ثالثا: وأما المسألة التقاء الشيخ العابدين بن حنفية ، بالشيخ فركوس ومشايخ العاصمة ووقع بينهم تآلف وتناصح ورجوع إلى جمع الكلمة وتوبة بن حنفية عما أظهره من أخطاء ولا سيما في رسالته الأخيرة المسماة ب(الجمعيات من وسائل الدعوة إلى الله )
فأقول على رسلكم ليست مسألة توبة المخالف بأقل أهمية كما يصورها أو يتصورها البعض ،لأن توبة المخالف لابد لها من شروط وآداب :
قال الشيخ أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي حفظه الله
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
فإنّا نسمع بدعوى تراجع بعض الدعاة الثوريين، الذين كان لهم الأثر الكبير في تهييج الشباب، وإغارة صدور العامة على ولاة الأمر منذ زمن، ودعوى توبتهم مما كانوا عليه من غير أن يصرحوا بالتوبة.
وذلك عن طريق كلماتهم المعسولة، أو الملتوية، أو الملونة، وعبر خروجهم في الفضائيّات، يصورون للناس أنهم هم الذين أثّروا في أصحاب الفكر الخارجي بتسليم أنفسهم.
ومن المعلوم عند أهل العلم، وطلاب العلم: أن لتوبة الفاسق شروط هي:
أن يقلع عن الذنب. أن يعزم على أن لا يعود إليه. أن يندم على ما فات.
وهناك شرط رابع لمن كان عليه حقوق آدميين؛ مالية أو عِرضية: أن يرد الأموال إلى أهلها، وان يتحلل من الغيبة.
أما توبة أهل الأهواء والبدع؛ المخالفين لمنهج السلف ـ أهل السنة والجماعة ـ في دعوتهم، فإنها تزيد عن ذلك بل تختلف.
يقول الله تعالى: (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيم)[البقرة:160] .
قال ابن كثير في تفسيره: ( 1/288): " أ ي رجعوا عما كانوا فيه وأصلحوا أعمالهم وأحوالهم وبيّنوا للناس ما كانوا يكتمون، وفي هذا دلالة على أن الداعية إلى كفرٍ، أو بدعةٍ إذا تاب؛ تاب الله عليه".اهـ.
ويقول ابن القيم- رحمه الله – في كتابة "عدة الصابرين" ( ص/ 93- 94): "من توبة الداعي إلى البدعة أن يبين أنّ ما كان يدعو إليه بدعة وضلالة، وأن الهدى في ضده، كما شرط تعالى في توبة أهل الكتاب الذين كان ذنبهم كتمان ما أنزل الله من البيّنات والهدى ليضلوا الناس بذلك:أن يصلحوا العمل في نفوسهم، ويبينوا للناس ما كانوا يكتمونهم إياه،فقال:( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُـونَ * إِلا الَّذِينَ تَابُـوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) .
وهذا كما شرط في توبة المنافقين، الذين كان ذنبهم إفساد قلوب ضعفاء المؤمنين، وتحيزهم واعتصامهم باليهود والمشركين أعداء الرسول، وإظهارهم الإسلام رياءً وسمعة: أن يُصلحوا بدل إفسادهم، وأن يعتصموا بالله بدل اعتصامهم بالكفار من أهل الكتاب والمشركين، وأن يُخلِصوا دينهم لله بدل إظهارهم رياء وسمعة.
فهكذا تُفهم شرائط التوبة وحقيقتها، والله المستعان".ا هـ .
فإذا كان الأمر كذلك: فالكلمات المطاطية والمحاضرات المُمَيّعة والكلمات المعسولة لا تكفي في بيان المنهج الفاسد القديم الذي كانوا عليه. فلا بد من البيان والإيضاح نصحاً للأمة بعد التوبة والاعتراف بالخطأ صراحة دون غموض ولا حيدة، وأن الحق في ضده.
فإذا عُرف ذلك وفُهمت شرائط التوبة، فإن توبة هؤلاء ورجوعهم عن أخطائهم لم تكن ذات بيان وإيضاح، كما هو معروف من منهج السلف ـ رحمهم الله ـ، وإنما هو إجمال، وكأن الأمر كان خلاف في المسائل الفقهية التي يسوغ فيها الخلاف.
إن الأمر كان منهم في موالاة أهل البـدع، والوقوف معهم، والذب عنهم، والغضب لهم وكراهة من يتكلـم فيهم. بل والاستشهاد بأقوالهم، والوصية بقراءة كتبهم ومؤلفاتهم. حتى غرروا بالجيل الصاعد، ولم يسلم من تغريرهم حتى كبار السن، وما زلنا لم نسمع منهم في أهل الأهواء والبدع مقالاً ولا كلمة، ولا البراءة منهم ومن منهجهم الفاسد.
وهذا إمام العصر يؤكد هذا الشرط، فيقول الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – وهو يرد على عبدالرحمن عبدالخالق في أخطائه:"فالواجب عليكم الرجوع عن هذا الكلام، وإعلان ذلك في الصحف المحلية في الكويت والسعودية، وفي مؤلف خاص يتضمن رجوعكم عن كل ما أخطأتم فيه". ا هـ. مجموع الفتاوى:
( 8/242، 244، 245 ).
