بسم الله الرحمن الرحيم
محمد عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمي الأمين الذي ختم الله به الأنبياء والمرسلين، وجعل أتباعه له كالحواريين.

أما بعد:
فيا أهل الإسلام وأتباع خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام والسائرين على طريق الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، ديننا كَمُل بفضل الله ورحمته.
قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].

فليس لنا حاجة إلى شرع جديد وليس لنا حاجة إلى نبي جديد، فنبينا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين فلا نبي بعده ولا رسول عقبه.
قال الله عز وجل: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40].

أما ما ادعاه مؤسسي بعض الفرق الضالة كالقاديانية والبهائية أن خاتم النبيين يعني: أفضل النبيين وزينة النبيين فهذا باطل وكذب؛ يُكذب هذه الدعوة الباطلة عدة أدلة.
قال الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144].

فجميع الرسل، والأنبياء قبله خلوا ومضوا وماتوا، وهو على عقبهم، ولهذا من أسماء نبينا محمد عليه الصلاة والسلام العاقب والمقفي.
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب)).
متفق عليه.
جاء تفسير العاقب عن الإمام محمد بن شهاب الزهري رحمه الله عند مسلم: (الذي ليس بعده أحد).
وقال أبو عبيد رحمه الله في ((غريب الحديث)) : ((قال يزيد: فسألت سفيان [بن عيينة] عن العاقب؟ فقال: آخر الأنبياء.
قال أبو عبيد: وكذلك كل شيء خلف بعد شيء فهو عاقب له)) اهـ.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء، فقال: ((أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة)).
أخرجه مسلم.
قال ابن الأثير رحمه الله في ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) : ((المقفي: هو المولي الذاهب. وقد قفى يقفي فهو مقف: يعني أنه آخر الأنبياء المتبع لهم، فإذا قفى فلا نبي بعده)) اهـ.
فكيف يكون نبينا العاقب والمقفي ويعقبه نبي ويقتفيه في النبوة أحد من بعده؟
أليس في أدعاء أحد النبوة بعد نبينا الصادق المصدوق من أمثال ميرزا غلام أحمد القادياني وحسين علي الملقب ببهاء الدين مؤسس الفرقة الضالة البهائية وشيخه الضال علي محمد الشيرازي ومن قبلهم مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح أليس في أدعاء النبوة تكذيب للنبي محمد عليه الصلاة والسلام الذي يقول إنه العاقب والمقفي، ولسان حالهم يقول نحن عقبك في النبوة؟
أيها المسلمون أتباع الرسول الأمين لو لم يكون في الدلالة على أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء وخاتم المرسلين إلا قول الله عز وجل: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] لكفى، فكيف وفي أحاديث الرسول ما يؤيد هذه الآية؟
اخواني الكريم من الأحاديث الدالة على ختم النبوة بنبينا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين)).
أخرجه الشيخان.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون)).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإني آخر الأنبياء، وإن مسجدي آخر المساجد)).
أخرجه مسلم.
وفي صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك، واستخلف عليا، فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟
قال: ((ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون، من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي)).

وفي قوله: (ليس نبي بعدي) دحض شبهة من سمى نفسه (لا) وقال: أنا لا، وادعى النبوة، واستدل فقال: (لا نبي بعدي)!
وربما يخرج دجال علينا غدا يسمى نفسه (ليس) ويستدل على نبوته المزعومة بقوله عليه الصلاة والسلام: (ليس بعدي نبي).
وصغار طلبة العلم يعلمون أن (لا) حرف و (ليس) فعل، ولا يجعلهما من الأسماء إلا من له نصيبا وافرا من الجهل، أو رجل يستخف بمن التف حوله.
ومن هذا الاستخفاف بالبشر واللعب على عقولهم والضحك على ذقونهم لما ادعت امرأة النبوة، قيل لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا نبي بعدي)، قلت: لم يقول: لا نبيه بعدي، والذي صدقها لا يعلم أن من شروط النبوة أن يكون النبي رجلا، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ} [النحل: 43].

وعن أبي حازم، قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون)).
قالوا: فما تأمرنا؟
قال: ((فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم)).
متفق عليه.
بعدما ذكر عليه الصلاة والسلام إنه لا نبي بعدي بين أنه يوجد خلفاء ولو كان يوجد نبي بعده لكن أولى بالذكر.
أيها المسلمون عباد الله وفي حديث الشفاعة المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بلحم فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه فنهش منها نهشة، ثم قال: :((أنا سيد الناس يوم القيامة ...
فيقولون: يا محمد، أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء ...)).
متفق عليه.
عباد الله أتباع النبي محمد عليه الصلاة والسلام كل الناس - المؤمن والكافر - يوم القيامة يقولون أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، ثم يأتي اليوم من يزعم أنه نبي.
ومن الأحاديث الدالة على كذب مدعي النبوة حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين، حتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي.
إخواني الكرام بعد قوله وأنا خاتم النبيين أكد بقوله: لا نبي بعدي، وفيه من البيان كذب كل من يأتي ويدعي النبوة.

