فالجواب: كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: فَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ وَالصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ"، فالحمد لله نحن نمشي على طريقة علمائنا في تحري الصدق وعدم الكذب، ومن يعرفنا معرفة حقيقية لايتهمنا بذلك، لذا فنحن ولله الحمد عندنا من الطمأنينة وعدم الخوف من أي شيء، سواء الفضيحة أو غيرها، وكذا ولله الحمد إن تبين خطأ في مسألة معينة رجعنا عنها بكل سهولة، ولا يهمنا كلام أحد فينا، وأما أولئك القوم فإنهم يتصرفون تصرفات من فيه علامات الكذب، من الحيرة والاضطراب والقلق والتخبط، وفضح أنفسهم بأنفسهم، ويتصرفون تصرفات من ذمهم الله في القرآن ورسوله عليه الصلاة والسلام في السنة وجاهدهم الأنبياء ومن بعدهم من أهل الإسلام بالسيف والسنان والحجة والبيان، وكذا هؤلاء اشتهرت عنهم هذه الأوصاف، وهي مدونة في كتاباتهم، لو تصورها الإنسان تصورا حقيقيا بان له ذلك، قال شيخ الإسلام: فهذه المسائل إذا تصورها الناس على وجهها تصورا تاما ظهر لهم الصواب، وقلت الأهواء والعصبيات، وعرفوا موارد النزاع"، وقال رحمه الله: لا ريب أن الباطل لا يقوم عليه دليل صحيح لا عقلي ولا شرعي، سواء كان من الخبريات أو الطلبيات، فإن الدليل الصحيح يستلزم صحة المدلول عليه، فلو قام على الباطل دليل صحيح لزم أن يكون حقا مع كونه باطلا، وذلك جمع بين النقيضين مثل كون الشيء موجودا معدوما " والله أعلم.)) انتهى كتبه الأخ الفاضل محمد بن سلة وفقه الله انظر منتديات البيضاء ( تذكير السلفيين بخطورة الكذب والكذاب)
قلت ( أبوانس بشير ) معلقا :
إني لأعجب من هذا الصنف ودهائه الماكر وسوء خبثه وسفهه الدائم.
نعم يا معشر أهل السنة والجماعة عفانا الله وإياكم من سوء أخلاق وفساد طباع هذا الصنف الذي من صفاتهم أنهم تقمصوا عدة شخصيات ولعبوا عدة أدوار ـ على اصطلاح أهل المسرح والتمثيل ـ فالمثال على ذلك.
فاليوم يأتي بشخصيته الأصلية المعروفة فينزل فيها مقاله العلمي، ثم بعد ساعة أو ساعات عدة يأتي بشخصية أخر تلعب دور المثني المعجب بعلم الشخصية الأصلية معلقا على مقاله قائلا : العالم المحدث وأنك من العلماء ولا يوجد أحد مثلك في مصرك ،وإن لنخاف أن يأتي يوما ويصل به الجهل والكبر والعجب أن يعلق قائلا لنفسه : ولا يوجد أحد مثلك في عصرك وأنك شيخ الإسلام وأعجوبة الزمان والطامة الكبرى أن يصل به الأمر ـ ولا نود أن يكون هذا ولا نتمناه بهذا الصنف المغرور الجهول ـ إلى إطلاق الألفاظ والمدائح التي لا تقال إلا في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما فعل بفالح.
قال العلامة ربيع في في مناقشة فالح في قضية التقليد
((وكان علماء المنهج السلفي قد أدركوا خطورة هذا الاسترسال في البطش بالسلفيين وإسقاطهم فناصحوه مراراً وتكرارا ولفتوا نظره إلى خطورة هذا الاتجاه وإلى العواقب الوخيمة التي ستترتب على هذا المسلك الخطير.
