في توقف طالب العلم عما لا يعلم فوائد كثيرة


قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى :


ومن أعظم ما يجب على المعلّمين أن يقولوا لما لا يعلمونه : الله أعلم،

وليس هذا بناقص لأقدارهم، بل هذا مما يزيد قدرهم، ويستدل به على كمال دينهم، وتحرّيهم للصواب،

وفي توقفه عما لا يعلم فوائد كثيرة :

منها : أنّ هذا هو الجواب عليه .

ومنها : أنه إذا توقف وقال: الله أعلم، فما أسرع ما يأتيه علم ذلك من مراجعته، أو مراجعة غيره، فإنّ المتعلم إذا رأى مُعلّمه قد توقف، جدّ واجتهد في تحصيل علمها، وإتحاف المعلم بها، *فما أحسن هذا الأثر !*

ومنها : إذا توقف عما لا يعرف، كان دليلاً على ثقته وأمانته وإتقانه فيما يجزم به من المسائل،

كما أنّ من عرف منه الإقدام على الكلام فيما لا يعلم؛ كان ذلك داعياً للريب في كل ما يتكلم به، حتى في الأمور الواضحة،

ومنها : أنّ المعلم إذا رأى منه المتعلمون التوقف فيما لا يعلم، كان ذلك تعليماً لهم وإرشاداً لهذه الطريقة الحسنة، والاقتداء بالأقوال والأعمال أبلغ من الاقتداء بالأقوال .

الفتاوى السعدية ( صـظ¦ظ¨ظ¢-ظ¦ظ¢ظ©).