النتائج 1 إلى 1 من 1
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    121

    افتراضي وصيـــة للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر



    [frame="13 10"]
    وصيـــة

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياءوالمرسلين. أما بعد:

    فإنَّ من نعمة الله علينا بهذا الدين القويم أن جعله ـ سبحانه ـ مباركًا على أهله ، به تنتظم أمورهم ، وتجتمع كلمتهم ، ويلتئم شملهم ،ويتحد صفهم ، وتقوى شوكتهم ، وتتحقق مصالحهم ، وبه تندفع عنهم الشرور والآفات،وتزول عنهم المحن والرزيات ، محققًا لهم السعادة والطمأنينة ، والتمكين والعز ،والقوة والمهابة ، والفوز والفلاح ، وليس شيء من ذلك متحققًا لأمة الإسلام ، إلابتمسك صادق ، واعتصام جاد بحبل الله المتين ، ودينه القويم ، وصراطه المستقيم.
    لنا هنا وقفة مع حديث عظيم ، ثابت عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، يبين فيه الجادة السوية ، والنهج السديد لانتظام مصالح المسلمين ، واستقامةأمرهم ، ويُحذِّر فيه من المسالك المنحرفة ، والطرائق المعوجة ، التي لا يُؤمَنُ معها العثار ، ولا تَجلِبُ للمسلمين إلا الأضرار والأخطار.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (( من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات، ماتَ مِيتةً جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عُمِّـيَّةٍ ، يغضَبُ لِعَصَبةٍ ، أو يدعو إلى عصبة ، أو ينصر عصبة ، فقُتل ، فَقِتلتُه جاهلية ، ومن خرج على أمتي يضرب برَّها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ، ولا يفي لذي عهد عهده ، فليس مني ولست منه )). مسلم: 1848
    تضمن هذا الحديث ثلاث وصايا حكيمة، يجدر بالمسلم أن يتأملها ، وأن يجدَّ ويجتهد في تحقيقها وتطبيقها:

    الوصية الأولى: السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين ، والنصح لهم ، وعدم الخروج عليهم ونزع اليد من طاعتهم، والحذر من مفارقة جماعتهم ، ومن خالف ذلك فمات ، مات ميتة جاهلية. ويجب أن يُعْرَفَ أنَّ ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين ، بل لا قيام للدين إلا بها ؛فإنَّ بني آدم لا تتم مصالحهم إلا بالاجتماع ، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس وأمير ، ولا إمرة إلا بالسمع والطاعة ، وولاة الأمر تنتظم بهم ـ.بإذن الله ـ مصالح المسلمين ، و بهم تجتمع كلمتهم ، وتؤمن سبلهم، وتُقام صَلاتهُم ، ويُجاهد عدوهم ،وبدونهم تتعطل الأحكام ، وتعُمُّ الفوضى ، ويختل الأمن ، ويكثُر السلب والنهب ،وأنواع الاعتداء ، وينثلمُ صرح الإسلام ، ولا يأمنُ الناسُ على دمائهم وأموالهم وأعراضهم .

    والواجب اتخاذ الإمارة دينا وقربة يُتقرب بها إلى الله ، مع النصح للولاة ، والدعاء لهم بالتوفيق والسداد والصلاح والعافية ، والحذر من سَبِّهِم ،والطعن فيهم ، وغشهم ، وقد ثبت في الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال((لا تسبوا أمراءكم ، ولا تغشوهم ، ولا تُبغضوهم، واتقوا الله واصبروا ؛ فإن الأمرقريب )). رواه ابن أبي عاصم في السنة .

    الوصية الثانية: تحقيق الأخوةالإيمانية، والرابطة الدينية ، والحذر من العصبيات المذمومة ، والتعصبات المحمومة ،والحمِيِّات الجاهلية ، والعصبيات العرقية التي تُمزق ولا تجمع ، وتُشتت ولا تُؤلف، وتُفسد ولا تُصلح ، ومن آثارها الوخيمة نشوء القتال تحت رايات عمية ، يُغضب فيه العصبية ، أو يدعى إلى عَصبة ، أو ينتصر لعَصَبة . ومن كان على هذا النهج فقُتل ،فقِتلته جاهلية.

    الوصية الثالثة: حفظ وحدة المسلمين ، ومراعاة حرماتهم ،والوفاء بعهودهم وعقودهم ، وعدم إخفار ذمم هم ، والبعد عن الإضرار بهم وإيذائهم ،ومَن انحرفَ عن هذا السبيل المبارك ، وخرج على المسلمين ، يضرب بَرهم وفاجرهم ، ولايتحاشى من مؤمنهم ، ولا يفي لذي عهد عهده ، فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ منه براء؛ ولهذا قال في الحديث: (( فليس مني ولست منه))فما أعظم هذه الوصايا النبوية، وأما أشد حاجة المسلمين إلى تطبيقها ؛ لتتحقق لهم الخيرية ، وليأمنوا من الأخطارالمُحْدقة ، والشرور المهلكة ، والعواقب الوخيمة.

    ومن يتأمل ما سبق من وصاياوتوجيهات، يدرك سوء حال ، وقبيح فعال من اتخذوا إخافة المؤمنين ، وإرعاب الآمنين ،وقتل المسلمين والمستأمنين ، وتخريب المساكن ، وتفجير الدور سبيلًا وطريقًا ،زاعمين أنهم يصلحون: (( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)) البقرة: 12

    أفَمِنَ الإصلاح قتلُ النفوس المعصومة من الولدان والنساءوالشيب؟ أو مِنَ الإصلاح الخروج على ولي الأمر المسلم ونزع اليد من الطاعة ، وتسفيه العلماء وتجهيل الفقهاء؟ أو من الإصلاح إتلافُ الأموال المحترمة ، وتدمير الدوروالمساكن؟
    أو مِنَ الإصلاح نقض العهود ، وإخفار الذمة ، وقتل المعاهدين والمستأمنين؟ هيهات وحاشا أن يكون هذا سبيل المسلمين.
    نعوذ بالله من الفتن ، ماظهر منها وما بطن، ونسأله ـ سبحانه ـ أن يُعز دينه ، وأن يعلي كلمته ، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى ، وأن يجنب بلادهم كل سوء ومكروه ، إنه سميع مجيب.



    [/frame]
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن محمد ; 04-Mar-2011 الساعة 06:00 PM


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سَلاَمَةُ القُلُوبِ وَالأَلْسُنِ للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-Jun-2012, 03:01 PM
  2. تجديد الإيمان للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
    بواسطة ابو انس في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-Jun-2011, 06:56 AM
  3. وصايا مباركة للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
    بواسطة ابن الإمارات في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-Mar-2011, 01:49 AM
  4. وصيـــة للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
    بواسطة أبو يوسف عبدالله الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-Mar-2010, 02:50 PM
  5. الموسوعة الصوتية للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
    بواسطة أبو خالد الوليد خالد الصبحي في المنتدى مكتبة الأمين العلمية الــشـاملة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-Feb-2010, 04:36 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •