من أقوال الشعراوي : التثليث لا يخالف الوحدانيةعطية زاهدةربما كنتُ أول من انتقدَ الشيخ الشعراويَّ بشكلٍ موسّعٍ.
وقد جاء أول انتقادٍ منّي لآرائه في العدد 237 من مجلة المجتمع الكويتية - عام 1974م.. وصدقاً أنّني ما تابعته إلاّ قليلاً قليلاً، وإلاّ لكتبتُ فيه موسوعةً منالانتقادات.
ولكن أرى أنه من الواجب أن يعيّنَ الباحثون كلَّ أخطائه حتّى لايستمرَّ تداولُها في أجيال المسلمين.

أجل، ما كانَ أعجبَ أمرَ الشيخِ "محمدمتولّي الشعراوي"؛ إذْ أدخل في التفسيرِ أباطيلَ وأضاليلَ ..
وأدهى ما في الأمرِأنَّهُ كانَ يحسبُ أنَّ الإسلامَ بقيَ ينتظرُ قدومَهُ أربعةَ عشرَ قرناً كيْ يقومَهوَ بالردِّ والذودِ عنهُ حتّى في عقيدةِ التوحيدِ..
لقدْ كانَ المسلمونَ فيعُرفِهِ "مكشوفينَ" أمامَ المللِ المناوئةِ لهم حتّى جـاءَ هوَ يجعلُهم في حصنٍمنيعٍ!..

وذهبَ الرجلُ يناقشُ النصارى ليبطلَ التثليثَ فما كانَ منهُ إلّاأنْ جاءَ برأيٍ يسرُّ الخوارنةَ، وكلَّ قِسّيسٍ!.. جاءَ برأيٍ يرفضُهُ حتّى صبيةُكتاتيبِ الصعيدِ..
فما بالُ الأزهرِ كانَ عنهُ منَ الساكتينَ المنخرسينَ عشراتٍ منَالسنينَ؟!قالَ الشعراويُّ وكأنَّ البابا "يوحنّا" كانَ يوحي إليْهِ زُخرُفَالقولِ غروراً - قالَ -: "إنَّ النصارى لمْ يخرُجوا عنْ نطاقِ"الواحديّةِ" بقولِهم عنِ اللهِ بأنّهُ "ثالثُ ثلاثةٍ" وإنَّما هم عندَ هذا الشيخقدْ خرجوا عنْ نطاقِ "الأحديّةِ" --[محمد متولي الشعراوي، "المنتخب من تفسيرالقرآنِ الكريمِ"، دار العودة، بيروت، طبعة أولى، جزء 3، صفحة 183].. فهلْ تخرَّجَهذا الشيخُ منَ ديرٍ أمْ منَ "الأزهرِ"؟يا لَلْعارِ!.. يا لَلْعيبِِ!.. كيفَ سكتَ المسلمونَ عنْ هذا القول الذي يهدم عقيدة التوحيد وينسفهانسفاً؟..

أجلْ، لقدِ اعتبرَ "إمامُ الدعاةِ" أنَّ النصارى كانوا على "صحّةٍ" حينما قالوا عنْ أنَّ الثلاثةَ: "الأبَ والابنَ والروحَ القدُسَ" هم "واحد"ووافقَهم على ذلكَ بكلِّ صراحةٍ..
وكلُّ ما في الأمرِ حسبَ رأيِه أنَّهم قدْ خرجواعنْ نطاقِ "الأحديّةِ" ولمْ يخرجوا عنْ نطاقِ "الواحديّة"!..


لا ريْبَ،ولا جَرَمَ، فإنَّ كلامَ "شيخ شعراوي" لَممّا تكادُ الجبالُ تخـرُّ منهُ هدّاً؛فلقدْ قالَ قولاً إدّاً.

أجلْ، لقدْ سألَ "الشيخ الشعراوي" سؤالاً يقولُ " لماذا قالَ الحقُّسبحانَهُ : "قلْ هوَ اللهُ أحدٌ" ولم يقلْ مكانَها : ( قلْ هوَاللهُ واحدٌ)؟"..

ما منْ شكٍّ أنَّ مثلَ هذا السؤالِ يدلُّ على كاملِالهُزالِ .. فهلْ أشــهدَهُ اللهُ تنزيلَ القـرآنِ الكريمِ؟.. تعالى اللهُ عنْ ذلكَعلوّاً كبيراً.. أم كانَ الرسولُ عليهِ السلامُ ينتظرُهُ منْ أجلِ أنْ يتَّخذَهُمستشاراً للتفسيرِ؟..

ويجيبُ "الشيخ الشعراوي" سؤألَهُ بنفسِهِ فيقولُ " أعطانا الحقُّ سبحانَهُ وتعالى في هذهِ السورةِ الردودَ علىالنحلِ والمذاهبِ التي بعضُها يقول : الأب والابن والروح القدس هؤلاء ثلاثة إلهٌواحدٌ .. يبقى "الله" ما مدلولُه؟.. هوَ الله واحد : صحيح . لكن مكونٌ كيفَ؟.. منأقانيم. ما الأقانيم؟.. الأب والابن والروح القدس. يبقى تجمّعت هذهِ وأصبحت "الله"
.
إذن فهو منْ ناحيةِ ذلكَ "واحد". هم قالوا: "واحد". نقول : نعم، لكن ليسَ "أحد".. لماذا؟.. لأنّهُ ما دامَ الأب والابن والــروح القدس أُجمِعوا وعُمِلوا لنا" معجنة" وطلعوا لنا "الله" يبقى ليس "أحد".
يبقى إذنْ وقعوا تلكَ الوقعة.. لماذا ؟.. لأنهم خرجوا عنْ نطاقِ الأحديّةِ، وإنْ لم يخرجوا عنْ نطاقِ "الواحديّةِ" -----[محمد متولي الشعراوي، "المنتخب من تفسير القرآنِالكريمِ"، دار العودة، بيروت، طبعة أولى، جزء 3، صفحة 183].

ولا أعرفُ كيفَأنْ "الأزهرَ" لمْ يعرِّفِ الشعراويَّ أنَّ "الألوهيةَ" أوِ "الإلاهيةَ" غيرُكائنةٍ إلّا في واحدٍ، واحدٍ لا غيرِ، وليسَ في اثنينِ مجمَّعَيْنِ في واحدٍ، ولافي ثلاثةٍ مركَّبينَ مجمّعينَ في واحدٍ.. وليسَ في أربعةٍ مركبينَ في واحدٍ، وليسَفي.. وليسَ في..الخ، فالذي لهُ الألوهيةُ هوَ "اللهُ" وحدَهُ، فسبحانَهُ وتعالىعمّا يشركونَ.

والداهيةُ الدهياءُ أنَّ "الشيخ الشعراوي" قد كرّرَ مثلَقولِهِ السابقِ على ملايينِ المسلمينَ، وأنَّ "الشيوخَ" قدْ كرّروهُ منْ بعدِهِ.. فها هوَ يقولُ قولاً بابويّاً : "وقدِ وقعَ البشرُ في ورطةِ المذاهبِ التي تقولُ: إنَّ اللهَ هو الأب والابن والروح شيءٌ واحد . قالوا : الله واحـد لكنَّهُ مكوَّنٌ منأقانيم هيَ : الأب والابن والروح القدس، وهذه الثلاثةُ شيءٌ واحد هوَ الله . وهم منْهذهِ الوجهةِ قالوا : "واحـد" نقـول : " نعم واحد" ولكن ليسَ "أحداً" لأنّهُ مركَّبٌمنْ ثلاثةٍ".... [محمد متولي الشعراوي، معجزة القرآن، الطبعة الثالثة، دار كتاباليوم، القاهرة، جزء 3، صفحة 364].
فأينَ علماءُ المسلمينَ؟... كيفَ يسمحون ببقاءِ هذه "الجرائم" تجري في عقولِالأجيالِ؟..