بسم الله الرحمن الرحيم
فائدة : المقصود بالسجود في حديث "عليك بكثرة السجود" .
عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة ، أو قال ـ قلت بأحب الأعمال إلى الله ، فسكت ، ثم سألته ؟ فسكت ، ثم سألته الثالثة ؟ فقال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "عليك بكثرة السجود لله ، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة ، قال معدان ثم لقيت أبا الدرداء فسألته ؟ فقال لي مثل ما قال لي ثوبان "
رواه مسلم / كتاب الصلاة / فضل السجود والحث عليه /488.
قال الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله 1:
المراد بالسجود هنا: صلوات التطوّع ،لأن السجود بغير صلاة أو لغير سبب ، غير مرغّب فيه على انفراده . والسجود وإن كان يصدق على الفرض ، لكن الإتيانُ بالفرائض لابد منه لكل مسلم ، وإنما أرشده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى شيئ يختص به ينال به ما طلبه . ولذلك أورد بن حجر العسقلاني حديث ربيعة بن مالك في باب صلاة التطوع من بلوغ المرام 2.
فإن قلت ما السرُّ في التعبير عن الركعة بالسجود ؟
فالجواب: لأن السجود أكثر أعمال الصلاة تحقّقا في العبودية لله عزّ وجل ، فهو كاسر للنفس ومُذلّ لها ،وفيه يتحقق معنى من معاني العبودية ، وهو : الخضوع ، حيث خقيقة العبادة تمام المحبة لله مع تمام الخضوع له، وأي نفس انكسرت وذلّت لله عز وجب ـ ، استحق الرحمة ، ولما ورد في السجود عن أبي هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أقرب ما يكون العبد من رّبه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء" أخرجه مسلم في كتاب الصلاة ، باب ما يقال في الركوع والسجود ، حديث رقم " 482".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ بغية المتطوِّع في صلاة التطوّع ـ ص 17 ـ ط دار الإمام أحمد.
2ـ عن ربيعة بن مالك الأسلمي قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ( سل ) فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة ، فقال : ( أو غير ذلك ) . فقلت : هو ذاك . قال : ( فأعني على نفسك بكثرة السجود ) . رواه مسلم