هل نقول بأن سنن الفطرة في الانسان كانت عادات في عهده صلى الله عليه وسلم فهي من باب الفضائل

الشيخ محمد ناصر الدين الالباني -رحمه الله-

السائل :
هناك من يقول إن السنن الظاهرية في الإنسان كاللحية والثوب إنما هي كانت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبيل العادة والآن ليست واجبة الإنسان أن يربى لحيته وأن يتمثل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وإنما من باب العادة فقط واتباعها من باب الفضيلة ليس فقط ؟
الشيخ : يعني لا تعدو أن تكون فضيلة من الفضائل .
السائل : فقط لا غير فما حكم ذلك ؟
الشيخ : لا هكذا ما هكذا اسمع اسمع ، السؤال هكذا لأنه هو السائل أنت عندك سؤال غيرك .؟
سائل آخر : سؤال ثاني .
الشيخ : هذا هو فأنت عندك سؤال لك فاحفظه رأيت كيف أما نحن حكينا مع الأستاذ هناك أنه نحن ليس لنا نفرض على الناس أنه أنت عم اسأل هكذا لا ما تسأل هيك لكل سؤال جواب هو سأل هكذا ! كيف هو وأنت تسأل بكيفك لا أنت تدخل في كيفه ولا هو يدخل في كيفك آه ، (( كل يعمل على شاكلته )) ، وفي ظني على كل حال سيكون الجواب عن هذا السؤال الذي ظن البعض أنه ما هكذا يمكن راح يكون الجواب يشمل السؤال الذي طرح والذي سوف يطرح أولا يطرح فصبرا شيئا قليلا ، الحقيقة أن هذه المسألة من جملة البلاء الذي أصاب العالم الإسلامي من خاصتهم . نعم .
أبو ليلى : وليس . وليس من عامتهم .
الشيخ : أيه .
احد الجلوس : أعد يا شيخ
الشيخ : أقول إن هذ البلاء أصاب العالم الإسلامي ليس من عامتهم بل من خاصتهم فالخاصة هم الذين يلقنون العامة أحيانا بعض الأفكار الغريبة المنحرفة عن الإسلام والسبب الذي يحملهم على هذا الانحراف ليس هو الاجتهاد العلمي لسبب أو أسباب ذكرناها آنفا وإنما هي محاولة من هذه الخاصة لجعل الإسلام يتماشى مع رغبات العصر الحاضر ومتطلباته المادية أما لو كان الدافع لهم على ذلك الاجتهاد من كتاب الله من حديث رسول الله لا بأس هو مأجور على كل حال لكن ليس الوازع على هذا هذه مقدمة نحن نقول ذكرت أن بعضهم قال أنه لا تعدو المسالة أن تكون من الفضائل من الأمور المستحبة من شاء فعل ومن شاء ترك أنا في علمي أن هناك طائفة أخرى يقول لك هذه فعلت أو تركت سواء أقول هؤلاء كثر خيرهم هؤلاء الجماعة الطيبون الذي يقولوا أن هذا أمر مستحب وفضيلة معناه تركوا الباب مفتوحا أمام المتعبدين اللذين يريدون أن يتقربوا إلى الله زلفى باتباع الرسول عليه السلام فيما فعل وفيما أمر أما الآخرون لقد نسفوا كل الأدلة التي ستسمعونها وألغوها إلغاء مطلقا وجعلوا مسألة إعفاء اللحية والإطاحة بها أرضا سواء وما نظروا إلى هدي الرسول بل إلى هدي المصطفين الأخيار من الأنبياء والرسل الأبرار حيث لا يعرف التاريخ الأممي ولا أقول التاريخ الإسلامي فقط لا يعرف نبيا حليقا وقرآننا يكفي دلالة (( قال يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي )) ، إذن الأنبياء كانوا ملتحين ألا يكفي أن يكون واضحا لدى ذهن المسلم أن يكون مقتديا في زيه وفي شكله بالأنبياء وعلى رأسهم سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم بلى هذا والله يكفي فما بالكم وعندكم هناك أمور تؤكد وجوب وفرضية إعفاء اللحية ما أنها مستحبة أو من الفضائل أو من السنن المؤكدة أو من الواجبات التي يفرق بعض المذاهب بينها وبين الفرائض لا تلك الأدلة تؤكد أن إعفاء اللحية هو من الفرائض التي يأثم مخالفوها إثما كبيرا وحينما تسمعون هذه الأدلة يصبح القول الذي حكاه الأستاذ أنهم يقولون هذه من الفضائل هباء منثورا فمن باب أولى القول الآخر الذي ذكرته الذين يقولون سواء حلقت أم عفوت ، أول ذلك يقول عليه الصلاة والسلام ( حفوا الشارب وأعفوا اللحى وخالفوا اليهود والنصارى ) ، هذا حديث ، حديث ثاني جاء رجل رسول من طرف كسرى حليق اللحية قال له ( من أمرك بهذا ) قال " ربي " لذلك قال عليه السلام ( وخالفوا اليهود والنصارى ) وفي رواية ( المجوس )( من أمرك بهذا ) قال " ربي " قال ( أما ربي فأمرني بقص الشارب وإعفاء اللحية ) وكذلك قال عليه الصلاة والسلام ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) ، قصد مخالفة الكفار فقط كمبدأ عام أمر مشروع في الإسلام وأنا أضرب لكم مثلا بسيطا قد ينكره بعضهم قد ترون في يد بعضنا الساعة في اليد اليمنى وليس في اليسرى فرض لا سنة لا لأنه ما كانت الساعة في زمن الرسول حتى نقول سنة ، إذا مخالفة للكفار فالكفار ابتدعوها واخترعوها ولطفوها وجعلوها بهذا الحجم وبهذا السهولة للاستعمال ووضعوها في شمائلهم فتطبيقا لهذا الحديث ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) أي اليهود والنصراني يشيب كما يشيب المسلم سنة الله في خلقه (( ولن تجد لسنة الله تبديلا )) ، فيشترك المسلم مع الكافر في الشيب وهو لم يفعل ذلك هذا خلق الله مع ذلك الله على لسانه نبيه يقول لهذا المسلم هذا خالف اليهود والنصارى اصبغ شيبك حتى تتميز بصبغك عن هؤلاء الكفار فما بالك في صبغة أخرى صبغك الله بها وصبغ كل رجل في الدنيا وهو خلق له لحية يأتي الكافر فيخالف إرادة الله ويحلق لحيته فتأتي أنت وتتشبه به وتوافقه فتخالف أمر الرسول من جهة ثم توافق اليهود والنصارى والمجوس من جهة أخرى كذلك قال عليه السلام ( خمس من الفطرة ) فذكر منها قص الشارب في حديث آخر ( عشر من الفطرة ) أضاف إلى قص الشارب إعفاء اللحية فإذن هذا الحديث يعطينا حكما جديدا يبطل قول أولئك الناس يقولون هذه كانت عادة في الجاهلية والرسول أقرها فيكفي إن أنت فعلت وإن شئت تركت نقول لا لقد حكم الرسول عليه السلام بأن إعفاء اللحية من الفطرة التي وصفها في القرآن الكريم (( فطرة الناس التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله )) ، أرأيتم لو أن رجلا خالف الفطرة في الخمس قال عليه السلام ( خمس من الفطرة قص الشارب ونتف الإبط وحلق العانة وقص الأظفار والختان ) ، ماذا تقولون عن إنسان خلق الله له لحية فيطيح بها خلق له شاربا فيطيح به خلق له أظافر فأمره بقصها فلا يقصها عكس الفطرة خلق له عانة فيتركها كما هي وهي بديل عن اللحية التي يتسأصلها من فوق فتنبت له من تحت ، ماذا تقولون في إنسان يخالف فطرة الله في