إضاءات من كتاب ( رش البرد شرح الأدب الُمفرد)
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , محمد بن عبدالله , وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهُداه إلى يوم يُبعثون.
وبعد,,,
اسم الكتاب:
"" رشّ البرد شرحُ: الأدب المُفرد"" للإمام البُخاري رحمه الله.
اسم المؤلّف:
الشيخ الدكتور/ محمّد لُقمان السلفي.
التعرفة بالكتاب المشروح "الأدب المُفرد":
هذا الكتاب لأمير المؤمنين في الحديث ( أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري) رحمه الله.
وقد جمع فيهِ الفضائل والآداب التي لا يستغني عنها أي بيت ويفتقر إليها كلّ مسلم في حلِّه وترحاله , في بيته , وبين أهلهِ وجيرانه , وفي جميعِ علاقاته العائلية والاجتماعية.
وقد وصفه صاحب " فضل الله الصمد " الشيخ الجيلاني بقوله:
إنّ كتاب الأدب المُفرد لأمير المؤمنين في الحديث , طبيب عِلله في القديم والحَديث , حافظ الإسلام والمُسلمين شيخُ الفقهاء المحدّثين , الإمام الهُمام أبي عبدالله محمّد بن إسماعيل البخاري تغمده الله بفضله الجاري , مما قد كَثر نفعه , فإنّه مع صِغر الحجم وغزارة العلم لا يُوجد شبهه . حوى من الآداب الفاضلة والأخلاق الكاملة ما ورد عن سيّد الأنبياء , ومن خِيرة أصحابه العُظماء , ومن تبعهم من العُلماء الأتقياء , فهو مِن أحسنِ ما أُلِّف , وألطف ما صُنّف , وأحكم ما رُصف , وأجدر ما يُرغب فيه ويُحرصُ عليه, لكن الطالب لا يعرف قدره ببداهة النظر وإن كانَ فطناً ذكياً, وقلّ من يلتقط ما فيهِ من حكمٍ عالية ودُررٍ عالية.
ثمَّ أذكر الخاطرة التي قادت المؤلِّف الشيخ الدكتور / محمد لُقمان السلفي لشرح كتاب "الأدب المُفرد " بقوله:
قد اقتنيت نُسخة من "فضل الله الصمد " للشيخ الجيلاني منذُ سنوات كثيرة وكنت أعود إليه من وقت لآخر إذا احتجت إلى أحاديث وآثار الصحابة في الآداب الإسلامية , فكُنت كلّما أقرأ فيه , ينتابني شعور بأن الكتاب بحاجة إلى شرحٍ متوسط الحجم واضح البيان يذكر فيه الفوائد والأحكام المُستفادة من الحديث , مع بيان معاني الكلمات التقي قد يصعبُ فهمها على القارئ , حتّى تسهُل الاستفادة منه , وتعمّ الفائدة.
عِرفان مؤلِّف "رش البرد" الشيخ الدكتور / محمد لٌقمان السلفي بالجميل وذلك:
حينَ شكر المؤلِّف من استعان عليهم بعد الله وأوّلهم الشيخ/ محمد رحمة الله السلفي , الأستاذ في جامعة الإمام ابن تيمية الذي بحث عن مصادر الشرح وجمع بعض المواد الأوليّة له حسب قُدرته العلمية.
وثانيهم فضيلة الشيخ / محمد خورشيد المدني (نائب رئيس الجامعة المذكورة سابقاً) الذي رتّب تِلك المواد على ما كانت عليه.
أمّا بالنسبة لتخريج الأحاديث والآثار الواردة في الكتاب والحُكم عليها بالصحّة والضعف فقد قال المؤلّف:
فقد كفى الله عبده الضعيف هذا , المُتذلل في جنابه , المُعترف بعلمه الضحل , بعمل شيخه العلاّمة / محمد ناصر الدين الألباني "رحمه الله" , فذيّلت كلّ حديثٍ وأثر , بما حرّره يراعه البارع المُحنّك في مجال التخريج وبيان درجات الأحاديث فجزى الله شيخنا منّي بأحسنَ ما يُجازي بهِ عباده الصالحين.
فكرتي وعملي " من الكتاب "بإذن الله:
1/ إنّ مبحثي قائم على انتقاء الأحاديث التي أرى أنّ فقهها يخفى على العامّة وأوساط الناس ولا يكفي فهمها ظاهراً , بل يجب طرح فهم العُلماء لها,ومعرفة ما استنبطوهُ منها من مسائل أو فوائد ونُكات , ونقل صعب الكلمات من كتاب " رش البرد شرح : الأدب المفرد".
2/ سيكون بإذن الله لمبحثي تسلسل رقمي أذكره ومن ثم أذكر تسلسل الكتاب , ليسُهل للقارئ الرجوع للحديث أو الأثر .
3/ سأدوّن ملاحظاتي وتعليقاتي على ما أريد التنبيه عليه .
4/ سأنزّل المبحث بإذن الله على شكل أجزاء , بحسبَ ما يوفقني الله له.
هدفي من ذلك:
1/ أتمنّى أن يكونَ هدفي الأسمى الإخلاص لله بنشر هذا العلمِ المبارك , سائلاً الله الإخلاص في القول والعمل.
2/ تعميق الفكر بمعرفة فقه الحديث بحسب فهم العلماء.
3/ تنوير عقولُ المسلمين وتطوير أذهانهم بهذا الطرح.
4/ تسهيل الحصول على معلومات قيّمة لكل مسلمٍ ومسلمة.
للعلم والإحاطة:هذا المبحث يكون أوّل من يحظى به هو منتدى الزاخر , كعرفان وشكر لما قدّم لي هذا المنتدى من طاقم إداري وطاقم إشرافي وأعضاء من خيرٍ كثير ومعروفٍ لا يُنسى على الصعيد الثقافي والصعيد الأخوي الوطيد , وبعد ذلك سيتم بإذن الله نشر هذا المبحث بالشكل الذي أرى أنّ بهِ تعمّ الفائدة ولذا أقول أن (حقوق نشر المبحثِ محفوظة) .
وقد أسميتُ هذا المبحث:
إضاءات من كتاب ( رش البرد شرح الأدب الُمفرد)
ملاحظة بالغة الأهمية:
يُمنع منعاً باتاً على الأعضاء وضع ردودهم قبل أن يتم تنزيل المبحث كاملا وأكتب "تم بحمد الله",وذلك حتّى لا يفقِد المبحثُ التسلسل المنشود ليكتمل معنىً ومبنى , وبعد ذلك أستقبل الردود بإذن الله على الرحب والسعة, ومن لديه قبل انتهائي من تنزيل المبحث أي ملاحظة أو تعليق أو استفسار أو اقتراح فليراسلني على الرسائل الخاصة, وسأترك فرصة قبل التنزيل لذلك, وهذه الفرصة تبدأ من الآن.
الخاتمة:
لا يخلوا أيّ عملٍ بشريٍ من النقص , وحسبي أنّي أردت الخيرَ ما استطعت, فإن كان ما عملتُ صواباً فمن الله وأمّا النقص والخطأ والزلل فمن نفسي والشيطان, وصلّي اللهم وسلّم على نبيّك محمدٍ عليهِ أفضل الصلاة وأتم السلام
فكرة وإعداد الفقير إلى الله /
سهيل عمر عبدالله سهيل الشريف
رقم الحديث في مبحثي(1) رقم الحديث في الكتاب(1)
حدّثنا أبو الوليد قال: حدّثنا شُعبة قال: الوليد بن العيزار أخبرني قال:
سمعتُ أبا عمرو الشيباني يقول : حدّثنا صاحب هذه الدار –وأومأ بيده إلى دار عبدالله- قال سألت النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم : أيُّ العمل أحبُّ إلى الله عز وجلّ ؟ قال، "" الصلاةُ على وقتها"" . قلتُ ثمّ أي؟قال:""برُّ الوالدين"". قلت ثمّ أي؟ قال:"ثمّ الجِهاد في سبيل الله"" قال: حدّثني بهنَّ ولو استَزدتُهُ لزادني.
تخريج الحديث:
أخرجهُ المصنّف في الأدب , بابُ البرِّ والصلاة (5970), ومسلم في الإيمان , باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال (137-140)
فقه الحديث:
1/ الحثُّ على المحافظة على الصَلوات في أوقاتها .
2/ فضلُ تعظيم الوالدين.
3/ جواز استعمال (لو) لقولهِ ""ولو استزدتُهُ لزادني.
4/ إيراد الجواب على حسب اختلاف الأحوال والأشخاص هو الأنسب.
5/ ثبوت تعظيم الصحابة للرسول صلى الله عليهِ وسلّم لتوقُّفهم عن كثرةِ سؤاله.
6/ حُسن المراجعة في السؤال.
7/ فيه صبرُ المُفتي والمعلّم على السائل والمتعلِّم.
ملاحظتي وتعليقي:
1/أنّ كثير من الناس يجهل حُكم استعمال (لو) وهذه فائدة عظيمة نستطيعُ إضافتها إلى ثقافتنا.
