صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 26 إلى 50 من 139
  1. #26

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(28)رقم الحديث في الكتاب(145)

    حدَّثنا عيَّاشٌ قال: حدَّثنا عبدالأعلى قال : حدَّثنا سعيد الجُرَيْرِيّ , عن خالد العَبْسِيّ قال: ماتَ ابنٌ لي , فوجدتُ وجْداً شديداً. فقلتُ : يا أبا هُريرة ! ما سمعتَ من النبي صلّى الله عليه وسلّم شيئاً تُسخَّي بهِ أنفسنا عن موتانا ؟ قال: : سمعتُ من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقولُ : " صِغارُكُم دعاميصُ الجنّة".



    تخريج الحديث:
    أخرجهُ مسلم في البر والصلة , باب فضل من يموت لهُ ولد , فيحتسبه (154) مطولاً.

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    دعاميص : جمع دعموص , وهي دُويبة تكون في الماء لاتُفارقه , أي أن هذا الصغير في الجنّة لا يُفارقها.

    ِفقه الحديث:
    1/ إن أطفال المُسلمين يدخلون الجنّة , ويتجوَّلون فيها , ويدخلون منازلها , ولا يُمنعون عن موضعٍ فيها.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ انظُر أيَّها المُسلم , إلى كرمِ الله جلَّ وعلا , حيثُ علِمَ حبَّ الوالدين , وعلِمَ عزَّ فقده عليهما , وعلمَ حبّ الخيرِ الفطري من الوالد للولد , والضعف البشري أمام فقد ولدِهما , فطمأنَ قلبهما على لسان نبيّه بهذا الحديث.
    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  2. #27

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(29)رقم الحديث في الكتاب(154)
    قال : وقال رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم : " ما تعدُّونَ فيكم الرَّقوبَ "؟. قالوا الرَّقوب الذي لا يُولَدُ له ولد , قال :" لا , ولكنّ الرَّقوبَ الذي لم يُقدِّم منْ ولدِهِ شيئاً".


    تخريج الحديث:
    أخرجه مسلم في البر والصلة ,بابُ فضل من يملك نفسه عند الغضب (106).

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    الرَّقوب: الذي لا يعيش له ولد.

    ِفقه الحديث:
    1/معنى الحديث : إنّكم تعتقدون أن الرَّقوب المحزون هو المُصاب بموت أولاده , وليس هو كذلك شرعاً , بل الرَّقوب هو الذي لم يُتوفَّ أحد من أولاده في حياته فيحتسبهُ ويُكتب له ثواب مُصيبته وصبره عليه.
    2/ وفي الحديث فضل موت الأولاد والصبر عليهم.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/في الحقيقة أن الدافع الأوّل لنشرِ هذا الحديث , هو أنَّ فيهِ من التعزية والسلوان ما يخفّف عن فاقد أبناءه وقعَ مُصيبته , وفي زمنٍ عمَّ الجهل فيه , لم لا يسعى من تمرَّ بِهم حالات كهذه المُصيبة , كالعاملين في المُستشفيات والعاملين في مغاسل الموتى ومن همْ الأقرب لرؤية مثل هذه المُصيبة , لنشر مثل هذا الحديث ؟ , للتخفيف من آلام النَّاس , وربطِهم بما عندَ الله , خاصةً أن ثقافة الحُزن من الثقافات التي يجهلها حتّى الكثير من المتعلّمين , وأنَّ نشرَ هذه الثقافة يحتاجُ إلى الفِطنة في أسلوب التعليمِ واحتواء المحزون , فهيِ من العُلوم الساميةِ المنسيّة , وللحريص على تعزية الناس في هذا الحديث كنزٌ عظيم , وكذلكَ للمُصاب.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  3. #28

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(30)رقم الحديث في الكتاب(155)

    قال: وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم " ما تَعدُّون فيكم الصُّرَعَة"؟. قالوا : هو الذي لا تصْرَعَه الرجالُ , فقالَ :" لا , ولكنَّ الصُّرَعَة الذي يملِكُ نفسَهُ عند الغَضَبِ".




    تخريج الحديث:
    أخرجه مسلم في البر والصلة (106).

    ِفقه الحديث:
    1/معنى الحديث ليس الشديد الكامل الذي يصرع الناس كثيراً بقوِّته وبأسه وإنّما الشديد الذي يملك نفسهُ عند ثوران الغضب ويقاومها بحلمه.
    2/ فيه فضل كظم الغيظ وإمساك النفس عند الغضب عن الانتصار والمخاصمة والمنازعة.
    3/ فيه إشارة إلى أن مُجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو.


    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ ومن المُفيدِ في هذا الباب , أن انقل لَكم ما قرأته عن الإمام ابن القيّم الجوزيّة "رحمه الله" في ذكِره لأركان الكُفر ,من كتابه (الفوائد)حيثُ قال:
    *الغضب: مثل السبع إذا أفلته صاحبه بدأ بأكله.
    *الشهوة: مثل النار إذا أضرمها صاحبها بدأت بإحراقه.
    *الكبر: بمنزلة منازعة الملك ملكه فإن لم يهلكك طردك عنه.
    *الحسد: بمنزلة معاداة من هو أقدر منه.
    (وهذه الأربعة هي أركان الكفر)

    *فالكبر يمنعه الانقياد.
    *والحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها.
    *والغضب يمنعه العدل.
    *والشهوة تمنعه التفرغ للعبادة.

    2/أُشير إلى الفقرة رقم (3) من فِقه الحديث فأقول: إنَّ مجاهدة النفس أمرٌ عظيم يغفل عنه كثيرٌ من الناس, وهو من أسباب النُصرة في جِهاد العدوّ الظاهر , وجِهاد الشيطان وألاعيبه وشَرَكهِ , ونرى أنّ هُناكَ من يتكلّم على الجهاد وهو لم يُجاهد نفسه في واجبات الشريعة , كمثل من يتكلّم عن الجهاد وهو لم يُجاهد نومه مثلاً للقيام إلى الصلاة , وآخر يلبس لِباس الدعاةِ إلى الله , ويتكلّم في الجِهاد , وهو لو يُجاهد بِدعته ولا جهله, فغفلةٌ منّا أن ننسى جِهاد النفس, وقد وردت هذه الأدلة الآتي ذِكرها عن جِهاد النفس وتأديبها وتزكيتها:
    قال تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) سورة الشمس.

    وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) سورة الأعراف.

    وقوله : (‏ ‏وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ‏ ‏) سورة العصر.

    وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كلكم يدخل الجنة إلاّ من أبى ) قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟
    قال ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) رواه البخاري .
    وقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) رواه مسلم.

