النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    1,205

    افتراضي لا أخوة إنسانية بين الإيمان والكفر ، إنما هي أخوة إسلامية إيمانية واحدة بغض النظر عن اللون والجنس واللسان ..

    لا أخوة إنسانية بين الإيمان والكفر ، إنما هي أخوة إسلامية إيمانية واحدة بغض النظر عن اللون والجنس واللسان ..
    ≠====================
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واتباع سنته بأحسان إلى يوم الدين .
    أما بعد :
    فإن الله سبحانه بين الحق من الباطل فقد أكمل الدين الإسلامي ، ورضيه لنا دينا ختم به الأديان السماوية التي جاءت قبله ونسخها لانها حرفت وبدل فيها وزيد ونقص من عقول البشر حيث جعلوا فيها ما ليس منها وما لا يتقبله عقل سليم ..
    وأخبرنا الله كما أخبرنا نبيه أن الأمتين اليهودية والنصرانية مختلفتين متناحرتين قال تعالى : (( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ))
    بل إن اختلافهم وتفرقهم في الملة الواحدة ، وذلك بعد ما جاءهم البينات والعلم بغيا بينهم ، فكيف يصح في عقل مؤمن أن يتآخى مع متناحرين فيما بينهما ولا أخوة بينهما وهما في الأخرى من الخاسرين ..
    كيف يقبل أن يتأخى معهما على ما هم عليه من الكفر والبغض والحسد له ولدينه .
    قال : (( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَاب ))
    فمن لقي الله بعد بعثته محمدا صلى الله عليه وسلم بدين على غير شريعته ، فليس بمتقبل منه . كما قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )).
    إن هؤلاء لما عجزوا عن مقارعة حجج القرآن ، والتمكن من رقاب المسلمين نظروا فقدروا ثم نظروا فقدروا فلم يجدوا سبيلا إلى القضاء على المسلمين ورأوا أن قوتهم تزداد يوما بعد يوم فلم يجدوا إلا الجدر المشترك بين المسلمين واليهود والنصاري ، وهو أبوهم إبراهيم عليه السلام فألسبوا هذا الجدر صبغة ولباسا من عرق الخليقة وهو الإنسانية ليضللوا به السذج وضعفاء العقول من المسلمين وتركوا الدين جانبا مع أنهم يدعون للاجتماع كل بدينه وما علموا أن إبراهيم ما كان يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما كما قال تعالى (( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )).
    فهؤلاء يكذبون علانية في انتسابهم إلى إبراهيم .. ودعوتهم إلى البيت الإبراهيمي دعوة كاذبة من وجهين ..
    ١- أن إبراهيم لم يكن منهم .. فالله تعالى برأه منهم.
    ٢ - انتسابهم إلى البيت الإبراهيمي يعني انتساب إلى إبراهيم وإنما ينتسبون إلى إنسانيته وليس إلى دينه ، وإلا فدينه هو الإسلام الذي لا يقبل الله غيره ..
    وأيضا من الأدلة التي تبطل هذا المعتقد في هذا الدين الجديد الذي يدعون إليه الأخوة الإنسانية في البيت الإبراهيمي أن إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام تبرأ من أبيه لما تبين له أن عدو لله مشرك به.
    قال تعالى : (( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ )).
    فليس هناك أخوة إنسانية أعظم من الرابطة الأبوية فلو كانت هذه الرابطة في الأخوة الإنسانية نافعة معتبرة لما أبطالها الله تعالى ولما تبرأ منها إبراهيم فإن رابطة الأبوة تشمل الأبوة والإنسانية ومع ذلك لما تبين إبراهيم من عداوة أبيه وشركه بربه وكفره باليوم الأخر تبرأ منه . فهل يتبرأ هؤلاء من الأقارب كما فعل إبراهيم فضلا عن الأباعد الأعداء ؟!
    وقد جعل الله هذه البراءة أسوة لجميع المؤمنين الذين يجيئون بعده وأنه لا إنساينة بين الكفر والإيمان حتى يؤمنوا بالله وحده وبلقائه ، والإيمان بجميع أنبيائه ورسله ؛ قال الله جل وعز : (( (( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ
    ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )) .
