النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    في إحدى الدول
    المشاركات
    4,888

    افتراضي أقوال العلماء في حكم من سبّ الله أو سبّ رسوله صلى الله عليه وسلم

    بسم الله الرحمن الرحيم


    سب الدين والرب لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله



    السؤال :
    ما رأيكم في المسلم الذي يسب الدين والرب - والعياذ بالله - هل تجوز مقاطعته أو محاربته؟ وهل تبلغ عنه جهات الاختصاص، وجهونا حول هذه القضية؟ جزاكم الله خيراً؟.



    الجواب :
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعـد: فقد نص أهل العلم في باب حكم المرتد من كتب الفقهاء جميعاً أن من سب الله أو سب الرسول أو سب الدين فقد أتى بناقض من نواقض الإسلام فيكون كافراً مرتداً عن الإسلام. فالذي يسب الدين أو يسخر به ويستهزئ أو يسب الرسول أو يسخر به و يتنقصه كافر بإجماع المسلمين ، يجب أن يقاطع ويهجر ، ويجب على الدولة إذا بلغها ذلك أن تستتيبه فإن تاب و إلا قتل. وقال جمع من أهل العلم أنه لا يستتاب بل يقتل مطلقاً، ولو أظهر التوبة وقالوا إن ساب الرسول لا يستتاب لعظم الجريمة، والعياذ بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما ما دام لم يرفع أمره إلى السلطان فإنه ينصح ويوجه إلى الخير ، ويعلم ويدعى للتوبة فإذا تاب إلى الله وأناب إليه فلا يرفع أمره، لعل الله يمن عليه بالاستقامة ، فيسلم من شر هذا البلاء الذي وقع به، لكن إن استمر في السب والاستهزاء فيجب الرفع عنه إلى ولاة الأمور حتى يقام عليه حد الله، ولا يجوز التساهل في حقه، بل يرفع أمره إلى المحكمة أو إلى أمير البلد حتى ينفذ فيه حكم الله - عز وجل - ؛ لأن سبه للدين يسبب شراً كثيرا، وفساداً عظيما ، فلا ينبغي أن يتساهل معه ، لكن إن بادر بالتوبة والإصلاح والرجوع إلى الله والندم قبل أن يرفع أمره فلا حرج في ذلك، والله يتوب على التائبين - سبحانه تعالى-.



    المصدر :
    موقع الشيخ رحمه الله
    قال أبو الدرداء -رضي الله عنه - : إني لآمركم بالأمر و ما أفعله ، ولكن لعلّ الله يأجرني فيه .
    سير أعلام النبلاء4/19.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    في إحدى الدول
    المشاركات
    4,888

    افتراضي رد: أقوال العلماء في حكم من سبّ الله أو سبّ رسوله صلى الله عليه وسلم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    جواب فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله

    السؤال :
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : فقد اطلعتُ على مقالة في جريدة عكاظ عدد ( 9057 ) وتاريخ الجمعة ـ 26 ـ 10 ـ 1411 هـ بعنوان حملة عكاظ فضحت النوايا السيئة للمرتد سعيد حبيب وصحيفة العرب ـ الصحيفة اعتذرت والمرتد أعلن توبته واعتذاره للرسول صلى الله عليه وسلم والسؤال هل يكفي الإعتذار وإعلان التوبة ؟



    الجواب :
    إن القول الراجح عند المحققين من أهل العلم وهو مذهب الجمهور أن من سب الله عز وجل أو سب الرسل أو بعضهم يجب قتله حدا ولا تقبل توبته إن تاب ، يدل عليه قول الله عز وجل : (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ماكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )) وقد استدل شيخ الإسلام ابن تيمية بهذه الآية على أن المسلم يقتل من غير استتابة إذا سب الرسول صلى الله عليه وسلم وإن تاب بعد أخذه فقال في صفحة ـ 337 ـ من كتابه ( الصارم المسلول على شاتم الرسول ) وقد تقدم أن هذا يقتضي قتله ويقتضي تحتم قتله وإن تاب قبل الأخذ لأنه سبحانه ذكر الذين يؤذون الله ورسوله ويؤذون المؤمنين والمؤمنات فإذا كانت عقوبة هؤلاء لا تسقط إذا تابوا قبل الأخذ فعقوبة هؤلاء أولى وأحق يعني أن من قذف مؤمنا أو مؤمنة فإن العقوبة المترتبة على القذف لا تسقط وإن أظهر القاذف توبته وكذلك عقوبة من سب الله أو سب رسوله فإن عقوبته لا تسقط بلسانه لا مجرد كفر هو باق عليه إلا أن العقوبتين تتفاوت فعقوبة سب المسلم إن كانت قذفا فالحد وإن كانت شتما فالتعزير أما عقوبة سب الله أو سب رسوله فهي القتل حدا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أهدر دم عبد الله بن خطل لأنه أسلم ثم ارتد فكان يشتم النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله وإن كان متعلقا بأستار الكعبة ، وأمر بقتل كعب بن الأشرف فقال : من لكعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله ، وأمر بقتل امرأة كانت تتغنى بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم ولما قتلها رجل من المسلمين قال لا ينتطح فيها عنزان ، وأمر الأعمى بقتل جاريته التي كانت تتغنى بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاها فأبت فقتلها إلى غير ذلك من الأدلة التي حصرها يطول وقد استقصى جميعها أو أكثرها شيخ الإسلام في كتابه المذكور ( الصارم المسلول) ثم قال في صفحة ـ 512 ـ إن سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراوباطنا سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحلا له أو كان ذاهبا عن اعتقاده .
    هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل وقد قال الإمام أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهوية وهو أحد الأئمة يعدل بالشافعي وأحمد قد أجمع المسلمون أن من سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أودفع شيئا مما أنزل الله أو قتل نبيا من الأنبياء أنه كافر وإن كان مقرا بما أنزل الله وكذلك قال محمد بن سحنون وهذا أحد الأئمة من أصحاب مالك وزمنه قريب من هذه الطبقة : أجمع العلماء أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المنتقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر وقد نص على مثل هذا غير واحد من الأئمة ثم ذكر عن الإمامين أحمد بن حنبل والشافعي ما يؤيد هذا المذهب ثم قال : وكذلك قال أصحابنا وغيرهم من سب الله كفر سواء كان مازحا أو جادا لهذه الآية يشير إلى قوله تعالى : (( قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )) ثم قال وهذا هو الصواب المقطوع به ، قال القاضي أبو يعلى في المعتمد من سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم سواء استحل سبه أو لم يستحله كفر فإن قال لم أستحل ذلك لم يقبل منه في ظاهرالحكم رواية واحدة وكان مرتدا لأن الظاهر خلاف ما أخبر به ولأنه لا غرض له في سب الله وسب رسوله صلى الله عليه وسلم إلا أنه غير معتقد لعبادته وغير مصدق لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ويفارق الشارب والقاتل والسارق إذا قال أنا غير مستحل لذلك أنه يصدق في الحكم لأنه له غرض في فعل هذه الأشياء مع اعتقاده تحريمها وهو ما يتعجل من اللذة ـ انتهى ـ .
    إذا علمت هذا تبين لك أن هذا المرتد التافه يجب قتله حدا وكفرا لأنه سب نبيين من أولي العزم وانتقصهما وسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجب على ولاة أمور المسلمين خاصة وعلمائهم وذوي النفوذ فيهم أن يطالبوا بمحاكمة هذا المجرم وإيقاف الجريدة التي نشرت مقاله المشؤوم وألا يقبلوا توبته ولا اعتذاره وهذا واجب عليهم شرعا وإن قصروا فيه قصروا في دينهم وسيسألهم الله عن هذا التقصير حين يقفون بين يديه وهو من لا تخفى عليه خافية . وبالله التوفيق .


    المصدر :
    فتح الرب الودود في الفتاوى والرسائل والردود
    لفضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله [ ج 1 ص 70 ].
    قال أبو الدرداء -رضي الله عنه - : إني لآمركم بالأمر و ما أفعله ، ولكن لعلّ الله يأجرني فيه .
    سير أعلام النبلاء4/19.


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-Dec-2012, 11:19 PM
  2. أهمية حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
    بواسطة أبو خالد الوليد خالد الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-Jul-2012, 02:29 PM
  3. حقوق الله تعالى وحقوق رسوله (صلى الله عليه وسلم) الشيخ حسن آيت علجت
    بواسطة أبو عبد الله المعتز بالله الجيلالي السلفي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-Jun-2012, 12:20 PM
  4. حقوق الله تعالى وحقوق رسوله (صلى الله عليه وسلم) الشيخ حسن آيت علجت
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-May-2012, 11:18 PM
  5. وجوب الاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتحذير مما يخالفهما
    بواسطة محبة المنهج السلفي في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Jan-2011, 12:11 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •