صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 75 من 139
  1. #51

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(53)رقم الحديث في الكتاب(248)

    حدّثنا إسحاق بن العلاء قال: حدَّثنا عَمْرُو بنُ الحارث قال : حدَّثني عبدالله بن سالم الأشعريّ , عن محمَّدٍ _هو: ابن الوليد الزبيدي_ عن ابن جابر _ وهو : يحيى بن جابر _ عن عبدالرحمن بن جُبَير بن نُفَير حدَّثه, أنَّ أباه حدَّثه , أنَّه سمِعَ مُعاوية يقول : سمعتُ من النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم كلاماً نَفَعَنِي الله بهِ , سمعتُهُ يقول – أو قال - : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم يقول: " إنَّك إذا اتَّبعْتَ الرِّيبةَ في النَّاسِ أفْسَدْتَهُمْ" . فإني لا أتَّبعُ الرِّيبَةَ فيهم فأُفْسِدهُم.

    تخريج الحديث:
    صحيح , وفي هذا الإسناد إسحاق بن العلاء , وهو إسحاق بن إبراهيم بن العلاء صدوق يهم كثيراً , وعمرو بن الحارث كما ذكره ابن حبان في ثقاته , وقال: مستقيم الحديث . أخرجه الطبراني في الكبير (19/ح859) من طريق عمرو بن الحارث به . وأخرجه أبو داود في الأدب , باب في التجسس (4888), وابن حبان (5670) من طريق راشد بن سعد , عن معاوية . وسنده صحيح (انظر ظلال الجنة للألباني 1073).

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    إنك إذا اتبعت الريبة : أي : إذا اتهمهم وجاهرهم بسوء الظن فيهم أدَّاهم ذلك إلى ارتكاب ما ظنَّ بهم ففسدوا .



    ِفقه الحديث:
    1/ فيهِ حثّ الإمام على التغافل وعدم تتبع العورات وعلى سِتر العيوب والعفو عن الناس , ونحو هذا حديث : نهى أن يطرق أهلاً ليلاً يتخوَّنهم أو يلتمس عثراتهم . رواه مسلم.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ هذا الحديث من الأصول العظيمة في الأدب الإسلامي , فالظن السيء , والتقصّي في هذا الظنّ بِما يؤكدِّه مرفوض لقول الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظنّ إن بعض الظنّ إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ) سورة الحجرات آية 12, فالأصل في الناس الخير والصلاح والوفاء.
    2/ والرَّيْبة قد تُفسد عامّة الناس من باب الانتصار لذاتّهم فيفعلون ما اتُّهِموا بهِ , أو من باب إفسادهم بمعرفة ما ليس مِنهم أو ما يجهلونه من قبل الرَّيْبةِ بهم.
    3/وقد وجدنا من تحوّلت هذه الرّيْبة فيه إلى مرضٍ نفسي شديد و وساوس قهريّة وأودت بهِ إلى الهلاك النفسي , وأقول مُجَتهداً والله أعلم : أن تحوَّلها إلى هذا المرض , هو من قبيل العذاب الدُنيوي لمُخالفة صاحبها هديَ الكتاب والسنّة .
    4/ أن الرّيبةِ في الشخصِ من دون وجه حقٍّ هي من الظُلمِ والسَفه , فمثالاً لا حصراً , ما ذنب زوجةٍ كان الطاعن في عِرضها و مُسيء الظنِّ بِها زوجها, وهي طاهرةٌ عفيفة , لعوارض فسّرها الشيطان لهُ ليُحزُنه ريبةً وسوءاً ,كما قال تعالى :{لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}, أليست هذا الرّيْبة من قبيل الظُلم , وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ....)رواه مسلم .
    5/ والكثير هُناك من الشواهد التي تذم الرّيْبة وسوء الظن , فضلاً عن أنّها ليست من صفات الإنسان الفاضلة والسامية , بل هي دليل على ضعفِ فاعلها وسوء خُلُقه , وقد تكون مرآة لأفعاله فيظنّ بالناس أنّهم مثلُه , وكفى بالمرءِ إثماً تتبُّع عثرات غيره وزللهم , وهو مليءٌ بالعثرات والزلل, فلو أصلح نفسهُ أصلحَ اللهُ لهُ من حولَه , قال تعالى: ﴿إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم﴾ [الرعد: 11].
    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  2. #52

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(54)رقم الحديث في الكتاب(254)


    حدَّثنا موسى قال: حدَّثنا الرَّبيع بن مسلم قال: حدَّثنا محمَّدُ بنُ زِيَادٍ , عن أبي هريرةَ قالَ:خرجَ النَّبيُّ صلّى الله عليه على رَهْطٍ منْ أصحابِهِ , يَضْحَكُونَ ويتحدَّثُون , فقال " والَّذي نفسِي بيدِهِ ! لو تعلَمُون ما أعلمُ , لضَحِكتُم قليلاً , ولبَكَيتُم كثيراً ". ثم انصرفَ وأبكى القومَ , وأوحى اللهُ عزَّ وجلَّ إليه يا محمَّدُ! لم تُقَنِّطُ عبادِي ؟ فرجَعَ النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم فقالَ : " أبشِرُوا , وسدِّدُوا وقاربوا"

    تخريج الحديث:
    صحيح , أخرجه أحمد (2/467) , وابن حبان (113) , وانظر الصحيحة (3194).






    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    لو تعلمون ما أعلم : أي : من عقاب الله للعُصاة وشدّة المناقشة يوم الحساب
    أبشروا : أنَّ الله رضي لكم القليل من العمل ويُعطيكم عليه الكثير من الأجر.
    سدّدوا: أي الزموا السداد وهو الصواب من غير إفراطٍ و لا تفريط . قال أهل اللغة : السداد التوسط في العمل.
    وقاربوا : أي : إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه.
    ِفقه الحديث:
    1/ فيه التخويف عن الضحك والالتفات إلى الاستعداد ليومِ القيامة.
    2/ البشارة من الله بأنّه يجزي الكثير على العمل القليل.
    3/المطلوب هو الوسط بين الإفراط والتفريط , وفي حالة العجز عنهُ القُرب منه.


    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ تعليقاً على ما أشارت إليه الفقرة رقم (3) من فِقه الحديث , حيث أن الدين الإسلامي هو يُسرٌ لأنّه الأقرب إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها , وهذا الدين لا يقبل الغلو , ولا يقبل الجفاء , فهو الوسط بينهما , ويجب فِهم ذلك جيّداً , فالتسديد والمُقاربة سبيلٌ للفلاح والنجاح, فبعضُ الناس يغلوا حتّى يُحرَّم ما أحلّ الله , والآخر يجفوا حتّى يُحلَّ ما حرَّم الله .

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  3. #53

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(55)رقم الحديث في الكتاب(255)

    حدَّثنا بِشرُ بنُ محمَّد قال: أخبرنا عبدالله قال: أخبرنا أسامةُ بن زيد قال:أخبرني موسى بن مسلم مولى ابنةِ قارظٍ , عن أبي هريرة أنَّهُ ربَّما حدَّث , عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم فيقول : حدَّثنيه أهدب الشُّفْرَينِ , أبيضُ الكَشْحَين , إذا أقْبَلَ , أقْبَلَ جميعاً , وإذا أدبرَ أدبَرَ, جميعاً ,لم ترَ عَيْنٌ مثلَهُ , ولَنْ تَراهُ.


    تخريج الحديث:
    صحيح لغيره , وفي هذا الإسناد موسى بن مسلم قال ابن حجر: مقبول. أخرجه بن سعد في الطبقات (1/318), والمصنّف في التاريخ الكبير (7/295) . وأخرجه البزّار (2387/كشف) من طريق سعيد بن المسيّب , عن أبي هريرة , وفي إسناده مقال , ولهُ شواهد ذكرها الألباني في الصحيحة (3195).

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    أهدبُ الشُّفرين : أي : طويل شعر الأجفان ودقيقها .
    أبيض الكشحين : الكشح الخاصرة , أي : أبيض الخاصرتين.

    ِفقه الحديث:
    1/ فيه بعض النعوت والشمائل للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم , ومنها أنَّه كان إذا توجه إلى الشيء توجه بكُلِّيته ولا يُخالف ببعض جسده كيلا يخالف بدنه قلبهُ وقصدُه مقصدَه لما في ذلك من التلوُّن وآثار الخفة.


