بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله مؤيدالحق وناصره،وداحض الباطل وكاسره ،ومعز العلماء الربانيين ورثة الأنبياء وناصرهم،ومذل الباغين الظالمين الحاسدين أهل الأهواء وخاذلهم،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له القائل: {{ .. وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}} ١١٢: سورة النساء }.
وأشهدأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم القائل : << ..ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى يترع عنه،ومن رمى مسلمابماليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال يوم القيامة>> الحديث. وصلى اللهم وسلم على آله وصحبه أجمعين ومنتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
١–رواهأبوداود(ح٣٥٩٨)واللفظلهإلاأنهقال:<<ومنقالفيمؤمن>>وأحمد(ح٥٣٧٧) في رواية للبيهقي في شعب الإيمان (ح١١٥٢٥) << من أعان على خصومة لا يدري أحق أم باطل فهو في سخط الله حتى ينزع >> والطبراني بإسناد جيدنحوه،وزاد في آخره:<<وليس بخارج>>ورواه الحاكم مطولا ومختصرا وقال في كل منها: صحيح الإسناد،والمنذري في الترغيب والترهيب(٤٣١٠) وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود وهو في الصحيحة برقم (438)والردغة بفتح الراء وسكون الدال المهملة ويحركهاأيضا،وبالغين المعجمة هي: الوحل،وردغة الخبال بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة هي عصارة أهل النار،أوعرقهم كما جاء مفسرا في صحيح مسلم ،هذا فيمن قال في مسلم ، أو مؤمن ، فكيف بمن كذب على العلماء ، وتجرأ عليهم وقولهم ما لم يقولوا ، أو نسب إليهم ما هم منه براء بما هو معروف ومشتهر عند الداني والقاصي أنه كذب وافتراء وأنهم أبعد ما يكونون عنه ، فهذا لا شك أن له من الوعيد أعظم مما جاء في هذا الحديث ، وأما من أعان على خصومة لا يدري أحق أم باطل فهو في سخط الله حتى ينزع ، فكيف بمن أعان على باطل ، وناصر الباطل وأهله على أهل الحق ، وهو يعلم ؟ فقد ناصر الحلبي رسالة عمان وما فيها من كفر وضلال ، ولم يقبل نصح الناصحين له وعلى رأسهم الشيخ ربيع ، بل ذهب يتأول ، ويغمز الشيخ تارة بالتلميح وتارة بالتصريح ، حتى جاء بعض أذياله فانتصروا له بكل باطل ،وشنعوا على الشيخ ربيع بكل نقيصة وآخرها ما نشروه في منتديات الكل ((...))بدون حياء ولا مراعاة لحق الشيخ وكبر سنه ،فقد قال صلى الله عليه وسلم :<< ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا >> ( ت ) عن أنس . قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5445 في صحيح الجامع، والسلسلة الصحيحة ( 2196).وقال صلى الله عليه وسلم :<< إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه و الجافي عنه و إكرام ذي السلطان المقسط >> (حسن ) انظر حديث رقم : (2199 )في صحيح الجامع .وصحيح الأدب المفرد( 274).
فأين انتم من هذين الحديثين وما فيهما من خلق التقدير والاحترام والإكرام لذي الشيبة المسلم ، فكيف به وهو العالم الرباني وقد ظهرت ثمرة جهاده واضحة ومآثره لكل ذي بصيرة ، ولعل القوم انسلخوا من هذه الأخلاق ، وربما اعتذروا بعذر أقبح من ذنب وهو أن الرد والنقد غير الاحترام والتقدير ، فنقول هذا لو كان ردكم وانتقادكم علميا مؤدبا معه فيما خالف فيه ، أما وأنه إنشاء كذب وافتراء بلا أدب فلا وألف لا..
فقد اطلعت – كما اطلع غيري - على ما كتبه بعض الطلبة من العراق ردا على المقال الذي كتبه بعض الضلال المتربصين بالشيخ ربيع من أتباع المبتدع - عليالحلبي- يزعمون فيه أن الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي أمَّر المدعو (( أبو المنار العلمي))على إحدى محافظات العراق ! ثم ادعوا عليه أنه يؤمر مثلها على غيرها من بلاد الإسلام ، وأن ذلك دليل واضح على وقوعه في الحزبية المقيتة ، وقد أجاد الأخوة العراقيون في ردهم هذا البهتان ، وقد قرأت ما علق به الأخوة الأفاضل وعلى رأسهم الشيخ أبو عمر العتيبي ، وصدق في قوله - حفظه الله- : وهذه الفرية لم يسبقهم إليها بهذه الصيغة -فيما أعلم- أحد من المبتدعة الذين ردوا على الشيخ ربيع،وحاولوا تشويه سمعته وسمعة السلفيين .اهـ
فتعجبت من مقولتهم الآثمة التي لم يكن لهم غرض بها إلا الطعن في الشيخ وإسقاطا له حتى إذا سقط سقطت الحزبية التي يقودها - زعموا - وتبقى لهم الريادة الوهمية في سلفيتهم المزيفة هي المنتصرة والرائدة في العالم الإسلامي ، فهم يسعون جاهدين إلى جعل المرجعية السلفية في العالم إلى مركز الإمام الألباني - رحمه الله - الذي يتولى إدارته الحلبي ومشهور ..