قلت : أنظر كيف اشترط الامام ابن باز الإعلان و النشر لتوبة عبد الرحمن ، فأين توبة محمد حسان عبر الهاتف و الحويني في بعض النادق المصرية ،وهذا ينطبق على هؤلاء الدعاة الذين يضللون الناس بمعسول الكلام، فهل من مدّكر؟!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،،،،،،،،)) انتهى نقلا من (منتديات البيضاء العلمية)
قلت (بن سلة ): أين العابدين وأتباع العابدين من هذا المنهج الصريح الواضح
فأقول لكل من يروج مثل هذه الألفاظ المطاطة الخالية من الدليل والبرهان دع عنك هذا ولا تتعب، وإن عرفت إنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله
ـ قال الشيخ المحدث العلامة ناصرالدين الألباني رحمه الله في ( رقم شريط 169 ) بعد مطالبة مجموعة من جلسائه ومنهم الحلبي بالصلح بينه وبين البرقاوي :
من أين لكم ؟ كيف بتتخيلوا هذه الأمور ؟!! مابين رمشة عين ايش تنصلح الأمور وينقلب هذا الانسان (2)!! شو هالكلام هذا يا أخي ! هذا خيال !! ما بحب أنا إخوانا ايعيشوا في الأوهام لأن الدعوة السلفية من مزاياها وفضائلها أنها توقظ الأذهان , ما بتخليهم مهابيل مجانين
إنسان عشتم معه سنين , وشفتم منه كل سوء وكل اعتداء وكل ظلم , مجرد ما يقول خلاص أنا تراجعت بس الشيخ يتواضع ويصالحني !كيف تقبلوا هذا الكلام يا جماعة ؟!!!)) انتهى منقول من شبكة سحاب
ـ سئل فضيلة الشيخ الوالد ربيع بين هادي المدخلي حفظه الله حول توبة المبتدع :
((السائل يقول جزاك الله خير يا شيخ / شيخ كذالك في سؤال هنا احد الحزبيين أسس حزبا سياسيا وسماه السلفية العلمية وعمل في هذا الحزب سنوات ثم ترك هذا الحزب الآن وتبرئ منه هل يطبق عليه حكم المبتدع ولابد أن يبين و يعلن ويصحح ما أفسده في الدين ام ؟
قال الشيخ ربيع:لابد من البيان لاتقبل دعواه التوبة إلا بعد البيان الواضح ولا يختلط بالسلفيين إلا بعد أن تظهر صحة توبته لان هؤلاء الحزبيين لهم مكايد فأخشى انه يدبر حيلة للشباب السلفي بارك الله فيك ليخدعهم ويجرهم إلي انحرافاته وضلاله فهم معرفون بهذه الأساليب ) انتهى جزاك الله خير يا شيخ منقول من״ البيضاء العلمية״
ـ وسئل ((ياشيخنا رجل وقع في البدعة وفرق الصف السلفي وصبر عليه الأخوة سنوات وهم يناصحونه فلما تكلم فيه اهل العلم وبدعوه وأمروا بهجره والتحذير منه زعم انه تاب ووقع على الورقة فيها تراجع ولم يصلح ماأفسده فهل نبقى على هجره والتحذير منه حتى يتبين لنا صدق توبته ؟
فأجاب الشيخ : نعم كما فعل عمر رضي الله عنه بصبيغ ، صبيغ أقل من هذا شرا بالمراحل ومع ذلك ضربه عمر رضي الله عنه وسجنه ،ثم لما قال تبت ياأمير المؤمنين فإن كنت تريد قتلي فأحسن قتلي وإن كنت تريد يخرج ما في رأسي فقد والله خرج ،فأمر بنفيه إلى العراق وبهجرانه حتى بانت توبته بعد السنة بعدما تأكد من صحة توبته آذن عمر رضي الله عنه بترك الهجران له
فهذا كما تقول إلى الآن ما بين والله تعالى يقول: ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُـونَ * إِلا الَّذِينَ تَابُـوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) إلى الآن ما ظهر صدق توبته فيجب ان نحذر منه ونستمر في عقوبته حتى يظهر صدق توبته )) انتهي ، أخذت المادة الصوتية من (منتدى سلف مصر)فقمت بتفرغها
ـ وسئل فضيلة الشيخ: عبيد الجابري-حفظه الله كما هو في(الأجوبة السلفية على الأسئلة القطرية)
((السؤال السادس عشر:
ما شروط توبة أهل البدع، وهل تنطبق على الحزبيين والمتلونين في هذا العصر؟.
الشيخ :أنا فَرَّقْتُ لكم قبل عدة أجوبة عل عدة أسئلة مضت، بين التبديع وكون الشخص واقع في البدعة، المبتدع كما قال الله تعالى:(تابوا وأصلحوا وبينوا)يتوبون ويصلحون حالهم للرجوع إلى السنة وترك مخالفاتهم، ويبينون للناس الحق، وأما إن كانت المخالفات غير بدعية، فالكثير من أهل العلم له قولان يستقر على الآخر منهما.
وبهذا القدر يا أخ محمد نكتفي، لأن الوقت قد طال، ولعل الله ييسر لقاءً آخر، لكن قد يطول بكم الانتظار لكثرة مشاغلنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تم بحمد الله بتصرف يسير..........
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد)) انتهى
ـ وقد سأل الأخ أبو جميل الرحمن الشيخ عبيد الجابري حفظه الله وضح في سؤاله بعض مراوغات العيد شريفي الجزائري وكيف يلبس على أتباعه أنه تراجع عن ماانتُقِد فيه ثم سأل : هل مجرد أن يقول تراجعت يقبل منه ؟فأجابه الشيخ حفظه الله:لا حتى يصفو بارك الله فيك .اهـ نقلا من شبكة سحاب
ـ وقال العلامة الشيخ الناصح الأمين محمد بن هادي المدخلي حفظه الله في شريطه ( القنبلة ) ردا على أبي الحسن المأربي الهالك الضال وليكن في علم كل من وصله كلامي أن عابدين على سير وخطى المأربي سواء بسواء فكلام الشيخ محمد حفظه الله هنا يشفي الغليل ويروي الضمآن فيما يتعلق بالعابدين فليستمسك به بالنواجد وليتدبر ويفهم
قال حفظه الله (( فالحاصل , أقول " إن الكلام الذي سمعه بعضكم أو كلكم وتحدث به قبل أيام عنه في الشبكة وحذرت بسببه من الجلوس معه والاستماع إليه والأخذ عليه والاجتماع به , لا أزال عنده , حتى ينقضه حرفا حرفا , فإذا نقضه ؛ لنا بعد ذلك معه كلام , وأما أن يقول " أنا رجعت " , فهذا لا يكفي ! ضد أن ينقضه جملة وتفصيلا و وحتى لو نقضه جملة وتفصيلا , فإن الرد عليه سائغ ولو بعد مماتنا جميعا ومماته , وسأذكر لكم شيئا من ذلك ؛ فهذا الإمام ابن قدامة رحمه الله تعالى في رسالته " تحريم النظر في كتب الكلام " سأقرأ عليكم مقدمتها , يقول ابن قدامة رحمه الله ؛ هذه ألَّفَهَا في الرد على ابن عقيل الحنبلي بعد توبته وبعض نقض ابن عقيل لنصيحته التي سماها النصيحة وهي كما يقول ابن قدامة " الفضيحة " , وساق في مقدمتها توبة أبي الوفاء بالسند