ما حكم من لم يحدث نفسه بالجهاد ؟

الطالب : الحديث الذي يقول " من لم يجاهد أو يحدث نفسه بالجهاد فمات ميتة جاهلية " هل مجرد أن يحدث نفسه بالجهاد يخرجه من هذا الوعيد وهل إن بذل من ماله شيء في سبيل الله فيكون قد خرج من هذا الوعيد يعني في سبيل الله في الجهاد يكون خرج من الوعيد ؟ .

الشيخ : هو بارك الله فيك الجهاد جهادان: أحدهما فرض عين كما هو الشأن في هذا الزمان ؛ والآخر فرض كفاية ؛ الآن ما في فرض كفاية لأن المسلمون غزوا في عقر دارهم فهو فرض عين ؛ وحينئذ لا يكفي أن يحدث المسلم نفسه بالجهاد لينجوا من النفاق ؛ لكن عليه أن ينفر مع الذين ينفرون في سبيل القتال في سبيل الله عز وجل ؛ هذا إذا وجدت الأسباب التي تهيئ الجهاد في سبيل الله عز وجل ، في هذه الحالة وجبت النفرة من كل مسلم ؛ أما إذا لم تكن الظروف مواتية لذلك فلا أقل من أن ينوي هذا الجهاد ، هذا الحديث تماما من حيث النية التي لا بد منه كحديث " من رأى " حديث أبي سعيد الخدري ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) . فحينما لا يستطيع المسلم أن يجاهد فعلا فلا أقل من أن ينوي ذلك قلبا ؛ هذا هو المقصود من حديث الرسول عليه السلام ( من لم يغز ) . يعني حين الإمكان ( أو لم يحدث به نفسه ثم مات مات على شعبة من النفاق ) . أو كما قال عليه السلام .
الشيخ محمد ناصر الدين الالباني-رحمه الله-