصيله يسير وذلك بتقوى الله عز وجل وتحقيق الإيمان الذي هو موجَب العلم، اعمل بما علمت يحصل لك ما لم تعلم، فتقوى الله عز وجل من أسباب زيادة العلم ولا شك، ولهذا قال {ويجعل لكم نوراً تمشون به} أي: تسيرون به، أي: بسببه سيراً صحيحاً يوصلكم إلى الله عز وجل)) اهـ.
وقال رحمة الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((ولاشك أن الإنسان كلما ازداد علما ازداد معرفة وفرقانا بين الحق والباطل والضار والنافع وكذلك يدخل فيه ما يفتح الله على الإنسان من الفهم)) اهـ.

فكلما ازداد المرء علما ازداد فهما، وهذا الأمر مشاهد ومحسوس حتى في العلوم الدنيوية، وما تطور الآلات والمخترعات إلا دليل على زيادة الفهم لأصحاب تلك المخترعات بعد علمهم ومعرفتهم بما تحتويه الآلات التي سبق اختراعها من مواد وطريقة صناعتها وتشغيلها، وبعد استيعابهم لهذه الأشياء وفهمها فهما دقيقا توصلوا لإنتاج مخترعات جديدة وتطوير القديم.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 21 جمادي الأول سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 5 يناير سنة 2021 ف