الصحيح ومع ذلك لم يمنعه ذلك من أن يرد عليها , وهذا أسلوب معروف ومستقر عند علماء السنة , وأبو الحسن لا يريد أن يرد أحدٌ على أحَدٍ بعد أن يقول " أنا رجعت " !!!! كلمة مجملة مع إفساد مفصل !!!! هذا من أعجب العجب , فاسمعوا ؛ يقول ابن قدامة رحمه الله : الحمد لله حمدا موافيا لنعمه مكافئا لمزيده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , شهادة مخلص في توحيده وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم أنبيائه وخير عباده , صلى الله عليه وعلى آله وصحابته , وسائر المتمسكين بسنته , المهتدين لطريقته , أما بعد : فإنني وقفت على " فضيحة " ابن عقيل .. , أنا أقول مباشرة لا لَفّ ولا دوران ولا تمهيد في تحقيق الكلام , الذي يطالب به هؤلاء الأقوام في هذه الأعصار , أهل السنة من أبعد الناس عن اللفلفة والدوران وأصدق الناس وأشجع الناس وأصلح الناس , لا يبالون بأحد , يقول : أما بعد: فإنني وقفت على فضيحة ابن عقيل التي سماها " نصيحة " وتأملت ما اشتملت عليه من البدع القبيحة والشناعة على سالكي الطريق الواضحة الصحيحة .. ؛ ووالله لقد وجدت الشناعة عند أبي الحسن في أشرطته السبعة وفي شريطه هذا على سالكي الطريق الصحيحة؛ الذين يحذرون من الإخوان والتبليغ والجهاد وسائر البدع وأصناف الحزبيات ويسميهم غلاة وحداديين ويريد أن يوقفهم عند حدهم وأن يجعل حدا لهذا الغلو , وسأريكم ؛ أما الأشرطة السبعة التي سماها بالقول الأمين ؛ هكذا ؟ القول الأمين في صد العدوان المبين , فأنتم يمكن سمعها بعضكم أو الكثير منكم , كلها أو بعضها , تعودون إليها , ولكن سأذكر لكم مثالا في هذا الشريط الذي يزعم أنه قديم وهو حَثٌّ في السبعة عليه أو على بعضه , حتى نكون معه منصفين ؛ اسمعوا ؛ يقول : و تأملت ما اشتملت عليه من البدع القبيحة والشناعة على سالكي الطريق الواضحة الصحيحة , فوجدتها فضيحة لقائلها , قد هَتَكَ الله تعالى بها سِتْره وأبدا بها عورته ولولا أنه قد تاب إلى الله منها وتَنَصَّل ورجع عنها واستغفر الله تعالى من جميع ما تكلم به من البدع أو كتبه بخطه أو صنفه أو نسب إليه , لعددناه في جملة الزنادقة وألحقناه بالمبتدعة المارقة.. هذا كلام الموفق فيمن ؟ في ابن عقيل , انظروا إلى هذه الشدة على الكلام المنحرف , مع إثباته لتوبته , مَنْ ؟ ابن عقيل , فهو الآن لا يتكلم على ابن عقيل , لأنه سيثبت أنه قد رَدَّ على هذه الفضيحة , ونقضها بالجملة والتفصيل , ولكن مع ذلك لم يمنعه هذا من الرد عليه , وسيأتي إن شاء الله بيانه في كلام أئمة الدعوة ؛ الذين يقررون هذا , ولا ينكرونه , وأبو الحسن وأغراضه ومن يدافع عنهم ويزعم لهم السلفية , لا يريدون هذا , يقول ابن قدامة : ولكنه لما تاب وأناب – يعني ابن عقيل – وجب أن تحمل منه هذه البدعة والضلالة على أنها كانت قبل توبته في حال بدعته وزندقته , ثم قد عاد بعد توبته إلى نصر السنة والرد على من قال بمقالته الأولى , فهل أبو الحسن في هذا الشريط رَدَّ ونَقَضَ هذا النقض المفصل(2) ؟ لا ..أبدا !!! وأشرطته التي يتكلم فيها فحتى الفروق الجلية اسمعوا كل بلية , ستسمعون فيها , إذا جاء إلى أهل السنة نزل عليهم في الشدة , وإذا راح إلى أهل الأهواء من المتحزبة بدأ يلاطف الجو معهم ؛ وهذا ديدنه , في مجالسه وفي أشرطته , فسبحان الله !!! وأنا أخبركم بهذا لأنني من قبل ما سمعت له و لا قرأت له , ولما ابتلينا في الآونة الأخيرة بدأت أسمع , وحقيقة سافر من عندنا وأنا لم أستمع للكثير وسمعت بعد ذلك عجبا , فنسأل الله العافية والسلامة ! فاسمعوا ما قال ابن قدامة في كلامه , يقول : ثم قد عاد بعد توبته إلى نصر السنة والرد على من قال بمقالته الأولى بأحسن كلام , وأبلغ نظام , وأجاب على الشبه التي ذُكِرَت بأحسن جواب , وكلامه في ذلك كثير في كتب كبار وصغار وأجزاء مفردة , وعندنا من ذلك كثير , فلعل إحسانه يمحو إساءته وتوبته تمحو بدعته , فإن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات .. , وهنا أقول لا يتمسكن أبو الحسن بهذه الكلمة فيقول : [و أنا لماذا لايرى إحساني لخطئي ؟ ] , فأقول حتى تفعل كما فعل أبو الوفاء , إذا نقضت هذه الشبه حرفا حرفا , لنا بعد ذلك معك ومع هذا نجيز لنا ولمن جاء من بعدنا ممن لم ينته إليه كلامنا أو كلامك أن يرد على هذه الشناعات القبيحة التي في أشرطتك حتى لايغتر بها مغتر حسب حاجاتهم في أزمنتهم , يقول ابن قدامة : ولقد كنت أعجب من الأئمة من أصحابنا , الذين كفروه – يعني ابن عقيل – وأهدروا دمه وأفتوا بإباحة قتله وحكموا بزندقته قبل توبته ولم أدر أي شيء أوجب هذا في حقه وما الذي اقتضى أن يبالغوا فيه هذه المبالغة , حتى وقفت على هذه الفضيحة فعلمت أن بها وبأمثالها استباحوا دمه وقد عثرت له على زلات قبيحة ولكن لم أجد عنه مثل هذه التي بالغ فيها في تهجين السنة مبالغة لم يبالغها معتزلي ولا غيره .. , وأقول هذا المقطع يناسبني أنا ومن كان على شاكلتي ؛ كنت أعجب حينما أسمع في أول القضية شدة الكلام على أبي الحسن لأنني و الله ما وقفت على مثل هذا الشيء وإذا بالذين يتكلمون فيه عندهم مثل هذه المقالات , ففهمت أن شدتهم عليه منطلقة من هذه كما يسوغ هو , وإلا في الحقيقة بعد أن نظرت وجدت أنهم على الطريقة الصحيحة وهو سالك للطريق الشنيعة القبيحة , فيجب أن لا يستنكر مثل هذا ولا ينتظر منا إلا مثله حتى يعود إلى الله جل وعلا ويتوب وينقض ما كان قد قاله نقضا مُبْرَما , فاسمعوا توبة ابن عقيل إذا تاب أبو الحسن في هذه المقالات مثلها قبلنا منه , يقول ابن قدامة بعدما ساق إسناده إلى ابن عقيل ؛ يقول : قال علي ابن عقيل إنني أبرأ إلى الله تعالى من مذاهب المبتدعة , الإعتزال وغيره ومن صحبة أربابه وتعظيم أصحابه والترحم على أسلافهم .. .
