بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن إتبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فقد إطلع علينا الطيباوي المحتار الثرثار البقباق بفلسفته وسفسطاته وتخريفاته المضحكة في هذه الآونة بمقال سماه ((مِن الآثَار السَّلبيَّة لِمَنهج الشَّيخ رَبِيع الطَّعن في الشّيخ بَن حنفِيِّة عابِدين )) وقد ثبت في منتديات (( الحلبية)) وحق أن نسميه (( من علامات الخلفية الحلبية وقيعة في أهل الأثر )) وعلى رأسهم الوالد العلامة المحدث المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ، فمن يوم رد ـ سدده الله ورعاه ـ على سيد قطب فما زالت ألسنة البنية والقطبية والصوفية والحدادية والمأربية وآخرا الحلبية وغيرهم تنهش في عرضه وتهتك في حرمته وتقع فيه بشتى الطعون والإفتراءات وتختلق عليه الأقويل والأفاعيل ما هو منها بريء براءة الذئب من دم يوسف ، وإن كان هذا لا يستغرب من القوم فسنة الله في خلقه أن الصراع بين الحق والباطل ، وبين المحق والمبطل قائم إلى قيام الساعة ، وأن المحق بأدلته والبراهين سائر لايستوحش الطريق وإن قل السالك وكثر المعارض و المناقض ، بل يسير ولو وحيدا غريبا ، فانفراد العبد في طريق طلبه دليل على صدق المحبة
أما بضاعة المبطل فما هي إلا إشاعات وإفتراءات وكذب وتدليس وتشغيب وقلب الموازين وتغيير الحقائق وجعل الحق باطلا والباطل حقا وهذا الذي عليه أهل الأهواء سابقا ولاحقا ولكل قوم وارث ، " إذ أن أهل الأهواء منذ القديم حتى أيام الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام يحاولون إعطاء حقيقة مكذوبة عن صاحب الحق ووضع صورة مشوهة له ، وهذه الصورة المشوهة إنما يفعلونها من أجل أن ينفروا الناس عنه فهم يكذبون عليه ، يكذبون عليه في عقيدته ، في أخلاقه ، في معاملته ، في دعوته ، في دينه ، بل وصل الأمر في زماننا هذا حتى أنهم تدخلوا في خصوصيات بيته " ( 1)
فإذا كان الأمر بهذه الحقيقة فلا غرابة ما شنه علي حسن الحلبي في منتداه من حربه الشرسة ضد أئمتنا وقد إستعان بكل نطيحة ومتردية ومحتارة لتنفيذ أغراضه الخبيثة وتشويه سمعة أئمتنا بالكذب والإفتراءات والغش والتلبيس على الضعفاء ، وقد وجد القطبية والمأربية والشريفية بغيتهم لنشر سمومهم عنده ، بل وجدوا تشجيع لهم من طرفه ، ومنهم الطيباوي المحتار ، فقد ملأ منتداه بترهات وهراء الذي النفوس الطيبة والفطر السليمة تتقزز منها ، وتنفر من سوء أسلوبها ، وركاكة عباراتها ، والتقعيد الكاسد الفاسد البائر ، فما تجد من هذا الرجل إلا أنه حشد باطله و وزخرفه بكلام أئمة السنة والجماعة ، أهل الحديث والأثر ليعطيه صبغة القبول عند الضعفاء أو من كانت نفوسهم مريضة فمثله مع نصوص الكتاب والسنة وكلام أئمة وما رام إليه، كمثل الجمل الأعور إذا مر بأرض المخضرة جانب منها قد أكل ورعي فلا ينظر إلا إلي هذا الجانب
يقول الشيخ البارع الناقد البصير محمد بن هادي المدخلي * حفظه الله وزاده الله كل حرص * في مجلس له مع الشيخ عبد المحسن العبيكان حفظه الله ،مسجل
:( إن مثل هذا كمثل الجمل الأعور الذي مر بأرض ذات ربيع وجانب منها قد أكل ورعي ولكن العين السليمة في الجانب الذي أكل ورعي فلا يرى إلا هذا ، ويترك الخير الكثير لأنه لا يراه
ورويدا...رويدا ،فكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كله ربيع، أرض مخضرة فإنه عليه الصلاة والسلام قال :(مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرض فكان منها طائفة نقية قبلت الماء فأنبتت العشب والكلاء الكثير ) فكلامه كله ربيع ولكن الأرض النقية هي القلوب من يرد عليها هذا الكلام فتنتفع في نفسها وينتفع غيرها وهذا الذي مثلناه بالجمل الأعور لا يرى إلا كلام معظمه الذي يعظمهم وشبههم التي أطلقوها فذهب يتمسك بها وهو لا يعرف ) انتهى