2/أن كثيراً من الناس وخاصةٍ ممن يعملون في مجال التعليم, ليس عندهم صبر على الطُلاّب, مما يجعل في عملهم تقصيراً , سواءً في أداء الرسالة العلمية أو أداء الرسالة الأخلاقية لكونهم أسوةً لطُلاّبهم , ولو تعلّموا الاحتساب والصبر في التعليم لارتقوا إلى ما يُحبّه الله.
انتهى.
ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)
رقم الحديث في مبحثي(2) رقم الحديث في الكتاب(3)
حدَّثنا أبو عاصم , عن بَهْزِ بن حكيم , عن أبيه عن جدِّه , قلتُ : يا رسولَ الله ! من أَبَرُّ ؟ قال : "أمّك". قلتُ : من أَبَرُّ ؟ قال : "أمّك". قلتُ : من أَبَرُّ ؟ قال : "أمّك". قلتُ : من أَبَرُّ ؟ قال : " أباك ثمَّ الأقربَ فالأقرب""
تخريج الحديث:
حسن , أخرجه أحمد (5/2) , وأبو داود في الأدب , باب برِّ الوالدين (5139) , والترمذي في البر والصِلة , باب ما جاء في برِّ الوالدين (7981) , وانظر الإرواء (837,و2170)
فِقه الحديث:
1/ وجوب برّ الوالدين وتحريم عقوقهما.
2/ تقديم رضا الأم على رضا الأب . والأمُّ تُفضّل في البِرِّ على الأب ثلاثُ مرّات لأنّها تحمل تعب الحمل ومشّقة الوضعِ ومحنة الرِّضاع.
3/ الحثُّ على برِّ الأقارب حسبَ ترتيبهم في القُرب.
ملاحظتي وتعليقي:
1/ مالفتَ انتباهي ويجدُر بهِ التنبيه في الفقرة الثانية من فقهِ الحديث , هو مسألة التعليل من تفضيل برُّ الأم على برِّ الأبِ.
2/ قد يحتار الإنسان الواصل لرحمه في التقديم في مسألة صِلة الرّحم ,وبفقه هذا الحديث يخرجُ من هذه الحيرة.
انتهى.
ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)
رقم الحديث في مبحثي(3) رقم الحديث في الكتاب(4)
حدّثنا سعيد بنُ أبي مريم قال: أخبرنا محمّد بن جعفر بن أبي كثير قال: أخبرني زيد بن أسلم, عن عطاء بن يسار , عن ابن عبّاس , أنّه أتاهُ رجلٌ فقال : إنّي خطبتُ امرأةً , فأبت أن تنكحني , وخطبها غيري, فأحبّت أن تنكحه , فغِرتُ عليها فقتلتُها, فهل لي من توبة؟ قال : أمُّك حيّة ؟ قال : لا . قال : تُب إلى اللهِ عزّ وجلّ , وتقرّب إليه ما استطعت . فذهبتُ , فسألتُ ابن عبّاس : لِمَ سألته عن حياةِ أمّه ؟ فقال :"إنّي لا أعلمُ عملاً أقربُ إلى الله عزّ وجلّ من برِّ الوالدة"
تخريج الحديث:صحيح , أخرجهُ البيهقي في الشعب (7313), وانظر الصحيحة تحت حديث 2799).
فِقه الحديث:
1/ جواز خِطبة الرجل امرأةً يُريد زواجها.
2/ إنكار المخطوبة الزواج معه إن لم ترضَ بهِ.
3/ قد يهيج غضب الرجل لمُشاركة الغير في المحبوب.
4/ يُنصح القاتل بالتوبة النصوح والتقرّب إلى الله ما استطاع.
5/ برُّ الأم يقرّب الإنسان العاصي إلى الله تعالى أكثر من الطاعات الأخرى.
ملاحظتي وتعليقي:
1/ ولعلّي أكتفي بالتنبيه على الفقرة رقم (5) في فقه الحديث , أن أفضل ما يقرّب المُسلم إلى الله بعد سلامة العقيدة هو برّ الأم , وهذه الفائدة يجب نشرها خاصة عند الدُعاة والمهتمّين بهداية الناس هِداية الإرشاد , أن ينشروا هذه الفائدة عند الراغبين في سُرعة التقرّب إلى الله جلّ وعلا , وبرُّ الأم من أعظم الأسباب التي تقودُ المُسلم لهداية التوفيق التي تُعدّ من أعظم النِعم التي يُنعمها الله للإنسان .
انتهى.
ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)