وأنا أقول لأبي الحسن يجب أن تبرأ إلى الله من تعظيم أرباب الأحزاب والجماعات الحزبية والإعتذار عنهم والرجوع عن ذلك وإفشائه , والذين يعتذر عنهم نحن أعرف بهم منه , فقد حدثناه وناصحناه ولا يزال مصرا على ذلك وذكرنا له رؤوس الحزبيين بل بعض رؤوس الحزبيين ووالله ما رفع بذلك رأسه ولا تغير له في ذلك شيء , لم يزل يدافع عنهم وهم حزبيون وهم حزبيون معروفون إلى اليوم عندنا , وعنده ماذا ؟ سلفيون !!! عنده سلفيون !! فلا أدري ماهي هذه ( السلفية ) التي اطلع عليها ؟ ونحن نعرف هؤلاء من خطبهم وكتبهم وأشرطتهم , ومواقفهم وحياتهم العلمية وإلى يومنا هذا , وهم في الأحزاب والحزبية غارقون وعند أبي الحسن هم هؤلاء السلفيون , وإذا ذهب هنا وهنا تجده يتغشاهم ويُبَيَّن له ولا يتردد في أن يستمر على ما هو عليه , ويبيَّن له بعض الناس عندنا في المدينة وهو يعلم ( وسيسمع كلامي هذا ) ولا مانع بل أنا أحب أن يسمعه ؛ يسمع كلامي هذا , ننصحه في أشخاص ويذهب إلى اليمن فيسأل عنهم ويقول: [أنا ما أعرفهم ]!!! , جواب سياسي ديبلوماسي , فإذا سئل : [ والله أنا ما أعرفهم , لو رأيتهم الآن ما عرفتهم ] ! فيسمعه السني السلفي , فيقبل " يقول هذا قصده " ويسمعه تركة أولئك يقولون " جزاه الله خيرا , مُنْصِف ! " . وجلست معه في بعضهم أنا مجلسا , ومجلسين مع الشيخ عبد الله عبد الرحيم البخاري , ورجع إلى اليمن ويقول :[ أنا ما أعرفهم ] ! فما أدري فين خبر الثقة عنده ؟ وفين التثبت عنده ؟ وبعض هؤلاء أسمعته كلاما له وهو " الشنقيطي " كلاما له في شريط حينما قال " إن النبي يخرج عن طور البشرية حينما ينزل عليه جبريل بالوحي ؛ كلمة سيئة خبيثة إنتقدها كل من سمعها , وراح يدافع عنه ويتأول له , المشايخ لم يدافعوا ولم يتأولوا وقد سئل عنها الشيخ –بلغني - عبد المحسن العباد فقال :" سيئة وكلمة خبيثة " , وهو يتأول له ويعتذر له , فلا يمكن على هذا الميزان أن يثبت على ساق التحقيق حجة لسني , ولا يمكن أن يستقيم عندنا بعد ذلك في نظر أبي الحسن شخص يقال عنه إنه حزبي أو إنه أو إنه ؛ لأن الأمور عنده كلها مائعة وقواعد يأتي بها إنما هي لحماية من يتعامل معهم فنسأل الله العافية والسلامة فنحن نقول : " لا " , إذا انتهى عن تعظيم أرباب التحزبات الذين يدافع عنهم ونعرفهم وهو يعرفهم , وإذا شاء واضطرني إلى التصريح سأصرح , يعرف المجلس الذي تكلمنا معه في هذا ؛ فإذا تراجع وبَيَّنَ موقفه في ذلك , يكون لنا معه بعذ ذلك لقاء وأمر آخر , وكذلك يقول : [ والترحم على أسلافهم ] , وهذا ماشاء الله [ حسن البنا فيه ! وفلان رحمه الله ! وفلان حفظه الله ]! وأنا ؛ لا أقول إن الترحم محرم , حتى لا يأتي ويقول : [ هاه , شوفو الحدادية ] !! لا , أنا محمد بن هادي أعرفه وأشكاله ومداخلهم ولكني أقول له إن مثلك في مواطن التعليم أن تربي الناس على السنة وتُبَيِّن لهم , سلمك الله في هذه المواطن قضايا الأخذ بالقوة على أهل الأهواء والمخالفات , وستسمعون هنا كلامي الذي أقوله مصداقه عند الإمام ابن قدامة , فيقول رحمه الله : ثم بعدما ذكر هذا قال " وذكر شيئا آخر – يعني ابن عقيل – ثم قال " فإني أستغفر الله وأتوب إليه من مخالطة المبتدعة ؛ المعتزلة وغيرهم .. , وما يجي أبو الحسن ويقول : [ حسن ماهو من معتزلة ]! المعتزلة وغيرهم " , ومكاثرتهم الترحم عليهم والتعظيم لهم , فإن ذلك كله حرام لا يحل لمسلم فعله .
في هذا الشريط يقول إنه قاله في 1416 هـ , أنا لم أعرف تاريخه حتى رأيت كتابته في الأنترنيت ويقول إنه قاله في عام 1416 هـ وبالذات بعدما رجع من عند الشيخ , قلت : " الحمد لله , أخذنا فألك من فيك , كما جاء في الحديث الحسن عند أبي داود , أنا أقول الحمد لله قبلنا حجتك من فيك " , في عام 1416 هـ كم لمقبل من التحذيرات من الإخوان المسلمين في اليمن رحمه الله ؟ ما لا يُعَدُّ و لا يحصى ؛ الزنداني بالذات , كم لمقبل فيه من اللفتات والكلمات والعبارات التي تبين أمره ؟ وهو في هذا الشريط 1416 هـ ؛ قال : [ الزنداني حفظه الله .. ومنهم الزنداني هنا لو تسألون حفظه الله ما يقول كذا " ! , يعني لو تسأل عن كلام التلمساني وغيره من الإخوان المسلمين ما يقره ... وقال " الزنداني حفظه الله ..] , الزنداني قبل هذا التاريخ قبل 1416 هـ حاضر حوار الأديان في السودان ! ألا يعرف ذلك أبو الحسن ؟ أما يعلم هذا أبو الحسن ؟ أما يقف على هذا أبو الحسن ؟ وهو ماشاء الله الذي يعرف أخبار الدنيا كلها ! في هذه الحزبيات , والزنداني عنده , ويسمع مقبل فيه ليلا ونهارا رحمه الله وهو ينتقده , وهذا موقفه منه , وستسمعون هذا الكلام.
