حكمٌ شرعيٌ يجهله كثيرٌ من النَّاس

أين تسكن المرأة إذا طلَّقها زوجها طلاقاً رجعياً ؟

قال الشيخ العلَّامة ابن عثيمين رحمه الله:

يجب على المرأة المطلقة طلاقاً رجعياً (أي بعد الطلقة الأولى والطلقة الثانية) أن تبقى في بيت زوجها، ويحرم على زوجها أن يخرجها منه، لقوله تعالى: ï´؟لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُï´¾
وما عليه الناس الآن من كون المرأة إذا طُلِّقت طلاقاً رجعياً تنصرف إلى بيت أهلها فوراً، هذا خطأ ومحرم، لأن الله قال :
ï´؟لا تُخْرِجُوهُنَّï´¾ ï´؟وَلا يَخْرُجْنَï´¾
ولم يستثن من ذلك إلا إذا أتين بفاحشة مبيّنة ، ثم قال بعد ذلك: ï´؟وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ï´¾ ثم بيّن الحكمة من وجوب بقائها في بيت زوجها بقوله: ï´؟لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ï´¾.
فقد يكون بقاؤها في البيت سبباً لتراجع الزوج عن الطلاق فيراجعها، وهذا أمر مقصود ومحبوب للشرع.

فالواجب على المسلمين مراعاة حدود الله، والتمسك بما أمرهم الله به، وأن لا يتخذوا من العادات سبيلاً لمخالفة الأمور المشروعة.
المهم أنه يجب علينا أن نراعي هذه المسألة وأن المطلقة الرجعية يجب أن تبقى في بيت زوجها حتى تنتهي عدتها، وفي هذه الحال في بقائها في بيت زوجها لها أن تكشف له وأن تتزين وأن تتجمل وأن تتطيب وأن تكلمه ويكلمها وتجلس معه وتفعل كل شيء ما عدا الاستمتاع بالجماع أو المباشرة، فإن هذا يكون عند الرجعة، وله أن يراجعها بالقول فيقول: راجعت زوجتي، وله أن يراجعها بالفعل فيجامعها بنيَّة المراجعة.

مرجع فتوى الشيخ رحمه الله:
كتاب مجموعة أسئلة تهم الأسرة المسلمة ص 61