سُئل فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله -

س 25 : صنف من الناس يتعصب لمذهب من المذاهب , أو عالم من العلماء و صنف آخر يرمي بذلك عرض الحائط , و يتغافل عن توجيه العلماء و الأئمة , فنا هو توجيهكم في ذلك ؟(*)


جــ/ نعم , هذان على طرفي نقيض :

منهم : من يغلو في التقليد حتى يتعصب لآراء الرجال و إن خالفت الدليل .

و هذا مذموم , وقد يئول للكفر - و العياذ بالله -

و الطرفي الثاني : الذي يرفض أقوال العلماء جملة , ولا ييستفيد منها , و إن كانت موافقة للكتاب و السنة .

الأول مُفرِط و هذا مُفَرّط.

فأقوال العلماء فيها خير , لا سيما فقه السلف ,فقه الصحابة و التابعين و الأئمة الأربعة , و الفقهاء الذين شهدت لهم الأمة بالفقه في الدين , يستفاد من أقوالهم و ينتفع بها , لكن لا تؤخذ على أنها قضية مُسَلَّمة , بل إذا عرفنا أن أقوال مخالف للدليل فإننا مأمورون أن نأخذ الدليل .
أما إذا كان هذا القول لا يخالف الدليل من الكتاب و السنة , فلا بأس أن نأخذ به و نقبله , و ليس هذا من باب التعصب , و إنما من باب الانتفاع بفقه السلف الصالح , و الاستفادة منه و الاستضاءة به , فهو السبيل إلى معرفة معاني كتاب الله و سنة رسوله -صلى الله عليه و سلم -

و هذا هو القول الحق الوسط : نأخذ من أقوال العلماء و الفقهاء ما وافق الدليل من كتاب و سنة , و نترك ما خالف الدليل , و نعتذر للعلماء في خطئهم , و نعرف قدرهم , ولا نتنقصهم قال - صلى الله عليه و سلم - (( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران , و إذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد ))
و الخطأ معفور و إذا كان ممن تتوفر فيهم شروط الاجتهاد .

أما الجاهل أو المبتدىء في طلب العلم , فهذا ليس له اجتهاد , ولا يجوز له أن يجتهد , و هو آثم باجتهاده أخطأ أو أصاب , لأنه فعل ما ليس له فعله .

______________________________________________-

(*) منقول من كتاب الأجوبة المفيدة على اسئلة المنهج الجديدة