لكنه أبى إلا التمادي والطعن في الناس بدون حجج ولا براهين، ووجد الجهلاء والمتربصون بالمنهج السلفي طَلِبتهم في فالح فالتفوا حوله يؤزونه أزا بالمدائح شعراً ونثراً تلك المدائح التي لا تقال إلا في الخلفاء حتى بلغ بهم الأمر إلى إطلاق الألفاظ التي لا تقال إلا في الأنبياء ومنها " الشيخ فالح هو أحد رعاة الأغنام وهذا بداية عمره وهذا هي بداية ميراث النبوة .. فصار طالب علم كغيره .. أرادها منزلة لنفسه، عرف قدر نفسه فتواضع لله الحي القيوم "، " الشيخ الجهبذ والعلامة المنقذ "، "شاهداً على عصرٍ بين محنة السراء والضراء فلا يضره شأن المحب أو شأن خبئ"،" وإذا تكلم أنصت له الطير، وكل الشباب حوله يتهيّب"، " هنيئاً له من عالمٍ أجاد الفنون، وأطاب السنون، وأشار إلى أهل المعرفة بسواء البساط فارتضوه هادياً مهديا على سواء الصراط".)) انتهى
وكما وقع لمؤسس جماعة التبليغ حيث جاء في كتاب (القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ) للعلامة حمود التويجري رحمه الله ص 215 (( ذكر محمد اسلم عن الشيخ إلياس مؤسس جماعة التبليغ أنه قال: انكشفت على هذه الطريقة للتبليغ وألقي في روعي في المنام تفسير الآية ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )) أنك أخرجت للناس مثل الأنبياء )) انتهى
نعم ثم يأتي ويلعب دور الثالث والرابع متقمصا شخصية المدافع المناضل المهاجم لمن انتقد شيخه ـ ولو بالحق ـ بكيل التهم والكذب والسباب والطعون لمن نصح وانتقد بالحق لشخصيته الأصلية فترى صفحات سوداء مليئة بالسباب والشتائم لوث بها ذاك المنتدى، وهي في الحقيقة صفات وأخلاق الشخصية الأصلية التي من عرفها في واقع الناس أدرك أن هذه الصفات تنطبق عليها، لكن يخفيها عن أهل العلم مكرا ودهاء، والله له بالمرصاد، وسيأتي اليوم إن استمر عليها يفضحه فيه عندهم، كما فعل بأشياعه من قبل.
ومن المعلوم المعروف عند كل سلفي أن التمثيل حرام، وهو الكذب عينه لأن الممثل يتقمص شخصية غير شخصيته الأصلية.
قد يقول قائل : هذا شيء فوق طاقة البشر لكي يعرف ويوقف على الحقيقة ؟
الجواب : إن شخصية الإنسان دائمة مستمرة واحدة ما يستطيع الإنسان أن يتقمص شخصيات أخرى طول حياته ولو في ( النت ) هذا ليس بملك من الملائكة يتصور في عدة صور ولا يعرف هذا إن كان من الملائكة فهو من أمر الله عز وجل وتدبيره لخلقه .
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في (شرح الأربعين النواوية) عند فوائد حديث الجبريل عليه السلام
((إن الملائكة عليهم السلام يمكن أن يتشكلوا بأشكال غير أشكال الملائكة، لأن جبريل أتى بصورة هذا الرجل كما جاء في الحديث.
فإن قال قائل: وهل هذا إليهم، أو إلى الله عزّ وجل ؟
فالجواب: هذا إلى الله عزّ وجل ، بمعنى: أنه لايستطيع الملك أن يتزيَّى بزيّ الغير إلا بإذن الله عزّ وجل . )) انتهى
أما أن يكون من الإنسان هذا لم نسمع به ! !!
لأن الإنسان له ذات وصفة يعرف بها سواء كانت خلقية أو خلقية
فهذا الذي في ( النت) وتقمص عدة شخصيات، مهما خفي أمره سيأتي اليوم الذي يعرف فيه على حقيقته ويظهر للناس أمره، ولكن كما قلنا هذا مع مرور الأيام، ولربما أعوام وتتبع أمره يعرف إن شاء الله ويكشف ويفتضح كذبه وخبثه ومكره ودهاؤه .
قد يقول قائل : نود أن نعرف ونقف على بعض القرائن التي يعرف بها هذا الصنف لكي إذا رأينها عرفناه ؟
نعم هذا شيء طيب ومهم.
فمن خلال تتبعي لأعمال هذا الصنف وحضوره وغيابه عن الانترنت وأسلوب كتاباته وقفت على بعض الأوصاف والقرائن تدل عليه، منها :
أولا : أن هذه الشخصيات الوهمية تحت إيعاز وإيقاع وآلة مشغلة بيد الشخصية الأصلية تمدحه متى شاء وتغضب له متى شاء ولا تخرج عنه قدر أنملة ولا مرة رأيت منها على ما اعلم وأطلعت معارضتها للشخصية الأصلية ولو بكلمة مع ما تلاقيه هذه الشخصية الكاذبة من الاهانات من الأصل بشتى الاهانات ، بالله عليكم يا معشر أهل السنة والجماعة ، هل توجد شخصية سنية سلفية أثرية يتحكم فيها هذا التحكم وتهان هذه الاهانة وليس لها كرامة وشخصية مستقلة تعبر عن نفسها متجردة في عبادتها لربها الذي خلقها متبعة لنبيها صلى الله عليه وسلم؟!