هذه الخصال هذا إنسان وإلا وحش حيوان أظافره مثل السبع وإبطه لحيتين أخريين ما ينتف و هناك لحية أخرى بين فخذيه هذا خالف الفطرة أي خالف فطرة الله يعني خالف بالتعبير العصري اليوم الإنسانية هذا وحش هذا ما يليق أن يعيش بين الناس وبلا شك أنه كل جرم من هذه الأجرام لها وزنها فالذي مثلا ينتف إبطه حافظ على الفطرة يحلق عانته حافظ على الفطرة يقص شواربه حافظ على الفطرة يحلق لحيته خالف الفطرة فإذن هذه الفطرة لا يجوز تغييرها فلماذا يغير المسلمون هكذا عادة الكفارة هكذا يتزين الكفار فنسينا نحن شريعة الله في كل هذه النصوص وأخذنا نقول بتسليك هذا الواقع المؤسف أنه ما عليه شيء هذه كانت والآن صارت عادة فإن شئت فعلت وإن شئت تركت مع أنني أعلم أن بعض الناس يتقربون إلى الله بحلق اللحى أنتم لا تعلمون هذا وسأعلمكم بذلك وستوافقون معي كيف ذلك ماذا يفعل المبتلى بحلق لحيته يوم الجمعة ماذا يفعل يوم العيد ماذا يفعل يوم يبني بأهله ألا يبادر فيحلق يوم الجمعة لحيته ويحلقها يوم العيد وحينما يريد أن يقابل الناس يستقبلهم يطلع وجه كوجه فتاة من أجمل الفتيات هذا كله تغيير لخلق الله تغيير للعبادة التي شرع الله كما يفعل بعض الناس الآخرين هذه العادة عندكم وإلا لا كنت رايت خلافها قريبا عندنا في سوريا إذا مات ميت في بيت وكلهم يحلقون اللحى يعفون عنها يتركونها إيش معنى هذا هذا حزين إي صارت السنة علامة مثل الحزن بل صار الواجب الذي ينبغي عليه المسلم يحافظ ما يفعله إلا إذا أصيب بمصيبة هذه موجودة عندكم .
السائل : ... قريب منها ... ما ندري أنت أخذتموها منا أو ... .
الشيخ : أحلاهما مر لكني رأيت منذ يومين أو ثلاث صلينا على جنازة رأيت المصاب حالق على نظيف أي والله ثم يأتي المعزون فيقبلونه ثلاث مرات فعرفت السر في ذلك أنه يريدون يقبلوا الشعر يمجه الطبع ما يظبط ولذلك لازم يكون على نظيف هذه رأيتها منذ يومين هذه كلها سبب أو سببها هو الانحراف عن السنة تارة علما وتارة عملا ليس علما أنتم ترون الناس اليوم زوجاتهم بناتهم متبرجات في أحد من المسلمين يقول يجوز للمرأة أن تخرج كاشفة حاسرة لا كلهم يعلمون أن الله عز وجل قال (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن )) أكثر النساء اليوم لا يتجلببن هل ذلك جهل بالشريعة لا ولكونه تساهل في تطبيق الشريعة لما نروح نزور القبور ما نشوف قبر على السنة مرفوعا القبر على الأرض كذا وكذا مبني عليه ... محاط بحديد إلى آخره مساجد فيها قبور وقد لعن الله المتخذين المساجد على القبور شريعة معروفة لكن هجرت وتركت وأصبح نسيا منسيا لسببين اثنين ذكرنا آنفا آحدهما وهو سكوت أهل العلم وتقصيرهم في القيام بواجب التعليم والتذكير السبب الثاني اتباع الشهوات والأهواء وتقليد الكفار الذين استعبدونا في عقر ديارنا فنسأل الله عز وجل أن يعلمنا سنة نبينا أولا وأن يلهمنا العمل بها ثانيا هات الآن السؤال الذي أنت بقى عندك إن كان بقي محل للسؤال .
السائل : ... .
الشيخ : لا إذا كان نريد نقول ما نعطلك عطلتوني خلاص -يضحك الجميع -ولذلك قيلت ونمشي بقى تفضل .