بعض القواعد والفوائد السلفية
منرسالة الإمام السجزي إلى أهل زبيد
في الرد على من أنكر الحرفوالصوت
جمعها
خالد بن ضحويالظفيري
13/12/1423هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاةوالسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبعهداه.
أما بعد:
فلقد قرأت رسالة عظيمةجليلة القدر للإمام أبي نصر السجزي -رحمه الله- في الرد على من أنكر الحرف والصوت،فوجدت أنها قد اشتملت على أصول سلفية وقواعد منهجية عظيمة، أحببت أن أجمع بعضها،لكي يستفيد منها السني، ويعلم أن هذه القواعد سار عليها السلف من قديم، وتواصوا بهاإلى عصرنا هذا، خاصة وقد شوّش على هذه القواعد كثير من أهل البدع من أهلزماننا.
وقبل البدء بذلك، سأعرف بهذاالإمام.
اسمه ونسبه:
هو الإمام العلامة أبونصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوايلي البكري السجزي، والسجزي نسبة إلى سجستان وهيعلى غير القياس، والقياس أن يقال: السجستاني.
أشهرشيوخه:
1-أبو عبدالله الحاكم النيسابوري.
2-أبو أحمد الفرضي عبيد اللهالمقري.
3-أبو الحسن أحمد المجبر مسند بغداد.
أشهرتلاميذه:
1-الحافظ المتقن المحدث أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد النعماني مولاهمالحبال المصري.
2-الحافظ أبو الفضل جعفر بن يحيى التميمي المعروف بابنالحكاك.
3-الحافظ عبدالعزيز بن محمد النخشبي.
مؤلفاته:
1-الإبانة في الرد على الزائغين في مسألة القرآن. وهومفقود.
2-رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرفوالصوت.
3-رواية الأبناء عن الآباء.
وفاته:
توفي في مكة سنة أربع وأربعين وأربعمائة (444هـ) علىالصحيح.
ثناء العلماء عليه:
قال تلميذه النخشبي: (العالم الحافظ شيخ متقن ثقة ثبت من أهل السنة).
وقال الذهبي: (الإمامالعالم الحافظ المجود شيخ السنة أبو نصر عبيدالله بن سعيد … شيخ الحرم ومصنفالإبانة الكبرى في أن القرآن غير مخلوق وهو مجلد كبير دال على علم الرجل بفن الأثر) [السير (17/654)].
((هذه الترجمة مقتبسة من مقدمة تحقيق الكتاب للدكتورباكريم، فمن أراد المزيد فليرجع إليها)).


بعض القواعد والفوائد:
(1) من هم أهلالسنة؟.
قال رحمه الله (ص99): ((فأهل السنة: هم الثابتون علىاعتقاد ما نقله إليهم السلف الصالح –رحمهم الله- عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- أوعن أصحابه –رضي الله عنهم- فيما لم يثبت فيه نصّ في الكتاب ولا عن الرسول –صلى اللهعليه وسلم-)).

(2) من علامات أهلالبدع عدم توثيق أقوالهم بأدلة من الكتابوالسنة.
قال رحمه الله (ص:100-101): ((فكل مدع للسنة يجب أنيطالب بالنقل الصحيح بما يقوله، فإن أتى بذلك علم صدقه، وقُبل قوله، وإن لم يتمكنمن نقل ما يقوله عن السلف؛ علم أنّه محدث زائغ وأنه لا يستحق أن يصغا إليه أو يناظرفي قوله، وخصومنا المتكلمون معلوم منهم أجمع اجتناب النقل والقول به، بل وتمحينهملأهله ظاهر، ونفورهم عنهم بيّن، وكتبهم عارية عنإسناد)).

(3) من قال بأن أخبار الآحاد لا توجب علماً، وبنى مذهبهعلى عقله، فهو مبتدع محدث.
قال –رحمه الله- (ص:101): ((ومعلوم أن القائل بما ثبت من طريق النقل الصحيح عن الرسول –صلى اللهعليه وسلم-، لا يسمى محدثا بل يسمى سنياً متبعاً، وأن من قال في نفسه قولاً وزعمأنه مقتضى عقله، وأن الحديث المخالف له لا ينبغي أن يلتفت إليه، لكونه من أخبارالآحاد وهي لا توجب علماً وعقله موجب للعلم، يستحق أن يسمى محدثاًمبتدعاً)).

(4) وصف العالم نفسه بأنه من أهل السنة وأن خصومه همأهل البدع ليس بتزكية وليس مذموماً.
قال –رحمه الله- (ص:101): ((ومن كان له أدنى تحصيل أمكنه أن يفرق بيننا وبين مخالفينا بتأمل هذاالفصل في أول وهله، ويعلم أن أهل السنة نحن دونهم، وأن المبتدعة خصومنادوننا)).

(5) أهل البدع يتظاهرون بما لا يعتقدونه مكراً وكيداًليخدعوا من يحسن بهم الظنّ.
قال –رحمه الله- (ص:122) عند حديثه عن الأشاعرة: ((وأما تظاهرهم بخلاف ما يعتقدونه كفعل الزنادقةففي إثباتهم أن الله سبحانه استوى على العرش، ومن عقدهم: أن الله سبحانه لا يجوز أنيوصف بأنه في سماء، ولا في أرض، ولا على عرش، ولافوق)).

(6) لا يقال للمبتدع: (إمام)، وإن كان كبيراً في العلم،وإنما شرطه أن يكون ملازماً للمنهاج متبعاًللسلف.
قال –رحمه الله- (ص:130): ((وإن زماناً يقبل فيه قول منيرد على الله سبحانه، ويعدّ مع ذلك إماماً، لزمان صعب، واللهالمستعان)).
وقال (ص:207): ((فإذا تقدم واحد في هذه العلوم، وكانأخذه إياها ممن علم تقدمه فيها، وكونه متبعاً للسلف، مجانباً للبدع؛ حُكم بإمامته،واستحق أن يؤخذ عنه ويرجع إليه، ويعتمد عليه)).
وقال بعد ذكره جملة منأئمة السلف (ص:214): ((وكانوا أئمة في العلم، مشاهير بالاتباع، والأخذ عن أمثالهم،وكان في وقتهم علماء لهم تقدم في علوم، وأتباع على مذهبهم، لكنهم وقعوا في شيء منالبدع إما القدر أو التشيع أو الإرجاء عرفوا بذلك فانحطت منـزلتهم عند أهلالحق)).
وقال (ص:216): ((واليوم فمن عرف منه لزوم المنهاج وظهرتقدمه في العلوم التي ذكرناها، فهو إمام مقتدى به، ومن زاغ عن الطريقة وفاوض أهلالبدع والكلام، وجانب الحديث وأهله، استحق الهجران والترك، وإن كان متقدماً في تلكالعلوم)).

(7) كلما كان المبتدع أكثر تستراً وأقرب إلى أهل السنةكان ضرره أكثر من غيره ممن هو ظاهر البدعة.
قال –رحمه الله- (ص:177-181): ((والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضرراً على عوام أهل السنة من هؤلاء،لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تستقف (أي تأتي من الخلف) ولم تموه…فعرف أكثرالمسلمين مذهبهم وتجنبوهم وعدوهم أعداء، والكلابية والأشعرية قد أظهروا الرد علىالمعتزلة، والذب عن السنة وأهلها، (ثم ذكر بعض عقائد الأشعري، ثم قال:) وكذلك كثيرمن مذهبه، يقول في الظاهر بقول أهل السنة مجملاً، ثم عند التفسير والتفصيل يرجع إلىقول المعتزلة، فالجاهل يقبله بما يظهره، والعالم يجهره لما منه يخبره، والضرر بهمأكثر منه بالمعتزلة لإظهار أولئك ومجانبتهم أهل السنة، وإخفاء هؤلاء ومخالطتهم أهلالحق)).

(8) من علامات أهل البدع الطعن في علماء أهلالسنة.
قال –رحمه الله- (ص:185): ((قال بعض سقاطهم: (ما بينشيوخ الحنابلة، وبين اليهود إلا خصلة واحدة) ولعمري إنّ بين الطائفتين خصلة واحدة،لكنها بخلاف ما تصوره الساقط، وتلك الخصلة أن الحنابلة على الإسلام والسنة، واليهودعلى الكفر والضلالة)).

(9) مناظرة أهل البدعفيها من الفساد العريض.
قال رحمه الله (ص:100-101): ((فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله، فإن أتى بذلكعلم صدقه، وقُبل قوله، وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف؛ علم أنّه محدث زائغوأنه لا يستحق أن يصغا إليه أو يناظر في قوله)).
وقال بعد أن ذكرالملحد والمجوسي وأهل سائر النحل (ص:200): ((وفي مناظرتهم أكبر فساد لانتشار شبههمبها في الناس، وجواز عدم من يصل إلى حلّها فيالحال)).

(10) لا بأس من ذكر حال أهل البدع وشيء من ضلالهمللعوام حتى يحذروهم.
قال –رحمه الله- (ص:195): ((الفصل التاسع في ذكر شيء من أقوالهم ليقف العامّة عليها فينفروا عنهمولا يقعوا في شباكهم)).

(11) لكل مبتدع نهايةيفتضح بها أمره مهما حاول التستر، بخلاف أهلالأثر.
قال –رحمه الله-(ص:195): ((ولكل مخالف للسنة وطريقة أهلالأثر ما يفتضح به عند التأمل، وأهل الأثر لا فضيحة عليهم عند محصل، لأنهم لميحدثوا شيئاً وإنما تبعوا الأثر، ومن ادعى في الأثر فضيحة بعد الحكم بصحته، لم يكنمسلماً)).

(12) من مكائد أهل البدع استخدام أسلوب الموافقة لأهلالسنة، ومدحهم، وتكذيب ما ينسب إليهم حتى يوقعوهم فيشباكهم.
قال –رحمه الله- (ص:200-201): ((وفي ضمن هذا إخفاءالمذهب عن قوم وإظهاره لآخرين، وهذا شبيه بالزندقة، وبهذا الفعل منهم دخل كثير منالعوام والمبتدئين في مذهبهم لأنهم يظهرون له الموافقة في الأول ويكذبون بما ينسبإليهم حتى يصطادوه، فإذا وقع جروه قليلاً قليلاً حتى ينسلخ منالسنة)).

(13) من أساليب أهل البدع لصرف الناس عن الحق نسبت أهلهإلى سبّ العلماء، وإشاعة الأكاذيب ضدهم.
قال –رحمه الله- (ص:202): ((ومنها: ما ارتكبه أهل الوقت منهم، خصوصاً من كان منهم من المغاربة، وهوأن كل من يخالفهم نسبوه إلى سب العلماء لينفروا قلوب العوام عنه، وقرفوه بأقاويل لايقول بها ولا يعتقدها بهتاً منهم وكذباً، لأن البهتان والكذب لا قبح لهما في العقلوإنما علم قبحهما بالسمع، والقائلون بخلاف قولهم؛ ضلاّل عندهم، ولا حرمةلهم)).

(14) أهل البدع من أئمةالضلال.
قال –رحمه الله- (ص:216): ((وأما أئمة الضلال: فالمشركون، والمدعون الربوبية، والمنافقون، ثم كل من أحدث في الإسلام حدثاً، وأسّسبخلاف الحديث طريقاً، ورد أمر المعتقدات إلى العقليات، ولم يُعرف شيوخه باتباعالأثر، ولم يأخذ السنة عن أهلها، أو أخذ عنهم ثمخالفهم)).

(15) المتبع للأثر يكرم ويقدر وإن كان صغيراً غير نسيب،والمخالف يهان وإن كان كبيراً نسيباً.
قال –رحمه الله- (ص:220): ((فالمتبع للأثر يجب تقدمه وإكرامه، وإن كان صغير السنّ غير نسيب،والمخالف له يلزم اجتنابه، وإن كان مسنّاًشريفاً)).

(16) الحذر من الركون إلى كلّ كتاب وإلى كلّ أحد،والتحذير من كتب المبتدعة، والرد على من قال: خذ الحق منها واتركالباطل.
حيثعقد فصلاً في ذلك (ص:231-234) فقال:
(( الفصل الحادي عشر في الحذر من الركون إلىكل أحد، والأخذ من كل كتاب؛ لأن التلبيس قد كثر والكذب على المذاهب قد انتشر .
اعلموارحمنا وإياكم الله سبحانه، أن هذا الفصل من أولى هذه الفصول بالضبط لعموم البلاء،وما يدخل على الناس بإهماله، وذلك أن أحوال أهل الزمان قد اضطربت، والمعتمد فيهم قدعز، ومن يبيع دينه بعرض يسير، أو تحبباً إلى من يراه قد كثر، والكذب على المذاهب قدانتشر فالواجب على كل مسلم يحب الخلاص أن لا يركن إلى كل أحد ولا يعتمد على كلكتاب، ولا يسلّم عنانه إلى من أظهر له الموافقة ... .
فمن رام النجاة من هؤلاء، والسلامةمن الأهواء فليكن ميزانه الكتاب، والأثر - في كل ما يسمع ويرى؛ فإن كان عالماً بهماعرضه عليهما - واتباعه للسلف .
ولا يقبل من أحد قولاً إلا طالبهعلى صحته بآية محكمة، أو سنة ثابتة، أو قول صحابي من طريق صحيح ... .
وليحذرتصانيف من تغير حالهم فإن فيها العقارب وربما تعذّر الترياق)).

