السؤال:
أثابكم الله فضيلة الشيخ،: كيف أدعو بالأسماء الحسنى، هل أدعو بالتسعة وتسعين اسماً، أرجو من فضيلة الشيخ إجابة؟


الجواب:

الشيخ: يقول الله عز وجل: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)، وليس المعنى أن ندعوه بجميع هذه الأسماء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله بأسمائه من غير أن يجمعها كلها، وكيفية الدعاء بالأسماء أن تقدمها بين يدي دعائك، متوسلاً بها إلى الله، أو أن تختم بها دعاءك، مثال الأول أن تقول: اللهم يا غفور، اغفر لي، وما أشبه ذلك، رب اغفر لي، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، وقد طلب أبو بكر الصديق من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه دعاء يدعو به في صلاته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «قل: اللهم، إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة رحمة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم». وكما يجب التوسل إلى الله تعالى بأسمائه عند الدعاء، فإنه يجوز أن يتوسل الإنسان بصفات الله كما في الحديث الصحيح: «اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي». فهذا توسل إلى الله تعالى بعلمه وقدرته، وكذلك قول القائل في صلاة الاستخارة: "اللهم، إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، فإنك تقدر، ولا أقدر، وتعلم، ولا أعلم، وأنت علام الغيوب". فالتوسل إلى الله تعالى بالدعاء بأسمائه أو بصفاته، سواء أكان ذلك على سبيل العموم، أم على سبيل الخصوص، أم من الأمور المطلوبة، وقد عرفت الأمثلة في ذلك، ومن التوسل بأسماء الله على سبيل العموم ما جاء في الحديث، عن ابن مسعود رضي الله عنه في دعاء الهم والغم: «اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي»، فإنه ما دعا به داعٍ مهموم أو مغموم إلا فرج الله به عنه، ففيه التوسل بأسماء الله العامة، وذلك «بكل اسم هو لك سميت به نفسك»، لكنه لم يعددها.

الشيخ محمد بن صالح العثيمين

تحميل
MP3