فالرجل فيما يبدو أنه ﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴه ﻟﺺ ﺍﳍﻮﻯ ﻭهو ﰲ ﺯﺍﻭﻳﺔ منفردا فلم يجد منه إجتهادا ولا ﻃﺮﺩﺍ له ﻓﻼ ﺰﺍﻝ به حتى " نَصَّب نفسه الجاهلة الظالمة في منصب أئمة الإسلام وأئمة الجرح والتعديل ليسقط جهاد أهل السنة ويسقط علماءهم وتزكياتهم، وهيهات هيهات فنقيق الضفادع وطنين الذباب لا يسقط الجبال ولا يهزها، ويصدق عليه المثل الآتي: قالوا: إن بعوضة نامت على شجرة فلما أصبحت قالت للشجرة استمسكي إني أريد أن أطير، فقالت لها الشجرة أنا لم أشعر بك حين وقعت عليّ فكيف أشعر بطيرانك هذا مثل يضرب به للتافهين حينما يريدون أن يصولوا على الرجال الأقوياء الشرفاء "(3)
والرجل أوتي من سوء خلقه وسفهه ، ألا يعلم بأن العلم خشية الله ، كما قال الله تعالى (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) فاطر 16 ، قال أبوزكريا العنبري رحمه الله (( علم بلا أدب كنار بلا حطب وأدب بلا علم كروح بلا جسم )) ( تحفة طالب العلم )
ومن الأدب الرفيع المتأكد على أهل الإسلام توقير العلماء وإحترامهم ورفع من شأنهم ومنزلتهم التي أنزلها الله عز وجل إياهم من غير الإفراط ولا التفريط ، " وذلك أن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لا يورثون إنما ورثوا العلم فالعلم شريعة الله فمن أخذ العلم أخذ بحظ وافر من ميراث العلماء وإذا كان الأنبياء لهم حق التبجيل والتعظيم والتكريم فلمن ورثهم نصيب من ذلك أن يبجل ويعظم ويكرم ..... وبإهانة العلماء تهان الشريعة لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس ذلت الشريعة التي يحملونها ولم يبق لها قيمة عند الناس وصار كل إنسان يحتقرهم ويزدريهم فتضيع الشريعة كما أن ولاة الأمر من الأمراء والسلاطين يجب احترامهم وتوقيرهم وتعظيمهم وطاعتهم حسب ما جاءت به الشريعة لأنهم إذا احتقروا أمام الناس وأذلوا وهون أمرهم ضاع الأمن وصارت البلاد فوضى ولم يكن للسلطان قوة ولا نفوذ فهذان الصنفان من الناس العلماء والأمراء إذا احتقروا أمام الناس فسدت الشريعة وفسد الأمن وضاعت الأمور وصار كل إنسان يرى أنه هو العالم وكل إنسان يرى أنه الأمير فضاعت الشريعة وضاعت البلاد ولهذا أمر الله تعالى بطاعة ولاة الأمور من العلماء والأمراء فقال ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) " (4)
وأن وقيعة في أئمة السنة من علامات الزيغ والضلال والدالة أن من سلك هذا المسلك لم يحم حول العلم الموروث عن سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام
فحاله كحال الذي ذكرهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وحذر من مسالكهم فقال : (( ليحذر العبد مسالك أهل الظلم والجهل الذين يرون أنهم يسلكون مسالك العلماء تسمع من أحدهم جعجعة ولا ترى طحناً فترى أحدهم أنه في أعلى درجات العلم وهو إنما يعلم ظاهراً من الحياة الدنيا. ولم يحم حول العلم الموروث عن سيد ولد آدم وقد تعدى على الأعراض والأموال بكثرة القيل والقال فأحدهم ظالم جاهل لم يسلك مسلك في كلامه مسلك أصاغر العلماء بل يتكلم بما هو من جنس كلام العامة الضلال والقصاص والجهال ليس في كلام أحدهم تصوير للصواب ولا تحرير للجواب كأهل العلم أولي الألباب ولا عنده خوض العلماء أهل الاستدلال والاجتهاد ولا يحسن التقليد الذي يعرفه متوسطة الفقهاء لعدم معرفته بأقوال الأئمة ومآخذهم )) اهـ
وهذه هي حال الطيباوي المحتار المسكين المغبون المرجوف الذي أراد أن يظهر ويتسيد على حسب طعنه في أئمتنا وعلى رأسهم العلامة المجاهد المجتهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ، ويأخذ الزعامة بخلطه وخبطه في أصول السنة ، فالرجل يهرف بما لا يعرف ويتكلم فيما لا يدري ، ومن ذلك ما سود وأظلم به صفحات مقاله المشؤوم والذي أوقعه في العار والمهزلة والمضحكة ، حيث أنه نسب العلامة الشيخ ربيع حفظه الله إلى التشدد والغلو وأنه بعيد عن الإعتدال شيء غريب هذا والله !! فيما يبدو أن المحتار أصبته رعشة فقال ماقال وكأنه في حلم وليس في يقظة فلما أفاق وجد نفسه أنه في عالم غير عالمه المعتداد ، وحاله كحال الذي ألقي في اليم مكتوف اليد وقيل له إياك إياك أن تبتل .
ثم نقول للذي أدخل نفسه في صراع مع أهل السنة والجماعة فأحتار ما يكتب ويقول!!