نعم عجبت والله ، لهذه الوقاحة ممن تولى كبرها ، كيف يرمي شيخا ربانيا فانيا على حافة القبر أفنى عمره في محاربة الحزبية ، وجهاد المبتدعة ، وشاب جلده فضلا عن شعره في ذلك بهذه الفرية التي ينكرها كل من رأى الشيخ بداهة ، ناهيك عن أن يبحث عن ثبوتها وأسبابها ، فماذا يفعل عالم مثله عرف الدنيا وسبر غوار ما فيها من محن وإحن ، وانحرافات كثير من المسلمين عن الإسلام الذي أراده الله لهم أن يكونوا عليه ،وأوقف حياته على الدفاع عن الإسلام وحياض السنة ومنهج السلف الصالح ، والجهاد في ذات الله بقلمه وكلمته في حله وترحاله ، لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار محترقا متألما عن أحوال المسلمين ، ولم يعرف عنه يوما أنه طلب دنيا الناس ، أو وقف على باب ذي سلطان يطلب الجاه والمناصب هذا يوم كان في غاية قوته وشبابه ، فكيف يطلب إمارة حزبية لنفسه وهو في آخر عمره ، إن هذا لشيء عجاب ..ألا قاتل الله كل أفاك كذاب ..
والقوم ليس بهم النصح لله ، ولا الغيرة على دين الله بقدر ما يبحثون عن العثرات ليشيعوها في الناس ويرمون بها الشيخ ، على حد المثل السائر – رمتني بدائها وانسلت - ليصرفوا طلاب العلم ووجوه الناس عنه ، بل ويوقعون بينه وبين الحكومات الإسلامية ، فهم يعلمون يقينا أن الشيخ بريء من هذه الفرية العظيمة التي جاءوا بها - براءة الذئب من دم ابن يعقوب - ويعلمون أنهم أحق بها وأهلها ، فهم الذين يناصرون الحزبيين من كل الطوائف ، ولكن لما فضح الشيخ ربيع السنة كبيرهم وكشف عن الخبايا ، والبلايا التي في زوايا الكتب والمقالات التي خطتها يمينه ، وخاصة دفاعه المستميت على ما جاء في وثيقة عمان ، من وحدة الأديان وحرية الأديان ، وأخوة الأديان ومساواة الأديان ، من العقائد الباطلة ، ولما لم يجدوا ما يجلبون به على الشيخ بعد طول دفاع بالباطل عن شيخهم بحثوا ونقبوا في البلاد عن منفذ في ساحة الشيخ السلفية ليوقعوا به أو يقضوا عليه لجئوا إلى مخلفات وزبالات الحزبيين الذين رموا الشيخ عن قوس واحدة فأخرجوا منها هذه الفرية النتنة ،والواضحة البطلان بوقاحة لم يسبقهم إليها ضُلال هذا الزمان ، وهذه كتب الشيخ ، ومقالاته المسموعة والمكتوبة المطبوعة والمنشورة على كثير من منابر الشابكة ،وفي موقعه تكذّب ما جاءوا به من البهتان ، سواء في قولهم أنه لا يعرف إلا الجرح والتجريح ، أو أنه لم يعد يحسن الردود ، أو أنه يأمر بإمارة حزبية أو يطلبها لنفسه أو غير ذلك مما ظهر كذبهم فيه ، ولا ينكر جهوده في نشر السنة وكشف عوار الحزبيين المبتدعة ، إلا حزبي هالك أو جاهل معاند مكابر .. بل أنني أقول : لو أني أقسمت بين الركن والمقام يمينا مغلظة على أنه لا يوجد في هذا الزمان مثله ، في كشف الشبه ، وضلالات القوم والحرص على نصر السنة ومنهج السلف أهل الحديث لما كنت حانتا . وقد أثنى عليه في ذلك كبار أهل العلم ممن يتمسح بهم الحلبيون ، ومازالوا يثنون عليه – والحمد لله - وأما الحلبي فقد جرحه كثير من كبار أهل العلم ، وطلابه ، وليس الشيخ ربيع وحده من بدعه ،فلماذا الشيخ ربيع بالذات يا قوم ؟؟
فكانالأولى بالكاتب وهو يعلم فضل الشيخ ربيع كما يقرره شيخهم الحلبي أن ينصف الشيخ وأن يذكر مآثره ومحاسنه ، على الأمة عامة والسلفيين بخاصة ، وأن يؤازره ، وأن يشد عضده في نصحه للحلبي – هداه الله – الذي عاند وكابر ، وذهب يثني على على رسالة عمان ،والقطبيين والتكفيريين ، والإخوان المسلمين الذي عاثوا في الأرض فسادا وإفسادا فكل ما تعاني منه الأمة من فرقة وضعف وهوان وتمييع للدين فبسببهم .
وكانالأولى بالكاتب أن لايكلف نفسه ويمسك قلمه ببنانه ويخط هذه الأحرف الآثمة ، ولكن الله إذاأراد كشف حال عبد هيأ له الأسباب وفضحه،ومن جر أذيال الناس بالباطل جروا ذيله بحق، ومن يحترف زخرف القول فهو أخو الساحر ولايفلح الساحر حيث أتى .
نسأل الله تعالى أن يرد كيد الكائدين في نحورهم ، وأن يبصر المغفلين بغفلتهم وسذاجتهم ، وأن يتوب علينا وعليهم إنه سميع مجيب .