حقوق الوالدين على الولد ، وآداب التعامل معهما.
هذه سبعة وثلاثون بابا مهما بين حق وأدب في معاملة الوالدين .
============
الحمد لله رب العالمين ،والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين وسيد الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإذا أردت أخي أن تنعم بعيشك ، وأن تنجح في مشروع حياتك في الدنيا وتسعد دنيا وآخرة فعليك بتحقيق حقوق الوالدين وإلتزام الوصايا التي أوصى الله بها الأولاد .
١- عموم الإحسان إليهما ، والحذر الشديد من الإساءة إليهما بفعل أو قول أو إشارة ..
قال تعالى: (( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ))
٢- خاطبهما بأدب وقل لهما القول الكريم ، ولا تنادهما باسمهما ، فإن ذلك من سوء الأدب وهو باب من أبواب العقوق .
٣- لا تقل لهما أف ولا تتألف عندهما عند ما يأمراك أو ينهاك ، ولا تنهرهما أي لا تزجرهما فإنه سوء خلق قبيح رضع من لبان العقوق .
٤- تواضع لوالديك وتذلل لهما وعاملهما بالرحمة واللطف . قال تعالى : (( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )).
٥- أطع والديك دائما مهما يكن الأمر إلا في معصية الله ،فلا طاعة لمخلوق في معصية الله ، ومع ذلك معاملهما بالإحسان والمعروف من البر ، وقد قال تعالى : (( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا )).
٦ - تلطف بوالديك ، وخاطبهما والإبتسامة تملأ محياك ، ولا تقطب وجهك أمامهما ولا لهما ، ولا تعبس بوجههما، ولا تحد النظر فيهما ولو لم تكن غاضبا فلا تفعل ذلك إذا كرهت شيئا منهما قولا أو فعلا أمرا أو نهيا ..
٧ - حافظ على سمعة والديك وشرفهما فذلك عرضك ، وإياك أن تفشي شيئا من أسرارها ، أو أسرار البيت ، وحافظ على مالهما ،ولا تأخذ شيئا منه بدون إذنهما.
٨ - اعمل جاهدا على إدخال السرور عليهما بطاعتهما ، وبعمل ما يحبان ولو من غير أمر منهما ، كالمسارعة لخدمتهما ،وشراء لوازمهما ،والاجتهاد في طلب العلم والعمل به.
٩- شاورهما في أعمالك كلها ، فلا خاب من استشار والديه لأنهما لا يشيران عليك إلا بأفضل ما يعلمان حبا في الخير لك ، ولا يبخلان عليك .
١٠ - اعتذر منهما بأدب إذا اضطررت للمخالفة والأخذ بغير ما أشارا عليك .
١١ - أجب نداءهما مسرعا بوجه مبتسم وصوت منخفض ولا تتثاقل ولا تتأخر عليهما كثيرا قائلا : نعم يا أمي ، ويا أبي أو نعم يا أماه ، ويا أبي .. فإن هذا من الإكرام الذي وصى الله به .
١٢ - لا تجادلهما ولا تخطئهما وحاول بأدب أن تبين لهما الصواب بدليله ، واحفظ مكانتهما وكرامتهما مهما أوتيت من علم.
١٣ - لا تعاندهما إذا لم يقبلا منك ولا ترفع صوتك عليهما، وأنصت بأدب وتذلل لحديثهما، ولا تظلم أو تزعج أحدا من إخوانك إكراما لهما.
١٤ - انهض إلى والديك إذا دخلا عليك ، وقبل رأسهما ،ولا تنتظر أن يأتيا إليك .
١٥ - ساعدهما في عملهما ،الأم في البيت والمطبخ ، والأب في عمله مادمت غير مشغول بأمر مهم.
١٦ - لا تسافر إذا لم يأذنا لك ، ولو لأمر هام ، فإن اضطررت فاسترضيهما ، واعتذر لهما بأدب ، وعدهما بوصالك ، ولا تقطع اتصالك بهما ولا رسائلك لهما.
١٧ - لا تدخل عليهما بدون إذن ولا سيما أوقات نومهما أو وضع ثيابهما.
١٨ - إياك وفعل معصية أمامهما ، كسب الله وسب الدين والاستهزاء بالمؤمنين ، والإساءة إلى الجيران وشرب الدخان وغير ذلك ..
١٩- لا تتقدم بين يديهما ولا تتناول طعاما قبلهما ، وأكرمهما في الطعام والشراب بأن تقدم لهما الأفضل والأطيب ،وإذا تطلب الأمر أن تطعمهما بيدك فبادر .
٢٠ - لا تكذب عليهما ولا أمامهما ولو كنت مازحا ، ولا تنهرهما إذا عملا عملا لا يعجبك ..
