القول المسدد في تصحيح مفاهيم خاطئة في التعدد[ج5]

م – كثرة الشكوى لأهلها وخاصة أمها ، أو للجيران أو الأقارب أو للناس ، فهذا ينبأ عن فساد هذه الزوجة أو الزوجات ،فالمرأة الصالحة هي التي تصبر على زوجها ، ولاتشتكيه إلى الناس ، فأي أمر لايعجبها أو يضرها ينبغي أن يطرح للنقاش في البيت وأن يكون الطرح أدبيا ينشد فيه الحق، والعدل ، وأن يحل في البيت في حدود الشرع .
ن – عدم الرضا والتسليم بالحكم الشرعي في فصل الخلافات والنزاعات ، وهذه خطيرة فكثير من النساء يكرهن حكم الشرع ، ولا يرضيهن التحاكم إليه، فهذا مما يجعل الزوج يكره هذه الزوجة ويريد استبدالها ، وحق له ذلك ، والعكس بالعكس فهناك أيضا من الرجال من لا يرضى بالحكم الإلهي ، ويلجأ إلى العنف والظلم ، وحسابه عند الله تعالى ، فإذا كان الأمر المتنازع فيه ، فيه خلاف بين العلماء فالقول ما يراه الزوج ما لم يخرج عن أقوال العلماء .ولا ينبغي للزوجة أن تحاججه بعناد بأقوال أهل العلم ، ولترضى بما يأخذ به زوجها لأن ذلك يوغر صدره ، ويحرك الغيرة والحسد في نفسه .
س – إذا كان للزوج أكثر من زوجة فإنه يكره إفشاء أي سر أو أمر من الأمور التي تكون بين الزوجين في غرفة النوم ، فلا يجوز للزوجة أن تحكي للزوجات الأخريات ما كان بينها وبين زوجها مهما كان الأمر صغيرا أو كبيرا ، ولا تحكيه أيضا خارج البيت مع نسائها من زوجات إخوة الزوج ، وزوجات إخوانها هي مما قد يصل إلى سمع الزوجات الأخريات ، فيخلقن مشاكل للزوج ويسبب ذلك أن يكره الزوج هذه الزوجة ..
ش – تدخل أهالي الزوجة أو الزوجات في الحياة الزوجية بين الزوج وأزواجه وعلى كل زوجة أن ترفض تدخل أحد في حياتها الزوجية ، وأن لا تسمح بذلك فإن ذلك مما يغضب الزوج ، ويجعله ينفر من أصهاره ويكرههم ، ولا تسمع لكلام الناس في زوجها وأزواجه، ولا تعير له أي اهتمام ، فالناس عوام هوام ، ليس عندهم إلا الإفساد بالطوام ، ولتعلم أن آفة الأخبار رواتها ، وان من نقل لها ينقل عنها .
ز - الـتناوش ورفع الصوت بالخصام مع أم الزوج أو أخته أو بين الزوجات أمام الزوج مما يسبب التهاجر والتقاطع لأسباب تافهة بين الزوجين بسب أمه وأخته وأقاربه ، وبين الزوجات مما يغضب الزوج ويجعله يسئ التصرف معهن ، فينبغي على الزوجة أو الزوجات أن يرددن الأمر للزوج قبل الخصام ،للفصل فيه إن تطلب ذلك .
ص – مما يكرهه الزوج في الزوجة الغيرة الزائدة عن الحد الطبيعي مما يجعلها تستدل عليه بأقوال وأفعال الناس الذين غارت منهم ، أو الغيرة التي تجعلها تترفع وتنشز إذا كان للزوج أكثر من زوجة فينبغي أن تكون الغيرة في حدود المعقول والمشروع ، فإذا زادت عن حدها انقلبت على صاحبتها .
ر – كثرة الخروج من البيت لغير سبب ، وكثرة الزيارات ، وربما بغير إذنه ، وربما إلى أناس يكره زوجها أن تزورهم ، لعدم تقيدهم بالشرع .أو لأسباب أخرى .أو إذا كانت تسكن عمارة فتخرج أمام الباب وتبقى تحكي مع جاراتها ،من غير حفظ لحرمة الزوج ، أو تخرج رأسها من النافذة أو شرفة البيت وتنادي أولادها بصوت مرتفع ، وربما دعت عليهم .. وربما خاصمت أحدا من أجلهم ...
ع- الإفراط في الزينة واللباس في المناسبات خارج البيت من أجل التباهي والتفاخر والرياء والزهو، مع تركها ذلك للزوج ، فإذا كانت في البيت ، تلبس لباس المطبخ ، وحتى إذا انتهت من عملها لا تغير ذلك اللباس ولا تنظف نفسها ولا تتعطر ،ولا تقوم بترتيب بيتها ، وتبقى على حالها ، فإذا جاءت المناسبة تتجمل وكأنها تزف لزوجها لأول مرة ، كأنها هي العروس ، وهذا يوغر صدر الزوج بالغيرة ويجعله يشك في الأمر ،ويقول : سبحان الله لمن تتزين هذه المرأة ؟ وهل سقط زوجها من عينها إلى هذه الدرجة حتى تكرهينه وتتزينين لغيره ، أين المودة والمحبة التي تزعميها له ؟؟؟
غ- ضرب الأولاد أمامه ، أو الدعاء عليهم ، والصراخ عليهم ، وكذلك مقابلة الزوج وعناده بالصراخ والخصام عند الغضب ، أو مناقشة أمر من الأمور فالأفضل لها إذا غضب زوجها ورفع صوته عليها أن لا تكلمه في تلك اللحظة،وأن تسكت حتى يهدأ ويذهب عنه الغضب ،ولا ينبغي لها أن تتدخل في شؤون حياته خارج البيت ، ولا تسأل عن كل شاردة وواردة ، وتريد أن تتطلع على كل صغيرة وكبيرة في حياته مع أصدقائه في عمله وخارج بيته، أو عائلته، فإن ذلك يتضجر منه الزوج ولا ينبغي لها أن تمدح رجلا عنده أو تصفه وتثني عليه حتى لو كان ميتا ، فإنها تحرك أمواج الغيرة في نفسه مما يجعل بحره مضطربا مغضبا قد يغرقها فيه ، فلا تستطيع الخروج منه إلا بهجر أو طلاق .. وأن لا تدخل أحدا بيته ممن يكره ،وأن تحفظه في نفسها وماله .
أخيرا : نصيحة :
ارحمي تُرحمي ، ولا تظلم لكي لا تُظلم ، وكوني كريمة مع زوجك تُكرمي وسالميه تسلمي ،وتوددي إليه تغنمي .
وكوني المرأة الصالحة ، التي إذا نظر إليها أسرته وإذا أمرها أطاعته ، وإذا غاب عنك كان محفوظا في عرضه وماله .

كتبه شيخنا الفاضل أبو بكر يوسف لعويسي حفظه الله