    وهذا نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما أخذته شفقة الأبوة في الإنسانية - كما يزعم هؤلاء - سأل ربه فقال كما أخبرنا سبحانه عن ذلك : (( وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ..))
    فأجابه الله تعالى أنه ليس من أهله ، المؤمنون به وبدعوته إلى التوحيد ونبذ الشرك ، وأنه ليس من الصالحين لأن الإيمان هو أعظم الأعمال الصالحة ، فلا نجاة له من الهلاك ولا أنسانية بينهما ، أي بين الإيمان والكفر ، وهو ابنه فكيف بغيره ..
    وحذر الله نوحا أن يسأله ما ليس له به علم مما جرى به القلم ،فاستعاذ نوح بربه من ذلك وسلم لما جرى به القلم على فلذة كبده في الإنسانية .
    :(( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي
    أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ)).
    وكذلك ضرب الله مثلا للكفار بامرأة نوح ولوط عليهما السلام إذ لم تنفعهما الرابطة الزوجية في الإنسانية وحكم الله عليهما بدخول النار بسبب خيانتهما في الدين لزوجيهما النبيين ..
    قال تعالى: (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )).
    وهؤلاء يريدون أن يذوب الولاء والبراء بين المؤمنين والكافرين ، وتذهب الأخوة الإيمانية هباء ، وأيضا فهم يخططون لضرب كتاب الله بعضه ببعض أو القصد إلى تحريفه بالتأويل الفاسد للآيات وخاصة التي تبين هيمنة القرآن على الكتب الأخرى ، ونسخ الدين الإسلامي لما سبق من الأديان التي حرفت وصارت باطلا وضلالا ، كفرا وشركا .. وغير ذلك
    وليس العجب من أولئك القوم الكافرين فذلك دأبهم من قديم وما تخفي صدورهم أكبر ولكن العجب كل العجب لهؤلاء المنتسبون للإسلام كيف انطلت عليهم مكائد القوم وانساقوا وراء هذا الخداع والمكر في هذا الدين الجديد الجامع بين المتناقضات بين الإسلام والكفر والشرك كيف قبلوا أن يتعانقوا مع أعداء الله ورسوله فأين هم من آية واحدة وهي قول الله تعالى : ((
    وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)). ناهيك عن الآيات الكثيرة التي تبين كفر هؤلاء وعنادهم وعدم خضوعهم للحق والإيمان به ..
    فهؤلاء القوم الأعداء يبطنون المكر والخداع والكيد لأن قلوبهم ممتلئة غيظا وحسدا وحقدا للمسلمين ولدينهم
    وإلا فما يمنعهم أن يتبعوا الإسلام ويؤمنوا بمن جاء به وهو من ذرية إبراهيم ، فكيف يؤمنون بالأب وبيته ولا يؤمنون بولده من بيته ؟
    وقد أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم لنا ولهم رحمة بنا وبهم إذا هم اتبعوه ، فإن لم يفعلوا وعادوه فلا أخوة بيننا وبينهم أي بين الكفر والإيمان فأذا انتفت هذه الأخوة فأهوة الإنسانية من باب أولى، لأن نبينا أخبرنا أنه لا يسمع به يهودي ولا نصرانيا ثم لم يؤمن به إلا أدخله الله النار . رواه مسلم .
    إذا القوم كعادتهم لما يشعرون بالخطر القادم يظهرون هذه المعاملة بهذا المصطلح الأخوة الإنسانية وهم يعلمون أنهم كاذبون ويعلمون أن أغلبية المسلمين يعلمون أنهم كاذبون فيعمدون إلى إبطان العداوة الإنسانية والدينية على حد سواء، ويظهرون الأخوة الإنسانية دون الدينية ، ولو تمكنوا من رقاب المسلمين لما تركوا فيهم أحد ،وقد سجل التاريخ من أول فجر الإسلام شدة عداوة هؤلاء وحقدهم وبغضهم وقتلهم لكل من تمكنوا منه من المؤمنين ، ولكنهم عند الضعف يلجؤون إلى الخديعة والمكر حتى إذا تمكنوا انقلبوا وأجهزوا على
    من تمكنوا من رقابهم ولم يراعوا عهدا ولا ذمة ولا ميثاقا ..
    نسأل الله تعالى أن يلهم المسلمين رشدهم وأن يوقظ الغافلين منهم من غفلتهم وأن يصلح أحوالهم وذات بينهم وينصر الإسلام والمسلمين.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,287

    افتراضي رد: لا أخوة إنسانية بين الإيمان والكفر ، إنما هي أخوة إسلامية إيمانية واحدة بغض النظر عن اللون والجنس واللسان ..

    جزاك الله خيرا شيخنا

    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser




معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •