- " من أعان ظالما بباطل ليدحض بباطله حقا فقد برئ من ذمة الله عز وجل و ذمة
رسوله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 17 :
أخرجه الطبراني في " الكبير " و إسناده هكذا : حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا
عارم أبو النعمان أخبرنا معتمر سمعت أبي يحدث عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس
مرفوعا . و أخرجه الحاكم ( 4 / 100 ) عن علي بن عبد العزيز به . و قال : " صحيح
الإسناد " و رده الذهبي بقوله : " قلت حنش الرحبي ضعيف " .
و أقول : و حنش لقبه ، و اسمه الحسين بن قيس ، قال في " التقريب " : إنه
" متروك " . لكن له متابعان عن عكرمة .
الأول : إبراهيم بن أبي عبلة و هو ثقة من رجال الشيخين .
و الآخر : خصيف و هو صدوق سيىء الحفظ ، خلط بآخره ، فالحديث حسن بهذه المتابعات
و لفظ حديث خصيف مطول و نصه : " من أعان على باطل ليدحض بباطله حقا فقد برىء من
ذمة الله و ذمة رسوله و من مشى إلى سلطان الله في الأرض ليذله أذل الله رقبته
يوم القيامة - أو قال إلى يوم القيامة - مع ما يدخر له من خزي يوم القيامة ،
و سلطان الله في الأرض كتاب الله و سنة نبيه ، و من استعمل رجلا و هو يجد غيره
خيرا منه و أعلم منه بكتاب الله و سنة نبيه فقد خان الله و رسوله و جميع
المؤمنين و من ولي من أمر المسلمين شيئا لم ينظر الله له في حاجته حتى ينظر في
حاجتهم و يؤدي إليهم حقوقهم ، و من أكل درهم ربا كان عليه مثل إثم ست و ثلاثين
زنية في الإسلام ، و من نبت لحمه من سحت فالنار أولى به " . أخرجه الخطيب ( 6 /
76 ) من طريق إبراهيم بن زياد القرشي عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
و هذا سند ضعيف لضعف خصيف كما سبق بيانه قريبا . و إبراهيم بن زياد القرشي ،
روى الخطيب عن ابن معين أنه قال : " لا أعرفه " . و في الميزان : " قال البخاري
: لا يصح إسناده ، قلت : و لا يعرف من ذا ؟ " .
قلت : و قد توبع على بعض الحديث ، أخرجه الطبراني في " الصغير " ( 44 ) من طريق
سعيد بن رحمة المصيصي حدثنا محمد بن حمير عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عكرمة
مرفوعا مقتصرا على الجملة الأولى و الأخيرة و التي قبلها ، إلا أنه قال : " مثل
ثلاث و ثلاثين زنية " ، و قال : " تفرد به سعيد بن رحمة " . و قد قال ابن حبان
فيه : " لا يجوز أن يحتج به لمخالفته الأثبات " .
قلت : و من فوقه من الرواة كلهم ثقات . و قد وجدت للحديث طريقا آخر ، رواه
الطبراني في " الكبير " قال : حدثنا ابن حنبل أخبرنا محمد بن أبان الواسطي
أخبرنا أبو شهاب عن أبي محمد الجزري - و هو حمزة النصيبي - عن عمرو بن دينار عن
ابن عباس مرفوعا بتمامه . و رجاله كلهم ثقات غير حمزة هذا و هو حمزة بن أبي
حمزة الجزري النصيبي قال في " التقريب " : " متروك متهم بالوضع " .
قلت : و لم يعرفه شيخه الهيثمي حيث قال في " المجمع " ( 5 / 212 ) : " رواه
الطبراني و فيه أبو محمد الجزري حمزة و لم أعرفه و بقية رجاله رجال الصحيح " !
.