قوله [وليلة القدر معظمة يرجى إجابة الدعاء فيها لقوله تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾، قال المفسرون: قيامها والعمل فيها خير من قيام ألف شهر خالية منها، وسميت ليلة القدر لأنَّه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، وهي مختصة بالعشر الأواخر وليالي الوتر، وآكدها ليلة سبع وعشرين، ويدعو فيها بما علّمه النَّبِي صلى الله عليه وسلم لعائشة: «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني». والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم].
1- يدل على تعظيم ليلة القدر وعلو شأنها أن الله أنزل فيها سورة وصفها فيها بأنها خير من ألف شهر، ويدل لفضلها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري (2014) ومسلم (1781)، ومن كتب صحيح البخاري: كتاب فضل ليلة القدر.
2- ليلة القدر مختصة بالعشر الأواخر من رمضان، وهي في أوتارها آكد، يدل لذلك حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» رواه البخاري (2020) ومسلم (2776) وحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان ملتمسها فليلتمسها في العشر الأواخر» رواه مسلم (2766)، وحديث أبي سعيد رضي الله عنه وفيه «فالتمسوها في العشر الأواخر» رواه البخاري (2016) ومسلم (2769)، وحديث عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» رواه البخاري (2017).
3- جاء فيما يدعى به في ليلة القدر حديث عائشة رضي الله عنها قالت: يا نبي الله! أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: «تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» وهو حديث صحيح، رواه الإمام أحمد (25384) وغيره.
وكان الفراغ من إعداد هذا الشرح، وتحريره في اليوم الثامن من شهر رجب من عام 1426 هـ، وأسأل الله عز وجل أن ينفع به كما نفع بأصله، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.


منقول