    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ في هذا الحديث دروسٌ عظيمةٌ لمن شرحَ الله صدره للفِهم , فإن توجيه الجوارح في مقصد القلب أمرٌ مهمٌ جداً ِلبلوغ القصد , فهُناكَ من البشر من يتوجّه بجسده لما يُخالفُهُ دينه وقلبه وفِطرتُه , فهو لم يتجاوز قصدُه قلبه ويُريد أن يحصل على ثمرة الإنجاز , ولكن هيهات أن يحصل على ذلك وهو لم يُحسِن القصد ظاهراً وباطناً , حِسّاً ومعنىً.
    2/ثمَّ إنَّ هذا الأسلوب النبوي , أسلوب الإتيان بجميع الجسد والذهاب بجميعه, هو أسلوبٌ مُهيب , فالإسلام لهُ هيْبةٌ تظهر على أفراده , وهي الأجمل عليهم ,وخيرٌ لهم من آثار الخفِّة والتلوّن.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  4. #54

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(56)رقم الحديث في الكتاب(258)

    حدَّثنا آدم بْنُ أبي إيَاسٍ قال: حدَّثنا حمَّادُ بنُ زيدٍ , عن السَّريّ , عن الحسن قالَ : " واللهِ ! ما اسْتَشَارَ قومٌ قطُّ إلّا هُدوا لأفضلِ ما بحضرتِهِم , ثم تَلاَ : {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ } [الشورى: 38].

    تخريج الحديث:
    صحيح , أخرجه ابن وهب في الجامع (285), وابن أبي شيبة (26275).

    ِفقه الحديث:
    1/ في قول الحسن حثٌّ على الاستشارة في الأمور والمعاملات , لِما فيها من فوائد عظيمة.
    2/ الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان يُشاور أصحابه في الأمور المحدثة.
    3/ في الآية الكريمة : {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ } نصيحة للمسلمين أن يتشاورا بينهم في أمورهم.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ مبدأ المُشاورة في الإسلام مبدأٌ عظيم , حيثُ أنّ استعراض أفكار الآخرين وتجاربهم وخِبراتهم , والتفكير الجماعي بصوتٍ مسموع , من أعظم أسباب السداد بعدَ الاستخارة المشروعة .
    2/ وتدليلا على ما ورد الفقرة رقم (2) من فِقه الحديث , ما وردَ في صحيح البخاري , من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة , برقم:6935, حدثنا الأويسي عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب حدثني عروة وابن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله عن عائشة رضي الله عنها حين قال لها أهل الإفك ما قالوا قالت: ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهم حين استلبث الوحي يسألهما وهو يستشيرهما في فراق أهله ) ص: 2683 ( فأما أسامة فأشار بالذي يعلم من براءة أهله وأما علي فقال: لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك فقال: هل رأيت من شيء يريبك قالت ما رأيت أمرا أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله فقام على المنبر فقال: يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي والله ما علمت على أهلي إلا خيرا فذكر براءة عائشة) .
    3/وأقول: أنَّ الاستشارة تكون لأهل العلمِ والفضل ولأهل التخصص في جانب ما يودُّ الإنسان الاستشارة فيه , بشرط أن تُعرف سلامته في دينه ويُعرف صِدقُه وأمانته , وهو مؤتمن فيما يُشير بهِ , كما وردَ في سُنن أبي داود , في أبواب النوْم , في باب المشورة , برقم :5128, حدثنا ابن المثنى حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا شيبان عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( المستشار مؤتمن ) وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب , قال الطيبي : معناه أنه أمين فيما يسأل من الأمور فلا ينبغي أن يخون المستَشير بكتمان مصلحته, ذكره العزيزي .

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو يوسف عبدالله الصبحي ; 02-Dec-2010 الساعة 11:44 PM

  5. #55

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(57)رقم الحديث في الكتاب(262)

    حدَّثنا عبدالله بن محمَّدٍ قال: حدَّثنا سفيانٌ , عن إبراهيم بن مَيْسَرَةَ , عن طاوُس , عن ابن عبَّاسٍ قالَ :" النِّعَمُ تُكْفَرُ , والرَّحِمُ تُقْطَعُ , ولم نرَ مِثْلَ تقارُبِ القلوبِ".

    تخريج الحديث:
    صحيح , أخرجه عبدالرزاق (20233) , والبيهقي في الشعب (9032).

    ِفقه الحديث:
    1/ الحب الصادق والعلاقة الودّية القلبية يكون لها الدوام والبقاء وهي لا تتأثر بالأمور الخارجية غير اللائقة.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ إنَّ هذا الحديث عن ابن عبّاس , لمن خلاصات الحِكمة .
    2/ولذلك حرص الشارعُ على تنمية علاقة الحبّ وتقنينها بضوابط الشريعة , بعد صرفها لوجه الله , على شتّى الأصعدة , كانت مع الإخوان أو الزوجة أو الأولاد أو غيرهم , وجعلتَ ذلك شرطاً لتذوّق حلاوة الإيمان , ففي صحيح مسلم , في باب الإيمان , برقم :43 ,حدثنا إسحق بن إبراهيم ومحمد بن يحيى بن أبي عمر ومحمد بن بشار جميعا عن الثقفي قال ابن أبي عمر حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) , قال مالك وغيره : المحبة في الله من واجبات الإسلام.
    3/ والمحبّة من أوثق عُرى الإيمان , فعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ً : (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله) .رواه الطبراني وحسنه الأرناؤوط .
    4/وهي من لوازم دخول الجنّة لأنّها تبعٌ للإيمان ,فقد روى مسلم من حديث أبي هريرة (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينك) .
    5/ وهي تجلب محبّة الله , فقد روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه( أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرسل الله له على مدرجته ملكا ً ..... فقال إن الله قد أحبك كما أحببته فيه).
    6/ ولذلكَ أعدَّ الله لَهم الجزاء العظيم , حيثُ أنّهم يستظلون بظلِّ الله يوم لا ظلَّ إلّا ظلُّه , ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الله يقول يوم القيامة : ( أين المتحابون بجلالي اليوم أُظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلا ظلّي).

    7/ وأيضاً من جزائهم ,ما رواه الترمذي بسند حسن صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (المتحابون بجلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء).
    8/ لمن أراد معرفتهم , فقد أخرج ابن حبان بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل: من هم لعلنا نحبهم ؟ قال : هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور،على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس ، ثم قرأ: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس، وألوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم؛ انعتهم لنا. فسرّ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي فقال: هم ناس من أفناء الناس، ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) .رواه أحمد ورجاله ثقات.
    9/ فيجب أحبّتي أن يكون الحب في الله , لا الحبّ لمحبوب الجماهير والملمّعين , ولا الحب للمصلحة ,ولا الحبّ للجسد , ولا الحبّ لأيِّ نوعٍ من أنواع الحبّ الدُنيوية , والأخلّاء في غيرِ الله يتعادون , قال تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين), قال ابن عبّاس : فكل خلة هي عداوة إلا خلة المتقين, فمن أحبّ أهلَ الأهواء والبدع مهما كان عُذره , فهو قد جمع على نفسه من يُعاديه , فالعاقل هو من يبحث عن سُبل النجاة الحقيقية , ويُحبّ في الله من تكون محبّته لهُ لا عليهِ , وهو الحبُّ الحقيقيّ الذي وردَ فيهِ ما وردَ من الفضل وحُسن الجزاء والكرامة , ,وأن يترَك أقران السوء وحبّهم حتى لا يتردّى معهم في سواء الجحيم , قال تعالى : { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ * أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ }الصافات , وأما ما ورد في تفسير قوله تعالى: { تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ } أي: تهلكني بسبب ما أدخلت عليَّ من الشُّبَه بزعمك, فنحنُ بحاجة أن نكونَ بمعزلٍ عن أهل البدع والأهواء والريبة والشك , حتّى يسلم ديننا , ويصحّ حبّنا بكونهِ في الله جلّ وعلا.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  6. #56

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(58)رقم الحديث في الكتاب(263)

    حدَّثنا فروة بن أبي المِغْرَاء قال: حدَّثنا القَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ , عن عبدالله بن عَوْن , عن عُمير بن إسحاق قالَ : " كُنَّا نتحدَّثُ : إن أوَّلَ ما يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ الأُلفَةُ".

