ما حكم إسبال الإزار ؟
السائل : اللحية والإسبال أجبت عن اللحية والإسبال لم تجب عليه ... فما حكم إسبال الإزار ؟
الشيخ : إسبال الإزار لا يجوز ، نحن كتبنا في هذا كلاماً في مقدمة مختصر الشمائل المحمدية - قد رأيتم هذ الكتاب - في المقدمة ذكرنا أنه لا يجوز إسبال الثوب والقميص والعباءة والجبة المصرية التي تجب الأرض لكبار الدعاة الإسلاميين فهذا كله ليس إسبالاً في السنة العملية فقط بل ومخالفة صريحة للسنة القولية التي تحكم بأن ما طال من الإزار دون الكعبين فهو في النار ، ... فهنا شبهة تعرض لبعض الناس لا بد من الجواب عليها :
يحتجّون بقصة أبي بكر الصديق حينما كان يسأل الرسول عليه السلام بأن إزاره يسقط فقال له عليه السلام ( بأنك لا تفعل ذلك عمداً ) ، فيقول بعض المخالفين لهذه السنة أن إطال الإزار دون الكعبين ليس فيه معصية وإنما المعصية أن يقصد بذلك الخيلاء ، فإذا لم يقصد بذلك الخيلاء كأبي بكر فلا وزر عليه ولا إثم عليه ، هذه مغالطة شتّان بين أبي بكر الصديق الذي يسقط الإزار رغم أنفه ولا يتقصّد ذلك من جهة ، ومن جهة أخرى يخشى أن يصيبه وبال قوله عليه السلام : ( من جرّ إزاره خيلاء لا ينظر الله عز وجل إليه يوم القيامة ) ، أين هذا ممن يذهب إلى الخياط ويقول له فصّل لي الجبة إلى ظهور القدمين ، هذا كيف نستطيع أن نقيسه على أبي بكر الذي يكون إزاره على السنة تماماً لكن مع السير والحركة يسقط كذلك العباءة مثلاً أو المشلح كما يقولون هنا ، لا يستويان مثلاً ، فهذا أولاً أي الذي يتقصّد تفصيل الثوب كان جبة كان مشلحا كان قميصا أو أي شيء يتقصد تفصيله دون الكعبين فهذا لا يجوز له أن يحتج بفعل أبي بكر لأن فعل أبي بكر ليس مقصوداً وهذا منه مقصود تماماً .
الشيء الثاني هناك حديث نستطيع أن نعتبره منهجاً سُنّياً للباس المسلم الذي يهمّه اتباع الرسول عليه السلام في كل ما شرع لنا عن ربنا تبارك وتعالى ، يقول عليه الصلاة والسلام ( إزرة المؤمن إلى نصف الساق فإن طال فإلى الكعبين فإن طال ففي النار )
لا شك أن هذا الذي يأتي إلى الخياط ويأمره بأن يفصّل له ثوبه أي ثوب كان إلى أسفل الكعبين هو لا يهتم إطلاقاً إلى هذا المنهج الذي وضعه الرسول عليه الصلاة والسلام للمسلمين أنه يكون إلى نصف الساق فإن طال فإلى الكعبين وهذه رخصة أخيرة فإن طال ففي النار .إذن هنا لم يذكر الخيلاء وضع منهجاً وإنما قال يجوز أن يكون الثوب إلى ما فوق الكعبين فإن طال دون الكعبين فهو في النار أي صاحبه ، ولذلك ينبغي أن نفهم الحديث السابق : ( من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ) يشير إلى أن جرّ الإزار خيلاء أشد معصية وإثماً عند الله من الذي نتخيّل أنه لا يجر إزاره خيلاء ولكنه يفصله تفصيل عند الخياط على خلاف المنهج الذي سمعتموه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فإذا عرفتم هذا حينئذٍ لا يصح تقييد الحديث الثاني بالحديث الأول أي فإن طال ففي النار ، تعني خيلاء ، لا ، هذا سواء كان خيلاء أو غير خيلاء ما دام أنه يتعمده فممكن أن نتصور يقع من ذلك أنه على الموضة لا يخطر في باله خيلاء ممكن هذا كما جاء الدور على بعض الشباب المفتونين بتقليد الغربيين مع الأسف ابتلوا بزمانهم ببنطلون يسمّونه في سوريا بنطلون جالص ، فهو في المكان الذي يكون عريضاً ضيّقوه وفي المكان الذي يكون ضيّقاً وسّعوه ، فهذا كله من تسويل الشيطان للإنسان ، النساء اللاتي يجب عليهن أن يُطلن ثيابهن على العكس يقصّرن من ثيابهن ، الرجال الذين ينبغي عليهم أن يقصّروا ثيابهم يطيلونها ؟ سبحان الله ، من الذي يستطيع أن يقول أن هذا ليس من تلاعب الشيطان ببني الإنسان ، لذلك العصمة كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ) ، فالسنة السّنة هدانا الله وإيّاكم جميعاً للعمل بها .