هذه المقتطفات عبارة عن نصائح سلفية غالية وجهها فضيلة والدنا الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي إلى أبنائه السلفيين في كلِّ مكان و قد نفع الله بها جم غفير من أهل الفطر السليمة الذين ينفرون من الإفراط و التفريط . و هي من شريط : (( نصيحة للسلفيين جلسة 07 ذي الحجة )) .

و نظرا لما تضمنته من توجيهات حكيمة و ارشادات نافعة عزمت على نشرها لتعميم الفائدة :


قال الشيخ ربيع حفظه الله و متع به :

(( قلت ينبغي أن نفتح مستشفيات، نفتح مستشفيات و الذي يمرض من السلفيين نعالجه، ما نخسره ، نفتح مستشفيات نعالج، العلماء قبلنا كانوا يعالجون الأمور، يعالجونها، يرحمون النَّاس ، و يتلطفون بهم، فنحن نتلطف، و نرحم السلفيين، الحمد لله الذي (هدى الناس) للسلفية،؛ فنحرص (قداسيتها ) ، و إذا مرض لنا واحد (نعالجه) ؛ قال(أحدهم ) الشيخ ربيع قال : " إن لم تدينوا فلانا أفعل و أفعل" ؛ قلت : و الله أنا لا أنفع نفسي، أنا لا أسقط أحدا من السلفية، و أني لما أرى الإنسان يترنح يريد أن يسقط أنا أسكت ، أنا أسكت ؛ فإذا غلبني و سقط هو المسؤول، و أنا ما أسقط أحدا ، و الله الحدادية ما أسقطناهم خليناهم يترنحون ؛ و غيرهم ، و غيرهم حاربونا و حاربونا و بعدين ؛ فنحن ما نُطارد الناس، هم الذين يهربون، يبدؤوننا بالحرب ثم ؛ أما نحن فنحاول أن نحافظ على بقائهم في الصف السلفي إلا إذا غلبنا على أمرنا، و سقطوا فهذا هم المسؤولون فيه ، و لهذا صبرنا على فلان سنوات، و على فلان سنوات، و على فلان سنوات،؛ قلت ما ( أحب) السلفيين يتبددون و يتفرقون؛ فإذا عجزنا أعذرنا إلى الله سبحانه و تعالى ، و لهذا و الله لما كتبت أضواء إسلامية جاءني الذي يقرأ الكتاب، قال : (لماذا ما ) بدعته ؟!
قلت : خلِّ هذا لغيري، جاءني الحدادية (جادلوني ساعة و نصف) ؛ لماذا لم يبدع فلان و فلان ، و أنا أعرف أن فلان و فلان يبغون أن أكفرهم، و قد يكون بعض الحدادية الذين جاءوني مدسوسين منهم من جاء ضده ، فيذهبون للشيخ الألباني، و الشيخ ابن باز، و الشيخ ابن عثيمين يتباكون كذا، و كذا إلى آخره؛ و تجيك المشاكل، قلنا نحن نهتم بدعوتنا ، و أجيب لهم الأدلة و أجيب لهم القواعد لكنهم ما اقتنعوا، و بعدين راحوا،...))

ثم قال الشيخ حفظه الله :

(( فالدعوة تحتاج إلى لطف، تحتاج إلى حكمة، تحتاج إلى رعاية، تحتاج إلى عناية، و يجب أن نتكاتف جميعا أساتذة و طلابا في تحبيب هذه الدعوة إلى النَّاس، و نستخدم أسلوب الحكمة في الدعوة إلى الله فإنه أصلٌ أصيل في هذه الدعوة { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة}(النحل:125) ، { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة}(يوسف :108) ؛ علم ، هو البصيرة هي العلم، و الحكمة في الدعوة إلى الله تبارك و تعالى، و من الحكمة أننا لا نكسر رأس كل واحد ، كل مرة، لا ! رأفة بالناس و إلا فالموت للدعوة، الدعوة تموت بهذه الطرق، و الآن ما تجد كان هذه الظاهرة ظاهرة التفرق و التمزق كانت شعار الخوارج، ...))

ثم قال أيضا :

(( إخواننا ! إن هذه الدِّين النصيحة لابد من هذا البيان، و لابد أن نسلك طريق الحكمة و الرحمة في الدعوة إلى الله تبارك و تعالى، و الحلم و الصبر على السلفيين و إلا لما الإنسان يترنح يريد أن يسقط ما تدفعه إلى الهوة !! نمسك، نمسك حتى لا يذهب؛ فإذا ذهب و انفلت منَّا هو المسؤول أمام الله عز و جل هذه الأمور و إلا سوف تضيع الدعوة السلفية، فبارك الله فيكم.

عليكم بطلب العلم الشرعي، و عليكم بأخلاق الرسول عليه الصلاة و السلام، حلم، صبر، حكمة هذه الأمور لابد منها ، من لوازم الدعوة إلى الله تبارك و تعالى، ربوا أنفسكم على هذا، و ربوا من تدعونهم و لا تفتروا، العالم منكم و الذي عنده شيء من العلم، في شيء معين يعرفه، و يضبطه بحيث أنه ما يقوى على طلب العلم يدعو إلى الله بالحكمة و البصيرة.

خلوا الناس يحبون هذه الدعوة و يدعون إليها، لا تكرهوا الناس في هذه الدعوة الآن يكرهونها و يشمئزون منها بسبب التشددات الآن التي أصبحت على السلفيين بعضهم بعضا أكثر منها حتى و الله الحدادية ما تركونا و الله قالوا يمشون مع المبتدعة و الفساق كانوا يمشون مع المبتدعة و الفساق، و أظنهم إلى الآن و غيرهم من الذين يشدون على المنهج السلفي تراهم يتعاطفون مع أهل البدع و الضلال و يحاربون أهل السنة، و هذا الآن موجود عدم التراحم و التعاطف بين السلفيين تجد شيء ما أقول كلهم ، يوجد في كثير منهم صراحة لابد بينكم الرحمة، لا بد من الحلم، لابد من الصبر، و ضعوا نصب أعينكم المؤمنين كالبنيان يشد بعضه بعضا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى؛ الأصل بينكم التعاطف و المحبة و التراحم، و بثوا فيما بينكم كل ما يؤلف القلوب ، و يحبِّب بعضكم إلى بعض، و ابتعدوا عن أسباب التي تؤدي إلى الفرقة.

أنا قلت لبعض السلفيين، قلت يا أخي ! إذا تأكدت أنك على حق في هذه القضية، و وافقك بعض العلماء ثم رأيت آثارها سيئة و سلبية على الدعوة السلفية فيجب أن تترك هذا الشيء حماية لهذه الدعوة، و حفاظا على أهلها ألا يتفرقوا بارك الله فيكم؛ فأسباب الفرقة أن يتوبوا إلا هناك نص من الشارع عليه الصلاة و السلام فهذا لا يترك لأحد، أما رأي يراه بارك الله فيكم، و يؤيده بعض العلماء لكن يرى أنه يضر بهذه الدعوة ، و يضر بأهلها، فعليه أن يكف لسانه، و ينسى هذا الرأي لحماية هذه الدعوة و لمصلحتها و حماية أهلها و مصلحتهم.
أسأل الله أن يوفقنا و إياكم لما يحب و يرضى و أن يؤلف بين قلوب السلفيين و أن يجمع الأمة كلها على كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام، و أن يهيئ لهم دعاة صالحين مخلصين صادقين يجمعوهم على كتاب الله و ليعيدوهم إلى حظيرة السنة ؛ إن ربنا سميع الدعاء و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.))

ثم قال : (( ...أنا أعرف كثير من الشباب السلفي الآن لا يترك شاذة و لا فاذة يبغي يحكم على كل النَّاس، على كل الناس يتحرى كلمة و يحكم عليه؛ قلت له ما كان كذا و العلماء كانوا كذا و لابد ! اتق الله في هذا الأسلوب، العلماء الذين قبلنا من محمد بن عبد الوهاب إلى يومنا هذا بارك الله فيكم ما قامت السلفية! كلما تحرك إنسان حكمت عليه ، لا ! اصبر ! انصحه! غض الطرف ! مادام يؤمن بمنهجك، و عقيدتك بارك الله فيك ترى فيه بعض الضعف ناصحه !
ذكرت له حكمة الرسول عليه الصلاة و السلام في المنافقين و في غيرهم بارك الله فيكم، لحماية الدعوة و فهمها، و لمصالح الدعوة و لحماية الناس، الآن رأينا آثار هذا التَّسرع من الشباب، و الشدة الزائدة ،
..))