    تخريج الحديث:
    إسناده حسن ,القاسم بن مالك المزني صدوق مشهور, كما قال الذهبي في الميزان (3/378), فإن الجمهور على توثيقه . (انظر التهذيب 23/422-426). وأما عمير بن إسحاق فيه والأثر من قوله هو , والسند إليه حسن . والأثر أخرجه الداني في الفتن (275), ونعيم بن حماد في الفتن (154).

    ِفقه الحديث:
    1/ فيهِ إيماء إلى حدوث الاختلاف والشقاق بين الناس وضعف أوامر المحبة والود في آخر الزمان.





    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ وهذا ما حصل في زماننا , كثُرت شعارات الودّ , وندَر وجوده , وإن وُجد فغالباً يَفقدُ صحّته وتقنينه بقوانين الشريعة , فإذا خرج الشيء من صِحّته, لم يأتي بنفس النتائج , وبهذا تقلُّ الأُلفة , ويكثر النزاع , وتزداد فجوة الشقاق , ولذلك امتنّ الله على عباده بهذه النعمة العظيمة حينَ ألّف بين قلوبهم وأمرهم بالاعتصام بحبله وعدم التفرّق,في قوله : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ).

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  7. #57

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(59)رقم الحديث في الكتاب(264)

    حدَّثنا مسدَّد قال : حدَّثنا إسماعيل قال : حدَّثنا أيوب , عن أبي قِلابَةَ , عن أنسِ بنِ مالكٍ قال : أتى النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم على بعض نِسائِهِ – ومعهُنَّ أُمُّ سُلَيم- فقال : " يا أَنْجَشَةُ! رُوَيْداً سَوْقَكَ بالقَوَارِيرِ ". قال أبو قِلابَةَ : فتكلَّمَ النبي صلّى الله عليه وسلّم بكلمةٍ لو تكلَّمَ بها بعضُكُم لَعُبْتُمُوهَا عليهِ . قوله :" سَوْقَكَ بالقَوَارِيرِ ".


    تخريج الحديث:
    أخرجه المصنّف في الأدب , باب ما يجوز من الشعرِ والرجز والحداء (6149), ومسلم في الفضائل , بابٌ من رحمة النبي صلّى الله عليه وسلّم للنساء (71).

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    أنجشة : مولى النبي صلّى الله عليه وسلّم كان حسن الصوت بالحداء.
    بالقوارير: جمع قارورة وهي الزجاجة والنساء يشبهن بالقوارير في الرّقة واللطافة وضُعف البنية.

    ِفقه الحديث:
    1/ الحضُّ على الرفق بالنساء في السير .
    2/ فيه جواز السفر بالنساء.
    3/ وفيه الحثُّ على مُباعدة النساء من الرجال ومن سماع كلامهم إلّا الوعظ ونحوه.
    4/ وفيهِ جواز الحداء.




    ملاحظتي وتعليقي:

    1/أقول فيما أشارت إليه الفقرة رقم (1) من فِقه الحديث , أن الحضّ على الرفق بالسير , لعلّه كان لِعلّةِ المشقة والتعب , والآن يزيدُ هذا الحضّ لأن في العجلة في السيْر الكثير من الأخطار التي قد تضرّ المُسافر كالحوادث ونحوها , ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :السرعة المقيّدة عند الجهات المختصة الأصل أنه يجب على الإنسان أن يتقيد بها لأنها أوامر ولي الأمر وقد قال الله تعالى: (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ)).
    4/ تعليقاً على ما أشارت إليه الفقرة رقم (4) من فقه الحديث , ففي أول من حدا ,ورد عن ابنِ عبّاس رضي الله عنهما قوله : (إن أول من حدا الإبل عبد لمضر بن نزار بن معد بن عدنان كان في إبل لمضر فقصر فضربه مضر على يده فأوجعه فقال :يايداه يايداه وكان حسن الصوت فأسرعت الإبل لما سمعته في السير ), أخرجه ابن سعد بسند صحيح عن طاوس مرسلا وأورده البزار موصلا الفتح الباري 10/554 , وأما معناه في اللغة , قال الجوهري: "الحدو سوق الإبل والغناء لها " , عرفه بعض الفقهاء بأنه "سوق الإبل بضرب مخصوص من الغناء", وفي الغالب يكون من الرجز وقد يكون بغيره من الشعر, فتح الباري 10/554, أما في حُكمه فقد قال الغزالي في إحياء علوم الدين 2/274 :"لم يزل الحداء وراء الجمال من عادة العرب في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وزمان الصحابة ولم ينقل عن أحد من الصحابة إنكاره " , وقد ورد في صحيح البخاري , في كتاب التمني برقم : 6809, حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة حدثنا أبو إسحاق عن البراء بن عازب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب ولقد رأيته وارى التراب بياض بطنه يقول: ( لولا أنت ما اهتدينا
    نحن ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا إن الأُلى وربما قال الملا قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا أبينا يرفع بها صوته ).

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  8. #58

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(60)رقم الحديث في الكتاب(266)

    حدَّثنا صَدَقَةُ قال : أخبرنا مُعتَمِرٌ , عن حبيبٍ , أبي محمَّدٍ , عن بَكْرِ ابن عبدالله قال " كان أصْحاب الَّنبيِّ يتَبَادَحُونَ بالبِطِّيخِ , فإذا كانَتْ الحقَائِقُ كانُوا هُمُ الرِّجَالُ".

    تخريج الحديث:
    إسناده صحيح , ( انظر الصحيحة 435).



    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    يتبادحون : أي يترامون.
    الحقائق : جمع الحقيقة أي الشيء الثابت.

    ِفقه الحديث:
    1/ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كانوا يتمازحون حتّى يترامون بشيءٍ فيه رخوة , فإذا حزبهم أمر كانوا هم الرِّجال أصحاب الأمر.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ المزاحُ كانَ بشيءٍ رخوٍ , لا يؤذي و لا يؤلم , وهذا من أدب المزاح الإسلامي , بحيثُ لا يكون فيه ضرر على المُتمازحين.
    2/ هذا الدّين تظهر مرونته في صور عديدة , لأنَّ التشدَّدَ والتنطع يُودي بصاحبه إلى النكوص والهلاك , ومصداقُ ذلك ما وردَ في صحيح مسلم , في كتاب العلم , برقم : 2670, حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث ويحيى بن سعيد عن ابن جريج عن سليمان بن عتيق عن طلق بن حبيب عن الأحنف بن قيس عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هلك المتنطعون ) قالها ثلاثا , وهم المتعمّقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم, ولنا من فعل الصحابة درسٌ في هذه المرونة وهي لا تنفي الشِدّة في موضعها , فهمْ رِضوان الله عليهم أحزمُ الناس في موضع الحزم.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  9. #59

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(61)رقم الحديث في الكتاب(269)

    حدَّثنا آدَمُ قال : حدَّثنا شُعبةُ قال : حدَّثنا أبو التيَّاح قال: سمعتُ أنسَ بْنَ مالكٍ يقول : كان النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم لَيُخَالِطُنَا , حتَّى يقولُ لأخٍ لي صغيرٍ : " يا أبا عُمَيْر! ما فَعَلَ النُّغِيْرُ".

    تخريج الحديث:
    أخرجه المصنف في الأدب , باب الانبساط إلى الناس (6129), ومُسلم في الآداب , باب استحباب تحنيك المولود...(30).



    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    لَيُخالِطُنا : أي بالملاطفة وطلاقة الوجه والمزاح.
    النُّغير : جمعه نِغران وهو طائر صغير يُشبه العصفور أحمر المنقار.

    ِفقه الحديث:
    1/ جواز التكنّي للرجل الذي ليس له ولد.
    2/ جواز التكنّي للطفل.
    3/ جواز المزح فيما ليس إثماً .
    4/ جواز لعب الصبي بالعصفور وتمكين الوليّ إيّاه من هذا.
    5/ جواز السجع بالكلام الحسن بدون كُلفة.
    6/ الإيماء إلى مُلاطفة الصبيان وبيان حسن خُلق النبي وتواضعه صلّى الله عليه وسلّم.



    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ أُريد أن أتكلّم عن إيجابية الأثر النفسي في التكنية , فالتكنية حينما تكون للرجل الذي لم يتزوّج فيها فألٌ للزواج , وحينما تكون للرجل العقيم فيها فألٌ للولد , وحينما تكون للطفل الصغير فيها توسيعٌ لمداركه وبشكلٍ لا يخدشُ طفولته , وفألٌ لأن يُصبح أباً , وهي للجميعِ نوعٌ من التقدير , وما دام أنّها كذلك فهي من دواعي سرور النفس , إذْ أنَّ بِها تُشبعُ بعض العواطف الإنسانية الفطرية , وبها بعض دواعي بعث الأمل للإنسان , وأرى أنّها من قبيل الفأل الحسن لكلّ الناس , وقد وردَ في سُنَنِ ابن ماجه , في كتاب الطب , برقم: 3536, حدّثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم (يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة ) , وكلّ ما ذكرت ليس إلاّ إبراز بسيط لجانب ليس بشامل في إيجابية التكنية.
    انتهى.




    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  10. #60

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(62)رقم الحديث في الكتاب(273)

    حدَّثنا إسماعيل بْنُ أبي أُوَيْسٍ قال : حدَّثني عبدالعزيز بن محمد , عن محمد بْنِ عَجْلانَ , عن القَعقَاعِ بْنِ حكيمٍ , عن أبي صالحٍ السَّمَان , عن أبي هريرة , أنَّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم قالَ : " إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ صالحَ الأخلاقِ".

    تخريج الحديث:
    صحيح لغيره , وهذا الإسناد حسن , ابن عجلان صدوق . أخرجه أحمد (2/381), والحاكم (2/613), وله شواهد . ( انظر الصحيحة 45).

    ِفقه الحديث:
    1/ قال ابن عبدِ البر : ويدخل في محاسن الأخلاق الصلاح والخيْر كلّه والدين والفضل والمروءة والإحسان والعدل فبذلك بُعث صلّى الله عليهِ وسلّم ليتمّمه. انتهى . أي : يُبلّغه نهايته , فإن الأخلاق الكريمة بمجموعها لم تُوجد إلّا في دين الإسلام .

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/إشارةً إلى ما أشارت إليه الفقرة رقم (1) من فِقه الحديث , لهذه العبارة الدينية الثقافية الجميلة , وهي( أنّ الأخلاق الكريمة بمجموعها لم تُوجد إلّا في دين الإسلام), وهذا من كمال الدين وشموليّته لجميع الجوانب وعلى شتّى الأصعدة , قال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينً ), فحُسن الخلق مطلوب مع الخالق ودينه ورُسله وسائرَ الخلقِ إلّا ما استثناه الشارع الإسلامي .
    2/ وقد علمتُ عن بعضِ الجُهَّال من منحرفي الجماعات المنسوبة إلى الإسلام والضالّة ,من إدخالهم شُبهة من محض جهلهم في تفسير الحديث , حيثُ أنّهم أسقطوا أركان الدين , وقالوا : أنّ الدين ينحصر في مكارم الأخلاق , وهذا والله من السفه والجهل , وأردُّ عليهم فأقول وبالله التوفيق :الدين هو/ الطاعة والعبودية والخضوع تحت سلطان آخر والائتمار بأمره , فكيف لنا أن نترك معتقدات هذا الدّين وأركانه و واجباته ونحصره في هذا المعنى؟ , ثمَّ أليس من صلاح الخُلقِ صلاحهُ مع الله , فمن الأدب مع الله , طاعته , وطاعةُ رسوله , وتعاليم دينه , وفعل ما أمر , وترك ما نهى , فهذا الحديث من جوامع الكَلِم , وحصَرُهُ على الأدب مع الخَلق حصرٌ باطل , فأولى حُسن الخُلقِ مع الله جلّ وعلا,ومع دينه , ومع رسوله , أتظنّون أن تارك الصلاة ولو حَسُنتْ أخلاقه مع البشَر مؤدّب ؟ لا وربي , ولا ينفعه ذلك لأنَّه لم يتأدَّب من خالقه وبارئه , ولم يأتي أوامرهُ , ومن جحدَ شيئاً من هذا الدين عن غيرِ جهلٍ فهو كافر , فالدين منظومةٌ كاملة من معتقدات وأركان وواجبات وشرائع ومستحبّات ونواهي ومكروهات و مُباحات , يجبُ الإيمان بِها كاملاً , ولا يصحُّ الإيمان ببعضِ الدينِ وتركِ بعضه , قال تعالى مُستنكراً على مثل هؤلاء: (...أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ...).

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  11. #61

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(63)رقم الحديث في الكتاب(275)

    حدَّثنا محمّد بن كثير قال : أخبرنا سفيان , عن زُبَيْدٍ , عن مُرَّةَ , عن عبدالله قالَ : " إنَّ الله تعالى قَسَمَ بينكم أخلاقكُم , كما قَسَمَ بينكم أرزاقكُم , وإنَّ الله تعالى يُعطِي المالَ مَنْ أحبَّ ومن لا يُحِبّ , ولا يُعطي الإيمانَ إلّا من يُحبُّ , فمن ضَنَّ بالمال أنْ يُنفِقَهُ , وخاف العدوَّ أن يُجاهِدَهُ , وهابَ الليلَ أنْ يُكابِدَهُ , فَلْيُكْثِرُ من قولِ : لا إله إلّا اللهُ , وسُبحانَ الله , والحَمْدُ لله , واللهُ أكْبَرُ".



    تخريج الحديث:
    صحيح , أخرجه الطبراني في الكبير (8990) , وانظر الصحيحة ( 2714).

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    ضنّ بالمال : بخل به.
    هاب الليل : خاف في الليل.
    أن يكابده: أي يوقعه السهر في الليل في المكابدة والمشقة.

    ِفقه الحديث:
    1/ فيه بيان عظمة الأخلاق الكريمة.
    2/من ابتُلي بالبخل والخوف من العدو وعدم قيام الليل فليُكثر من هذا الدُعاء المُبارك.






    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ إنَّ من تيسير الله لَنا, أنْ عوّضنا إن قصّرنا في أعمالٍ معيّنة بأعمالٍ أُخَرْ , تسدُّ ثغرَ التقصيرِ , فهذا من أوضحِ الدلالات على يُسِرِ الدِّين , ومع كل هذا التيسير لا نخلوا وللأسف من الكسلِ والتقصير.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  12. #62

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(64)رقم الحديث في الكتاب(278)

    حدّثنا ابنُ أبي الأسْوَد قال : حدَّثنا عبدالملك بن عمرو قال : حدَّثنا سحَّامةُ بنِ الأصمِّ قال : سمعتُ أنسَ بن مالكٍ يقول : "كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رَحِيماً , وكانَ لا يأتيهِ أحدٌ إلّا وعَدَهُ , وأنجزَ لهُ إنْ كانَ عندَه , وأُقيمَتِ الصّلاةُ , وجاءَهُ أعرابيٌّ فأخذَ بثوبِه فقالَ : إنّما بَقِيَ منْ حاجتي يَسِيرةٌ , وأخافُ أَنساها , فقامَ معهُ حتَّى فرغَ من حاجتِهِ , ثمّ أقبلَ فصَلَّى".
    تخريج الحديث:
    حسن , أخرجه المصنّف في التاريخ الكبير ( 4/211), وانظر الصحيحة (2094).






    ِفقه الحديث:
    1/كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم متحليّاً بالأخلاق الفاضلة الكاملة المثالية.
    2/ الحض على الرفق بالجاهل وعدم السخط من فعله.
    3/ جواز الفصل بين الإقامة وتكبيرة الإحرام إذا كان لحاجة.
    4/ فيه دليل على أن اتصال الإقامة بالصلاة ليس من وكيد السُنن , ,وأنَّه يجوز الفصل بينهما لحاجة.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ تعليقاً على ما أشارت إليه الفقرة رقم (2) من فِقه الحديث , في الحض على الرفق بالجاهل , فالرفق مهم وهو مدعاة لهداية هذا الجاهل , والغِلظة قد تؤثّر على الإنسان سلباً, فضلاً عن كوْنه جاهلاً , وقد تكون سبباً لتنفيره من الدين والاستقامة , قال الله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) .

    2/ ما أشارت لهُ الفقرتين رقم (3)(4) , مسألتان فقهيتان , في فصل الإقامة عن تكبيرة الإحرام لحاجة , وفصل الإقامة عن الصلاة لحاجة , وأنّ ذلك جائزٌ لا شيء فيه . والله أعلم.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  13. #63

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(65)رقم الحديث في الكتاب(281)

    حدّثنا مسدَّد قال : حدَّثنا أبو عُوَانة , عن سُهيل بن أبي صالح , عن صفوان بن أبي يزيد , عن القعقاع بن اللجلاج , عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم : " لا يجتمعُ غُبارٌ في سبيلِ الله ودُخَانُ جَهنَّمَ في جَوْفِ عَبْدٍ أبداً , ولا يجتمعُ الشحُّ والإيمانُ في قلبِ عبداً أبداً".





    تخريج الحديث:
    صحيح لغيره , وفي هذا الإسناد اللجلاج مجهول , وصفوان قال ابن حجر : مقبول . أخرجه أحمد (2/256),والنسائي في الجهاد , باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه (3114_3115)من طريق صفوان به. وأخرجه الطيالسي (2565), والترمذي في فضائل الجهاد , باب ما جاء في فضل الغبار في سبيل الله (1633), وابن ماجه في الجهاد , باب الخروج في النفير (2774)من طريق عيسى بن طلحة عن أبي هريرة . وأخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد (119) من طريق الأعرج عن أبي هريرة.


    ِفقه الحديث:
    1/ فيه حثٌّ على الخروج للجهاد والعمل في سبيل الله , و وعدٌ عظيمٌ كريمٌ للمجاهد على لسان الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم .
    2/ يجب على المؤمن أن يتخلّص من الشح لكونه سوء الظن بالله , ولأنّ الإيمان يُنافي الشحّ.



    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ إذا سأل سائل , لماذا يجب التخلّص من الشُحّ ؟ , فنقول : لأنّه سوء الظنّ بالله ولأنّ الإيمان يُنافي الشحّ .
    2/وتحقيق معنى الشح :أنه شدة المنع التي تقوم في النفس, كما يُقال شحيح بدينه وضنين بدينه فهو خلق في النفس والبُخلُ من فروعه .
    3/ وهوَ من الأمور المُهلكة , كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالظلم فظلموا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا) .
    4/ ولهذا تبيّن في الكتاب والسنة أنَّ الشحّ والحسد من جنس واحد في قوله: ( ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) فأخبر عنهم بأنهم يبذلون ما عندهم من الخير مع الحاجة وأنهم لا يكرهون ما أُنعم به على إخوانهم وضد الأول البخل وضد الثاني الحسد,وانظر إلى حصرِ الله للمفلحين فِيمنْ يُوقَّ شُحّ نفسه .

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  14. #64

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(66)رقم الحديث في الكتاب(283)

    حدَّثنا أبو نُعيم قال : حدَّثنا الأعمش , عن مالك بن الحارث عن عبدالله بن رُبَيِّعَةَ قال : كُنَّا جلوساً عندَ عبدالله _فذكروا رجلاً , فذكروا من خُلُقِه_فقال عبدالله : أرأيتُم لو قطعتُم رأسه أكُنتُم تستطيعون أن تُعِيدوه؟ قالوا: لا . قال: فَيَدَهُ؟ قالوا: لا. قال: فَرِجْلَهُ ؟ قالوا : لا. قال: فإنَّكُمْ لا تستطيعون أنْ تُغَيِّرُوا خُلُقَه حتّى تُغيِّروا خَلْقَهُ ؟! إنَّ النُّطْفَةَ لَتَسْتقرُّ في الرَّحِمِ أربعينَ ليلة , ثم تنحدِرُ دَماً , ثم تكونُ علقةً , ثم تكونُ مُضْغَةً , ثمَّ يبعَثُ الله ملَكاً . فيكتبُ رِزْقَهُ وخُلُقَهُ , وَشقياً أو سعيداً".

    تخريج الحديث:
    حسن , وأخرجه الطبراني في الكبير (8884) . وقوله " إن النطفة..." ورد مرفوعاً من حديث ابن مسعود في الصحيحين.

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    تنحدر دماً : تسمن في غلظٍ .
    علقة: أي: دماً غليظاً جامداً.
    مضغة: أي قطعة لحم قدر ما يُمضَغ.

    ِفقه الحديث:
    1/ إن خُلق الإنسان لا يتغيّر غالباً.
    2/ فيه التنبيه إلى كمال قدرة الله على الحشر والبعث , لأن القادر على خلق الإنسان أول مرة أقدر على حشره ونفخ الروح فيه مرةً أُخرى.
    3/وفيه تعليم للعباد التدريج في الأمور وعدم التعجيل فيها , فإن الله تعالى مع كمال قُدرته وقوته على خلقهم دُفعة يتدرّج في الخلق.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ وأنصح في من وجدَ في نفسِه خُلقاً سيئاً , أن يلجأ إلى الله في إصلاح خُلُقِه , وأن يسعى لذلك , وأن يعزم النيّة على السموّ إلى مكارم الأخلاق , لأنّ حُسنَ الخُلُق من الأمور التي تحتاج إلى مجاهدة وُمثابرة وصبر ,وهو على ذلك مأجور,لقوله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم). رواه أحمد وغيره وصححه الأرناؤوط، وقال: رجاله رجال الشيخين.
    2/لتدريج الله في الخلق حِكمة بالغة , فاللهُ جلّ وعلا , خلقَ البشر بالتدريج وخلق السموات والأرض كذلك , وخلق الكثير من الأشياء كذلك , وفي ذلك درسٌ لنا ينبغي أن نتأمّلهُ ونتعلّمه , وأن نعلم أن التعجيل ليس مرغوباً إلّا فيما حثَّ على تعجيله أو التعجيل فيه, الشارعُ الإسلامي الحكيم, بل في التمهُّلِ الخيرَ الكثير .
    انتهى.

    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  15. #65

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(67)رقم الحديث في الكتاب(284)

    حدَّثنا عليُّ بْنُ عبدالله قال: حدَّثنا الفضيل بن سليمان النُّميريُّ , عن صالح بن خوَّات بن جبير , عن محمد بن يحيى بن حِبَّان , عن أبي صالح , عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم : " إن الرَّجُلَ ليُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِهِ درجَةَ القائِمِ باللَّيل ".


    تخريج الحديث:
    صحيح بمتابعاته وشواهده , أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (52) , ويشهد له حديث عائشة عند أبي داود (4798). وانظر الصحيحة (794_795).

    ِفقه الحديث:
    1/فيه بيان الفضل العظيم لصاحب الخُلق الحسن لأن المصلّي يُجاهد نفسه في مخالفة حظّه , كذلك صاحب الخُلق الحسن يُجاهد نفوساً كثيرة مع تباين طبائعهم وأخلاقهم , فاستويا في الدرجة.


    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ ما حثّني لطرح الحديث , هو التعليل من بلوغ حَسَين الخُلُق إلى درجة القائم بالليل , حيثُ أنّهما يشتركان في مُجاهدة النفس , مع الاحتساب والصبر على ذلك , فَحُقُّ لهما الظفر والفلاح.
    2/ قال تعالى : ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ, تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُون َرَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ, فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (السجدة، الآيات: 15-17), وثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه , قال : (أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني الفريضة - صلاة الليل) , وأوردتُ هذه الأدلّة حتى يعرفَ القارئ فضلَ قِيام الليل , الذي قد يصل إليه الإنسانُ بحُسنِ خُلُقه .

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  16. #66

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(68)رقم الحديث في الكتاب(285)

    حدّثنا حجَّاج بن مِنْهال قال : حدّثنا حمَّاد بن سَلَمَةَ , عن محمد بن زياد قال : سمعتُ أبا هريرة يقول : سمعتُ أبا القاسم صلّى الله عليه وسلّم يقول : " خيرُكُم إسْلاماً أَحَاسِنُكُمْ أخلاقاً إذا فَقُهوا".

    تخريج الحديث:
    صحيح , أخرجه أحمد (2/469) , وابن حبان(91), وانظر الصحيحة (1846).

    ِفقه الحديث:
    1/فيه إشارة إلى أنّ شرف الإسلام لا يتم إلّا بالخُلُق الكريم مع التفقُّه في الدِّين واتّباع منهج الكتاب والسُنّة.



    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ إذا سأل سائل , كيف يتم شرف الإسلام؟, فنُجيبه بأن ذلك لا يتم إلّّا بالخُلُق الكريم مع التفقّه في الدين واتّباع منهج الكتاب والسُنّة, على فهمِ سلفِ الأمَّة, وهذا ما حثّني لنقل الحديث , لمحبّي النُكت الثقافيّة المُفيدة.

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  17. #67

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(69)رقم الحديث في الكتاب(288)

    حدّثنا عبدالله بن صالح قال: حدّثني موسى بن عُليّ, عن أبيه , عن عبدالله بن عمروٍ قال : " أربعُ خِلالٍ إذا أُعْطِيتَهُنَّ , فلا يَضُرُّكَ ما عُزِلَ عنكَ من الدُّنيا : حُسنُ خَلِيْقَةٍ , وعَفَافُ طُعْمَةٍ , وصِدقُ حديثٍ , وحِفْظُ أمانةٍ ".





    تخريج الحديث:
    صحيح , أخرجه المبارك في الزهد (1204), وابن وهب في الجامع (547), وانظر الصحيحة (733).
    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    الحنيفية : من الحنيف , وهو من كان على ملّة إبراهيم عليه السلام, وسُمّي حنيفاً لميله عن الباطل إلى الحق, لأن أصل الحنف في اللغة الميل.

    ِفقه الحديث:
    1/ملة إبراهيم هي الملّة السهلة اليسيرة , وهي أحب عند الرحمن من الشرائع الماضية .

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ إذا حاز الإنسانُ على هذه الخِصال , بعد سلامة الدّين , وتقوى الله , لا يَضرُّه ما عُزِلَ عنه من الدُنيا , وهي من أعظم أسباب رِفعتِه وسموّه .

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  18. #68

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(70)رقم الحديث في الكتاب(290)

    حدَّثنا أبو نُعيم قال : حدَّثنا داود بن يزيد قال : سمعتُ أبي يقول : سمعتُ أبا هريرة يقول: قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم : " تدرون ما أكثرُ ما يُدخل النّارَ ؟ " قالوا اللهُ ورسولهُ أعلمُ . قال : " الأجوفان : الفَرْجُ والفَمُ, وأكثرُ ما يُدخلُ الجنّةَ؟ تقوى اللهِ وحُسْنُ الخُلُقِ".

    تخريج الحديث:
    صحيح , وفي إسناده داود بن يزيد بن عبدالرحمن ضعيف , لكن تابعه أخوه الثقة إدريس , كما سيأتي في كتاب الأدب (294), ويزيد ذكره العجلي وابن حبان في ثقاتهما , وذكر العقيلي في ترجمة داود عن ابن المديني : كان أبوهُ ثبتاً. والحديث أخرجه الطيالسي(2596),وأحمد (2/291).

    ِفقه الحديث:
    1/ إن أهمّ أسباب السعادة الأبدية الجمع بين الخلّتين : التقوى وحُسن الخُلُق , وإن أهمّ أسباب الشقاوة السرمدية الجمع بين شر الفرج وشر الفم , أي : بين الفحشاء والمنكر وشرور اللسان.



    ملاحظتي وتعليقي:
    1/وأردت هُنا أن أبيّن معنى التقوى للقارئ , قال سماحة الشيخ / صالح الفوزان "حفظه الله " عن التقوى : التقوى معناها في اللغة : " أن تتخذ بينك وبين ما تكره وقاية وحائلاً يحول بينك وبين ما تكره "
    كما يتخذ الإنسان الثياب يتقي بها البرد والحر، ويتخذ الدروع ليتقي بها سهام الأعداء، ويبني الحصون ليتحصّن بها من كيد الأعداء ، كما يلبس على رجليه ما يقيهما من حر الرمضاء ومن الشوك والحفا . من فعل ذلك فقد اتقى هذه المحاذير ، ولكن تقوى الله لا تكون لا باللباس ولا بالحصون ولا بالسلاح ولا بالجنود، وإنما تكون تقوى الله -عز وجل- بطاعته وامتثال أوامره ، واجتناب ما نهى عنه سبحانه .
    فتقوى الله معناها : أن تفعل ما أمرك الله -سبحانه وتعالى- به رجاء ثوابه، وأن تترك معصية الله خوفًا من عقابه . (و حَقَّ تُقَاتِهِ ) معناها : أن الإنسان لا يترك شيئًا مما أمر الله به إلا وفعله، وأن لا يفعل شيئًا مما نهى الله عنه بأن يتجنّب كل ما نهى الله عنه.
    2/ وممّا حثني لنقل هذا الحديث , هو أنّ هذا الحديث فيه سرٌ من أسرار السعادة , وما أكثر الباحثين عنها ؟! , وهُنا إلى من صَدق طلبها سرٌ عظيمٌ من أسرارها أهداهُ لنا رسولنا عليهِ أفضل الصلاة والسلام.
    3/ويجب أن نتأمّل هُنا خطر الفم والفرج , وكم قد يجرّ التهاون بأمرهما إلى الشقاء الدنيوي والأُخروي , في حالة المُخالفة .

    انتهى.



    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  19. #69

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(71)رقم الحديث في الكتاب(291)

    حدَّثنا أبو النعمان قال : حدَّثنا أبو عَوَانَةَ , عن زِيادِ بن عَلاقَةَ , عن أُسامةَ بن شَريك قال : كنتُ عند النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم وجاءتِ الأعراب , ناسٌ كثيرٌ من هاهُنا وهاهنا , فسكتَ النّاسُ لا يتكلَّمونَ غيرُهُم , فقالوا : يارسول الله! أعلينا حَرجٌ في كذا وكذا ؟ في أشياءٍ من أمورِ النَّاسِ , لا بأس بها , فقال : " ياعِباد الله! وَضَع اللهُ الحَرَجَ , إلّا امْرَءاً اقترضَ امْرَءاً ظُلماً فذَاكَ الذي حَرِج وهلك . قالوا : يارسول الله! أنتداوى؟ قال : " نَعَم ياعباد الله!تَدَاوَوْا , فإنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يَضَعْ داءً إلّا وَضَعَ لهُ شِفاءً, غيرَ داءٍ واحدٍ ". قالُوا : وما هو يارسول الله ؟ قال :" الهَرَمُ".
    قالوا يارسول الله ! ماخيرُ ما أُعطي الإنسان ؟ قال : " خُلُقٌ حَسَنٌ".





    تخريج الحديث:
    صحيح , أخرجهُ أحمد (4/278), وابنُ ماجه في الطب , بابُ ما أنزل اللهُ من داءٍ إلا أنزل لهُ شفاء (3436), وهو عند أبي داود (38555), والترمذي (2038)بذكر التداوي فقط . وانظر غاية المرام (292).

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    الحَرَج : الضيق , ويُطلق على الإثم والحرام.
    اقترض امرءاً ظلماً: أي نال قطعة من جسم المرء بغيبة.
    الهَرَم : الكِبَرُ والشيخوخةُ.

    ِفقه الحديث:
    1/ أعظم الحرج والهلاك افتداء الناس يوم القيامة من حسناته وتحمّل سيئات المظلوم في حالة عدم وفائه من الحسنات ( أعاذنا الله منه).
    2/ جواز التداوي . واستخدام الطب.
    3/ الأخلاق الكريمة من العطايا الهامة الخَيَّرة الثمينة من الله سُبحانه لعباده.



    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ وأكتفي بالتعليق على قول الرسول صلّى الله عليهِ وسلّم في الحديث : " نَعَم ياعباد الله!تَدَاوَوْا , فإنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يَضَعْ داءً إلّا وَضَعَ لهُ شِفاءً, غيرَ داءٍ واحدٍ .."., حيثُ هذه بُشرى النبوية , بأن لكلّ داءٍ دواء إلّا ما استثناه الشارِع , فيجب على كل مريض أن لا ييأس وأن يبحث عن الطبيب الحاذق , ويبذل كلّ أسبابِ التداوي , فالأدوية علمٌ كبير , عَلمها من عَلمها وجهلها من جهلها , ولا يكتفي الإنسان على سببٍ واحد , فإن لم يُجدي هذا السبب اغتمّ وحَزِن , وقد قرأت في كتاب الإمام العالم العلاّمة / موفّق الدين عبداللطيف البُغدادي, في حكمة داود عليهِ السلام : " العافية ملك خفيّ , وغم ساعة هرم سنة", لذا يجب عليهِ أن يلجأ إلى الله ثم يبحث عن سُبل الشِفاء وهو واثقٌ بالله جلّ وعلا وأنّه سيُشفى , فقد وردَ في مُسندِ أحمد برقم : (352:5) كما ورد في كتاب الإمام / البغدادي , أنّه سأل أعرابيٌ رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال : يارسول الله! ما أسأل الله بعد الصلوات ؟ قال : "اسألِ الله العافية".

