يا من اشترى الحياة الدنيا بالآخرة ، وباع آخرته بدنيا الناس .. تأمل .. تأمل..

=========
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
وبعد :
تأمل معي أخي المنيب جيدا جزاء من اشترى الحياة الدنيا بالآخرة ، أو باع آخرته بدنيا الناس .
قال تعالى (( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ)) .
تأمل جيدا وأمعن النظر في قول الحق تعالى الذي لا يظلم : ((فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ )) .. تصور نفسك أنت من قيل فيه ذلك ، لنعتبر قبل فوات الأوان : (( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ))
إنه حكم بعد الإعذار فلا يقبل المرافعة ولا حتى المراجعة .
١- حكم بالمؤبد فلا يخفف عنهم العذاب (( خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا )) .
٢- قد أحيلوا إلى أشد العذاب ، فلا يخفف عنهم(( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ))
٣- لا يخفف عنهم العذاب الشديد ،فلا أشد منه !! (( إنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ )).
٤- لا يخفف عنهم العذاب العظيم ، فلا أعظم منه .. (( وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))
٥- لا يخفف عنهم العذاب الأليم ، فلا أشد منه ألما .. (( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))
٦- لا يخفف عنهم العذاب المهين فلا مهانة ولا مذلة أعظم منها (( وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ )) .
٧- لا يخفف عنهم العذاب المقيم ، إقامة أبدية فلا أطول منها وما هم منها بخارجين . (( يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ))
٨ - فوق ذلك لا يجدون محاميا يرافع عنهم ويدافع ليخفف عنهم ما هم فيه وما حكم عليهم بالعقوبة التي يرون أنه ما عقب أحد بها سواهم ، ولكنها عقوبة من جنس أعمالهم الفظيعة والجزاء من جنس العمل .. وكل جرائمهم سببها أنهم باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم واشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ،فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون .
٩ - وفوق ذلك لا ولي لهم ، ولا صديق حميم ، ولا قريب ولا حبيب يدفع عنهم ويشفع لهم ليخفف عنهم ؛ بل الكل تبرأ منهم .
١٠- لا إله إلا الله ، ما أرعب هذا وما وأفزعه على القلوب ، فيا وليتها إن لم تتب ، ويا وليتها إن لم تدركها رحمة من ربها ، إن الأمر جد فظيع إنها العقوبة بالمؤبد في نار تلظى حرها عذاب وقرها عذاب .
اللهم تب علينا واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا واعف وتجاوز عنا في عبادك الصالحين .