    وقول الله تعالى : ( بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) سورة المطففين.

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كان نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه ، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه ) رواه النسائي والترمذي وقال : حسن صحيح.

    قال الله تعالى : ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) سورة المطففين.

    وقوله صلى الله عليه وسلم : ( اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) رواه أحمد والترمذي والحاكم.
    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  4. #29

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(31)رقم الحديث في الكتاب(159)

    حدّثنا عبد الله بن صالح قال : حدَّثني معاوية بن صالح , عن عبدالرحمن بن جُبير بن نُفير , عن أبيه , عن أبي الدَّرداء , أنّه كانَ قول للناس : " نحنُ أعرفُ بكُمْ من البَيَاطرةِ بالدَّواب , قد عرفنَا خِياركُم من شِرَارِكُم . أمّا خيارُكُمْ : الذي يُرجى خيرُهُ ويُؤمن شرُّهُ . وأمَّا شِرارُكُمْ : فالذي لا يُرجى خيرُهُ , ولا يُؤْمَنُ شرُّهُ , ولا يُعْتَقُ محرَّرُهُ".


    تخريج الحديث:
    صحيح , أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/221) , والبيهقي في الشعب (1196) . وصح بيان الخيار والشرار مرفوعاً من حديث أبي هُريرة عند الترمذي (2263), وليس عنده " ولا يُعتق محرَّرُهُ".

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    ولا يُعتق محرَّره : أي أنهم إذا أعتقوا استخدموا فإن أراد فراقهم ادّعوا رِقّه.






    ِفقه الحديث:
    1/ فيهِ الصورة الصادقة لخيار الناس وشرارهم , فالذي يرجوا الناس منهُ الإحسان ويأمنون إساءته وإيذائه فهو خيرُ الناس والذي لا يُرجى منه الخير ولا يؤمن شرّه فهو شرُّ الناس (والعِياذ بالله).

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/الحقيقة هُناك قوْل نُسِب في كثيرٍ من الكُتب لعليّ بن أبي طالب "رضي الله " ,ومِن تلِك الكتاب ( كتاب : جواهر عربيّة , للمؤّلف / سالم عبد القادر المريشد) ,ولم أعلم عن صحّة نِسبته لعلي " رضي الله عنه" من عدمها ,وذكرتُ هذا التفصيل عنْ القوْل خشيةَ من أن أقع في الكذبْ عن هذا الصحابي وإن كان للفائدة, ولكن سأذكر القوْل للفائدة ولأنّه يخصُّ موضوع الحديث , ألا وهوْ : (إذا سألت كريماً حاجة فدعه يفكر,فإنه لايفكر إلا بالخير وإذا سألت لئيماً حاجة فعاجله فإنه إن فكر عاد إلى طبعه).

    2/ ومِن المؤلم أنّ هُناك من يتباهى بخشية الناس له , وعدم أمانهم لشرّه , سواء كان لقوّته أو سوء لِسانه وفظاظة أخلاقه أو أي سوءٍ ينتجُ منه , ويعتبر ذلك انتصاراً , مع جهلِه بأنّه من شرّ الناس , فالمُسلمين شهود الله في خلقه ,
    فعن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه والذي رواه الإمام البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان يوماً جالساً بين أصحابه، فمرت جنازة فأثنى الناس على صاحب هذه الجنازة خيراً فقال صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت ثم مرت جنازة فأثنوا عليها شرا.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت فقالوا ما وجبت؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أما الأول فأثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وأما الثاني فأثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في أرضه)) , لذلك يجب على المُسلم , أن يُحسن إلى المُسلمين محتسباً ذلك لله جلّ وعلا , حتّى يشهدوا لهُ بالخيْر والبر , فمصيبةٌ على المُسلم أن لايُؤمنْ شرّه, ولا يُرجى خيرُه , ويعرِفُ منه الناس ذلك . (نسأل الله السلامة) , ومن ابتُلي بذلك فليجأ إلى الله أنْ يُعافيه وأن يحسَّن خُلُقَه , فعن ابنِ مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُمَّ كَمَا أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي)). رواهُ أحمدُ، وصَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ. هذا دُعاء خيْر البشرِ صلى الله عليهِ وسلّم , فما بالكم بمن هو دونه؟.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  5. #30

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(32)رقم الحديث في الكتاب(163)

    حدّثنا حجَّاجٌ قال : حدَّثنا حمَّاد – هو : ابن سلمة- قال : أخبرنا أبو غالب , عن أُمَامَة قال: أقبلَ النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم معَهُ غُلامَانِ , فوهبَ أحدَهُما لعليّ صلوات الله عليه , وقال : " لا تَضْرِبْهُ , فإنِّي نُهيتُ عن ضربِ أهل الصَّلاةِ , وإنِّي رأيتُهُ يُصلِّي منذ أقْبَلْنَا". وأعطى أبا ذرٍّ غلاماً , وقال : " استَوصِ بهِ معروفاً" فأعتقَهُ , فقال : "مافعل؟". قال : أمرتني أنْ أَستوصي بهِ خيراً , فأعتقتُهُ.

    تخريج الحديث:
    حسن , أبو غالب أبي أُمامة صدوقٌ يُخطئ . أخرجه أحمد (5/250) , والطبراني في الكبير (8057).

    ِفقه الحديث:
    1/ الحُثّ على الرفق بالخادم وعدم التضجّر من فِعله.
    2/عدم الحاجة إلى ضرب التأديب للذي يتأدّب مع المولى سُبحانه ويقوم بعبوديّته.
    3/ فيه إشارة إلى تكريم المصلّي وصاحب الصلاح والتقوى.



    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ تعليقاً على ما أشارت إليه الفقرة (2) من فِقه الحديث , وهُنا خُصِّص ضرب التأديب عن ضرب الحدود والتعزير , وهذا التخصيص مهم , حتّى لا يُسقِطَ جاهلٌ الضرب بالكليّة , لأن هذا التخصيص في مجال الأدب,و لا يعمّ بقية المجالات الشرعية, والصلاة وغيرها من العبادات تُؤدِّب الإنسان وتُهذِّبه , إذا أٌقيمت على الوجه الصحيح خالصةً لله تعالى , فمن كان كذلك فلا حاجةَ لتأديبه بالضرب , فمجرَّدُ تذكيره يكفي لأن يعتدل قال تعالى " وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ", فالمؤمن ينتفعُ بالتذكير دائماً ,ولايحتاج إلى ضرب التأديب, وهذا من دواعي سُرور المؤمن ومن بُشراه.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  6. #31

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(33)رقم الحديث في الكتاب(170)

    حدّثنا أحمدُ بن عيسى قال: حدّثنا عبدالله بن وهْبٍ قال : أخبرني مَخْرَمةُ بن بكير , عن أبيه قال : سمعت يزيدَ بن عبدالله بن قُسَيْطٍ قال: أرسلَ عبدُالله بنُ عمرَ غلاماً لهُ بذَهَبٍ أو بوَرِقٍ , فصَرفَهُ, فأَنْظَرَ بالصَّرْفِ , فرجع إليه , فجلَدَهُ جلْداً وجيعاً , وقال : " اذهبْ . فخُذِ الذي لي , ولا تصْرِفهُ".