    انتهى.



    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  20. #70

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(72)رقم الحديث في الكتاب(297)

    حدّثنا محمَّدُ بنُ سَلام قال: حدَّثنا هُشَيم , عن عبدالملك بن عُمير قال : حدَّثنا وَرَّادُ كاتبُ المُغيرة قال : كتب معاوية إلى المُغيرة بن شُعبة : أن اكتُب إليَّ بشيءٍ سمعتَهُ من رسول الله صلى الله عليه وسلّم , فكتبَ إلى المُغيرة : " أنَّ رسولَ الله صلى الله عليهِ وسلّم كان ينهى عن قِيلَ وقالَ , وإضاعة المال , وكثرةِ السؤال , وعن منعٍ وهات , وعقوق الأُمَّهاتِ , وعن وأدِ البنات ".


    تخريج الحديث:
    متفقٌ عليه .وتقدّم تخريج الحديث , في الحديث رقم (6) في مبحثي.

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    منع وهات : معناهُ منع ما وجب عليه وطلبُ ماليس لهُ.





    ِفقه الحديث:
    1/ تحريم المجادلة وتوجيه الأسئلة التي لا فائدة فيها .
    2/النهي عن التبذير وإضاعة المال .
    3/تحريم عقوق الأمّهات.
    4/ النهي عن منع ما يجب على الإنسان وطلب ما ليس له .
    5/ تحريم وأد البنات , أي : دفنهن أحياءً أنفةً .



    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ قد سبق التعليق على الحديث نفسه في الحديث رقم (6) في مبحثي.
    2/ ومجملاً يجب أن يُوجَّه الناس إلى تجنّب الحديث الذي لا فائدة فيه ولا جدوى مِنه وأن يتركوا الأسئلة عن ما لا يعنيهم , فكما أخرج البزار من حديث أبي يسر: أن رجلا قال: يا رسول الله دلّني على عمل يدخلني الجّنة ، قال: ( أمسك هذا وأشار إلى لسانه) ، فأعادها عليه وقال: ( ثكلتك أمك هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ) وقال إسناد حسن .
    3/ وأكتفي بهذه النقطة بتعليقي عن مسألة إضاعة المال , فيجب على الإنسان أن لا يكون في مالِه بخيلاً شحيحاً , ولا أن يكون مُسرفاً سفيهاً , وفي التوسّط الخير والصلاح بإذن الله في كلّ الأمور , وأخصّ هُنا بالاستدلال للأمرِ بالتوسط في باب النفقة بقول الله تعالى : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ( 29 ) إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ( 30 ) .

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  21. #71

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(73)رقم الحديث في الكتاب(303)

    حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَوْنٍ قال : أخبرنا حمَّاد , عن ثابت , عن أنس قال: " كانَ النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم أَحسَنَ النَّاسِ , وأَجْوَدَ النَّاسِ , وأشْجَعَ النَّاسِ , ولقد فَزِعَ أهلُ المدينةِ ذاتَ ليلةٍ , فانطَلق الناس قِبَلَ الصّوت , فاستقبَلَهُمُ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم قد سبق الناسَ إلى الصّوت وهو يقول : " لَنْ تُرَاعُوا , لَنْ تُرَاعُوا" وهو على فرسٍ لأبي طَلْحَةَ عُرْيٍ , ما عليه سرجٌ , وفي عُنقِه السيف , فقالَ :" لقدْ وجدْتُهُ بحراً , أو إنَّه لَبَحْرٌ".





    تخريج الحديث:
    أخرجه المصنف في الأدب , باب حسن الخلُق والسخاء ...(6033), ومسلم الفضائل , باب في شجاعة النبي صلّى الله عليه وسلّم (48).

    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    فرس عُرْيٍ : الذي لا سرج عليه.
    وجدته بحراً : أي: وجدته واسع الجري لا ينفد جريُه.

    ِفقه الحديث:
    1/ فيه بيان شجاعته صلّى الله عليه وسلّم وعظيم بركته ومعجزته.
    2/ فيه فضل سبق الإنسان _تأسيّاً بالنبي الكريم صلّى الله عليه وسلم _ في كشف أخبار العدو.
    3/ جواز الغزو على الفرس المُستعار.
    4/ استحباب تقلّد السيف في العنق تأسّياً بالنبيِّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم.





    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ في فِقه هذا الحديث العظيم في الفقرة رقم (3) , مسألةٌ فقهية , ألا وهي جواز الغزو على الفرس المُستعار , , وأعتقد أنّ هذه من المسائل الفقهية التي تخفى على عوام الناس.
    2/من السُنن المنسية ما وردَ ذِكره في فِقه الحديث في الفقرة رقم (4), وهي استحباب تقلُّد السيفِ في العُنق, وجميلٌ أن يسعى الإنسان بالتأسّي بالنبي صلّى الله عليهِ وسلّم في جميع أفعاله ما استطاع إلى ذلك سبيلا .

    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  22. #72

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(74)رقم الحديث في الكتاب(309)

    حدَّثنا عبدالرحمن بن شيبة قال: أخبرني ابن أبي الفُدَيْك , عن كثير بن زيد , عن سالم بن عبدِالله قال : ما سمعتُ عبدالله لاعناً أحداً قطُّ , ليسَ إنساناً . وكان سالم يقولُ : قال عبدالله بن عمر : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " لا يَنْبَغِي للمُؤْمِنِ أن يكُونَ لَعَّانًا".




    تخريج الحديث:صحيح لغيره , وهذا الإسناد حسن , ابن زيد صدوقٌ يخطئ . (انظر الصحيحة 2136). أخرجه الحاكم (1/47), والترمذي المرفوع منه في البر والصلة , باب ما جاء في الطعن واللعن (2019), ويشهد له حديث أبي هريرة الآتي (317).

    ِفقه الحديث:
    1/ عدم الوقوع في أعراض الناس بالذم والغيبة ونحوهما.
    2/ عدم جواز الدعاء بالبعد عن رحمة الله.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ما حثّني على نشر الحديث , هو توعية الناس عن ذم اللعن والغيبة ونحوهما , لانتشار ذلك الخطأ بين الناس , والجدير بالذكر أنّ آثار هذا الخطأ لا تنحصر في كونها دينية فقط , _وإن كانت كذلك لكفت_ , ولكنّ الكلام السيئ يُورث الخلل النفسي على المُلقي والمتلقّي , ويبعثُ على الكُره والبغضاء , ويُشعل الضغينة والتشاحن بين الناس , فضلاً عن أنّه يُذِهبُ الطمأنينة من النفس , والكثير من الآثار السلبية تنتج عن هذه البذاءة في القول, والتي لا يسعُ المقام لِذكرها.
    انتهى.

    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  23. #73

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(75)رقم الحديث في الكتاب(311)

    وعن عبدالوهاب , عن أيوبٍ , عن عبدالله بن أبي مُلَيْكة , عن عائشة رضي الله عنها , أنَّ يهوداً أَتَوْا النبي صلّى الله عليهِ وسلّم فقالوا : السَّامُ عليكُمْ , فقالتْ عائشةُ : وعليكُمْ , ولَعَنَكُم اللهُ , وغَضِبَ الله عليكُم. قال : " مَهْلاً , يا عائشة ! عليكِ بالرِّفقِ , وإيَّاكِ والعُنْفَ والفُحشَ". قالت: أوَ لَمْ تَسْمَعْ ما قالوا ؟ قال : " أو لَمْ تَسْمَعي ما قُلتُ ؟ رَدَدْتُ عليهم , فيُسْتَجابُ لي فيهِم , ولا يُسْتَجابُ لهُم فِيَّ".

    تخريج الحديث:
    أخرجه المصنّف في الأدب , باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلّم فاحشاً ولا مُتفحشاً(6030) , ومسلم في السلام , باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام , وكيف يرد عليهم (11).







