بسم الله الرحمن الرحيم

قال فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي ـ رحمه الله ـ في شرحه لـ : [ منزلة السّنة في التشريع الإسلامي ]


يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ:


" هجر القرآن أنواع خمسة :


أحدها : هجر سماعه ، والإيمان به ، والإصغاء إليه.

والثاني : هجر العمل به ، والوقف عند حلاله وحرامه إن قرأه وآمن به .

والثالث : هجر التحكيم والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه ، واعتقاد أنه لا يفيد العلم اليقيني وأن أدلته لفظية لا يحصل لها العلم .

والرابع : هجر تدبره وتفهمه ، ومعرفة ما أراد المتكلم به منه .

والخامس : هجر الاستشفاء به والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدرانها ، فيطلب شفاء دائه من غيره ، ويهجر التداوي به .

وكل هذا داخل في قوله تعالى : (( وقال الرّسول يا ربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورا )) [ الفرقان : 30 ] . وإن كان بعض الهجر أهون من بعض " .

هذا ما عنيناه بهجر المسلمين كتاب ربّهم وإهمالهم إياه ،وكلام ابن القيم واضح شامل ،ولا شك أن أخطر أنواع هجر القرآن هو هجر تحكيمه والاستغناء بغيره ، واعتقاد أنه غير صالح لحل مشكلات العصر ، وما في هذا المعنى من العبارات الإلحادية التي يطلقها بعض الملحدين اليوم ، والتي تنبئ عن عدم الإيمان بالقرآن ، وعدم الاعتبار به ، إلا أنه آيات تتلى في بعض المناسبات .


المصدر :
" منزلة السّنة في التشريع الإسلامي "
لفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي ـ رحمه الله ـ [ ص : 54 ] .