    تخريج الحديث:
    إسنادهُ حسن , مخرمة بن بكير صدوق , وروايته عن أبيه وجادة من كتابه.

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    فأنظر الصرف : أي : صرفهُ إلى أجل ,وذلك حرام .

    ِفقه الحديث:
    1/ جواز ضرب العبد للتأديب على الجريمة وجواز المُحاسبة الشديدة على قدرِ شِدّة الخطأ وعِظمه.




    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ ما حثّي لنقل هذا الحديث , هو ما أردتُ بهِ الرد على مُعطّلين الضرب بالكُليّة , تحت اسمِ الحضارة والتطوّر والثقافة , وخاصةً الضرب في الخطأ الشرعي , والبعض الآخر يضرب من أجِل المسائل الدُنيوية , ويغفل عن التأديب للمُخطئ في المسائل الشرعيّة.
    2/ أنا لا أدعو للضرب , ولا أدعو لتركه, ولكنْ أقول: ( قنِّنوا الضرب بقانون الشريعة الغرّاء ) و في هذا التقنين الفلاح لمُوفَّقٍ.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  7. #32

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(34)رقم الحديث في الكتاب(171)

    حدّثنا محمّدُ بنُ سلام قال : أخبرنا أبو معاوية , , عن الأعمش , عن إبراهيم التيمي , عن أبيه , عن أبي مسعود قال : كنتُُ أضربُ غلاماً لي , فسمعتُ من خلفي صوتاً " اعلم أبا مسعودٍ ! لَلَّهُ أقدرُ عليكَ منكَ عليهِ",فالتفتُّ فإذا هو رسولُ الله صلّى الله عليهِ وسلّم . قلت : يارسول الله ! فهو حُرٌّ لوجهِ الله . فقال : " أما لو لم تفعل لمَسَّتَْكَ النار النَّارُ" , أو "لَلَفحََتْكَ النَّارُ".




    تخريج الحديث:
    أخرجه مسلم الإيمان , باب صحبة المماليك , وكفارة من لطم عبده (35).

    ِفقه الحديث:
    1/ فيه الحث على الرفق بالمملوك ,والوعظ والتنبيه على استعمال العفو وكظم الغيظ والحكم كما يحكم الله على عباده.
    2/إجماع المسلمين على عدم وجوب العتق بضرب العبد وإنما هو مندوب ليكون كفارةٌ للذنب وإزالة لإثم الظلم عنه.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ما جعلني أنقل الحديث هو ما ورد في الفقرة رقم (2) مِن فِقه الحديث , حيثُ أن عِتق العبد عندِ ضربهِ ليس واجباً , فما بالكم إن لم يُضرب , ولكنّ الجهلة الذين يُقدّمون قانون البشر الموضوع على نورِ الشريعة المرفوع, ينفون مسألة الرقّ والعبوديّة , حتّى أن بعضهم يعتقد أن الشارع الإسلامي حرَّم الرقّ.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  8. #33

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(35)رقم الحديث في الكتاب(172)

    حدّثنا حجّاج قال : حدّثنا ابنُ عُيَيْنة , عن ابن عجلان , عن سعيد عن أبي هريرة , عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : " لا تقُولوا : قبَّحَ اللهُ وجْهَهُ".

    تخريج الحديث:
    حسن , ابن عجلان صدوق . ( انظر الصحيحة 862). أخرجه أحمد (2/251). مطولا , وابن حبان (5710).

    ِفقه الحديث:
    1/ منع الشتم بهذه الألفاظ لأنه يشمل آدم عليه السلام أيضاً ,فإن وجه المشتوم يُشبه وجه آدم , وآدم خلقه الله على هذه الصورة التي نُشاهدها في ذُريّته.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ مهم فهم هذا التعليل من منع الشتمِ الذي فيهِ تقبيح الوجه أو الدُعاء بذلك , وهذا الخطأ الشرعي, من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير , وخاصة في الرد على من خالفهم , وهم لا يعلمون أنّهم وقعوا بذلك في المحظور الشرعي , كأن ينهى أحدهم عن شخص أو يذكر فِعله المُشين فيقول فُلان "قبّح الله وجهه" , وهي يجب تركها مع المُحسن والمُخطئ وحتّى إن كان كافراً , لأن التعليل من المنع لم يكن لقبح اللفظ فحسب , بل كان لإساءته لآدم عليهِ السلام , كما وردَ في بعضِ الآثار الصحيحة.
    2/ قال الشيخ عبدالله بن حميد بن صوان الغامدي " حفظه الله " , أنَّ الصحيح في فهم هذا الحديث هو : إثبات أنَّ الله خلق آدم على صورته _أي على صورة الرحمن _ويمكن أن يدل عليها الرواية الأخرى صراحة عند من صحّحها وإن كان الأمر واضح من الرواية التي في الصحيح عن أبي هريرة في الدلالة على هذا والحمد لله رب العالمين .
    قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث :
    قال أبو محمد والذي عندي والله تعالى أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ...


    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  9. #34

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(36)رقم الحديث في الكتاب(174)

    حدّثنا خالدُ بن مَخْلَدَ قال : حدَّثنا سليمان بن بلال قال: حدَّثني محمد بن عَجْلان قال: أخبرني أبي وسعيد , عن أبي هريرة , عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال :" إذا ضرَبَ أحدُكُم خادِمَهُ , فليجتَنِبْ الوَجْهَ".

    تخريج الحديث:
    أخرجه المصنف في العتق , باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه (2559), ومسلم في البر والصلة , باب النهي عن ضرب الوجه(112-116).

    ِفقه الحديث:
    1/ النهي عن ضرب الوجه لأنه لطيفٌ يجمع المحاسن وأعضاؤه نفيسة لطيفة وأكثر الإدراك بالضرب , وقد يُبطل محاسنه وقد يُنقصها , وقد يشوّهه الوجه ويُورثه الشين الفاحش.


