شرح كتاب الصيام من كتاب آداب المشي إلى الصلاة
لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
مستل من شرح الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد غفر الله لنا وله
المطبوع ضمن كتب ورسائل عبد المحسن بن حمد العباد البدر، المجلد الخامس، نشر دار التوحيد بالرياض (1428هـ)
وفيه مقدمة الشرح ويليه شرح كتاب الصيام
قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله ورعاه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد، فهذا شرح مختصر للكتاب الذي اشتهر بكتاب «آداب المشي إلى الصلاة» المشتمل على أحكام الصلاة والزكاة والصيام، لشيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله.
وبين يدي هذا الشرح أشير إلى أمور:

الأول: لا أدري ممن حصلت التسمية بذلك؟ هل هي من المؤلف أو غيره؟ ولعلَّه سمي باسم أول باب فيه، وهو من تسمية الكل بالبعض، ونظير هذا في عمل المصنفين في الحديث على سبيل المثال: كتاب الأذان في صحيح البخاري؛ فإنه اشتمل على (166) باباً، المتعلق منها بالأذان والإقامة (28) باباً، والأبواب الباقية في الجماعة والإمامة وصفة الصلاة وغير ذلك، ومثله كتاب صلاة المسافرين في صحيح مسلم؛ فإنه اشتمل على أحاديث كثيرة، تبدأ حسب التسلسل العام من الحديث (1570)، وتنتهي بالحديث (1836)، وأكثر هذه الأحاديث لا علاقة لها بصلاة المسافرين، وهي من الحديث (1638) إلى (1836)، وكذا كتاب السلام؛ فإنه اشتمل على أحاديث كثيرة تتعلق بالطب، تبدأ من الحديث (5699)، ومثله أيضاً كتاب مواقيت الصلاة في جامع الترمذي؛ فإنه اشتمل على (219) باباً، المتعلق منها بأحكام المواقيت (27) باباً، وباقيها في غير المواقيت.

الثاني: لم يذكر الشيخ رحمه الله فيه الحج والطهارة؛ ولعلّه لم يذكر الحج لأن فيه كتباً ومناسك كثيرة، وأما الطهارة فلعلّه اكتفى فيها بالرسالة التي ألّفها في شروط الصلاة وأركانها وواجباتها، فإنها مشتملة على شروط الوضوء وفروضه ونواقضه، قال الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع رحمه الله في أول تعليقه على هذا الكتاب: «لم يذكر المصنف رحمه الله كتاب أحكام الوضوء وشروط الصلاة قبل باب آداب المشي إلى الصلاة اكتفاء برسالة شروط الصلاة المتضمنة لذلك كله، وقد جرت العادة بقراءتها قبل هذا الكتاب، فكأنَّها جزء منه»، وقد شرحتُ هذه الرسالة وطُبع الشرح في عام (1425ه-).

الثالث: عُنيت في هذا الشرح بذكر الأدلة على المسائل، بل يكاد أن يكون هذا الشرح بياناً للأدلة، وما كان في الصحيحين عزوت إليهما، وما كان في غيرهما اكتفيت بذكر مصدر أو مصدرَيْن، وفي الغالب يكون العزو إلى سنن أبي داود وحده، وما كان في غير الصحيحين بيّنتُ حاله من الصحة والحسن، أو ذِكر حال من تُكلم فيه من رجال الإسناد بعد النظر في الأسانيد.
والعزو إلى الكتب المشتملة على الأحاديث بذكر رقم الحديث فيما وُضع له منها تسلسل عام، كالصحيحين وكتب السنن الأربعة ومسند الإمام أحمد وغيرها، وفي غير ذلك يكون العزو بذكر الجزء والصفحة، كالموطأ وسنن البيهقي ومستدرك الحاكم وغيرها، وقد استفدت في بعض المسائل من تقريرات الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله على كتاب آداب المشي إلى الصلاة التي جمعها الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله.

الرابع: عبارات المصنف في الكتاب واضحة جليَّة، وهو رحمه الله يذكر الأدلة في كثير من المسائل أو يشير إليها، وبالمقارنة في عدة مواضع بينه وبين كتاب الإقناع للشيخ موسى الحجاوي تبيَّن التطابق بينهما في الجملة.

وأسأل الله عز وجل أن يغفر للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ويجزل له الأجر والمثوبة على جهوده وجهاده في نصرة دين الله والدعوة إلى اتباع ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة وتابعيهم بإحسان.