الفهم الصحيح لمعنى مستريح ومستراح منه
=====
الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم .
وبعد :
فلقد كثر اللغط في هذه الأيام في مسألة حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (( مستريح ومستراح منه )) بين الأفراط والتفريط إلا من رحم الله حتى كانت سببا للطعن الشديد في السلفيين وعلى رأسهم علماء السنة الربانيين وعلى رأسهم الشيخ ربيع -حفظه الله -، فقد ناله الحظ الأوفر من طعوناتهم الفاجرة بل وصل ببعضهم تكفيرهم في الجملة من طرف وعاظ صوفية أشاعرة جهلة مثل وليد مهساس وإمام مسجد موسى بن نصير بالرغاية وطاهر ضروي وحمزة درويش وموسى عزوني وغيرهم من أهل الأهواء حيث وصفوا السلفيين بأوصاف كثيرة قبيحة وصلت حد التكفير ، ولم يكن عندهم شيئا من الإنصاف إذ ينتقدون على أهل الحق السلفيين الذين يميزون الحق من الباطل ويصلحون ما أفسد الناس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فيجرحونهم جرحا غليظا قبيحا سيئا ويطعنون فيهم طعونات فاجرة في ألفاظ بديئة ينفرون الناس بها منهم من مثل قولهم أهل الجرح والتجريح ،أهل مستراح منه ، المداخلة العفن الذين لا دين لهم ولا رجولة نعال الحكام ومرجئة الحكام وغير ذلك فيقعون في شر مما انتقدوا السلفيين على قاعدة
حلال على الدوح بلابله ------ حرام على الطير من كل جنس .
والان إلى المقصود الذي يخلط فيه كثير من الناس .
أخرج البخاري تحت رقم (6512)، ومسلم تحت رقم (950)،
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا المُسْتَرِيحُ وَالمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالعَبْدُ الفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ العِبَادُ وَالبِلاَدُ، وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ".
وفي رواية للبيهقي في شعب الإيمان ( 8826): ولفظه :((... والعبد الكافر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب )) ـ
وعند ابن حبان في التقاسيم والأنواع ذكر الاخبار بأن الموت فيه راحة الصالحين وعناء الطالحين معا . حديث (4539)وفيه(( ... المؤمن يموت ويستريح من أوصاب الدنيا وبلائها ومصيباتها، والكافر يموت فيستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب )).
وفيه تحت رقم ( 5037) وفي صحيحه تحت رقم ( 3012) ذكر الاخبار بأن المسلم إذا مات يكون مستريحا ،والكافر مستراحا منه . ثم ذكر الرواية فقال : (( والمستراح منه العبد الفاجر يستريح منه العباد ....)). ففسر الفاجر بالكافر .
وفي صحيح ابن حبان ( 3007) قال محققه شعيب الارنؤط : إسناده صحيح . وقال الشيخ الألباني في التعليقات الحسان ( 2996) : صحيح ، الصحيحة (1710).
وكذلك بوب عليه النسائي في كتاب الجنائز باب الاستراحة من الكفار ..
وفي المسند المستخرج على صحيح مسلم لابي نعيم حديث ( 2127) : (( العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله والعبد الكافر أو الفاجر يستريح منه العباد ...)) هكذا باللفظين جميعا على الشك. وفي الحلية (6/ 336) باللفظين معا دون الشك ( الكافر والفاجر ) .
وفي "تفسير ابن أبي حاتم " قال: حدثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الأحوص، قال: قال عبد الله: «مستريح ومستراح منه». قال أبو الأحوص: إني لأحسبن كما قال، ألم تسمع إلى قول الله تعالى: (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم ).
قال ابن حجر في الفتح (11 /365) :((والفاجر يحتمل أن يريد به الكافر ، ويحتمل أن يدخل فيه العاصي )) .
قال السندي في حشيته على سنن النسائي (4 /49) : والعبد الفاجر قيل يحتمل أن المراد الكافر أو ما يعمه والعاصي ،وكذا المؤمن يحتمل أن يراد به التقي خاصة ويحتمل كل مؤمن .
قال : قلت : والظاهر عموم المؤمن ، وحمل الفاجر على الكافر لمقابلته بالمؤمن ، وعليه حمله النسائي حيث ترجم على الحديث باب الاستراحة من الكافر . انتهى كلامه .
قال أبو بكر يوسف لعويسي - غفر الله له ولوالديه ومحبيه - : قوله : عام في المؤمن صحيح فالمؤمن إذا مات استراح من عناء الدنيا وأوصابها وبلائها ، فمآله إلى رحمة الله ورضوانه في جنات عرضها السموات والأرض ، وإن كان ذلك لا يمنع من بعض الشدة والأهوال في القبر والموقف والسؤال والمرور على الصراط .. ووقوع البعض في النار كل ذلك نوع من العقاب ، ولكن العبرة بالمآل إلى نعيم وراحة .
وإذا كان ذلك كذلك فلا معنى لحمل الفاجر على المؤمن العاصي لأنه ورد في مقابل المؤمن المستريح فيكون حمله على الكافر وهو ما يقابل المؤمن وبذلك جاءت الروايات في الأحاديث السابقة .. وذلك ما دفع النسائي لحمله على الكافر.
وفي كلام ربنا ما يؤيده :(( وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ )) .
قال ابن جرير الطبري في تفسيرها : ((يقول تعالى ذكره: ( وَإِنَّ الْفُجَّارَ ) الذين كفروا بربهم ( لَفِي جَحِيمٍ ).
وقال الشيخ ابن عثيمين في تفسيرها:(((( وإن الفجار لفي جحيم )) الفجار هم الكفار ضد الأبرار (( لفي جحيم )) أي في نار حامية -والعياذ بالله-.
وقال تعالى : ((كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ )) .
قال ابن جرير : القول في تأويل قوله تعالى : كَلا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ .
يقول تعالى ذكره: ( كَلا ) ، أي ليس الأمر كما يظنّ هؤلاء الكفار، أنهم غير مبعوثين ولا معذّبين ...انتهى كلامه
ومصطلح الفجور في القرآن أكثر ما يأتي قرينا للكفر والفاجر بمعنى الكافر، وهو أكثر استعمالا في كلام ربنا ، وربما يأتي بمعنى شدة الفسوق والعصيان، كذلك يأتي مقابل التقوى والإيمان. قال تعالى : (( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار}(ص:28) فهنا جاءت في مقابل المتقين وفي البروج جاءت مقابل الابرار .
تقرير :
فقوله مستراح منه إذا كان المعنى كما ذكرنا هو الكافر فلا إشكال في عدم الترحم عليه بشرط أن نعلم علم يقين أنه مات قطعا على الكفر .
وعدم الترحم عليه هو قول عامة من يعتد به من علماء الأمة من السلف والخلف.
أما إذا كان المعنى الفاجر هو المؤمن العاصي في قوله (( مستراح منه )) فهذا يقصد به شدة الفسوق والعصيان ، وهذا حكم خاص بالدنيا ولذلك فسره صلى الله عليه وسلم بأنه يستريح منه العباد والبلاد والدواب والأشجار ، وليس من شك إن الاستراحة من الكافر أولى وأولى ، وهذه الاستراحة في الدنيا أما في الآخرة فالمؤمن العاصي تحت المشيئة إن مات من غير توبة مما اقترف من ذنوب ومعاصي ، وإذا كان ذلك كذلك فلا يعني إطلاقا عدم الترحم عليه بل حقه على المسلمين الدعاء له بالرحمة مادام مؤمنا موحدا ومات لا يشرك بالله شيئا .
وأما الفرح بموته فذلك لانقطاع شره ، فالفرح لانقطاع شره وظلمه وأذيته ، ومصائبه المتعدية إلى العباد والبلاد والدواب والأشجار ، فالفرح ليس لذات موته ، لأن الموت عبرة وعظة لكل حي ، فكفى به واعظا فلا يفرح بموت ذات المسلم مؤمن يتعظ بالموت ، وإنما الفرح بنتهاء شره وانقطاع ظلمه وأذيته وسوءه ..
أما من كان من المسلمين فاجرا عاصيا فاسقا وفجوره وفسوقه على نفسه وعصيانه بينه وبين ربه لم يتعد لغيره فهذا لا يقال فيه مستراح منه بحال ولا يفرح بموته فهو كباقي المسلمين فلا يكاد يسلم أحد من فجرة ومعصية .. فإن الفجور يطلق تجاوز الحد مثل قوله صلى الله عليه وسلم : (( وإذا خاصم فجر )) كما يطلق على الزنا فتقول العرب فجر بالمرأة زنا بها ويطلق على الكذب وغيرها من المعاصي ..
الخلاصة :
والخلاصة أنه لا مانع من إطلاق قول : " مستراح منه" على بعض العصاة من المسلمين ممن أذيته وفجوره وظلمه وشره متعديا إلى العباد والبلاد والدواب والأشجار بالفساد والإفساد فإذا قضى استراح المؤمنون من شره ذلك ، ولكن بشرط أن يكون شره وظلمه وأذيته ظاهرا واضحا لا غبار عليه متعديا إلى العباد والبلاد والدواب والأشجار ، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم :(( ..أنتم شهود الله في أرضه )) .
ويفرحون لا لموت ذاته وإنما لموت شره وانقطاعه ولا يمنع ذلك الدعاء له بالرحمة والمغفرة في الآخرة من أهله وأقاربه ومعارفه ومن المسلمين
وذلك حقه عليهم في الإسلام إذ يقدمونه للصلاة عليه ،والصلاة هي نوع دعاء مالم يعلم يقينا أنه مات على الردة أو على ناقض من نواقض التوحيد.
أما الفرح بموت أعداء الله من الكفرة والملحدين والمشركين والزنادقة ورؤوس الشر والفجور والبدع المغلظة الخطيرة الذين يحاربون الإسلام ويقفون حجر عثرة في طريق الدعوة إلى الله على منهج النبوة و يسعون في الأرض فسادا للحرث والزرع والنسل وإهلاكا للاخضر واليابس فهؤلاء يفرح بموتهم ولا كرامة .. والفرح بموتهم أمر مشروع ، وهو من نِعَم الله على البلاد والعباد وعلى الدواب والشجر فيستريح الكل من شرهم .
قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً ) الأحزاب/ 9 .
وفي الآية بيان أن إهلاك أعداء الله تعالى من نعَم الله على المسلمين التي تستوجب الشكر والذكر .
وحديث الباب عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ: ( مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ) ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ ؟ فَقَالَ : ( الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ ، وَالْبِلَادُ ، وَالشَّجَر ُ، وَالدَّوَابُّ ) . رواه البخاري ( 6147 ) ومسلم ( 950 ). فينزل على هؤلاء الموصوفين .
أمثلة تطبيقية من عمل السلف الصالح ..
1- لا يشك أحد في فرح الصحابة فرحا شديدا بموت صناديد قريش أهل القليب أبو جهل ومن معه .
2- ولا يشك أحد في فرح المسلمين بموت رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول ، وحيي بن أخطب وكعب الاشرف ..
3- فقد سجد أبو بكر – رضي الله عنه – شكرا حين جاءه خبر قتل مسيلمة الكذاب..
4- وقد سجد علي - رضي الله عنه - شكراً لله لمقتل " المخدَّج " الخارجي لما رآه في القتلى في محاربته له .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وقاتل أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنه الخوارجَ ، وذكر فيهم سنَّة رسول الله المتضمنة لقتالهم ، وفرح بقتلهم ، وسجد لله شكراً لما رأى أباهم مقتولاً وهو ذو الثُّدَيَّة .
بخلاف ما جرى يوم " الجمل " و " صفين " ؛ فإن عليّاً لم يفرح بذلك ، بل ظهر منه من التألم والندم ما ظهر ، ولم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك سنَّة بل ذكر أنه قاتل باجتهاده ." مجموع الفتاوى " ( 20 / 395 ).
5- سجود الحسن البصري عندما بلغه موت الحجاج الثقفي .
عندما بلغ الحسنَ البصري – وهو من أئمة التابعين – خبرَ موت الحجاج سجد شكرا لله تعالى وقال: اللهم عقيرك وأنت قتلته، فاقطع سنته وأرحنا من سنته وأعماله الخبيثة، ودعا عليه. حلية الأولياء (2 /126) .