    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ ما حثّني لنقل هذا الحديث هو ما ورد من فقه الفقرة رقم (1) , من التعليل عن النهي من ضربِ الوجه.
    2/ قد انتشرَ في الآونة الأخيرة, العُنف الأُسري والضرب التشويهي , فهذا يضرب ولده على وجهه , وآخرَ يضرب زوجته على وجهها , مع عدم سلامة بقيّة الجسد من هذا العُنف , أما آن لهؤلاء الجهلة أن يرتدعوا؟ , ويعلموا حدود دينهم , فيأتِمروا بما أمرَ و وينتَهوا عن ما نهى عنه , ويتركوا هذا التهوّر والعُنف , ويعلموا أنّهم غداً موقوفون وأمام ناصر المظلومِ مسئولون.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  10. #35

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(37)رقم الحديث في الكتاب(175)

    حدّثنا خالدٌ قال : حدَّثنا سفيان , عن أبي الزُّبير , عن جابرٍ قال : مُرَّ على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بدابةٍ قد وُسِمَ يُدخّن مَنْخِرَاهُ! قال النبيُّ صلّى الله عليهِ وسلّم : " لَعَنَ اللهُ من فعل هذا , لا يَسِمَنَّ أحدٌ الوجهَ و لا يضرِبَنَّه".




    تخريج الحديث:أخرجه مسلم في اللباس , باب النهي عن ضرب الحيوان في وجهه ...(106-107).

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    الوسم : الكي.

    ِفقه الحديث:
    1/ تحريم الوسم في وجه الإنسان مطلقاً لكرامته , ولأنَّ فيه تعذيباً له فائدة , وأما غير الإنسان من البهائم فيحرم الوسم في وجهه ويجوز في غيره , بل يُستحب في نَعَمِ الزكاة والجزية.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ وهُنا ألفتُ نظرَ كلِّ مُسلمٍ ومُسلمة , أنَّهُ إذا صان الشارع الإسلامي وجه البهيمة عن التشويه , فما بالكم بوجهِ الإنسان ؟ , فليتعّظ بذلك من شرح الله صدرهُ للفِهم, ولِيترك المؤدِّب أو الوالد أو من كان في محل التأديب ضربَ الوجه.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  11. #36

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(38)رقم الحديث في الكتاب(178)

    حدّثنا مُسَدَّدٌ قال : حدَّثنا يحيى بن سعيد , عن سفيان قال : حدَّثني سَلَمةُ بنُ كُهَيل , قال : حدَّثني معاوية بن سُوَيد بن مقرِّن " لطمتُ مولًى لنَا فَفَرَّ , فدعاني أبي فقال له : اقتصَّ , كُنَّا وَلَدَ مُقرِّن سبعةٌ , لنا خادِمٌ , فلطمَهَا أحدُنَا , فذُكِرَ ذلك للنبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم . فقال : " مُرْهُمْ فَلْيُعْتِقُوها". فقيل للنبيِّ صلّى الله عليهِ وسلّم : ليس لهم خادمٌ غيرَهَا . قال : "فَلْيَسْتَخْدِمُوها , فإذا اسْتَغْنَوْا خَلُّوا سَبِيلَها"

    تخريج الحديث:
    أخرجه مسلم في الإيمان , باب صُحبة المماليك...(31).

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    اللطم: ضرب الخد وصفحة الجسد بالكف المفتوحة.

    ِفقه الحديث:
    1/ لا يجب القِصاص في اللطمة ونحوها , وهو محمولٌ على تطييب نفس المولى المضروب.
    2/ فيهِ الرفق بالموالي وعدم التعنت والشدّة معهم.


    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ ماوردَ من فِقه الحديث في الفقرة رقم (1) , وفيها جواب للسؤال الآتي : هل في اللطمة ونحوها من قصاص؟.
    2/ قال العُلماء في مسألة عِتق الملطوم : العِتق هنا ليس واجباً وإنّما هو على الترغيب فيهِ ورجاء أن يكون عتقه كفّارة للإثم الذي ارتكبه بلطمه إيّاه.
    3/ يجب على المُسلم أن لا يستهينَ بمثل هذه الأمور البسيطة من اللطم ونحوها , لأنّ الشارع علّمنا أننا محاسبون على الصغيرة والكبيرة , قال تعالى:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه}.
    4/ ثمَّ تأمّلوا حرصَ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم , على سلامة أصحابه المُسلمين وتَنقيتِهم من الذنبِ, بأن يدلَِّهم على أفضلِ الطُرق لتكفيرِ الذنب.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  12. #37

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(39)رقم الحديث في الكتاب(183)

    حدّثنا أبو الرَّبيع قال : حدَّثنا إسماعيلُ قال : حدَّثنا العَلاءُ , عن أبيه , عن أبي هريرة , عن النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم قال: " لَتُؤدَّنَّ الحقوقُ إلى أهلها , حتى يُقَادَ للشاةِ الجَمَّاءِ منَ الشاة القَرْنَاءِ".



    تخريج الحديث:
    أخرجه مسلم في البر والصلة , باب تحريم الظلم (60).


    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    الجمَّاء : التي لا قرن لها.

    ِفقه الحديث:
    1/ وجوب أداء الحقوق إلى أصحابها.
    2/ اقتضى عدل الله عزَّ وجلَّ أن لا يمرُّ شيء في الحياة دون عقاب أو ثواب عليه في الآخرة , حتّى ولو كان الظالم حيواناً غيرَ مكلَّف.
    3/القِصاص من القرناء للجمّاء ليس من قِصاص التكليف , بل هو قصاصُ المُقابلة.








    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ الحقيقة ما حثَّني لنقل هذا الحديث , هو ما وردَ في الفقرة رقم (3) من فِقه الحديث , أنّه ليسَ كلُّ القصاص قصاصُ تكليف , وإنّما هُناك قصاص مُقابلة , اقتضاهُ عدلُ الله جلّ وعلا.


    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  13. #38

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(40)رقم الحديث في الكتاب(195)
    حدَّثنا إبراهيم بن موسى : قال: أخبرنا بقيَّةُ قال : أخبرني بحير بن سعد عن خالد بن معدان , عن المقدام , سمع النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم يقول : " ما أطعمتَ نَفْسَكَ فهوَ صدقةٌ وما أطعمتَ وَلَدَكَ وَزَوْجَتَكَ و خَادِمَك فهُوَ صَدَقَةٌ".
    تخريج الحديث:
    صحيح , انظر الصحيحة (452).

    ِفقه الحديث:
    1/ فيه وجوب الإنفاق على الزوجة والأولاد والمملوك.
    2/ إن الإنسان يُثاب على النفقة الواجبة عليه كثواب الصدقة إذا أراد وجه الله تعالى.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ حقيقةً حينَ نقلتُ هذا الحديث , أردتُ التنبيه على كلِّ مُسلم , بأن توجيه النيّة إلى وجه الله والاحتساب , يجعل أجوراً في الأعمال وإن كانت واجبة , وهذا مِن كَرمِ اللهِ ومنِّه على الناس , لذلك يجب على المُسلم أن لا يغفل عن الاحتساب .

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  14. #39

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(41)رقم الحديث في الكتاب(196)

    حدّثنا مسدَّدٌ قال : حدَّثنا حمَّادُ بنُ زيد عن عاصم بن بَهْدَلَةَ , عن أبي صالح , عن أبي هريرة قال : قال رسول صلّى الله عليه وسلّم : " خَيْرُ الصَّدَقَةِ ما بقَّى غِنىً , واليَدُ العُليا خيرٌ من اليدِ السُّفلى , وابدأ بمن تَعُولُ. تقولُ امرأتُكَ : أنْفِقْ عليَّ أو طلِّقني , ويقولُ مملوكُكَ : أنِفْق عليَّ أو بِعني , ويقول وَلَدُكَ : إلى مَنْ تَكِلُنَا".

    تخريج الحديث:
    أخرجه المصنّف في النفقات , باب وجوب النفقة على الأهل والعيال (5355), لكن قوله " تقول امرأتك...", موقوف على أبي هريرة . (انظر الفتح 9/621, والإرواء 843).

    ِفقه الحديث:
    1/ أفضل الصدقة من بقي بعدها مستغنياً فإنه لا يندم عليها بل يُسرُّ بها.
    2/ تفضيل الغنى للرجل الصالح الذي يقوم بحق الفقير في المال.
    3/ كراهية السؤال والتنفير منه وأنّه لا يجوز إلّا لضرورةٍ مُلحِّة.
    4/ أولى الناس بالنفقة هو الذي يجب عليك نفقته.
    5/ وجوب نفقات الزوجة والعبد والابن على المرء.


    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ وفي هذا الحديث , الحثُّ للمؤمن أن تكون يده عليا في القوّة بعلمه وماله وخُلقُه والعلوُّ في شتّى أموره , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) رواه مسلم , فلا يزهد المؤمن في أن يكون قويّاً في شتّى جوانب حياته , وفيما يُرضي الله.
    2/ثم لنتأمّل الفائدة في الفقرة رقم (1) من فِقه الحديث , في أنّ أفضل الصدقة , أن يجعل الله هذا الفقير بصدقتك مُستغنيا , فلا يكفي أن تتصدّق من فُتاتِ ما أنعم اللهُ به عليك , بل تصدّق من أحبِّ المال إليك وأغدق بذلك على الفقير ليستغني , وتذكّر قول الله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) .
    3/ تعليقاً على ما أشارت إليهِ الفقرة رقم (4) من فِقه الحديث , أن بعض الناس , يُنفق على الفقراء من الأغراب , ولهُ أهل فُقراء , وهذا من مغبّة الجهل , فالأولى بالنفقة هوَ من تجبُ عليه نفقتك , ثمّ الأقرب فالأقرب , قال الله تعالى ( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم) .


    5/ ما وردَ في الفقرة رقم (5) من فِقه الحديث , أن النفقة على الزوجة الداخلِ بها واجبةٌ بالمعروف , وواجبة على المملوك وواجبةٌ على الابن , وأوردت ذلك , حتّى لا يتهاون الإنسان في النفقة على هؤلاء , وأردُّ بها على من حَسبِ أنَّ هذه النفقة عليهم من باب الجميل لا من بابِ الوجوب , فهي واجبة, ويؤجر عليها إنِ احتسبها.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  15. #40

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(42)رقم الحديث في الكتاب(197)

    حدَّثنا محمّدُ بن كثير قال : أخبرنا سفيانُ , عن محمد بن عجلان , عن المَقبريِّ , عن أبي هُريرة قال : أمر النبيّ صلى الله عليه وسلّم بصدقةٍ , فقال رجلٌ :عندِي دينارٌ ؟ قال: " أنفِقْه على نفسِكَ". قال : عندي آخر ؟ قال : "أنفِقْهُ على زَوجَتِكَ". قال : عندي آخر ؟ قال:"أنفِقْهُ على خَادِمِكَ , ثم أنتَ أبصَرُ".
    تخريج الحديث:
    حسن , ابن عجلان صدوق , (انظر الإرواء 895). أخرجه أحمد (2/251), وأبو داود في الزكاة, باب صلة الرحم (1691), والنسائي في الزكاة , باب الصدقة عن ظهر غنى (2534), والحاكم (1/415).


    ِفقه الحديث:
    1/ رتّب رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم أولوية النفقات وبيّن أهميّتها وفضلها , فأعظمها نفقة المرء على حاجته ثم النفقة على الزوجة , ثم النفقة على المملوك.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ ما حثّني على نقل هذا الحديث , هو التوعية في فِهم ترتيب أولويات النفقة , فالكثير تزلّ بهِ القدم , في تقديم الأبعد على الأولى , فيُقدِّم من ليسَ مُقدَّم في مسألة النفقة.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  16. #41

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(43)رقم الحديث في الكتاب(202)

    حدّثنا إسماعيل قال : حدَّثني مالك , عن نافع , عن عبدالله بن عمر , أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: " إن العبدَ إذا نصَحَ لسيِّدِهِ , وأحسنَ عبادَةَ ربِّهِ , فلهُ أجرُهُ مرَّتينِ".

    تخريج الحديث:
    أخرجه المصنف في العتق , باب العبد إذا أحسن عبادة ربه , ونصح سيده (2546), ومسلم في الإيمان باب ثواب العبد وأجره إذا نصح لسيده...(43).

    ِفقه الحديث:
    1/ فيه فضيلة للملوك الناصح لسيده والقائم بعبادة ربه ,أن له أجرين لقيامه بالحقين ولانكساره بالرِقِّ.
    2/فيه إيماء إلى أن العبد لا جهاد عليه ولا حج في حال العبودية وإن صح ذلك منه.





    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ ما أشارت إليه الفقرة رقم (2) من فِقه الحديث , فائدةٌ جميلة قد يغفلها عنها الكثير من الناس , ولعلّ السبب في ذلك بعد الجهل بالدين , قلّة العبيد في زمننا , وهو أن العبد لا حجّ عليهِ ولا جهاد ويصحُّ ذلك منه.


    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  17. #42

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(44)رقم الحديث في الكتاب(203)

    حدَّثنا مُحمَّد بنُ سلام قال : أخبرنا المحاربيّ قال : حدَّثنا صالح بن حيّ قال: قال رجلٌ لعامرٍ الشعبيّ : يا أبا عمرو! إنَّا نتحدَّثُ عندنا : أن الرَّجلَ إذا أعتقَ أمَّ ولدِه ثم تزوَّجها كان كالرَّاكب بدنَتَهُ , فقال عامر : حدَّثني أبو بُرْدَةَ , عن أبيه قال: قال لهم رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم :" ثلاثةٌ لهم أجْرَانِ : رجلٌ مِنْ أهلِ الكتابِ آمنَ بنبيِّهِ , وآمَنَ بمحمِّدٍ صلّى الله عليه وسلّم فلهُ أجرانِ.والعبدُ المملوكُ إذا أدَّى حقَّ الله , وحقَّ مواليهِ. ورجلٌ كان عِنده أَمَةً يطأُها , فأدَّبَها فأحسنََ تأديبَهَا , وعلَّمها فأحْسَنَ تعليمها , ثمَّ أعتَقَها فتزوَّجها , فلهُ أجران". قال عامر: أعطَيْنَاكَهَا بغيرِ شيءٍ , وقد كان يُرْكَبُ فيما دُونَها إلى المدينة.



    تخريج الحديث:
    أخرجه المصنّف في الجهاد , باب فضل من أسلم من أهل الكتابين(3011) , ومسلم في الإيمان , باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم (240).

    ِفقه الحديث:
    1/ تضعيف الأجر مرتين للمؤمن من أهل الكتاب , وللعبد المملوك إذا أدَّى حق الله وحقَّ مواليه وللذي أدّب أمته فأحسن تأديبها , ثم أعتقها فتزوجها.
    2/ثبوت رِحلة السلف إلى البلدان البعيدة في حديثٍ واحد أو مسألةٍ واحدة.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ لمحبّي الأسئلة الثقافية , السؤال هو : من هم الذين يُضاعف لهم الله أجرهم مرَّتين ؟ , والإجابة موجودة في الحديث وفِقهه.
    2/تعليقاً على ما أشارت إليه الفقرة رقم (2) من فِقه الحديث , انْظُر إلى حال السلف في طلبهم للعلم في مسألةٍ واحدة أو حديث , واليوم يُقدَّم العلم بأفضل الوسائل وأيسرها وأجملها , ولكن ما أقلَّهم طلبتُه , و ما أكثر المُعرضين عنه , فيا ليت الخَلف أحسنوا إخلاف السلف, ولو فعلوا ذلكَ لبرعوا لسهولة طلبِ العلم بكلّ حاجيَّاته , وأخشى على الكثير من الخلف أن يدخل في هذه الآية: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) (60).أسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين.
    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  18. #43

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(45)رقم الحديث في الكتاب(206)

    حدَّثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدَّثني مالك , عن عبدالله بن دينار , عن ابن عمر , أن رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم قال : " كُلُّكُم راعٍ , وكُلُّكم مَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ , فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ , وهو مسؤولٌ عن رعيَّتهِ , والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ , وهو مسؤولٌ عن رعيّته , وعبدُ الرَّجلِ راعٍ على مال سيِّدِهِ , وهو مسؤولٌ عنه , ألا كلُّكُم راعٍ , وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيّتِهِ".

    تخريج الحديث:
    أخرجه المصنّف في الأحكام باب قول الله تعالى: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (7138) , ومُسلم في الإمارة , باب فضيلة الإمام العادل.



    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    راعٍ : مكلف برعاية عمل , ومؤتمن عليه , ومأمور بالقيام عليهِ بالعدلِ.

    ِفقه الحديث:
    1/ المسئولية عامة في المجتمع الإسلامي وهي متوزّعة على أصحابها حسب المُستطاع.
    2/ المسئولية الكبرى التي تقعُ على كاهل الإمام هي رِعايةُ الشعب حقّ رعايته بإقامة الحدود ونشر العدل وحضّهم على الالتزام بالدّين.
    3/ الرجل راعٍ في أهل بيته يُطعمهم ويكسوهم ويعلِّمهم أمور دِينهم ودُنياهم.
    4/ دور المرأة في المجتمع عظيم وأثرها كبير في تدبير الشئون المنزلية وتربية الأولاد وحفظ العِرض ومال الزوج.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ لو عَلم المجتمع بأسره أنَّه مسؤول , كلٌّ بحَسْبِه , وتعامل على أنَّه مسؤول , لانتهت جلُّ مشاكلهِ , ولكن حينَ يفتقد المُجتمع الاستشعار بالمسؤولية , يقعُ الخلل , ويكثُر الزلل , وتحِلُّ المصائب , وتحصلُ الفجوة , وبذلكَ يكون قد نكصَ على عقبيْه "نسأل الله السلامة" ,فالإحساس بالمسؤولية أمرٌ عظيم , فيهِ الصلاح وفيهِ الفلاح.
    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  19. #44

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(46)رقم الحديث في الكتاب(209)


    حدّثنا محمد بن عبيدالله قال: حدَّثني ابن أبي حازم , عن العلاء , عن أبيه , عن أبي هُريرة , عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " لا يقُل أحدُكُم : عبدي , أمتي , كلُّكُم عبيدُ اللهِ , وكلُّ نسائِكُم إمَاءُ اللهِ , ولْيَقُلْ : غُلامي , جاريَتي , وفَتَايَ , وفَتَاتِي".

    تخريج الحديث:

    أخرجه مسلم في الألفاظ من الأدب , باب حكم إطلاق لفظة العبد والأمة (13) , وأخرج نحوه المصنّف في العتق , باب كراهية التطاول على الرقيق (2552).

    ِفقه الحديث:

    1/فيه النهي للسيد أن يقول لمملوكه : عبدي وأمتي , لأنّ حقيقة العبوديّة إنّما يستحقّها الله تعالى ولأن فيها تعظيماً لا يليق بالمخلوق استعماله لنفسه.
    2/ فيه الأمر إلى اختيار الألفاظ والكلمات التي تؤدّي المُراد والمعنى المطلوب مع السلامة من التعاظم , ألا وهي : غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي.




    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ انظُرْ إلى الأدب الإسلامي الرفيع , والمُراعاة البالغة للشعور , حيث أنّه استبدل ألفاظ الرّق من (عبد , وأمة ) إلى الألفاظ اللطيفة , التي لا تُشعِر بذلُّ الرّق والاستعباد.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  20. #45

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(47)رقم الحديث في الكتاب(210)

    حدّثنا حجَّاج بن مِنْهَال قال : حدَّثنا حمّاد بن سَلَمة , عن أيّوب وحبيب وهشام , عن محمّد , عن أبي هريرة , عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : " لا يَقُولَنَّ أحدُكُمْ : عبدِي وأمَتِي , ولا يقُولَنَّ المملوكُ , ربِّي وربَّتي , ولْيَقُلْ : فتايَ وفتاتي , وسيِّدِي وسيِّدَتِي , كلُّكم مَمْلُوكونَ . والربُّ : اللهُ عزَّ وجلَّ".
    تخريج الحديث:
    صحيح , أخرجه أحمد (2/423), وأبو داود في الأدب , باب لا يقول للملوك : ربي وربتي (4975)بهذا السياق , وهو بنحوه في الصحيحين.




    ِفقه الحديث:
    1/ النهي للملوك أن يقول لسيّده : ربي . لأنَّ الربوبية إنما حقيقتها لله تعالى , لأن الرب هو المالك أو القائم بالشيء , ولا يوجد حقيقة هذا إلّا في الله تعالى.
    2/ انظر شرح الحديث رقم (46) في مبحثي , رقم(210) في الكتاب.


    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ ما حثّني لنقل هذا الحديث , أنّه انتشر في أوساط الناس من يقول ( ربّةُ المنزل )للمرأة العاملةِ في منزلها , وهذا اللفظ منهيٌ عنهُ شرعاً, لذا وجب التنبيه على ذلك.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  21. #46

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(48)رقم الحديث في الكتاب(216)

    حدَّثَنَا مسدَّدٌ قال : حدَّثنا أبو عَوَانة , عن الأعمش , عن مُجاهد , عن ابن عمرَ قال : قالَ رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم : " مَنِ استعاذَ بالله فأَعِيذُوهُ ومَنَ سألَ باللهِ فأَعْطُوهُ , ومَنْ أتى إليكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافِئُوه , فإن لم تجدُوا فادْعُوا لَهُ , حتى يعلم أن قد كَافَأْتُمُوهُ".

    تخريج الحديث:
    صحيح , أخرجه أحمد(2/99) , وأبو داود في الزكاة , باب عطيّة من سأل بالله (1672), والنسائي في الزكاة , باب من سأل بالله عز وجل (2566), وابنُ حبان (3408) والحاكم (1/412), وانظر الصحيحة (254).

    ِفقه الحديث:
    1/ وجوب الحماية والنصر والمساعدة لكلّ من يستجير بالله ويستعيذ به ويسأل باسمه.
    2/ وجوب المكافأة والمجازاة للمحسن , وفي صورة عدم الاستطاعة المالية لدى المُحْسَنِ إليه يجب عليه أن يدعوا له.



    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ وأُعلّق على جُزئية الشُكر للمُحسِن والمكافأة لهُ والمجازاة , عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) إسناد صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي , فشُكرُ الناس مِنْ شُكر الله عزّ وجل , والجحود هو من سوء الخُلق ومن كُفر النعمة , لذلك يجب على المُسلم مكافأة ومجازاة أصحاب الفضلِ عليه من الوالدين والمُعلّمين والناصحين ,وكلّ أصحاب الفضل , من مانحين لهُ على المستوى الشخصي أو مانحين له على المستوى العام , كالحكومة الموّفرة بعدِ الله للأمن ونحوها... , وأقلُّ ذلك يكون بالدعاء لَهم , وما أجمل أن يجتمع الدُعاء مع المكافأة الملموسة و المحسوسة لأنّه عليه الصلاة والسلام في آخرِ جُزئيةٍ من الحديث قال:" حتى يعلم أن قد كَافَأْتُمُوهُ".

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  22. #47

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(49)رقم الحديث في الكتاب(219)


    حدّثنا موسى بن إسماعيل قال : حدَّثنا الربيع بن مُسلمٍ قال حدَّثنا محمَّدُ بن زياد, عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليهِ وسلّم قال : " قالَ اللهُ تعالى للنَّفسِ : اخْرُجِي . قالتْ: لا أَخْرُجُ إلّا كَارِهَةً".

    تخريج الحديث:
    صحيح , أخرجه المصنّف في التاريخ الكبير (3/572), والبزار (387/كشف).

    ِفقه الحديث:
    1/ قال الطيبي : ليس المراد نفساً معيّنة بل الجنس مطلقاً وهي لا تخرج إلّا لِغاية الإكراه لأن مصاحبتها بالجسد شديدة.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ أردت التنبيه أنّ خروجها وهي كارهة ليس لكراهيّتها لأمرِ الله , ولكن كان ذلكِ لشّدة مُصاحبتها بالجسد , وهذا العُمق في فِهم المسائل هو من بركة العِلم , فانظر إلى أصحاب الرأي كم يخفى عليهم فِهم مثل هذه النُكات.
    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  23. #48

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(50)رقم الحديث في الكتاب(241)

    حدّثنا عاصم بن علي قال : حدَّثنا ابن أبي ذِئْبٍ , عن عبدالله بن السَّائب , عن أبيه , عن جدِّهِ قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم –يعني- يقول: " لا يأخُذُ أحدُكُمْ مَتَاعَ صَاحِبِه لاعِباً ولا جادًّا , فإذَا أخَذَ أحدُكُم عَصَا صاحِبِهِ , فلْيَرُدَّهَا إليهِ".

    تخريج الحديث:
    حسن أخرجه أحمد (4/221) , وأبو داود في الأدب , باب من يأخذ الشيء على المزاح (5003) , والترمذي في الفتن , باب ما جاء لا يحلّ لمسلم أن يروع مسلماً (2160) , وانظر التلخيص الحبير (3/46) , والإرواء (1518).

    ِفقه الحديث:
    1/ وجه النهي عن الأخذِ جاداً لأنه سَرقة والنهي عن الأخذ لاعباً لأنّه لا فائدة فيه بل قد يكون سبباً لإدخال الغيظ والأذى على صاحب المتاع.





    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ وقد انتشر مثلُ هذا المزاح بين أوساط الناس , تبعاً لانتشار الجهل فيهم , ولا يعلمون شّدة حِرص الإسلام على مشاعر المُسلم , والنهي عن إحزانه وترويعه ولو كان ذلك على سبيل المزاح.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  24. #49

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(51)رقم الحديث في الكتاب(243)
    حدّثنا عبدالله بن عبدالوهاب قال : حدّثنا خالدُ بن الحارث قال : حدَّثنا شُعبة, عن هِشَام بن زيد, عن أنس: أنَّ يهوديّةً أتت النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ , فأكَلَ منها , فجيءَ بِها , فقيلَ : ألَا نقتُلُها؟ قال: " لا". قال: فما زلتُ أعرِفُها في لهَوَات رسولِ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلّم.