اولا : لما نصبت نفسك مفتيا أليس هذا من الغلو الذي أنت فيه وأصابك حيث أنك تتصدر قبل أن تتأهل ؟! ومن أذن لك حتى تفتي ويوجد في بلادنا علماء وعلى رأسهم الفقيه العالم المفتي علي فركوس حفظه الله فلترجع إليه الفتوى
ثانيا : ومن نصبك حتى تكون حكما على العلماء وتصنفهم كيفما شئت و اشتهيت وهويت أليس هذا من الغلو الذي أنت الآن مرمي فيه وهذا من جهلك يا مسكين وغبائك ؟؟!!
الذين قسموا وصنفوا طبقات الحفاظ هم أئمة جهابذة هل إرتقيت إلى مصافهم حتى تصنف العلامة الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله بأنه من صنف المتشدد وليس بالمعتدل إن هذا لغلو ما بعده غلو يا هذا أعرف قدرك نفسك وإحترم شخصيتك إن كان بقى لك شيء من العقل !!
سئل فضيلة الشيخ عبدالله البخاري حفظه الله
(( يطلق بعضهم لفظ (المتشدد) على المشايخ؟
فأجاب حفظه الله : يا إخوتاه، الله جل وعلا يقول في كتاب: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}، والإنسان يجب أن يتقي الله جل وعلا فيما يتلفظ به، لفظ (متشدد)... هذه المسألة، وهذه الكلمة، وهذه الفرية، قد أجبت عنها في أحد الدروس في درسنا على (النخبة) من سبعة أوجه، وبينت انحراف هذه الكلمة عن السنة والجادة، وهذا من عدم الأدب أن يجلس الطالب في حلق الشيخ أو حلقة الشيخ، بدل أن يستفيد من علمه والسنة التي ينصرها ويأخذ منه يقيم الشيخ، ويجرحه ويعدله. هذه الكلمة -بارك الله فيكم- ما المراد منها؟ الذي يقول هذه الكلمة ماذا أراد؟ هل أراد نصرة الحق بها؟ لو قلت لهذا الشخص: هل أنت تريد نصرة الحق؟ لو قال لك: نعم، تضرب بين عينيه تقول له: كذبت! ما هكذا ينصر الحق أصلا؛ لأن هذه الكلمة لها مدلول، أولاً: من أين لك هذا التقسيم؟ هذا متشدد... والآخرون ماذا؟ إما أن نقول: متساهلون، أو أن نقول كما يقول بعضهم: متعقلون أو معتدلون في ظنهم، وهذه قسمة ضيزة؛ فعلى أي أساس حكمت بأن فلانا متشدد وفلانا غير متشدد –وهذا السؤال الثاني-؟ من أنبأك هذا؟ لا تقل لي: السلف كان عند أهل الجرح والتعديل أن العلماء منهم متشدد، ومنهم المعتدل، ومنهم المتساهل، فلست أنت على طريقة أهل الحديث في هذا التقسيم أصلا؛ لأن هذه الكلمة -كما قلت- لها مدلول عند أهل الحديث، هل عندما يقولون: فلان متشدد يريدون تنفير الناس منه وتحذيرهم عنهم؟ هل يريدون هذا لما قالوا في شعبة أمير المؤمنين: هذا متشدد، هل أرادوا التنفير عنه وعدم حكاية قوله وعدم الأخذ عنه والتلقي عنه؟ ما أرادوا هذا، بل إذا وثق رجلا عض عليه بناجذيك، وما زال العلماء يحملون عنه ويطلبون العلم عنده، لكن هؤلاء عندما يطلقون هذه اللفظة ماذا يريدون؟ التنفير والتحذير، بل يجعلون الطلبة المساكين يتعاملون مع هؤلاء الأشياخ -كما يقال- بالفصل الشعوري، يجلس عند الشيخ ليأخذ ويتعلم ويدرس، وفي المقابل هو في نفسه حاجز لا يقبل منه ما يتعلق بمسائل غير الدرس، فصلوه شعوريا حزبية جديدة مغلفة، قالوا قديما في مشايخ أهل السنة: عملاء، فما استجابت الناس، قالوا: مداهنين، يداهنون الحكام، فما استجابت الناس، قالوا: جواسيس، قالوا...، قالوا...، قالوا...، ما مشت، وما زال أهل السنة وطلاب الحق يتواردون على أهل العلم، فجاءت هذه الفرية الجديدة المغلفة بغلاف أهل الحديث ووالله لم تدخل من نافذة أهل الحديث فضلا عن بابهم، وقائلها لا يعرفه أصول أهل الحديث؛ لأن هذا القول -التقسيم الثلاثي- كله يدور تحت دائرة (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل)، أما هؤلاء يعطلون الناس عن الأخذ وعن التلقي، وهي سبة مغلفة لهؤلاء الأشياخ، ولو سألت: على أي أساس حكمت بأن فلانا متشدد؟ ما استطاع أن يجيب، ولو قلت: في أي باب تشدد؟ في الكلام على الناس؟ طيب تعال: كلامه على الناس قائم بعلم وعدل أم بجهل وهوى؟ إن كان بعلم وعدل فهل أصاب أو لم يصب؟ فإن أصاب فأين التشدد؟ إذاً هو الحق، وإن أخطأ فكم الذين أخطأ فيهم؟ إذا قلنا: تكلم في عشرين، وأصاب في خمسة عشر، واختلف معه في اثنين، وأخطأ في ثلاثة، هل يكون متشددا؟ من أين هذه المقاييس؟ ولذلك إذا جئت إلى قائل هذا القول بالقلم والورق وقلت: سمّ لنا وجه التشدد، ومن الذين تشدد فيهم، ما استطاع أن يجيبك أبدا؛ لأن ميدان العلم وميدان التحقيق ليس هذا بابته.
