بسم الله الرحمن الرحيم
وقفـة مع صاحب حساب ( منهج السلف أحكم أعلم ) على تويتر في تساؤله

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد :
فقد جاء تساءل عن مسألة الهجر من صاحب حساب ( منهج السلف أحكم أعلم ) على تويتر ونص هذا التساؤل :
(( فتنة المدينة أنتجت لنا قاعدة وطائفة جديدة في منزلة بين المنزلتين.. الصعافقة أهل سنة إخواننا مخالفون لا نبدعهم ولا نخرجهم من السلفية! الصعافقة أعداؤنا نهجرهم ونحذر منهم ومن مجالسهم وغدوهم ورواحهم وأيضا لا نخرجهم من السلفية!
السؤال لرأس الأمر : هل هم من الطائفة المنصور أم من غيرها ؟
تتمة السؤال للشيخ محمد بن هادي ومن معه وعلى طريقتهة [كذا] ... إذا كان الصعافقة من الطائفة المنصورة الناجية فلماذا هجرهم والتحذير منهم والتشنيع عليهم!!! وإن كانوا من باقي الطوائف فلماذا تتورعون في تبديعهم وإخراجهم من دائرة السلفية ؟!!
أم هو تشتيت الناس وإضعاف الشوكة وتشريد العوائل بحمق ؟! )) انتهـى بحروفه.

فبعد الاستعانة بالله _عز وجل_ صاحب التساؤل يُفهـم من كلامه وتساءله أن الهجر يخص الطوائف والفرق الضالة المبتدعة ، وأن ما كان من الطائفة المنصورة الناجية فـي حصـانة مـن الهجـر.
بمعنـى: أن كل هجر ينصب على المبتدع ، وما لم يتلبس بالبدعة لا يصح هجـره .
كذلك يفهم من كلام صاحب هذا الحساب أن مَـن هجر من هو من الطائفة المنصورة الناجية وإن أتي بما يستوجب الهجر عمل بقاعدة محدثة بعد تقعيدها.
فليس كل من كان سلفيًا _من الطائفة المنصورة الناجية_ في حصانة من الهجر وذلك لأن الرسول _عليه الصلاة والسلام_ هجر الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك ، ولم يأت ما يدل على وصفهم بالبدعة وأنهم سلبوا وصف الصحبة الذي هو أعلـى وصف بعد وصف النبوة والرسالة، أو أنهم أخرجوا من دائرة الطائفة المنصورة الناجية.
فمن هنا يتبين أن رسولنا محمد بن عبد الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ قعد لنا أن مَـن كان من الطائفة المنصورة الناجية ليس في حصانة من الهجر.
وهذه القاعدة التي انتقدها صحاب حساب ( منهج السلف أحكم أعلم ) على تويتر معمول بها عند السلف .
فابن عمر _رضي الله عنهما_ هجر أحد أبنائه ولم يبدعه ولم يخرجه من الطائفة الناجية المنصورة.
وعائشة أم المؤمنين _رضي الله عنها_ هجرت أحد أبناء أختها أسماء وهو صحابي ولم يأت عنها أنها أخرجته من الطائفة الناجية المنصورة أو رمته ببدعة .
والشواهد أكثر من هذا عند السلف الصالح بإعمال هذه القاعدة التي انتقدها صاحب الحساب.
وليس في السير على هذه القاعدة أي حمق، ومَـن سار عليها لم يأت بشيء محدث، ولم يخرج عن منهج الطائفة المنصورة الناجية، ولم يقع في منزلة بين المنزلتين وطائفة جديدة.

إذًا ليس كل مهجور مبتدع ويخرج من الطائفة الناجية المنصورة.

هذا والله أعلم ، وبالله التوفيق ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
🏻 كتبـه :
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: الأربعاء 28 ربيع الأول سنة 1443 هـ
الموافق لـ: 3 نوفمبر سنة 2021 ف