قال الشيخ عبدالسلام بن برجس رحمه الله :
" ... وقد كنا نَعْهَد أهل السنة والجماعة فيما نُقل إلينا من سِيَرِهم وأخبارهم وأحوالهم أُمةً واحدة تجمعهم السُّنة وإنْ نَأَتْ دِيَارهم وتباعَدَت أقطارهم ، يَحنو بعضهم على بعض ويحب بعضهم بعضًا وإنُ لم يتلاقوا، حتى قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى : (إذا بلغك عن رجل في المشرق صاحب سُنة وآخر بالمغرب فابْعَثْ إليهما بالسلام وادْعُ لهما ، ما أقلَّ أهل السنة والجماعة !) ، ويقول أيّوب السختياني رحمه الله تعالى أيضاً : (إني أُخبَر بموت الرجل من أهل السنة وكأنّي أفقد بعض أعضائي !).
أمّا اليوم فقد كَثُرَ المنتسبون إلى السُّنة وكَثُر اللّابِسون لِلِبَاس أهل السنة حتى لم يَعُدْ تمييز أهل السنة الحقيقيين من غيرهم بالأمر السهل الهيّن ، وهؤلاء الذين تلبّسوا لباس السُّنة وتظاهَروا بالتمسك بها لم يفعلوا ذلك إلّا لأجل القضاء على وحدة أهل السنة والجماعة وتفريق صفوفهم وضربِ بعضهم ببعض حتى تعلو راية البدعة وتسود جيوشها ، ولكن يمكرون ويمكر اللهُ والله خير الماكرين ، فأهل السنة مهما اندس بينهم مُندَس، ومهما تزيَّا بزيِّهم ماكر ، فإنّ الله سوف يهتك سِتْره ويفضح أمْره ، فما أسرَّ عبدٌ سريرةً إلا أخرجها اللهُ سبحانه وتعالى على فلتات لسانه وقَسَمات وجهه."
[الرد العلمي على منكري التصنيف ص٣]