ثانيا : حضور وغياب الأصل عن الانترنت: فإذا حضرت الشخصية الأصلية حضرت الشخصية الكاذبة وإذا غابت الشخصية الأصلية غابت الشخصية الكاذبة، لأنه من المعلوم أن الإنسان يعتريه في حياته اليومية الدنيوية الأمراض الشواغل والأسفار وهو في قضاء الله وقدره يسير ولا يفعل الفعل ويقول القول إلا أن يشاء الله، هذا أكبر الدليل على معرفة هذا الصنف بالتتبع لأمره، ولا يستطيع أن يتحكم في هذا طول حياته، فالكاذبة مع الأصلية أين ما دارت وتوجهت، إلا أن يتنبه بعد فضحه، ولكن لايمكن أن يتنبه إذا أراد الله فضحه مرة أخرى.
ثالثا :فلو أردت أن تنشأ علاقة المعرفة بينك وبين هذه الشخصية الكاذبة ما تستطيع ذلك، وهذا مستحيل لأنها شخصية خيالية وهمية، على سبيل المثال
فلو طلبت من هذه الشخصية الكاذبة رقم هاتف أو أن تجعل بينك وبينها موعد لقاء فما تظفر منها بشيء وتتهرب من هذا وقد لا تجد منها ردا على رسالتك لها، ولربما إذا ردت تقول لك:( عملي لا يسمح لي بما أرد ) وكأنها شخصية تعمل في سلك المخابرات السرية، على أن المخابرات يمكن لأقرب الناس أن يتصل بهم، ولكن هذا الممثل الخيالي متعذر الاتصال به.
رابعا : لو تتبعت مقالات الشخصية الكاذبة ما تظرف منها ببحث علمي سني سواء في الفقه أو الحديث أو التفسير أو اللغة إلى غير ذلك من علوم السنة، إنما تجد كما قلنا المدح للشخصية الأصلية أو الانتقام لها، وإن وجدت لها نقل لموضوع لعالم ما ، بالطبع يكون هذا الموضوع في صالح الشخصية الأصلية ويخدمها .
نعم يا إخوتاه مايستطيع الشخصية الأصلية أن ينشأ بحث علمي ويسهر عليه الليالي ثم ينسبه للشخصية الخيالية الوهمية، هذا ما يكون وبخاصة هذا الصنف الذي يريد الشهرة وأن يكون إمام وأعجوبة زمانه، وما يفعل هذه الأفاعيل إلا لهذا الشيء والغرض الخسيس.
خامسا : الأسلوب الذي تكتب وتعبر به تلك الشخصية وهذا شيء مهم في موضوعنا وعليه التركيز وهو بيت القصيد ،لأنه مامن شخصية إلا ولها أسلوبها التي تعبر به على حسب ما عليه تلك الشخصية من الصفات التي تتميز بها عن غيرها، والناس يختلفون في الشخصية بين قوي وضعيف، نابه وخامل، ثابت ومتقلب، جبار صارم ورقيق وديع. ومبتكر نشيط ومقلد بليد. وقد حفظت الأخبار التاريخية بعض الصفات التي غلبت على سواها وكانت رمزًا لشخصيات أصحابها كعدل عمر. وكرم حاتم. وحلم معاوية رضي الله عنهم.
ولست تجد اثنين يتفقان في كل هذه الخواص أو جلها، كما وكيفا، إذ كل إنسان له شخصيته حياتية متأثرًا ومؤثرًا، وإن وجد فيشبه به لا أن يكون بصفاته كما هو عليه، كما نقل عن الإمام أحمد وإبراهيم النخعي وعبدالله ابن مسعود رضي الله عنهم ورحمهم الله.
ولهذا العلماء يعرفون شخصيات الأدباء والشعراء والخطباء وغيرهم من نوع الأسلوب والألفاظ التي يعبرون بها .
يقول ابن الأثير في (المثل السائر ص63): "اعلم أن الألفاظ تجري من السمع مجرى الأشخاص من البصر فالألفاظ الجزلة تتخيل في السمع كأشخاص عليها مهابة ووقار، والألفاظ الرقيقة تتخيل كأشخاص ذوي دماثة ولين أخلاق. ولطافة مزاج، ولهذا نرى ألفاظ أبي تمام كأنها رجال قد ركبوا خيولهم واستلأموا سلاحهم وتأهبوا للطراد، وترى ألفاظ البحتري كأنها نساء حسان عليهن غلائل مصبغات وقد تحلين بأصناف الحلي".انتهى
وعليه فمهما تقمص الكاذب من الشخصيات الكاذبة الوهمية وعبر بأي أسلوب أراد، إلا انه هذا لا يكون دائما وأبدا ويظهر في أسلوب الشخصية الكاذبة ما يبرهن بأنه كاذب فيما هو فيه، كشف الله هذا الصنف وأراحنا من مكره ودهائه والحمد لله رب العالمين.