فوائد قوله تعالى : << فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًا وحزنًا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين >>
(( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا )) إلى آخره من فوائد هذه الآية أولا: أن أتباع الرجل وحاشيته من آله لقوله: آل فرعون وقد علمتم أن المؤلف فسرها بقوله :- أعوان فرعون .


وفيه من فوائدها أيضا أن الإنسان مهما بلغ في العتو والاستكبار فإنه لا يعلم المستقبل، من أين تؤخذ؟ من أن آل فرعون ما علموا أن هذا الطفل سيكون عدوا لهم وحَزنا ومن فوائدها أن المؤمنين أعداء للكفار لقوله: (( ليكون لهم عدوا )) وأنهم أيضا حزن لهم وهذا أمر ظاهر فالمسلمون أعداء للكفار وهم أيضا حزن لهم لا شك أنهم يُساؤون بما يسرهم وبالعكس ومن فوائد الآية أيضا أن الإنسان قد يسعى بما فيه حتفه لأن هؤلاء سعوا فيما فيه حتفهم التقطوا هذا الطفل الذي سيكون عدوا لهم وحزنا ومن فوائدها بيان قدرة الله سبحانه وتعالى بأن هذا الطفل الصبي الذي كانت بني إسرائيل تقتل أبنائها أين تربى ؟ في حَجر فرعون في بيته مع كونه يدور على الأولاد من بني إسرائيل ليقتلهم فقال الله u يعني بلسان الحال: هذا الذي أنت تقتل أبناء بني إسرائيل وهذا من سليلهم سوف يعيش في حَجرك وهذه من أكبر الأدلة على قدرة الله u وأنه لا ينبغي للإنسان أن يعتمد على الأسباب المادية فإن الله تعالى يخلف ومن فوائدها بيان أن فرعون وهامان وجنودهما كانوا على باطل لقوله: (( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين )) وفرق بين الخاطئ والمخطئ الخاطئ الذي يرتكب المعصية عن عمد والمخطئ الذي يرتكبها عن غير عمد عن جهل وفي هذا يأتي دليل على أن لهامان وهو وزير فرعون سلطة كبيرة في مملكة فرعون لقوله: (( وجنودهما كانوا خاطئين )) ففي عدة آيات يضيف الله u الجنود إلى فرعون وحده وباعتبار أن فرعون هو مرجع لهؤلاء الجنود يضاف إليه وحده وباعتبار أن هامان له تأثير لأنه وزير ما أدري وزير داخلية ولا خارجية هم ...وزير هو لكل شؤونه فهو وزير والوزير عادة يتصرف فيما جعل وزيرا فيه . العلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-