فيا إخوتاه، احترزوا ممن يقسم هذا التقسيم، ويضرب من طرف خفي بحجة الحفاظ على ساحة الدعوة، الدعوة مصانة ومحفوظة بحفظ الله جل وعز لها {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، والسنة محفوظة، فمن اعتصم بالكتاب والسنة وفهم السلف فهو مهدي، قال الله جل وعلاك {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}، وقال جل وعلا: {وإن تطيعوه تهتدوا}، فاحذروا يا إخوتاه من مثل هذه الكلمات، فالحفاظ على الدعوة مطلوب لكنها محفوظة، ودخلوا من مثل هذه الألفاظ، قالوا: متشدد فلما سقط في أيديهم قالوا: عنده غلو، الغلو في الطرفين؛ فكما أن هناك من الغلو غلوا في باب الإفراط، فهناك غلو في باب التفريط، قد مرت فرق تنتسب إلى السنة في وقت مضى من الغلاة، وهم -كما يقال- فرقة قديمة حديثة، وقديمة متجددة، صارت تنحل نحلة الغلو -والعياذ بالله-، وتخرج عن السنة بجميع المقاييس مقاييس علماء أهل السنة؛ يتركون الصلاة على جنائز المسلمين الموتى بحجة أننا لا ندري الذي مات على السنة من الذي مات على البدعة، إلى غير ذلك من الأصول الفاسدة التي بنوا عليها مسلكهم وفرقتهم الفاسدة، فهذا غلو في جانب الإفراط، وجاءتنا فرقة أخرى عندها غلو في جانب التفريطـ، إذابة لثوابت أهل السنة في معاملة أهل الأهواء والبدع وغير ذلك، وارتماء لأحضان المخالفين وخروج عن السنة، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، أسعد الناس بالحق أهل السنة والجماعة بحق وصدق، من التزم هدي السلف ولزمه بعلم وعدل. ومن الأشياء العجيبة في هذا أن كثيرا ممن يتكلم في هذا الباب لا يحسن معرفة الصحيح من السقيم من ذلك، وأورد الناس الموارد، وشوش عليهم ولبس، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله حسيبه. )) اهـ بتصرف يسير ( منتديات البيضاء )
ثالثا : أليس من إفراط وتمييع أن تميع أصل رد على المخالف وتقول أن من قام بهذا الجهاد العظيم أنه متتبع لزلات العلماء وتنسب منهجك إلى أحَمد و الْبُخَارِيِّ رحمهما الله هذا عين كذب ما بعده كذب
ياهذا أين هو جهاد الأئمة والحفاظ ، وما صنفوه في هذا الباب من مصنفات عدة من كتب الجرح والتعديل والضعفاء في الرد على أهل البدع والكذبة والضعفاء والمتركين والمجروحين وبيان ما هم عليه من الجرح هل هذا تعده منهم تتبع لزلات أويعد تطهير الصف السلفي من أمثالك الدخلاء فيه الذين أرادوا إفساده وإفساد أهله بالشبه وزبالات ترهاتكم !!
رابعا : أما قولك (( ومِن كَثرَةِ التَّشدِيدِ عَنْد الشَّيخِ رَبِيع وَكِبَارِ أَتْبَاعِهِ أُصِيبَ كثِيرٌ مِن أَتْبَاعِهِم بالمَلل و الكَسَلِ فِي العِلمِ حتَّى إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الَمَكتَبَات أغلَقَت أَبوابَهَا، فلَم يَعُد يُوجَدُ فِيها مَا يَقْرَأَهُ النَّاسُ إلَاَّ رَسائِل التَّجريحِ و السَّبِّ.))
كذبت في هذا والله ، بئس ماقلت وخبت وخسرت ، ما عرف الشيخ ربيع إلا بحلمه وصبره على المخالف وقد شهد له بذلك الصغير والكبير والقريب والبعيد ، فيما يبدو أنك تتخيل وتكتب وتكذب في الواقع وتصدق في خيالك المنسوج المكذوب
أما مجالس مشايخنا لازالت عامرة بالعلم وطلبة العلم وأنها لتعقد الدورات العلمية في شتى أنحاء العالم ويزدحم عليها الشباب السلفي وما دورة الشيخ عبدالله البخاري التي أقامها في أم البواقي ليس ببعيد عنا وإنك لترى هذا الجمع الكثير المتزاحم للجلوس بين يديه لهو أكبر دليل على الخيرية الباقية و تستبشر خيرا
ثم نقول نعم إذا أصاب بعض الشباب الملل والكسل فهذا بسبب تشغيبكم وتشويشكم وسعيكم لإفساد في الأرض بعد إصلاحها ونشركم لمنهج التمييع والتخذير في صفوف السلفية ومن ذلك إماتة أو على أقل شيء قل إضعاف أصل الولاء و البراء من قلوب العباد وهذا منكم تطبيقا لقاعدة المعذرة و التعاون المستحدثة (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)،المتولد عنها (وحدة الصف لا وحدة الرأي ) ومنها (منهج الأفيح) و (لا نجعل اختلافنا في غيرنا سبب للخلاف بيننا ) و (التأليف لا الهجران)
وقد بذلتم الجهد والوقت لقطع على السالكين إلى الله طرق الهدى وسلكتم بهم سبيل الردى ، فكم من قتيل وأسير في فخ شباككم مأسور لا يرجى له الخلاص والمعصوم من عصمه الله من شركم وبلاويكم نعوذ بالله منها
ثم نقول لكم يا حدادية ومأربية وحلبية جميعا لو كان الشيخ ربيع شديدا وطلبته أشداء كما كان أهل الحديث يتعاملون مع المخالف ماسمع صوتكم ولا ظهر قرنكم ولا فسح لكم لكي تتكلموا
سئل العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله :
(( أحياناً يحصل بين بعض السلفيين خلاف في بعض المسائل ، فما المسائل التي يخرج بها الرجل من السلفية و ما الضابط في ذلك ؟ .
الجواب :إذا رجعنا إلى أحمد بن حنبل و إخوانه نجد الفرق الكبير بيننا و بينهم ، نحن نضعف عن تطبيق المنهج الذي كانوا يسيرون عليه – رضي الله عنهم و رحمهم – لكن نحن في زمان اشتدَّ فيه الضعف و الانحطاط و محاربة هذه الأحكام و لوكانت صواباً .
و كم أبطلوا من الأحكام على المستحقين أن يحكم عليهم بالبدع و الضلال المبتدعين الذين عندهم كفريات لا بدع ، إذا قلت فيه : مبتدع ، قامت الدنيا و قعدت ، و هذا دليل على غربة الإسلام وغربة سنَّة ومحمَّد – عليه الصلاَّة والسَّلام -.
فأحمد بن حنبل يقول للرجل من أئمة الإسلام في الحديث و الفقه و العلم فيتوقف في القول بخلق القرآن فيبدعه ويضلله ، كما حصل للحارث حكم عليه بالبدعة و حذَّر منه – الحارث المحاسبي – و يعقوب بن شيبة و غيرهما ممن توقفوا في القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق بدَّعهم و ضللهم ، وأهل الحديث في عصره كلُّهم يؤيِّدونه و لا يخالفونه ، إذا قال مثل هذا الكلام لا يعرضه أحد بل كلهم يقولون هذا حق .
كما أشار لذلك الذهبي لما ذكر يعقوب بن شيبة ، وذكر عدداً ممن توقفوا في القول بأن القرآن كلام الله ، قال : قد سبقه فلان وفلان وفلان سبق يعقوب بن شيبة ، و في الوقت الذي كان فيه أحمد و يعقوب كان هناك ألف إمام من أئمة الحديث يعني يؤيدونه على هذا المنهج .
و مع الأسف الشديـد ، الآن الواحد ، الرجل يكون عنده بدع متعددة في كل الجوانب من جوانب الإسلام و مع ذلك يطلقون عليه أنه إمام من أئمة الهدى ، و يدافعون عنه و عن منهجه ، و على رأس ضلالته الرفض ، الطعن في أصحاب محمَّد – صلَّى الله عليه وسلَّم- بل الطعن في بعض الأنبياء فتجد المقاومة الشديدة ، وتنشأ الناهج –ومنها منهج الموازنات – وحمل المجمل على المفصل لحماية البدع و الضلال .
الآن أهل المدينة ما يقومون و لا بعشر الواجب الذي قام به أحمد و إخوانه ، و مع ذلك هم متشددون عند هؤلاء الضعفاء مع الأسف الشديد .
فأنا أنصح الآن ، هناك لهجة تمزِّق السلفيين : ( هذا متشدِّد ) ، و( هذا متساهل ) و يبثها أهل البدع ليضربوا السلفيين بعضهم ببعض ، فأنا أنصح السلفيين في كلِّ مكان أن يدرسوا منهج السلف و مواقف السلف لتجتمع كلمتهم على هذا المذهب ، ويتركوا التنابز بالألقاب و القيل و القال فيما بينهم ، ويتفقوا أن يقفوا جميعاً صفاً واحداً في مواجهة البدع بالحجَّة والبرهان و العلم و البيان .)) انتهى [ شريط بعنوان : سبيل النصر و التمكين :25 – 03 -1422 ].(5)
خامسا : ومما هو ملاحظ عليك أنه أصابك أيضا داء الغلو في الرجال حتى أصبحت تزكي وتعدل من هو مجروح وفي المقابل غلو في الجرح حيث أنك تجرح من هو عدل وإمام من أئمة السنة
وذلك أن العلامة المحدث ربيع المدخلي حفظه الله فقد شهد له أئمة السنة بالرسوخ في العلم وأنه حامل راية الجرح والتعديل وأنه من أهل هذا الشأن وعارف به ويرجع إليه في هذا الزمن لمعرفتة بأحوال المناهج الدعوية ورجالها وما هم عليه ، فدعك من هذا الغلو الذي أصابك ، ومن ذلك أصبحت تعدل المجروح كل من أبي سعيد الجزائري وبن حنفية العابدين
أما أبوسعيد فيكفينا في هذا ما قاله فيه العلامة الشيخ عبيدالجابري حفظه الله ورعاه وثبت عنه ، حيث أنه سأله أحد طلبة العلم من الإمارات وهذه مكالمة مسجلة في شريط (فتاوى علماء السنة في كتاب رفق أهل السنة ).
فقال الطالب : هو على تجريحكم يا شيخ
فقال الشيخ : هو متأثر بفتنة أبي الحسن
وأيضا جاء في شريط المجروحين حيث سئل عنه؟
فأجاب : هذا على نمط أبي الحسن )) انتهى
أما فيما يخص بن حنفية المعسكري قبل أن نذكر ما له وما عليه أتحفك بكلام نفيس قيم للعلامة عبدالسلام برجس رحمه الله يبين فيه ويوضح من الذي يحق له أن يتصدر للجرح والتعديل وما الذي ينبغي له في هذا الباب أن يكون عليه ومتحليا به أجعله نصب عينك ولعله يكف لسانك ويعطيك قدرك الذي تساويه
ـ قال فضيلة الشيخ عبد السلام بن محمد بن الكريم برجس ضمن الدرس عنوان شريطه״الجرح والتعديل״
إن أهل العلم رحمهم الله مجمعون على أن تزكية من ليس أهل للتزكية وجرح من ليس أهل للجرح خيانة للأمة وغش لها وجريمة شنيعة وظلم من كل الوجه وذلك لما يتريب على هذا الجرح وعلى هذا التعديل من مفاسد العظيمة في شؤون الدين والدنيا ولذلك كان السلف رحمهم الله في غاية الورع عند التكلم في هذه القضايا لعلمهم لما يلحقهم من التبعية إذا تكلموا بغير عدل وبغير علم فتراهم لا يصدرون الأحكام إلا بعد التروي والمشاورة والنظر وقبل ذلك مراقبة الله سبحانه وتعالى ورؤية وقوف بين يديه سبحانه تعالى وقد سطر الذهبي رحمه الله كلاما نفيسا وضابطا جليلا في هذا الباب يجب أن يكون نصب عين كل من تكلم فيه قال رحمه الله في كتابه( تذكرة الحفاظ ) عند ترجمة أبي بكر صديق رضي الله عنه : (فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته، ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكى نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فدع عنك الكتابة لست منها..... ولو سودت وجهك بالمداد
قال الله تعالى عز وجل: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] فإن آنست يا هذا من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا وإلا فلا تتعن وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأى والمذهب فبالله لا تتعب وإن عرفت إنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) انتهى
وهذا الكلام من هذا العارف مبني على الشروط التي وضعها أهل العلم فيمن يحق له أن يتصدر للجرح والتعديل وفيه شروط كثيرة ومنها ما يهمنا في هذا الزمان معرفة أسباب الجرح والتعديل فيجب على من نصب نفسه لهذا الأصل أن يعرف الأشياء التي تكون سببا للجرح هذا أو للتعديل هذا فمن لم يكون عارفا بهذه الأسباب فلا عبرة بتوثيقه كما لا عبرة بجرحه أيضا ) انتهى
سادسا : فقولك ((أَنَّ الشَيْخ عابِدين بن حَنفِيَّة مِن فُضَلاء المَشايخ بِالجَزائِر ، وَقَد قَرَأَتُ بَعْضَ كُتبِه ورسائِلَه ، وهِي لَا تَخرُج عَن مَنهج السَّلفِيَّة ))
فأقول لك : هذا الكلام صدر منك إما لجهلك بما عليه العابدين من الأباطيل والترهات والخزعبلات وما هو عليه من الماضي المشؤوم ؟
أو أنك تعرف ما هو عليه وحقيقة أمره ولكن تريد التلبيس والمخادعة والغش لأهل السنة ؟
أما قَرَأَتُك لبَعْضَ كُتبِه ورسائِلَه وقولك أنها لَا تَخرُج عَن مَنهج السَّلفِيَّة ، فيما يبدو يارجل وهذا الذي تدل عليه كتاباتك بأنك لا تعرف ما كان عليه أهل الحديث والأثر في أبواب العلم وأصول السنة ، ولهذا يجد القارئ لمقالاتك أنك تخبط خبط عشواء مقصود أن تملأ مقالك فقط حقا كان أو باطلا ، المهم عندك أن تسوده وتظلمه بما أتيت من جهلك ، فمن كان هذا حاله فكيف به أن يفرق بين الحق والباطل ويعرف أن هذا الكاتب أخطأ أو أصاب في كتاباته هذا شيء غريب !!! ففاقد الشيء لا يعطيه
أما حقيقة بن حنفية العابدين عندنا في مدينة معسكر فماضيه أسود مسود بالحزبية وهو من أبرز الدعاة إليها وألف فيها كتاب سماه (( هل الحزبية وسيلة إلى الحكم بما أنزل الله ))
فالرجل لا يرفع به رأسا عندنا في مدينة معسكر لخبرة أهل السنة به مدخلا ومخرجا ، فالرجل ما عرف طول حياته بالسلفية ولا دعوة إليها وما دخل فيها حتى يخرج منها فالرجل كان من مصفقين لحزب النهضة ، من دعاة الحزبية جلد، من الذين يطعنون ويزهدون في أئمنتا وعلى رأسهم المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله كما أخبرني بذلك من كان أقرب الناس إليه ويجلس عنده من إخواننا وهم على الجادة والسنة نحسبهم كذلك ، فمن أراد أن يعرف ماضي العابدين فليتكرم لزيارتنا ويجلس إلى الأخوة الذين جلسوا إلى العابدين سنين وعرفوا حاله وخبروه فستسمعون منهم العجب العجاب عنه وما كان عليه في الماضي فأما اليوم فيكفينا ماسود في كتبه من الظلام و الضلال ومن ذلك ماجاء في رسالته (الجمعيات من وسائل الدعوة إلى الله)
1ـ تلبيسه وتشغيبه لأصول أهل السنة وصرف دلالات النصوص في غير مرادها وخنقها إلى ما يهواه من الباطل ومن ذلك احتجاجه بعموميات الأدلة على مشروعية الجمعيات الحزبية وإن سماها هو الجمعيات الخيرية أو الدعوية أو الوطنية المحلية القانونية تمويها وتلبيسا ولعبا على عقول شباب الأمة
3 ـ زعمه أن الدعوة السلفية لا يكتب لها الانتشار إلا عن طريق الجمعيات
4 ـ افتخاره ببريطانيا وتشييد بها وبحكومتها ورفعها على بلده ، بل أدهى من ذلك تنقيص للولاة أمره والطعن فيهم بطريقة ماكرة خفية ونسي أو تناسى مسكين قوله عزوجل﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾.البقرة 120
5 ـ دعوته إلى كتب الفساد والإفساد وهذا باستدلاله منها وتنبيه منه عليها منها
كتاب منهج السلف الصالح في ترجيح المصالح لعلي حسن الحلبي الضال
كتاب هل الحزبية وسيلة إلى الحكم بما أنزل الله من تأليفه
كتاب العجالة في شرح الرسالة من تأليفه
كتاب المخرج من تحريف المنهج من تأليفه
ولا يخفى على من اطلع على هذه الكتب ووقف على حقيقة أمرها علم أنها تحوي في طياتها البلايا والطامات والخزعبلات والتأصيلات البدعية و التقعيدات الفاسدة الهدامة لأصول السنة السلفية فهي كتب فساد وإفساد وإضلال
6 ـ خلط وخبطه في علم أصول الفقه الدال على ضعف مستواه العلمي وهذا منه الاكتفاء أو الاجتزاء بحصيلة العلمية القليلة يظن أنها تكفيه للتصدر والتزعم والتسيد والاستقلالية والفتوة فكانت النتيجة سوء تصوره للواقع الذي هو يعيش فيه
7 ــ زعمه أن الجمعيات من أعظم الوسائل إلى خدمة الحق في عصرنا
8 ـ يرى العابدين أن من أفتى بحزبية الجمعيات وأنها بدعة ،أنه بنى فتواه على واقع لا يعلمه وعلى الجهل وأن هذا منه إلا هواجس وظنون وهذا دليل على طعنه في أئمتنا
9ــ أن العابدين قد غلا غلوا شديدا في التشغيب والتشكيك والتزهيد في أصل من أصول السنة المجمع عليه وهو صور الإسلام والسنة الذي به يحمى الإسلام ، وأهل الإسلام ، ألا وهو هجر أهل البدع ومجانبتهم والتحذير منهم، وكم شغب في التشويش والإفساد هذا الأصل العظيم المبارك والركن الوثيق في جمع من مؤلفاته يعيد ويكرر هذا ما يمل ولا يضجر ولا يسأم من ذكره فيا له من الصبر والجلد على تقرير الباطل يا ليته استعمله في نصرة الحق لكان خير له
10ــ تشكيكه في المرجعية السنية السلفية ويزعم أن الساحة خلت من المرجعية العلمية الموثقة وما ذاك منه إلا تزهده في علماء الأمة وحب الارتباط بهم والرجوع إليهم وإيقاع الشباب في الحيرة وبالتي يخلو له الجو إلى ما أراد
11 ــ غلوه في طعن من يخالفه في هذا الاتجاه بأنهم غلاة في التجريح وأنهم مقلدة متعصبة للرجال وأنهم أهل البطالة همهم وقيعة في الدعاة الاصلاح والدين
12 ــ غلا في تحسين صورة هذه الجمعيات الحزبية المتناحرة المفرقة لشمل المسلمين وذكر محاسنها المكذوبة المكشوفة
13 ــ تبنيه القاعدة ( الغاية تبرر الوسيلة ) وتطبيقه لها عمليا شاء أم أبى ولا يخفى على اللبيب ما جنت هذه القاعدة اليهودية الشيوعية الجهمية على الإسلام من المفاسد والتبديل لشرع الله الحنيف ، وهي من وسائل وأساليب الإخوان المسلمين استخداما وتطبيقا في أرض الإسلام وهكذا هان الإسلام على الإخوان المسلمين حتى جعلوه كالسلعة في المزاد العلني،أما يخشون الله القائل: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين} [الحاقة]
فما أكثر وقوعهم في تطبيق هذه القاعدة من حيث يشعرون أو لا يشعرون, والإخوان المسلمون لا يمثلون الإسلام وإنما يمثلون حزبهم واتجاههم فلا ينتظر منهم غير هذا إلا إن يشاء الله.