في 1416 هـ يعني ما طرق سمعه شيء عن الإخوان في اليمن ويقول عن الإخوان في اليمن : [ إنهم يختلفون عن الإخوان في مصر وعن الإخوان في باكستان ..]!! , هو يقول في هذا إنه قد رجع , وأن هذا قديم , ولكن الشبه الفاسدة , والتأصيلات الفاسدة فيه أكثر من كلمة : [ إن الإخوان والتبليغ والجهاد في دائرة أهل السنة وفي دائرة الفرقة الناجية ..] , أكثر ! ليست القضية فقط هذه الكلمة لكن أكثر منها ؛ التأصيلات الفاسدة والبدع التي عليها الإخوان , وهو يقول : [ إن الإخوان في شبه الجزيرة استفادوا من دعوة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب , فحماهم الله يعني من أن يقعوا في الإثنيتن والسبعين فرقة الهالكة , نعم عندهم أخطاء وعندهم لكن في العقيدة إذا سألت كذا وسألت كذا .. ]! أنا أسأله ألم يشرح الوشني الأصول العشرين , عبد الله الوشني ماهو في اليمن ؟ ماهو من حزب الإخوان في اليمن ؟ ما فيه من الإخوان من يعرفه , الإخوان اليمنيين , يسمع بالوشني ؟ "ريح النسرين في شرح الأصول العشرين ", أنا أول شرح للاصول العشرين وقفت عليه هو لهذا اليمني في حدود 500 صفحة تقريبا أو400 صفحة ,نسيتها الآن , حذو القذة بالقذة ؛ التصويت والتصويف والتصوف كله فيه مقره ! وهذا من الإخوان في اليمن ,ما شاء الله !!! خَلُّونَا من اليمن ,من أقصى شبه الجزيرة العربية نقول عن شمالها ؛ الكويت , جاسم المهلهل وهو مهلهل , يأتيه ! لما كتب كتابه "للدعاة فقط" (ما هُو) راح يعتذر عن حسن البنا في التفويض ؟ وَلاَّ , لا ؟صحيح , الله له رجلا هماما من أهل السنة , الشيخ محمد بن سيف العجمي ,نسأل الله جل وعلا إن كان حَيًّا أن يعيده إلى أهله سالما , وإن كان قد مات أن يغفر له وأن يرحمه , فانتدب بهذا الكتاب وكتبه ونحن طلبة في الرياض في الرابعة كلية أو في الثالثة كلية وكتب هذا الكتاب ودار به على الأشياخ عندنا في الرياض وأراهم حسب استطاعته وكتب ذلك التاريخ له الشيخ الفوزان والشيخ التويجري رحمه الله في قضية التوسل وما عند هؤلاء الإخوانيين من البدع , وهذا جاسم في الكويت , ماهو في شبه الجزيرة العربية ؟!!!! فين دعوة محمد بن عبد الوهاب ؟ خلونا من هؤلاء , عندنا في السعودية نحن , سلفية المنهج وعصرية المواجهة , هاذول ماهم عيالنا ؟؟ فين عصمهم الله بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟ وهم يتغنون :
إن للإخوان صرح كل مافيه حسن
لا تسلني من بناه إنه البنا حسن
هؤلاء عندنا في المملكة في بلاد الحرمين في نجد وغيره , هذا الكلام ما ينكرونه ! هذه واحدة والأخرى يقول : عشرات السلفيين ما أدري , آلاف السلفيين في الحرمين !! والله ما رأينا منهم هذا العدد ! أنا أقول له آلاف التسجيلات الحزبية في الحرمين , فاتقي الله في نفسك , و لا تكن مغالطا , فإنك لو غالطت ما تستطيع أن تغطي على الصمد خطأك , فالناس مايمكن تغطي عليها , نحن في الحرمين ونحن في المملكة نعرف هذا ؛ آلاف السلفيين !!!! نحن والله ما نرى إلا الحزبيين في الجملة الكاثرة والقلة القليلة هم السلفيين , تهويلات وتلبيسات لا حد لها ولا حصر .
فالحاصل سلمكم الله , هذا الكلام يَعُدُّّ هذا الرجلُ الإخوانَ في اليمن ويقول عنهم هذه المقالة ! في الجزيرة العربية وهذا الكلام اللي قُلْتُه [ الآلاف المؤلفة عنده أو الألوف اللي في الجزيرة العربية أو في المملكة العربية السعودية أو في بلاد الحرمين من السلفيين ] , هذا قريب قالُ في هذه الآونة , في أيام الأحداث هذه التي بيننا وبينه , فسبحان الله العظيم ! ماذا يريد هذا الرجل (و إيش يريد ؟) وأنا سأذكر لكم في هذا شيئا مما جاء في رسالته ولكن قبل هذا سأبين لكم مصداق ما قلته في هذه الرسالة وهي (تحريم النظر في كتب أهل الكلام) أنَّ لنا ولمن جاء من بعدنا لو متنا ولم يطلع عليه من جاء من بعدنا , فَلِمَنْ جاء من بعدنا أن يَرُدَّ على أشرطة المخطئ سواء أكان أبو الحسن أو غيره , وهذا الشريط بالذات الذي هو عند أبي الحسن فإنه لا يُكْتَفَى بمجرد قوله " رجعت " وأنه لا يجوز أن يرد عليه , اسمعوا هذا كلام أئمة الدعوة في الدرر السنية سأعطيكم إياه , يقول أئمة الدعوة :[ ولم يزل أهل العلم يبينون غلطات من غلط ويردونها حتى إن بعضهم يرد ذلك ولو بعد توبة من حَدَثَ عنه, خوفا أن يُغْتَرَّ بتلك المقالة كما رد موفق الدين ابن قدامة الحنبلي غلطات أبي الوفاء ابن عقيل بعدما تاب منها.. ] . هذا الذي أشاروا إليه هو الذي قدمته وقرأته عليكم , فلماذا يستنكر أبو الحسن أو يستنكر هؤلاء الرد ؟ الرد قبل أن يتوب من الواجبات الكفائية , إذا قام به البعض سقط عن الباقين والحمد لله , وبعد ما يتوب , إذا وجدت الحاجة يبين كما بين ابن قدامة وغيره :[ ولم يزل أهل العلم يبينون غلطات من غلط ويردونها حتى إن بعضهم يرد ذلك ولو بعد توبة من حدث عنه أو منه خوفا أن يغتر بتلك المقالة كما رد موفق الدين ابن قدامة الحنبلي غلطات أبي الوفاء ..] , هذا هو وسأتركه لكم , هذا من الدرر , وفيه شيء آخر وهو اللي يردده هؤلاء الحزبيون الذين يثني عليهم أبو الحسن أو على بعضهم ويقول عنهم سلفيون , يرددون عبارتهم التي يمكن سمعتموها , وهي أن السلفيين طبعا ما يقولون السلفيين هؤلاء مثل الذباب مايقع على إيش ؟ على الجرح ! يتركون هذه الكتب وما يأتون إلا على الأخطاء , ولا يستفيدون من هذه الفوائد ما يأتون إلا على الغلط وما ينظرون إلا إلى الغلط , قلنا والله نحن على الطريقة السلفية وأولى بأئمة السلف من هؤلاء ونحن والله الطيب المطيب بإذن الله تعالى, ما دمنا على الحق والهدى , وهم والله الذباب الذين يقعون على الجروح ونحن والله المقتفون لأهل العلم والهدى , اسمعوا كلام أئمة الدعوة , يقول : [ واعلم أرشدك الله أن الذي جرينا عليه أنه إذا وصل إلينا شيء من المصنفات في التفسير وشرح الحديث اختبرناه ..] ما يقول " نقرأه " لا ! [ اختبرناه , واعتبرنا معتقده في العلو والصفات والأفعال ..] , الذباب ما يقعون إلا على إيش ؟ على الجرح ! فقبحها الله من كلمة خبيثة صدرت عشرات المرات إن لم أكن مبالغا , يمكن المئات من عائض القرني , الذي لا يستحيي أبو الحسن من أن يقول : [ لو وُفِّق طالب علم متمكن من السلفية لرجوت أنه ينتفع ..] , فقلت له " ابن باز ونائب المفتي واللحيدان وغيرهم وغيرهم والفوزان وغيرهم ناصحوه في مُدَد متفاوتة وهو لا يزال كل يوم يطلع بمصيبة ما انتفع ! ما ينتفع إلا من طالب أبو الحسن؟ والله ما تكلم !!! فيا إخوتاه ! يعني هذا الكلام ؛ كلام أئمتنا , هذه الدعوة اللي يقول : [ إن الله نفع بها شبه الجزيرة العربية ] , هذه , لو كان أهل الجزيرة العربية على هذا الخط , نعم ! كانوا يختبرون الكتب ولذلك يسلم أبناؤهم وأما الآن " فاتسع الخرق على الراقع " والآن الدعوة ما عندها كتب ! الأنترنيت , وهذه الأشياء التي دخلت لا يستطيع الإنسان التحكم فيها ؛ فنسأل الله الثبات على الحق والهدى . يقول:[ واعلم أرشدك الله أن الذي جرينا عليه – يعني طريقتهم التي يمشون عليها ما هي؟ - أنه إذا وصل إلينا شيء من المصنفات في التفسير وشرح الحديث اختبرناه واعتبرنا معتقده في العلو والصفات والأفعال , فوجدنا الغالب على كثير من المتأخرين أو أكثرهم , مذهب الأشاعرة الذي حاصله نفي العلو وتأويل الآيات في هذا ....] إلى آخر ما قال رحمهم الله تعالى. فالحاصل هذه طريقة الأئمة رحمة الله تعالى عليهم التي ساروا عليها ونحن سَنَسِير عليها رضي من رضي وغضب من غضب ,
إلى أن قال حفظه الله(محمد بن هادي) :
فأنا أقول بعدما تبينت لي هذه الأشياء وسمعت هذا الكلام وعرفت أن سابقه كيومه ولم يتغير قلت : لا يجب الجلوس معه , ولا السماع له ولا القراءة عليه ولا الأخذ عليه حتى يتوب إلى الله جل وعلا توبة صادقة , هذا أولا ويعلن ذلك ثانيا , ويُفَصِّل الرَدّ كما فَصَّل الشبه والقواعد الفاسدة ثالثا, ويتبرأ من الحزبيين الذين ذُقْنَا معهم المُرَّ ولا نزال في تلبيسهم على الناس عندنا في المملكة ويُبَيِّن موقفه منهم و إلا ليلحق بهم ولا كرامة , وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد والحمد لله رب العالمين)) انتهى .
ـ فهذا جزء من من كتاب وقفات منهجية في الذب عن السلفية (حوار مع عدنان عرعور ) , للشيخ السلفي الفاضل أبي عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري حفظه الله ونفع به حول توبة سيد قطب.
قال الشيخ حفظه الله و نفع به في( صفحة :50 - 56) :
((...فإن قال عدنان : إن سيداً قد تاب وأناب وتنازل عن أقواله الباطلة التي بسطها في " الظلال"، و" العدالة الاجتماعية "، وكتب وشخصيات "، وغيرها من كتبه المملوءة بالسموم .
فإنني أقول : هذه إحالة على جهالة ، فإن عاندت وعدت وقلت : إن ثمة من قال ، إنه تخلى عن ترهاته
فأقول لك كما قال الشاعر :
رَضيعَي لبان ثدْي أم تقاسما بأسْحَمَ دّاجٍ عوض لا نَتَفَرقُ
وأزيد بيانا فأقول : إن من شروط التوبة الإصلاح والبيان وخاصة في حق من ظهرت من أقوال انجرّ من خلالها فساد عريض ، وعدول عن منهج السلف في إقامة حكم الله في الأرض , قال تعالى :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [ سورة البقرة160 ]
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى ) أي رجعوا عما كانوا فيه وأصلحوا أعمالهم ، وبينوا للناس ما كانوا يكتمونه )
وقال رشيد رضا رحمه الله وتجاوز عن بلاويه : ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا ﴾ عن الكتمان ﴿ وَأَصْلَحُوا ﴾ عملهم بالأخذ بتلك البينات عن النبي صلى الله عليه وسلم ودينه و الهدى الذي جاء به ، ﴿ وَبَيَّنُوا ﴾ ماكانوا يكتمونه ، أو بينوا إصلاحهم وجاهروا بعملهم الصالح وأظهروه للناس ، فإن بعض الناس يعرف الحق ولا يعمل به ، ولكنه يكتم عمله ويسره موافقة للناس فيما هم فيه لئلا يعيبوه ، وهذا ضرب من الشرك الخفي وإيثار الخلق على الحق ، لذلك اشترط في توبتهم إظهار إصلاحهم والمجاهرة بأعمالهم ليكونوا حجة على المنكرين وقدوة صالحة لضعفاء التائبين ))
فأين هذا البيان وأين هذا الإصلاح ، وأين الكتب التي بين فيها تخليه عن الأفكار العفنة التي جاء بها ؟ ولا اظنك تقول يا عدنان عرعور : انه تراجع في كتابه معالم في الطريق ، فهذا كلام لا يستقيم ، وما جاء في كتابه " معالم " فإنه مملوء بتكفير الحكام ودعوة الشباب إلى إزالة عروشهم – بتعبيره - وأمره للحكام بدفع الجزية لأنهم عنده كفار كفراً بواحاً !!! انظر على سبيل المثال فقط : الجهاد في سبيل الله ( ص:55-56-57-58-59 طبعة دار الشروق ).
فهل هذا الفكر الطالح يستقيم وفهم السلف الصالح ؟ قال تعالى :
﴿ مَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ﴾ [ سورة فاطر :19-20] .
وقال شيخنا ربيع بن هادي حفظه الله : (إن سيداً لم يرجع عن هذه البدع الكبيرة الكثيرة، التي ناقشناه فيها في ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، وقد بينا لك إصراره على ما تضمنه كتاب "العدالة الاجتماعية" بعد أن نبهه الشيخ محمود شاكر على ما وقع فيه من طعن في الخليفة الراشد عثمان وإخوانه من الصحابة، فأصر على هذا الطعن، وبقي مشرفاً على طبعه إلى قبيل موته، بل أضاف إلى ما تضمنه الكتاب من ضلال موضوعاً آخر، وهو رميه للمجتمعات الإسلامية بأنها مجتمعات جاهلية.
