بسم الله الرحمن الرحيم
التطفل على الولائم صناعة الشياطين


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فكثير من المصابين بداء الطمع والجشع يشنون الغارات على صالات الأعراس ويغيرون على قصور الأفراح متطفلين ومتخفين وراء أحد المعازيم موهمين أنهم معه للجلوس على موائد الغداء للتلذذ بأصناف الطعام، وهذا عمل الشياطين.
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده وإنا حضرنا معه طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله تعالى عليه وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل)).
أخرجه مسلم.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)) : ((وهذا يدل على أن الشيطان يتحين الفرص أن يحضر مع من لم يحضر أول الأكل، فيأكل بلا تسمية، فالصواب أن التسمية واجبة)) اهـ.

ومثل هؤلاء الطفيلين الغزاة السراق المتخفين عند الولائم والموائد المنمقة مثل أولئك الشياطين المستحلين للطعام.
وقد صنف الخطيب البغدادي رحمه الله كتابا بعنوان: ((التطفيل وحكايات الطفيليين ونوادرهم وأخبارهم)) وعقد به بابا في ذم التطفل (باب في التغليظ على من أتى طعاما لم يدع إليه) وساق فيه جملة من الأحاديث والآثار.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍️ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
سوكنة ليبيا: يوم الأثنين 2 ربيع الأول سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 19 أكتوبر سنة 2020 ف