التحذير من شبهتين خبيثتين
قال الشيخ العلامة د. ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى ومدَّ عمره في طاعته-:«وأوصي الشباب ألا يسمعوا لشبهتين خبيثتين:•
الشبهة الأولى: نقرأ في الكتب ونُجالس أهل البدع ونأخذ الحق وندع الباطل!!، هذه لعِبَت –كما يُقال- دوراً كبيراً في رمي كثيرٍ من الشباب وإخراجهم من المنهج السلفي ورميهم في أحضان أهل الباطل و البدع؛ فهو المسكين يقرأ في كتب البدع ولا يميز بين الحق والباطل، فيرى الحقَّ باطلاً والباطل حقَّاً فيضل.•
والشبهة الثانية: لا تقرءوا في كتب الردود!! كتب الردود.. كتب الردود.. كتب الردود.. يعني معناه أننا نقرأ في كتب البدع!! وكتب الهجوم والطعون في المنهج السلفي وأهله!! ونسمع الأشرطة ونسمع الإذاعات والإعلام والإشاعات!! ونخلِّي أنفسنا أجهزة استقبالٍ لكلِّ هذه الأشياء، لكن لا تمتد أبصارنا إلى كتب الردود!!، لماذا؟!! لأنها ستفضحهم وتُبيِّن مخازيهم وتُبَصِّر الشباب بالحق، فيقولون كتب الردود!! كتب الردود!! كتب الردود!!؛ يَدْعُونك إلى قراءة كتب البدع بشبهة (أنك تقرأ وتأخُذ الحق واترك الباطل)، فتذهب -المسكين- ضحيَّةً للباطل؛ لأنك لا تُميِّز بين الحق والباطل، فترى الحقَّ باطلاً والباطلَ حقَّاً، وهذا أمرٌ اجتاحوا به ما لا يُحصِي عدده إلا الله ممَّن كان ينتمي إلى المنهج السلفي. فهذه من مكايدهم التي تصرفكم من الثبات على الحق وعن الدعوة إلى الحق وعن التصدي للباطل؛ فكتب الردود مكتظَّةٌ بالعلم، ولا تجدون العلمَ الحيَّ النابض الذي يُميِّز بين الحق والباطل إلا في كتب الردود، والقرآن –واللهِ- يردُّ على أهل الكفر والضلال وعلى المنافقين وعلى اليهود وعلى النصارى وما ترك ضلالةً إلا وانتَقَدَها وفنَّدَها و بيَّن ضلالَها، والسُّنَّةُ كذلك ومنهج السلف مليئٌ؛ كتب العقائد وكتب الجرح والتعديل مليئةٌ بالنقد والرُّدود على أهل الباطل، لأن الحق والباطل لا يتمايزان إلا بهذا النقد وبهذه الردود.. فاقرؤوا كتب ابن تيمية وكتب ابن القيم وكتب السلفيين المعاصرين الذين يجاهدون -إن شاء الله- في سبيل الله، ويناضلون عن دعوة الله، ويصدون عن شباب الأمة الفتنَ، ويُبيِّنون لها الطريق الإسلامي الصحيح من الطرق الضالة، ويكشفون عوار أئمة البدع والضلال..فاعرفوا ماذا يقصدون من محاربة كتب الردود؟!، اطلبوا العلم، وبالغوا في طلب العلم، وشمِّروا عن ساعد الجد في طلب العلم، وممَّا يساعدكم على إدراك العلم الصحيح كتبُ الردود؛ فإنَّها جزءٌ مهمٌّ جدَّاً من طلب العلم، والذي لا يعرف كتبَ الردود ولو حَفِظَ من العلم ما حَفِظَ فإنه –بارك الله فيك– في موقف المتزلزل!!، وقد رأينا كثيراً، قد رأينا كثيراً ممَّن يَعْلَم ثم يقع في الضلالة، ولا تنسوا قصة عبد الرزاق!، ولا تنسوا قصة البيهقي!، ولا تنسوا قصة أبا ذرٍّ الهروي! وهم من كبار العلماء، وشبهة واحدة تهوي به في أحضان أهل البدع -والعياذ بالله-.. عبد الرزاق واحد دونه في العلم يعني ما زال يفتنه حتى ألقاه في التشيع، وأبو ذر من كلمةٍ سمعها -ثناءٌ من البيهقي على أحد أئمة الأشاعرة- فوقع في الضلال، والبيهقيُّ اغترَّ ببعض أئمة الضلال فوقع في الأشعرية وغيرهم وغيرهم... وأمَّا في هذا العصر فلا يُعَدُّ ولا يُحْصَى ممن كان على السنة -إما عالم وإما طالب علم- ثم انحرف بسبب الشُّبه والشُّبهات والأساليب والمكايد التي يبذل الأعداءُ حتى صدوهم عن منهج الله الحق، بل جعلوا منهم جنوداً لمحاربة المنهج السلفي وأهله».
[مفرَّغٌ من شريط (أسباب الانحراف ووصايا في المنهج)