(17) من مكائد أهل البدع التستر بحبأئمة السنة والتمسح بهم، ليقبل الناس بدعتهم.
قال –رحمه الله- (ص:231): ((فلقدوقفت على رسالة عملها رجل من أهل أصبهان يعرف بابن اللبان وهو حي بعد فيما بلغني،وسماها "بشرح مقالة الإمام الأوحد أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل" وذكر فيهامذهب الأشعري المخالف لأحمد، أعطى منها نسخاً إلى جماعة يطوفون بها في البلاد،ويقولون هذا إمام من أئمـة أصحاب أحمد رحمة الله عليه، قد شرح مقالته ليكتبهاالعوام، ويظنوا صدق الناقل فيقعوا في الضلالة، فأُخرج هذا الرجل من بغداد بهذاالسبب، وعاد إلى أصبهان)).

(18) من مدح أهل البدع وعظمهموقدرهم، وطعن على أهل السنة، فهو مبتدع وإن أظهر السنةوالسلفية.
قال –رحمه الله- (ص:232): ((وها هنا بمكة معنا من شغله برواية الحديثأكثر وقته ويصيح أنه ليس بأشعري، ثم يقول: رأيت منهم أفاضل، ومَن التراب تحت رجلهأفضل من خلق، وإذا قدم البلد رجل منهم قصده قاضياً لحقّه، وإذا دخله رجل من أصحابناجانبه وحذر منه. وكلما ذكر بين يديه شيخ من شيوخ الحنابلة وقع فيه، وقال: أحمد نبيللكنه بُلي بمن يكذب، وهذا مكر منه لا يحيق إلا به)).

(19) من أساليب أهل البدع في صرفالناس عن العلماء، الطعن في طلابهم وتشويه صورتهم.
قال –رحمه الله- عند ذكره لأحدالأشاعرة (ص:232-233): ((وكلما ذُكر بين يديه شيخ من شيوخ الحنابلة وقع فيه، وقال: أحمد نبيل لكنه بُلي بمن يكذب. وهذا مكر منه لا يحيق إلا به، ولو جاز أن يقال: إنأصحاب أحمد كذبوا عليه في الظاهر من مذهبه، والمنصوص له لساغ أن يقال إن أصحاب مالكوالشافعي وغيرهما كذبوا عليهم فيما نقلوا عنهم، وهذا لا يقوله إلا جاهل رقيق الدينقليل الحياء)).

(20) كثيراً ما يدخل في أهل السنة مَن هو مِن أهل البدعقاصداً إضلالهم وحرفهم عن السنة.
قال –رحمه الله- (ص:233): ((ومن الناس من يظهر الرد على الأشعرية ويقول: ما أتكلم في الحرفوالصوت.
ومن كان هكذا لم يخل أمره من أحدوجهين:
إمّا أن يكون غير خبير بمذهب أهل الأثر، وهو يريدالتظاهر به تكسباً أو تحبباً.
وإمّا أن يكون منالقوم فيتظاهر بمخالفتهم، ليدلس قولهم فيما يقولونه، فيقبل منه، أو يحسّن قبيحهمفيتابع عليه ظنّاً أنّه مخالف لهموكثيراً ما يتم على أهل السنة مثلهذا)).

(21) الاعتذار للعالم السني الذي مدح المبتدع بأنه لميخبر مذهبه ولم يدرس آراءه، وليس هذا من الطعنفيه.
قال –رحمه الله- (ص:227) عند حديثه عن الإمام ابن أبيزيد والإمام القابسي واحتجاج الأشاعرة بأنهما قالا عن أبي الحسن بأنه إمام: ((فبانبما ذكرنا أن هذين الشيخين رحمهما الله إن قالا ما يحكى عنهما من إمامة الأشعري،فإنما قالاه لحسن ظنهما به، لتظاهره بالرد على المعتزلة، والروافض، ولم يخبرامذهبه، ولو خبراه لما قالا ما قالاه)).

(22) من سبل النجاة منالأهواء المردية.
قال -رحمه الله- (ص:233-234): ((فمن رام النجاة من هؤلاء، والسلامة من الأهواء فليكن ميزانه الكتابوالأثر –في كل ما يسمع ويرى فإن كان عالماً بهما عرضه عليهما- واتباعه للسلف ،ولايقبل من أحد قولاً إلا وطالبه على صحته بآية محكمة، أو سنة ثابتة، أو قول صحابي منطريق صحيح، وليكثر النظر في كتب السنن لمن تقدم مثل: أبي داود السجستاني، وعبداللهبن أحمد بن حنبل، وأبي بكر الأثرم، وحرب بن إسماعيل السيرجاني، وخشيش بن أصرمالنسائي، وعروة بن مروان الرقي، وعثمان بن سعيد الدارمي السجستاني، وليحذر تصانيفمن تغيّر حالهم، فإن فيها العقارب، وربما تعذرالترياقي)).
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلهوصحبه ومن والاه
منقول من شبكة سحاب السلفية