( من أشراط الساعة أن يظهر الجهل ويقل العلم ويظهر الزنا وتشرب الخمر ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأةً قيمهن رجل واحد )

القارئ : حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً لا يحدثكم به غيري قال : ( من أشراط الساعة أن يظهر الجهل ويقل العلم ويظهر الزنا وتشرب الخمر ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأةً قيمهن رجل واحد ).
الشيخ : الله أكبر يظهر الجهل ويقل العلم يظهر الجهل يعني يفشو ويكثر سواء بقسميه يظهر الجهل بقسميه البسيط والمركب فالبسيط عدم العلم والمركب عدم العلم وعدم العلم بعدم العلم هذا المركب ولهذا سميناه مركبا عدم العلم والثاني وعدم العلم بعدم العلم يعني يكون الإنسان ما يعلم لكن ما يدري أنه ما يعلم فتجده يتكلم بما يظنه علما وهو وهم وبما يظن أنه براهين وهي شبهات ليست براهين إذا الجهل يظهر بقسميه البسيط والمركب الثاني يقل العلم هذا المقابل يقل العلم بماذا ؟ جاءت أحاديث أخرى تبين أن المراد بقلة العلم موت العلماء حتى إذا لم يبق إلا رؤساء ضلالا أفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا والعياذ بالله ويظهر الزنا يعني يفشو ويكثر نسأل الله أن يحمينا وإياكم ويجنب بلادنا وبلاد المسلمين هذا الخلق الخبيث يظهر الزنا لكثرة أسبابه ومن أسبابه التبرج والاختلاط التبرج بالزينة بلبس الثياب الجميلة أو بكشف الأعضاء الفاتنة كالوجه وبالاختلاط ولهذا ذكر ابن القيم في الطرق الحكمية أن الزنا سبب لكثرة الموت والطواعين وصدق رحمه الله الآن ظهر مرض يسمونه الإيدز ما له علاج وقرر الأطباء زعماءهم أن سببه الزنا المخالطة الجنسية غير الشرعية وهذا يشهد لما قاله رحمه الله بأن تكثر الطواعين والأمراض والموت قال : ويجب على ولاة الأمور أن يمنعوا النساء من الاختلاط بالرجال ومن الظهور متبرجات حتى قال يجوز لوالي الحسبة إذا رأى من امرأة ثوبا جميلا أن يلطخه بالسناء أو شبهه يجيب البخاخ حق البوية نعم ويبخ عليها حتى تذهب متلوثة ثيابها هكذا قال في الطرق الحكمية العلماء يعانون هذا الأمر من زمان فالمهم أن من أسباب الزنا من أسباب ظهوره ظهور مسبباته وهي إيش؟ التبرج والتطيب والسفور والاختلاط بالرجال وما أشبه ذلك وتجد المجتمعات اليت تمارس نساءها مثل هذه الأمور تجد بيوتها عارية تمام العرو يجعل امرأته تخرج لتعاشر من تعاشر من الناس ويأتي بدلها بخادمة ربما يحدث بينه وبينها فتنة وربما تربي أولاده على أسوأ الخلاق وربما تقتلهم كما حدثت بذلك قبل سنة حصل هذا جعلت الخادم تذبح الأولاد كما تذبح الأكباش نعم هذا وقع هنا يعني ما في بلدنا هذه لكن عندنا ثم إن المرأة إذا اختلطت بالرجال وهي سافرة لا تتقبل زوجها عند المعاشرة الخاصة بشهية ولذة لماذا ؟ لأن قلبها قد تعلق بأناس أشب منه وأجمل في الأسواق فتأتي إلى الفراش وهي باردة ما عندها استعداد ولا تقبل للزوج مهما قويت شهوته إذا قوبل ببرودة ما كأنه يعمل هذه العملية كذلك الزوج إذا خرج إلى السوق وجد النساء هكذا كاشفات سافرات تقل نظرته إلى زوجته فيأتيها باردا بل ربما لا يقوى عليها وعلى ممارسة العملية إلا وهو يتصور أنه يخالط امرأة رآها في السوق والعياذ بالله وهذا هو الشيء المشاهد وهو المعلوم الذي تدل عليه الفطرة ولهذا يتخذ بعض السفهاء مما يسمونه بالفيديو الذي يظهر بصورة عارية خليعة يشاهد الرجل يجامع الزوجة وطبعا الخبثاء المصورون لهذا الشيء لا يصورون إلا امرأة شابة جميلة مع شاب جميل فإذا أراد أن يأتي أهله لبرودة الأمر عنده بما شاهده من النساء الفاتنات خارج البيت لا يأتيهم إلا وقد عرض على شاشة التلفزيون ما في شريط هذا الفيديو لينهض من همته ما ينهض لهذا يجب علينا ونحن أمة مؤمنة مسلمة محتشمة تحترم نساءها وتحترم أخلاقها أن نكون يدا واحدة ضد أعداء الإسلام وأمة الإسلام الذين يحاولون بكل ما يستطيعون أن يختلط النساء بالرجال أو أن تخرج نساء المؤمنين كاشفات متبرجات متطيبات كاشفات فاتنات حتى يحال بينهم وبين ما يشتهون ولقد قال أصدق الخلق وأعلم الخلق بما ينطق محمد صلى الله عليه وسلم : ( ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال أو أضر على الرجال من النساء ) هكذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأن هذه الفتنة والعياذ بالله تدب إلى كل قلب فتنة عبادة الصنم ربما يتحاشاها كثير من الناس لكن هذه الفتنة ربما يقع في شركها من هو أبعد الناس عن الشرك لكنه يشرك شرك شهوة لا شرك عبادة فالحاصل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه يظهر الزنا وظهور الزنا يكون بعد ظهور مسبباته ومقدماته ...
قال ( وتشرب الخمر ) ولم يقل ويظهر شرب الخمر كأن مجرد شرب الخمر مقابل لظهور الزنا لأن شرب الخمر لا يقدم عليه عاقل أبدا لكن الزنا شهوة متحركة في النفس ربما يقدم عليه كثير من الناس ويحتمل أن يقال ويشرب الخمر أي أنه يكون كشراب الماء فيكون فيه إشارة إلى كثرته حتى يكون كالشراب المعتاد كما يشرب الماء يشرب الخمر نعم ويقول وهذا هو الشاهد من الحديث قال : ( ويقل الرجال ويكثر النساء ) كيف هذا ؟ هل معناه أن المرأة تنجب عشرة من الرجال وواحد من النساء بالعكس تنجب عشرة من النساء وواحد من الرجال نعم يحتمل هذا لكنه غير مراد هذا الاحتمال لأنه جاء في الأحاديث تدل على أن المراد به القتل كما قال الرسول في حديث آخر : ( يكثر الهرج ) يعني القتل والقتل إنما يستحرُّ بمن ؟ بالرجال لأنهم هو أهل القتال نعم فيكون المعنى أنها تكثر الحروب والفتن حتى يقتل الرجال وتبقى النساء بلا رجال يكون معدل لكل رجل كم ؟ خمسون امرأة لكل رجل خمسون امرأة الله أكبر طيب.
العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-