    تخريج الحديث:
    أخرجه المصنّف في الهبة , باب قبول الهدية من المشركين (2617), ومسلم في السلام , باب السم (45).





    ِفقه الحديث:
    1/ جواز قبول الهديّة من المشركين.
    2/ ردّ عقيدة الطائفة البريلوية في شبه القارة الهندية ومن شابههم أنَّ النبي صلّى الله عليهِ وسلّم كان يعلم الغيب.
    3/ ثبوت خُلق العفو والسماحة للنبي صلّى الله عليهِ وسلّم.
    4/ ثبوت المعجزة لرسول الله صلّى عليهِ وسلّم في سلامته من السمّ المُهلك لغيره.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ أقول : أن النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام قَبِلَ الهديّة من اليهود وهم من أخبث النّاس وأمكرهم علاوةً على كُفرهم , فما بالُ بعض القوْم عندنا اليوم يتشدّدون ويعتبرون أنّ آخذ الهديّة من الكفّار مُداهنٌ ومنافق,ولكنّه الجهلْ "نسأل الله السلامة".
    2/تعليقاً على ما أشارت إليهِ الفقرة رقم (2) من فِقه الحديث , رداً على كلّ من يقول أن النبي صلّى عليه وسلّم يعلم الغيب ,قال الله تعالى على لسان نبيّه: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}(27)سورة الأعراف 188.
    يقول الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره للآية الكريمة: ({قل لا أملك لنفسي} هو إظهار العبودية، أي أنا عبد ضعيف لا أملك لنفسي اجتلاب نفع ولا دفع ضر ، {إلا ما شاء ربي} ومالكي من النفع لي والدفع عني، {ولو كنت أعلم الغيب} لكانت حالي على خلاف ما هي عليه ، فكنت استكثر المنافع واجتنب المضار ، ولم أكن غالباً مرة ومغلوباً أخرى في الحروب ، ورابحاً وخاسراً في المتاجر ، {إن أنا إلا} عبد أُرسلت بشيراً ونذيراً وما من شأني علم الغيب), ألم يقرؤوا القرآن ؟ فما بالُ هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً؟!.
    3/ وفي عفو النبيّ صلى الله عليهِ وسلّم عن اليهوديّة درسٌ في عدم الانتصار للذات , فهذا نبيّ البشرية لم ينتصر لذاته , ولا عجبَ في ذلك , فعن سعد بن هشام قال سألت عائشة فقلت أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن " رواه مسلم , فالغضب والانتصار ليس إلّا في اللهِ جلّ وعلا.
    4/ تعليقاً على ما أشارت عليهِ الفقرة رقم (4) من فِقه الحديث , فالوجه في المُعجزة أنّ هذا السمّ يقتل غيره صلى الله عليهِ وسلّم في التوّ لغيره , ولكنّه لم يقتُله في التوّ, ولكنّه سبباً في استشهاد الرسول صلّى الله عليهِ وسلّم , قال الزهري عن جابر واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي توفى منه فقال: (مازلت أجد من الأكلة التي أكلت من الشاة يوم خيبر، حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري) فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيداً.
    5/أمّا تفسير قولِ أنس رضي الله عنه : (فما زلتُ أعرِفُها في لهَوَات رسولِ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلّم) , ففي صحيح مسلم بشرح النووي وأما اللهوات فبفتح اللام والهاء: جمع لَهات بفتح اللام وهى اللحمة الحمراء المعلقة في أصل الحنك "قاله الأصمعي" وقيل اللحمات اللواتي في سقف الفم, ومراد أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتريه المرض من تلك الأكلة أحياناً.

    انتهى.



    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  25. #50

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(52)رقم الحديث في الكتاب(244)

    حدَّثنا محمَّد بن سلام قال : حدَّثنا أبو مُعَاويةَ قال: حدَّثنا هِشام , عن وَهْبِ بن كَيسان قال : سمعتُ عبدالله بن الزُّبير يقولُ على المنبرِ : "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"199 (الأعراف). قال : " والله ! ما أمرَ بها أنْ تُؤْخَذَ إلّا مِنْ أخلاقِ النَّاس , والله! لآخذنَّها منهم ما صحبتُهمْ".

    تخريج الحديث:
    أخرجه المصنّف في التفسير , سورة الأعراف, باب قول الله تعالى "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ" , ( 4643).

    ِفقه الحديث:
    1/ فيه الحثّ على الاتصاف والتحلي بالأخلاق الفاضلة من أخذ العفو والأمر بالمعروف والإعراض عن الجاهلين بالمُجاملة وحُسن المُعاملة وترك المُقابلة.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ تعليقاً على آخر عِبارة أشارت إليها الفقرة رقم (1) من فِقه الحديث , في مسألة (ترك المُقابلة ) , وهذه من الأمور التي تصعبُ كثيراً على الناس إلّا من وفقَ الله, فالمُقابلة أصلُها: من قابل الشيءَ بالشيءِ , والمُقابلة : المواجهة , والتقابل مثلُه وهو نقيض التدابر , فيجب على المؤمن أن لا يُقابل الفعلَ القبيح بمثلِه , ولا أن يتقابل معَ أهل القباحةِ والفسق ما استطاع , إلّا إن كان بغرضِ الدعوة وما شابهها من أغراض الإصلاح , فإن وجد منهم ما يُسيئه يجب عليه ترك مُقابلتهم بمثلِ فِعلهم.
    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. [مقطع صوتي] إضاءات : الشيخ موسى العبدالعزيز 1/6
    بواسطة صالح بن علي الزهراني في المنتدى مكتبة الأمين العلمية الــشـاملة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-Oct-2021, 02:42 AM
  2. كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري (تحقيق الإمام الألباني) رحمهما الله
    بواسطة أم عمير السنية السلفية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-Oct-2014, 04:30 PM
  3. حكم جمع الصلاة في البرد الشديد
    بواسطة أبو هنيدة ياسين الطارفي في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-Dec-2012, 08:56 PM
  4. حكم التيمم في وقت البرد
    بواسطة أبو هنيدة ياسين الطارفي في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-Feb-2012, 05:41 PM
  5. اهمية كتاب زاد الميسر لابن الجوزي للشيخ محمد بازمول
    بواسطة أبو يوسف عبدالله الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-Jul-2010, 02:41 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •