بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد:


فهذا سؤالٌ تم توجيهه لفضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى-, وبين ثنايا الجواب قاعدة مهمة تتعلق بصفات الله تعالى, وهذا السؤال وإجابته من "شرح عقيدة أهل السنة والجماعة", وإليكم السؤال والجواب:


س: هل الصواب أن يقال: إن الله تعالى سميع بلا أذن بصير بلا عين؟

أجاب الشيخ: لا؛ لأنه لا يجوز نفي الأذن عن الله؛ لاحتمال أن يكون له أذن, وقوله: بصير بلا عين, هذا أيضاً لا يصح؛ لوجهين:

الأول: أن الله أثبت لنفسه عيناً فكيف ننفيها.

ثانياً: لو قدِّر أن الله لم يثبت له عيناً فلا يجوز نفيها,
لهذه القاعدة المهمة التي تقول: ((كل ما يتعلق بصفات الله تعالى؛ فإنه لا يجوز إثباته ولا نفيه إلا بدليل, إلا ما علمنا أنه لا يليق بجلاله عز وجل))
كالأشياء التي تتضمن النقص مثل لو قال الإنسان: هل لله أسنان وأضراس؟ فنجيب لا, ما له أسنان ولا أضراس؛ لأن هذه إنما يحتاج إليها لمضغ الأكل, والله تعالى لا يأكل كما نعلم, أيضاً ليس لله تعالى معدة, وليس له أمعاء, وننفي ذلك؛ لأن هذا إنما يحتاج إليها من يحتاج إلى الأكل, ثم إن الله تعالى صمد, قال بعض العلماء: في تفسيرها: ((الصمد))؛ أي: لا جوف له؛ لأنه غني عن الأكل, فلا تظنوا أننا لا ننفي كل شيء حتى يرد بعينه, إذا كان إثباته يستلزم نقصاً نفيناه؛ لأن النقص وما يستلزمه كله منفي عن الله عز وجل. انتهى.



الفقيرُ إلى رَبِّ العالمين
أبو عبد الله هيثم آل فايد