وقد روي نحو هذا الصنيع عن جماعة من أكابر التابعين كإبراهيم النخعي، وطاووس بن كيسان، وأبي عمرو بن العلاء، وعمر بن عبد العزيز – رضي الله عنهم أجمعين – أنهم فرحوا أشد الفرح حين بلغهم مهلِك الحجاج بن يوسف الثقفي؛ فمنهم من بكى فرحا، كإبراهيم النخعي ومنهم من سجد لله شكرا، ومنهم من تلا قول الله تعالى: “فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين”.
شعب الإيمان للبيهقي، وحلية الأولياء للأصبهاني، الشكر لابن أبي الدنيا، الطبقات الكبرى لابن سعد، معرفة العلل والرجال لأحمد بن حنبل، البداية والنهاية لابن كثير رحمهم الله جميعا .
6- ولما أُصيب المبتدع الضال " ابن أبي دؤاد " بالفالج – وهو " الشلل النصفي " - : فرح أهل السنَّة بذلك ، حتى قال ابن شراعة البصري :
أفَلَتْ نُجُومُ سُعودِك ابنَ دُوَادِ ...
وَبَدتْ نُحُوسُكَ في جميع إيَادِ .
فَرِحَتْ بمَصْرَعِكَ البَرِيَّةُ كُلُّها ...
مَن كَان منها مُوقناً بمعَادِ .
لم يَبْقَ منكَ سِوَى خَيَالٍ لامِعٍ ...
فوق الفِرَاشِ مُمَهَّداً بوِسادِ .
وَخَبتْ لَدَى الخلفاء نارٌ بَعْدَمَا ...
قد كنت تَقْدحُهَا بكُلِّ زِنادِ .
" تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي ( 4 / 155 ) .
7- قال الخلاَّل – رحمه الله - :
قيل لأبي عبد الله – أي : الإمام أحمد بن حنبل - : الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد ، عليه في ذلك إثم ؟ قال : ومن لا يفرح بهذا ؟ ." السنَّة " ( 5 / 121 ).
8- قال ابن كثير – رحمه الله – فيمن توفي سنة 568 هـ - " البداية والنهاية " ( 12 / 338 ) :
الحسن بن صافي بن بزدن التركي ، كان من أكابر أمراء بغداد المتحكمين في الدولة ، ولكنه كان رافضيّاً خبيثاً متعصباً للروافض ، وكانوا في خفارته وجاهه ، حتى أراح الله المسلمين منه في هذه السنَة في ذي الحجة منها ، ودفن بداره ، ثم نقل إلى مقابر قريش ، فلله الحمد والمنَّة .
وحين مات فرح أهل السنة بموته فرحاً شديداً ، وأظهروا الشكر لله ، فلا تجد أحداً منهم إلا يحمد الله .
9 . وقال الخطيب البغدادي – رحمه الله – في ترجمة عبيد الله بن عبد الله بن الحسين أبو القاسم الحفَّاف المعروف بابن النقيب - :
كتبتُ عنه ، وكان سماعه صحيحاً ، وكان شديداً في السنَّة ، وبلغني أنه جلس للتهنئة لما مات ابن المعلم شيخ الرافضة وقال : ما أبالي أي وقت مت بعد أن شاهدت موت ابن المعلم . تاريخ بغداد " ( 10 / 382 ).
فهذه أمثلة قليلة – وغيرها كثير – في السابقين الاولين وفي المتأخرين تدل كلها على جواز الفرح بهلاك أعداء الإسلام ، والكائدين له ، وهلاك أهل الزندقة والظالمين والبدع المغلظة ، وهلاك رؤوس الشر من أهل الفجور والفساد ، في البلاد والعباد والشجر والدواب والفرح بموت لموت شرهم وانقطاعه وراحة المسلمين من ذلك .
إذا لابد من التفريق بين كان شرهم وضررهم متعديا على العموم للعباد والبلاد والشجر والدواب ، يفرح لموت شرهم وانقطاعه وبين من كان فجوره وشره على نفسه أو بعض العباد ولم يكن عاما فهؤلاء لا يفرح بموتهم ويدعى لهم بالرحمة .
والله أعلم.