وكذابون ثلاثون المقصود من لهم اتباع وشأن وإلا من ادعى النبوة كثير.
عن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة ، وحتى يبعث دجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم ... )).
أخرجه البخاري.
والكذابون الذين لهم اتباع وصولة وجولة أمثال مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وميرزا غلام أحمد القادياني وحسين علي بهاء الدين.
وأبو بكر الصديق والصحابة معه قاتلوا بني حنيفة رغم أنهم يصلون ويؤذنون ويلتزمون بشرائع الإسلام؛ لكن كفروا بقولهم: إن مسيلمة نبي، فلما رفعوا مسيلمة إلى مقام النبوة كفروا وقاتلهم الصحابة.
من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد - عليه الصلاة والسلام - كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى - عليه الصلاة والسلام - فهو كافر. ومن اعتقد أن ميرزا غلام أحمد القادياني نبي فهو كافر أضل من حمار أهله ومن اعتقد أن حسين علي بهاء الدين يسعه الخروج على شريعة محمد عليه الصلاة والسلام فهو كافر أضل من حمار أهله وما يعتقده غلاة الصوفية أنهم يصلون إلى درجةٍ لا يحتاجون معها إلى متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام فهم كفار ضلال.
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
وهذه آثار عن الصحابة في تقرير أن خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام.
عن إسماعيل بن أبي خالد: قلت لابن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: (مات صغيرا، ولو قضي أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي عاش ابنه، ولكن لا نبي بعده).
أخرجه البخاري.
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي عبد الله الأغر، مولى الجهنيين - وكان من أصحاب أبي هريرة - أنهما سمعا أبا هريرة يقول: (صلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء، وإن مسجده آخر المساجد).
أخرجه مسلم.

إذا تقرر وجه كون ادعاء النبوة كفرا وناقضاً من نواقض الإيمان، فهذه جملة من كلام العلماء في تقرير هذا الأمر:
قال القاضي عياض في ((الشفاء)): ((نكفر من ادعى نبوة أحدٍ مع نبينا صلى الله عليه وسلم .. أو من ادعى النبوة لنفسه، أو جوز اكتسابها والبلوغ بصفاء القلب إلى مرتبتها كالفلاسفة وغلاة المتصوفة، وكذلك من ادعى منهم أنه يوحى إليه وإن لم يدع النبوة، فهؤلاء كلهم كفار مكذبون للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أخبر صلى الله عليه وسلم أنه خاتم النبيين لا نبي بعده، وأخبر صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى أنه خاتم النبيين)) اهـ.
وقال ابن قدامة في ((المغني)): ((من ادّعى النبوة، أو صدّق من ادّعاها فقد ارتد؛ لأن مسيلمة لما ادّعى النبوة، فصدقه قومه، صاروا بذلك مرتدين، وكذلك طليحة الأسدي ومصدقوه)) اهـ.
وقال النووي في ((روضة الطالبين)): ((إذا ادّعى النبوة بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، أو صدّق مدعياً لها ... فكل هذا كفر)) اهـ.
وقال ابن تيمية في ((الصارم المسلول)): ((ومعلوم أن من كذب على الله بأن زعم أنه رسول الله أو نبيه، أو أخبر عن الله خبراً كذب فيه كمسيلمة والعنسي ونحوهما من المتنبئين، فإنه كافر حلال الدم)) اهـ.
وقال الحافظ ابن كثير في ((تفسيره)) : ((فمن رحمة الله تعالى بالعباد إرسال محمد، صلوات الله وسلامه عليه، إليهم، ثم من تشريفه لهم ختم الأنبياء والمرسلين به، وإكمال الدين الحنيف له. وقد أخبر تعالى في كتابه، ورسوله في السنة المتواترة عنه: أنه لا نبي بعده؛ ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك، دجال ضال مضل، ولو تخرق وشعبذ، وأتى بأنواع السحر والطلاسم والنيرجيات، فكلها محال وضلال عند أولي الألباب، كما أجرى الله، سبحانه وتعالى، على يد الأسود العنسي باليمن، ومسيلمة الكذاب باليمامة، من الأحوال الفاسدة والأقوال الباردة، ما علم كل ذي لب وفهم وحجى أنهما كاذبان ضالان، لعنهما الله. وكذلك كل مدع لذلك إلى يوم القيامة حتى يختموا بالمسيح الدجال)) اهـ.
فلعنة الله على كل من ادعى النبوة.
ويقول ابن نجيم في ((الأشباه والنظائر)) : ((إذا لم يعرف أن محمداً صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء، فليس بمسلم؛ لأنه من الضروريات)) اهـ.
وقال محمد عليش المالكي ((شرح منح الجليل)) : ((ويكفر بأن ادّعى شركاً أي: شخصاً مشاركاً مع نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لمخالفته قوله تعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] ويكفر إن جوّز اكتساب النبوة بتصفية القلب، وتهذيب النفس، والجدّ في العبادة، لاستلزامه جوازها بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتوهين ما جاء به الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم)) انتهى بتصرف.
وقال أحمد الدردير المالكي في ((الشرح الصغير)) : ((ويكفر إذا جوز اكتساب النبوة، أي تحصيلها بسبب رياضة؛ لأنه يستلزم جواز وقوعها بعد النبي)) انتهى بتصرف يسير.
ويقول ملا علي قاري في ((شرح الفقه الأكبر)): ((ودعوى النبوة بعد نبينا صلى الله عليه وسلم كفر بالإجماع)) اهـ.
وقال الألوسي في ((روح المعاني)): و ((كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين مما نطق به الكتاب، وصدعت به السنة، وأجمعت عليه الأمة، فيكفر مدعي خلافه، ويقتل إن أصر)) اهـ.
عباد الله ماذا بعد الحق إلا الضلال.
من اتبع القادياني الكافر ضل وكفر.
من اتبع البهائي الكافر ضل وكفر.
من اتبع علي محمد الشيرازي الكافر ضل وكفر.

إخواني في الله مما سبق من كلام العلماء الأعلام والأئمة الكريم يستخلص:
من الضروريات الإسلام أن محمد عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء.
من ادّعى النبوة، أو صدّق من ادّعاها فقد ارتد.
كفر من جوز اكتساب النبوة.
وأجمعت الأمة الإسلامية على أن محمدا عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء.
يكفر مدعي خلافه.
الإجماع على كفره.
وكفر من اتبعه.
الحكم بالقتل إن أصر على ادعاء النبوة.

وأختم ببيان أئمه اللغة لمعنى خاتم الأنبياء وأن معناها آخر الأنبياء وليس كما ادعاه القادياني والبهائي أن خاتم النبيين يعني: أفضل النبيين وزينة النبيين، وهو كذب أيضا على علماء اللغة العربية.
وقال الفيروزآبادي رحمه الله في ((القاموس المحيط)) : ((عاقبته كل شيء وآخرته، كخاتمته، وآخر القوم، كالخاتم)) اهـ.
وقال ابن فارس رحمه الله في ((مقاييس اللغة)) : ((ختم الخاء والتاء والميم أصل واحد، وهو بلوغ آخر الشيء. يقال ختمت العمل، وختم القارئ السورة. فأما الختم، وهو الطبع على الشيء، فذلك من الباب أيضا ; لأن الطبع على الشيء لا يكون إلا بعد بلوغ آخره، في الأحراز. والخاتم مشتق منه ; لأن به يختم. ويقال الخاتم، والخاتام، والخيتام. قال: أخذت خاتامي بغير حق.
والنبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء ; لأنه آخرهم)) اهـ.
وقال الزبيدي رحمه الله في ((تاج العروس)) : ((الخاتَم والخاتِم، وَهُوَ الَّذِي خَتَم النُّبُوَّةَ بمَجِيئه)) اهـ.
وقال الجوهري رحمه الله في ((الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية)) : ((ختم ختمت الشيء ختما فهو مختوم، ومختم شدد للمبالغة. وختم الله له بخير. وخَتَمْتُ القرآنَ: بلغت آخره. واختتمت الشيء: نقيض افتتحتُه. والخاتَمُ والخاتِمُ، بكسر التاء وفتحها. والخَيْتامُ والخاتامُ كلُّه بمعنىً، والجمع الخَواتيمُ. وتَخَتَّمْتُ، إذا لبستَه. وخاتمة الشيء: آخره. ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتِمُ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام)) اهـ.

وبعد هذه الجولة السريعة في كتاب الله وأحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام وكذلك مع أقوال أئمة الإسلام وأئمة اللغة العربية تبين أن نبينا محمد بن عبد الله آخر الأنبياء والمرسلين ولا نبي بعده، وكل من ادعى النبوة كذاب كمسيلمة والأسود العنسي والقادياني والبهائي.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 30 جمادي الأول سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 14 يناير سنة 2021 ف