    ِفقه الحديث:
    1/ الرفق بأهل الكتاب وبغيرهم .
    2/ إرشاد النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى أهل الكتاب وذلك بأن يقول :"وعليكم".
    3/ جواز الجلوس مع أهل الشرك وأهل الكتاب لدعوتهم إلى الإسلام.
    4/ عدم الاستجابة من الله للداعي إذا دعا بشيء ظلماً على أحد.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ تأمّل أيها القارئ هذا الحِوار بين الرسول عليه الصلاة والسلام , وزوجته , يُوجّه الرسول عليه الصلاة والسلام , وتستوضح زوجته , ويُوضّح لها , فهو لم يقمعها في النصيحة , بل حاورها عليه الصلاة والسلام وبيّن لها , ولم يغضب منها حين استوضحته , وللمتأمل في ذلك درسٌ في أدب الحِوار , وفي أدبِ التعامل مع الزوجة , وعدم التأفف من توجيهها والإجابة عن تساؤلاتها .
    2/ تعليقاً على ما أشارت إلية الفقرة رقم (1) من فِقه الحديث , الحاثّة على الرِّفق بأهل الكتاب وبغيرهم , حيثُ أنّ من تعليلات ذلك , أنَّ في الرِّفق مدعاةٌ إلى إسلامهم , وأنَّ الغِلظة ليس لها طائلٌ وخاصةً في أثناء السِلم ,كما أنّه لا داعي بالرد عليهم بالسوء إنّ تكلّموا به , لأن المُسلم يجب أن يظهر بصورةٍ حسنة , وإن أساء من أساء ,وأن لا يُقابل البذيء بالبذاءة, ثم أنَّ الانتصار يجب أن لا يكون للذات بل ينتصرُ المُسلم لدينه, وتأمّل إذا كان الرِّفق لهُ شرعيته في حقّ الكافر , فهو أولى في حقِّ المُسلمِ المُسيء .
    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  24. #74

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(76)رقم الحديث في الكتاب(312)

    حدَّثنا أحمدُ بن يونس قال حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش , عن الحسن بنِ عمرو , عن محمّد بن عبدالرحمن بن يزيد , عن أبيه , عن عبدالله , عن النبيِّ صلّى الله عليهِ وسلّم قال : " ليس المُؤمِنُ بالطَّعّان , ولا الَّلعّانِ , ولا الفاحِش , ولا البذيء ".

    تخريج الحديث:
    صحيح , أخرجه أحمد (1/404,و416), والترمذي في البر والصلة , باب ما جاء في اللعنة (1977), وابن حبات (192), والحاكم (1/12), وانظر الصحيحة (320).





    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    الطعّان : الوقّاع في أعراض الناس بالذم والغيبة.
    الفاحش: المتعدّي بزيادة القُبح في القول والعمل.
    البذيء : الذي لا حياء له , وهوَ بذيء اللسان.

    ِفقه الحديث:
    1/ وجوب الامتناع عن الوقوع في أعراض الناس.
    2/وجوب الامتناع عن الدعاء على المؤمن بكونه مطروداً من رحمة الله .
    3/ وجوب الامتناع عن قبيح القول والعمل.
    4/ وجوب الامتناع عن بذاءة اللسان.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/ الإسلامٌ دين عظيم , حرص على أن يكون المؤمن , سامياً في قولِه وفعله ,مُراعياً الأدب في كلّ أحواله , مكوّناً صورة أخلاقية في غاية الجمال , لذا انتفى الخِصال السيئة عنه , فحريٌّ بكلّ مُسلم أن يحرص على بناء نفسه قولاً وفعلاً , بأن يتّصف بما أمر الله به , وأن ينتهي عن ما نهى الله عنه, حتّى يتم بناءه بصورةٍ إسلامية أخلاقية مشرقة, يُمثّل فيها خُلُق الإسلام الرفيع, ويكون ذلَك الخُلُق في القول والفِعل مدعاةٌ إلى إسلام أهل الشرك والكُفر.
    2/ كما يجب على المُسلم , إن سَلِمَ هو من الوقوع في الصِفات التي انتفاها الحديث من المؤمن ,وحتّى يسلم من الوقوع فِيها, أن يتجنّب المجالس التي يوجد فيها الطعنُ واللعنُ والفُحشُ والبذاءة , إلّا بنصحٍ وتبيين , فإن استجابوا وإلّا تركهم , لأن الكلام الخبيث يُمرضُ قلب المؤمن , وما أحوْج المؤمن إلى سلامة قلبه وقولِه وفِعله , أمّا الكلام الطيّب يُورثُ الطمأنينة في نفس الإنسان , لذا عليه أن يحرص عليه وعلى مُجالسة أهلِه .
    انتهى.


    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

  25. #75

    افتراضي رد: إضاءات من كتاب: (رشّ البرد شرح الأدب المُفرد)

    رقم الحديث في مبحثي(77)رقم الحديث في الكتاب(313)

    حدّثنا خالد بن مَخْلَدٍ قال: حدَّثنا سليمان بن بلال , عن عُبيد الله بن سلمان , عن أبيه , عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم قال: " لا يَنْبَغي لذي الوَجْهَيْنِ أنْ يكونَ أَمِيناً".

    تخريج الحديث:
    حسن صحيح , أخرجه أحمد (2/365), والبيهقي في الكُبرى (10/246) , وابن أبي الدُنيا في الصمت (281), وانظر الصحيحة (3197).





    شرح معنى كلمة قد يجهلها البعض:
    ذو الوجهين : المُراد به المنافق الذي يمدح بوجه ويذم بآخر. قال النووي : هو الذي يأتي كل طائفة بما يُرضيها فيُظهر لها أنّه منها وخالف لضدّها , وصنيعة نفاق ومحض كذب وخداع وتحيّل للاطلاع على أسرار الطائفتين , وهي مداهنةٌ محرّمة.


    ِفقه الحديث:
    1/ الذي يُزيّن لكلّ طائفة عيبها ويُقبِّحه عند الأخرى ويذمّ كل طائفة عند الأخرى فهو مذموم .
    2/ ومحمود من يقصد من مدح كل واحد من المختلَفين عند الآخر للإصلاح بينهما.

    ملاحظتي وتعليقي:
    1/تأمّل هذا الدِّين العظيم , الذي يرفض التلوّن والتقلّب والنِفاق , لأنّه دينُ صدقٍ ووضوح , لا يقبل الأساليب المُلتوية والخِداع , ومن كان ذو وجهين فهو ليس بأمين ولا مأمون .
    2/ ثم اعلم أنّ الإسلام يحرصُ على هيبة أهلِه , وذو الوجهين تسقط هيبته في العُرفِ فضلاً عن الإسلام, فالكافر مثلاً لا يُمكن أن يأمن كافراً مثله إن كان ذو وجهين.
    3/وقد يُصبح هذا التلوّن مرضاً نفسياً عندَ بعض الناس , يتأصّل فيه هذا النِفاق كشخصيةٍ دائمة عليه (نسأل الله العافية) , وأظنّ أن هذا من باب العقوبة لعدم مُسارعته بالتوبة , لذا يجب المُسارعة بالتخلِّص من هذه الصفة الذميمة , تخلّصاً كلياً صادقاً معزوم النيّةِ عليهِ بعد الاستعانة بالله . والله أعلم.

    انتهى.

    ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. [مقطع صوتي] إضاءات : الشيخ موسى العبدالعزيز 1/6
    بواسطة صالح بن علي الزهراني في المنتدى مكتبة الأمين العلمية الــشـاملة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-Oct-2021, 02:42 AM
  2. كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري (تحقيق الإمام الألباني) رحمهما الله
    بواسطة أم عمير السنية السلفية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-Oct-2014, 04:30 PM
  3. حكم جمع الصلاة في البرد الشديد
    بواسطة أبو هنيدة ياسين الطارفي في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-Dec-2012, 08:56 PM
  4. حكم التيمم في وقت البرد
    بواسطة أبو هنيدة ياسين الطارفي في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-Feb-2012, 05:41 PM
  5. اهمية كتاب زاد الميسر لابن الجوزي للشيخ محمد بازمول
    بواسطة أبو يوسف عبدالله الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-Jul-2010, 02:41 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •