المَنْهَـجُ السَّلَفـِي فِـي سُطُـورٍ

â‌چ لِلشَّـيْخ العَـلّامَة/رَبـِيع بـنُ هَـادِي الـمَدْخَلِي -حَـفِظَهُ اللّه-

(â‌¶) - الرجــوع إلى القرآن العظيم والسنَّة النبوية الصحيحة وفهمهما على النهج الذي كان عليه السلف الصالح رضوان اللّه عليهم، عملا بقول ربنا جل شأنه ( ومن يشاققِ الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيلِ المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )، وقوله تعالى : ( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا )، وقول نبينا -ï·؛- : " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة "، ونعني بالسلف الصالح، أهل الثلاثة القرون الهجرية الأولى المفضّلة، وعلى رأسهم محمد -ï·؛-، وأصحابه وتابعيهم بإحسان، تحقيقا لقول الرسول -ï·؛- : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".

(â‌·) - تصفــية ما علق بحياة المسلمين من الشرك على اختلاف مظاهره، صغيره وكبيره، والحرص على دعوتهم إلى التوحيد الذي هو حق اللّه على العبيد ، وسبيل النجاة الوحيد، وطريق الأنبياء الفريد، الذي من تركه صار عن الحق بعيد، واستحقّ الوعيد، قال تعالى : ( ولقد بعثنا في كلِ أمة رسولا أَن اعبدوا اللَّه واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى اللَّه ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرضِ فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين )، وقال سبحانه وتعالى : ( إن اللَّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرِك باللَّه فقد ضل ضلالا بعيدا )، كما نحرص على تحذير المسلمين من البدع المنكرة -وأهلها-، والأفكار والمناهج الدخيلة الباطلة -ودُعاتها-، وتنقية السنّة من الروايات الضعيفة والموضوعة التي شوّهت صفاء الإسلام وحالت دون انتشاره بين الأنام على الوجه الذي يُرضي القدّوس السلام، كل ذلك أداءً لأمانة العلم، وكما قال الرسول الكريم -ï·؛- : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين )، وتطبيقا لأمر اللّه عز وجل : ( وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) .

(â‌¸) - تــربية المسلمين على دينهم الحق ودعوتهم إلى العمل بأحكامه، والتحلّي بفضائله وآدابه، التي تكْفُل لهم رضوان الله، وتحقق لهم السعادة والمجد، تحقيقا لوصف القرآن للفئة المستثناه من الخسران، ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبرِ )، ولأمره سبحانه : ( ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون )، ويكون ذلك بالحرص على طلب العلم النافع، مع الصبر واليقين الذي يتبعه العمل، مصداقا لقول نبينا -ï·؛- :(من يرد اللّه به خيرا يفقه في الدين).

(â‌¹) - إحيــاء المنهج العلمي الإسلامي الصحيح في ضوء الكتاب والسنة، وعلى نهج سلف الأمة، وإزالة الجمود المذهبي والتعصب الحزبي الذي سيطر على عقول كثير من المسلمين، وأبعدهم عن صفاء الأخوّة الإسلامية النقية، تنفيذا لأمر اللّه جل وعلا : ( واعتصموا بحبل اللَّه جميعا ولا تفرقوا )، وقوله -ï·؛- : " وكونوا عباد اللّه إخوانا "، ويكون ذلك بربط المسلمين بأكابر العلماء الربانيين العاملين، وتحذيرهم من أهل البدع والمنحرفين، كما قال رسولنا الكريم : " البركة مع أكابركم ".

(â‌؛) - عــدم تهييج الناس وتحريضهم على حُكّامهم وإن جاروا وظلموا -لا من فوق المنابر ولا في المجالس الخاصة- لأن ذلك خلاف هدي سلفنا الصالح، وامتثالا لقول المصطفى -ï·؛- : " من أراد أن ينصح لذي سلطان، فلا يبده علانية، ولكن ليأخذ بيده فيخلوا به، فإن قَبِل منه فذاك، وإلا كان قد أدّى الذي عليه "، والحرص على طاعة ولاة أمور المسلمين امتثالا لقول النبي الأمين -ï·؛- : " اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك ".

(â‍ڈ) - الــسعي نحو استئناف حياة إسلامية راشدة على منهاج النبوّة، وإنشاء مجتمع ربّاني، وتطبيق حكم الله في الأرض، إنطلاقا من منهج ( التصفية والتربية ) المبني على قوله تعالى : ( ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهِم )، ودعوة الناس إلى التوحيد وتربيتهم عليه وعلى آدابه وواجباته، فهو -أي التوحيد- لُبّ دعوتنا وخُلاصة منهجنا، وهو سبيلنا الوحيد لإنشاء المجتمع الربّاني، نسعى إلى ذلك واضعين نصب أعيننا قول ربنا سبحانه لنبيه : ( وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم اللَّه شهِيد على ما يفعلون )، وتحقيقا للقاعدة الشرعية : " من تعجّل الشيئ قبل أوانه عوقب بحرمانه " . أهـ .

المصـــــدر: من كتاب منهج الأنبياء في الدعوة إلى اللّه"
منقول للفائدة