٢١ - إن كنت متزوجا وعندك أولاد إياك أن تفضل زوجتك وأولادك عليهما ، وأطلب رضاهما قبل كل شيء فرضا الله في رضاء الوالدين وسخطه في سخطهما.
٢٢ - إياك أن تضرب أولادك وزوجتك أمامهما إكراما لهما ..
٢٣ - لا تجلس في مكان أعلى منهما ، ولا تمد رجليك بحضرتهما وفي وجههما متكبرا مستعليا عليهما.
٢٤ - لا تتحرج في الانتساب إلى أبيك ، ولا تستحي بانتسابك إليه مهما تكن حالك ووظيفتك ، ومهما يكن حال والدك ومنزلته.
٢٥ - لا تبخل بالنفقة على والديك حتى يشكواك ، فهذا عار عليك ، وحتى لو كانا في غنى عنك ، فنفقتك مكرمة وسترى ذلك في أولادك لا محالة سلبا وإيجابا .
٢٦ - أكثر من زيارة والديك وخاصة إذا كنت قريبا منهما، وواظب على تقديم الهدايا لهما ، ولو شيئا يسيرا ..
٢٧ - أشكرهما على تربيتك وتعليمك و تعبهما عليك ، واعتبر في ذلك بأولادك وما تقاسيه معهم ..
٢٨ - نعم إن أحق الناس بالإكرام أمك ثم أبوك فلا تغفل عن هذا فالكثير يكرم أمه ولكنه يغفل عن أبيه أو يهينه أو لا يبالي به ،فإن كانت الجنة تحت أقدام الأمهات ،فالأب هو أوسط أبواب الجنه، واعلم أن عقوق أحدهما عقوق لهما.
٢٩ - إذا طلبت منهما شيئا فتلطف في الطلب ، واشكر لهما إن أعطياك ، وادعوا لهما ، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله ،وأحق الناس بالشكر والدعاء والديك.
٣٠- وإن منعاك ما طلبت فارض بذلك واطمئن نفسا ولا تقلق ،واعذرهما ولا تلح ولا تكثر عليهما من الطلبات فتزعجهما وتقلقهما.
٣١ - إذا كبرت وأصبحت قادرا على الكسب فذلك بفضل الله ثم برعايتها فبادر بالعمل وساعد والديك ولا تكن عالة وعبئا عليهما وساعدهما بما تستطيع ردا للجميل ..
٣٢ - احذر عقوقهما وغضبهما فتشقى في الدنيا والآخرة .. فإن في غضبهما غضب الرب عليك ، وفي رضاهما رضا الرب سبحانه ، واعلم أنك كما تعاملها يعاملك أولادك ، فالجزاء من جنس العمل ..
٣٣ - اعلم أن لوالديك عليك حقا ولزوجتك عليك حقا ولأولادك عليك حقا ولأخوانك حقا فأعطي كل ذي حق حقه ، وحاول أن تجمع بينهم ، وحاول أن تؤلف بين قلوبهم إذا رأيت تنافرا .
٣٤ - إذا تخاصم أبواك مع زوجتك فكن حكيما عدلا ، وأفهم زوجتك أنك معها فلا تظلم ، إن كان الحق بجانبها ، وأن ما ضاع حق وراءه طالب ، ولكن بالتي هي أحسن للتي هي أقوم ، وأنك مضطر لترضيهما امتثالا لأمر الله تعالى كما هي مضطرة لإرضاء والديها كذلك ، وأن تعامل والديك كما تحب هي أن يعامل والديها.
٣٥ - أكرم أقاربها وصديقيهما في حياتهما وصلهم بعد مماتهما.
٣٦ - أطلب منهما الدعاء لك والرضا عنك فدعاؤهما مستجاب في الخير والشر ، واحذر من دعائمها بالشر عليك .. وأكثر من الدعاء لهما وخاصة في صلاتك وفي أوقات الإجابة .
٣٧ - إياك أن تؤذي أحدا في والديه
قتسبه أو تلعنه فإن ذلك يرجع على والديك وهو من أكبر العقوق ، فلا تلعن ولا تسب أباء الناس وأمهاتهم حتى لا تتسبب في سب ولعن والديك .
إذا جمعت هذه الأمور في معاملة الوالدين وحرصت على ذلك فأنت الموفق الفائز برضاهما ورضوان الله ، وإن تركت بعضا من ذلك فسارع وبادر إلى إكماله مادمت حيا ومادام والديك على قيد الحياة ،لأنه إن فاتك والديك أو أحدهما وأنت مقصر فستندم على ذلك ، ويومها تذوق لوعة الحسرة والندم ، وخاصة يوم ترى ذلك في أولادك .
أسأل الله لي ولك التوفيق والسداد ، وأن يعيننا الله على طاعة الوالدين ورضاهما إنه سميع قريب مجيب.