بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد:


فهذا جوابٌ من شيخنا العلامة/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- على من يسأل لماذا السؤال عن كيفية الاستواء بدعة؟ وهو مستل من "شرح عقيدة أهل السنة والجماعة", وإليكم الرد:


قوله: ((والسؤال عنه بدعة))؛ أي: عن الاستواء, والمراد عن كيفيته: ((بدعة)) ذلك من وجهين:

الوجه الأول: أن السؤال عنه سؤال دين وعقيدة, ولم يرد ذلك عن الصحابة -رضي الله عنهم-؛ فما منهم أحدٌ سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كيفية الاستواء مع شدة حرصهم على ما يتعلق بربهم -عز وجل-.
ومع وجود المجيب بالتأكيد وهو الرسول -صلى الله عليه وسلم-, فإذا كان السبب موجوداً والمانع مفقوداً, لزم منه وجود الشيء, لكن لم يسألوا عنه, فما قالوا: يا رسول الله, كيف استوى؛ وذلك لأدبهم مع الله ورسوله, وعلمهم بأن هذا الأمر لا يمكن الوصول إليه ولم يأتِ مثل هذه الإيرادات إلا من الخلف الخالفين, فعلى هذا نقول: إن السؤال عنه بدعة.

الوجه الثاني: أن السؤال عنه من سمات أهل البدع, هم الذين يقولون كيف استوى؟ كيف ينزل؟ كيف يأتي؟ كيف يده؟ كيف وجهه؟ وما أشبه ذلك, فلا أحد يسأل عن الكيفية إلا وهو مبتدع, ونقول بذلك في جميع الصفات مثل ينزل إلى السماء الدنيا كيف ينزل؟ نقول: النزول معلوم, والكيف مجهول, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة, وهذه في الحقيقة قاعدة عظيمة, ألهمها الله -تعالى- للإمام مالك -رحمه الله- فصارت نبراساً يسير عليه الناس. انتهى.



الفقيرُ إلى رَبِّ العالمين
أبو عبد الله هيثم آل فايد