ولو كان هذا الرجل يرجع عن شيء من آرائه الضالة؛ لرجع عن طعنه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو مراعاة لمشاعر المسلمين الذين يستفظعون هذا العمل، -سواء السني منهم أو البدعي-وهذا يبين لك أن دعاوى أنه رجع عن كذا وجهل كذا كلها دعاوى باطلة لا يستطيع أهلها إثباتها.
بل تصرفات سيد ونقله آراءه من كتاب إلى كتاب، وإحالته من كتاب متأخر على كتاب متقدم تؤكد إصراره وثباته على آرائه، وأنه لم يتزحزح عنها.
ولو أننا أخذنا دعاوى الرجوع والتراجع الباطلة بعين الاعتبار؛ لما أمكن أن يدان فرد من أفراد فرق الضلال بما دوَّن في كتبه من بدع وضلالات، إذ يمكن بسهولة جداً أن يُقال عن أي مبتدع ألفَ في البدع: أنه رجع عنها . وهذا يفتح من أبواب الفساد مالا يعلمه إلا الله)
قلت : إن للرجوع علاماتٍ ، تظهر من المخطئ وينقلها عنه الرواة ، ولو فعل سيد مثل ما فعل أبو الحسن الأشعري لقلت برجوعه ،ولكن هيهات
قال ابن عساكر الأشعري الدمشقي (ت:571) في كتابه التبيين :
( قال أبو بكر إسماعيل بن أبي محمد بن إسحق الأزدي القيرواني المعروف بابن عزرة : إنّ أبا الحسن الأشعري كان معتزلياً ، وإنه أقام على مذهب الاعتزال أربعين سنة , وكان لهم إماماً , ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يوماً, فبعد ذلك خرج إلى الجامع بالبصرة فصعد المنبر بعد صلاة الجمعة , وقال : معاشر الناس , إنني إنما تغيبت عنكم هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة , ولم يترجح عندي حق على باطل , ولا باطل على حق , فاستهديت بالله تبارك وتعالى فهداني إلى ما أودعته في كتبي هذه , وانخلعت من جميع ما كنت اعتقده ، كما انخلعت من ثوبي هذا , وانخلع من ثوب كان عليه رحمه الله ورمى به ) .
قال ابن كثير الأثري : ( وقد كان الأشعري معتزليا فتاب منه بالبصرة فوق المنبر وثم اظهر فضائح المعتزلة ) .
فأين ما انخلع منه سيد رحمه الله ؟
لقد شهد بعض المؤرخين على رجوع أبي الحسن الأشعري ومنهم تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية (2/246) ، وابن فرحون المالكي في كتابه "الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب " (ص:193) والمرتضى الزبيدي في كتبه "إتحاف السادة المتقين " (3:2) وغيرهم ، وألف رحمه الله كتابه الإبانة وفيه أظهر رجوعه رحمه الله .
فأين العلماء الذين صرَّحوا برجوع سيد ؟ وأين كتابه مثل الإبانة فهل تستطيع يا عدنان عرور أن تثبت رجوع سيد, ودون ذلك خرط القتاد .
فهذا الحق ليس به خفاء فدعني عني بنيات الطريق
قال الحسن ابن شقيق :" كنا عند ابن المبارك إذ جاءه رجل فقال له : أنت ذاك الجهمي , قال إذا خرجت من عندي فلا تعد إليّ , قال الرجل : فأنا تائب , قال: لا حتى يظهر من توبتك مثل الذي ظهر من بدعتك ")) انتهى
ـ نماذج لمن أعلن توبته، وأظهر رجعته عن بدعته أمام الناس، وأشهد على ذلك
1. أبو الحسن الأشعري
من أوضح النماذج وأجلاها ما فعله الإمامُ أبو الحسن الأشعري رحمه الله عندما عزم على التوبة من بدعة الاعتزال، وقد كان معتقداً له لمدة أربعين سنة.
دخل المسجد وصعد المنبر وقال: أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبوالحسن الأشعري، لقد تخليتُ عن عقيدة الاعتزال كما تخليت عن هذا الثوب؛ وخلع ثوباً كان عليه.
وكذلك فعل ذلك عندما تخلى عن مذهب الأشاعرة الذي ينسب إليه، وقد تخلى عنه، وكتب كتباً منها كتاب "الإبانة في أصول الديانة"، وبيَّن فيه أنه على عقيدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وأنه تخلى عن العقيدة الأشعرية التي هي خليط بين السنة والكلام.
2. أبو الفداء علي بن عقيل البغدادي
قال ابن رجب الحنبلي: (.. أن أصحابنا ـ الحنابلة ـ كانوا ينقمون على ابن عقيل تردده على ابن الوليد وابن التبان شيخي المعتزلة، وكان يقرأ عليهما في السر علم الكلام، ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحراف عن السنة، وتأول لبعض الصفات، ولم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات رحمه الله.
ففي سنة إحدى وستين ـ بعد الأربعمائة ـ اطلعوا له على كتب فيها شيء من تعظيم المعتزلة، والترحم على الحلاج وغير ذلك، ووقف على ذلك الشريف أبو جعفر وغيره، فاشتد ذلك عليهم، وطلبوا أذاه فاختفى، ثم التجأ إلى دار السلطان، ولم يزل أمره في تخبيط إلى سنة خمس وستين، فحضر في أولها إلى الديوان، ومعه جماعة من الأصحاب، فاصطلحوا، ولم يحضر الشريف أبو جعفر لأنه كان عاتباً على ولاة الأمر بسبب إنكار منكر؛ فمضى ابن عقيل إلى بيت الشريف وصالحه، وكتب بخطه:
يقول علي بن عقيل بن محمد: إني أبرأ إلى الله تعالى من مذهب مبتدعة الاعتزال وغيره، ومن صحبة أربابه، وتعظيم أصحابه، والترحُّم على أسلافهم، والتكثر بأخلاقهم، وما كنتُ علقته ووجد بخطي من مذاهبهم وضلالتهم فأنا تائب إلى الله تعالى من كتابته، ولا تحل كتابته، ولا قراءته، ولا اعتقاده.
وإني علقت مسألة الليل في جملة ذلك، وإن قوماً قالوا: هو أجساد سود؛ وقلت: الصحيح ما سمعته من الشيخ أبو علي، وأنه قال: هو عدم ولا يسمى جسماً ولا شيئاً أصلاً، واعتقدت أنا ذلك، وأنا تائب إلى الله تعالى منهم؛ واعتقدتُ في الحلاج أنه من أهل الدين والزهد والكرامات، ونصرتُ ذلك في جزء عملته، وأنا تائب إلى الله تعالى منه، و بإجماع علماء عصره، وأصابوا في ذلك وأخطأ هو، ومع ذلك فإني أستغفر الله تعالى وأتوب إليه من مخالطة المعتزلة والمبتدعة وغير ذلك، والترحُّم عليهم، فإن ذلك كله حرام، ولا يحل لمسلم فعله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام".
وقد كان الشريف أبو جعفر ومن كان معه من الشيوخ والأتباع سادتي وإخواني ـ حرسهم الله تعالى ـ مصيبين في الإنكار عليّ، لما شاهدوه بخطي من الكتب التي أبرأ إلى الله تعالى منهم، وأتحقق أني كنت مخطئاً غير مصيب.
ومتى حفظ علي ما ينافي هذا الخط وهذا الإقرار، فلإمام المسلمين مكافأتي على ذلك، وأشهدتُ الله وملائكته وأولي العلم على ذلك غير مجبر، ولا مكره، وباطني وظاهري ـ يعلم الله تعالى ـ في ذلك سواء، "ومن عاد فينتقم الله منه واللهُ عزيز ذو انتقام
وكُتِب يوم الأربعاء عاشر محرم سنة خمس وستين وأربعمائة.
وكانت كتابته قبل حضوره الديوان بيوم، فلما حضر شهد عليه جماعة كثيرة من الشهود والعلماء).
3. عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
قال الإمام الشاطبي رحمه الله: (يذكر عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنه كان يقول بالإرجاء ثم رجع عنه، وقال: أول ما أفارق ـ غير شاك ـ أفارق ما يقول المرجئون).
4. عبد الله بن الحسن العنبري
قال عنه الشاطبي: (كان من ثقات أهل الحديث، ومن كبار العلماء العارفين بالسنة، إلا أن الناس رموه بالبدعة بسبب قول حكي عنه.. حتى كفره القاضي أبو بكر وغيره.
ثم قال: قال ابن أبي خيثمة: أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال: كان عبد الله بن الحسن بن الحسين العنبري البصري اتهم بأمر عظيم، وروي عنه كلام ردي.
قال بعض المتأخرين: هذا الذي ذكره ابن أبي شيخ عنه قد روي أنه رجع عنه لما تبين له الصواب، وقال: إذاً أرجع وأنا من الأصاغر، ولأن أكون ذنباً في الحق، أحب إلي من أن أكون رأساً في الباطل.
فإن ثبت عنه ما قيل فيه فهو على جهة الزلة من العالم، وقد رجع عنها رجوع الأفاضل إلى الحق، لأنه بحسب ظاهر حاله فيما نقل عنه إنما اتبع ظواهر الأدلة الشرعية فيما ذهب إليه، ولم يتبع عقله، ولا صادم الشرع بنظره، فهو أقرب من مخالفة الهوى ـ ومن ذلك الطريق والله أعلم ـ وفق إلى الرجوع إلى الحق).
أرجو أن تقارن أخي الكريم بين حالنا في هذا العصر الذي كثرت فيه البلايا، وعظمت فيه الرزايا، وانقلبت فيه الموازين، واختلت فيه المفاهيم، حيث أصبحت السنة فيه بدعة، والبدعة سنة، والمعروف منكراً، والمنكر معروفاً، وفسِح فيه للرويبضاء، وضيِّق فيه على العلماء، وبين حال سلفنا الصالح، حيث كان الدين معظماً في قلوبهم، والغيرة متقدة في ضمائرهم، ومن ثم بين الزلات التي حوسب عليها هؤلاء العلماء الفضلاء ورجعوا عنها رجوع الأكابر النبلاء)) انتهى نقلا من موسوعة الدين النصيحة - (ج 2 / ص 175) المكتبة الشاملة
ـ وفي الخاتمة أمتع إخواني بنصيحة الوالد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله حيث انه سئل
((الخامس والعشرون : نرجو منكم أن تبينوا لنا خطر التعصب خاصة أن بعض الطلاب في هذه الأيام يتعصب لبعض الأشخاص ؛يوالي ويعادي عليه ,نرجو أن توجه كلمة لعل الله أن ينفع بها.
فأجاب : التعصب مذموم, بل طريقة الكفار !
التعصب واتّباع الهوى من طرق أهل الجاهلية ومن طرق التتار كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ,المؤمن يحاول أن يعرف الحق ويتمسك به ولو خالف هذا الحق من خالف ,ولا يتعصب أبدا لخطأ فلان أو فلان أو رأي فلان وفلان ,إنما يتمسك بكتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ويوالي ويعادي على ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن يعرف أن محمدا جاء به وليس بالأوهام ؛عرف أن هذه القضية جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام ؛دلّ عليها كتاب الله ودل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودان بها السلف .
ابن القيم يرى أنك إذا عرفت النص وفقهته ؛يعني وما عرفت قائلا قال به فعليك أن تتمسك به ؛إن عرفت قائلين قالوا به ازددت قوة ويقينا ,وإذا ما وجدت أحدا فلا يشترط ,المهم أن يكون مدار المسلم على قال الله ,قال رسول الله :
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه
أما يأتي رجل جاهل وينصب نفسه إماما ويخوض في الأباطيل والضلالات تتعصب له فهذا من أعمال الجاهلية ,بل لو كان إماما وأخطأ لو تعصبت له ففيك جاهلية {إنا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } فهذا التعصب من شؤون الجاهليين ومن أعمالهم ,أما المسلم الصادق فعليه أن يتنـزه عن التعصب وعن المخالفات لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ؛تعصب ذميم ! ولا يتعصب إلا عصبي أو ذميم ؛العصبي يعني مجنون مصاب بداء الأعصاب أو غبي ,لا يتعصب إلا غبي أو عصبي ,فالمسلم يجب أن يتنـزه فلا يكون غبيا ولا مجنونا ؛عصبيا ,يكون عاقلا يطلب الحق ,وإذا عرف الحق أخذ به ولو خالفه من في الأرض جميعا ولا يتعصب لا لإمام ولا لمأموم ولا لصادق ولا لكاذب وإنما يتمسك بالحق .)) انتهى نقلا من فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة الثالثة) لفضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
قام بإعداد هذه المادة وعرضها على الشيخ حفظه الله أخوكم فواز الجزائري غفر الله له ولوالديه ولمشايخه
خاتمة النصيحة :
أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يجمع كلمة إخواني طلاب العلم وأهل الحق وأن يؤلف بين قلوبهم وأن يريني وإياهم وجميع المسلمين الحق حقا ويرزق الجميع اتباعه والباطل باطلا ويوفق الجميع لاجتنابه
والحمد لله دوما وأبدا وظاهرا وباطنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(1) قال الشيخ الألباني رحمه الله تعليقا في الهامش :(( الحق أن الحجج الله تعالى التي سماها بينات هي مكشوفة واضحة لا خفاء بها وإنما تخفى على من في قلبه كن وفي أذنيه وقروعلى بصره غشاوة من هواه وأخلاقه وما عتاد)) انتهى
(2) انظر كتاب الإبانة للشيخ محمد الإمام حفظه الله ص 149
أخوكم : أبوأنس بن سلة بشير المعسكري
29 رمضان 1431ه