وأيضا ما جاء في مقاله المسمى بـ ( التأليف لا الهجران )
14 ـ أنه جعل خلافه مع أهل السنة خلاف فرعي الذي يسوغ فيه الإختلاف والنظر وقد عرفتم بارك الله فيكم أصل الخلاف بينه وبين أهل السنة ولكم يا أيها القراء الحكم
15 ـ تطبيقه لقواعد أبي الحسن المأربي ( هم رجال ونحن رجال ) ( نحن لا نقلد أحد ) ( نحن أصحاب الدليل ) ( ليس لأحد علينا وصاية ) ( ولا يلزمني أحد ) وبالطبع هذا لردهم أحكام العلماء على المخالف
16 ـ تشكيكه في فتوى العلماء وأحكامهم على المخالف وأنهم يصدرون فتوى عن غير علم بالواقع في تجريح الناس وشتمهم
17 ـ تشغيبه في أصل هجر أهل البدع والتحذير منهم ومجانبتهم وذهب يلف ويدور وأزبد وأرغد لكي يجعلها من موارد النزاع والإجتهاد التي تختلف فيها الأنظار
وأيضا ليكن في علمكم بارك الله فيكم أنه من السنوات إتصل بعض إخواننا من مدينة معسكر بالشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله وقرأ عليه بعض ما في كتابه (هل الحزبية وسيلة للحكم بما أنزل الله ) وهذه المكالمة بالطبع مسجلة وهذا بعض ما جاء فيها
ومما قرأه السائل على الشيخ قوله (( لكني أعود فأقول أنني بعد كل هذا أرى أن الحاكم إذا لم يحكم بغير ما أنزل الله ، ولم يمكن حمله على ذلك ، ولا خلعه ، وجرى النظام الذي يشرف عليه على الإذن بتأسيس الأحزاب ، وكانت برامجها حرة وأقيمت على أسس شرعية ، ولم تؤسس لمجرد المشاركة في الحكم بغير ما أنزل الله ، وتعين هذا الأسلوب وسيلة وحيدة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على النطاق العام ، فإنها مما ينبغي الإقدام عليه للضرورة المرحلية ، ولا يبعد أن يقال بتعينها، والحجة في ذلك أنه في هذه الحالة لا توجد جماعة للمسلمين قائمة بالشرع ))
فكان مما قاله الشيخ حفظه الله : أن هذا الكلام فيه خلط عجيب ، ولا يصدر مثل هذا الكلام إلا من جاهل ،مقطوع الصلة بالسنة ، إما لجهله أو لما هو عليه من الهوى ، وأن هذا الكلام ليس عليه مسحة أهل السنة ، وإنما عليه مسحة صلاح الصاوي في كتابه الثوابت والمتغيرات ، وبالطبع صحيح هو ينقل من هذا الكتاب
وبعد ما وضح السائل للشيخ حال الرجل وقرأ عليه بعض فقرات هذا الكتاب
قال الشيخ : أتركوه ولا تجلسوا إليه.)) انتهى مما جاء في تلك المكالمة
فهذا ملخص ما وقفت عليه أنا مما هو عليه بن حنفية ، على قلة الوقت الذي أملكه لفحص بقية كتب الرجل ، فالرجل لا يطمأن إليه ولا يعول عليه ، بل الواجب أن يحذر منه ومن أفكاره والمصيبة في هذه الآونة لمع لقبه وأصبح عالم من علماء الجزائر سلفي قح ، لا ندري متى تسلف وأصبح سلفيا ؟!! ومن مشايخه الذين ربوه على المنهج السلفي ؟؟!!
وهل أحد من أئمتنا المعول عليهم في هذا الباب شهد له بالخيرية والصلاح والإستقامة والإمامة ولكي يجلس ويأخذ عنه العلم ويجلس بين يديه ويشد إليه الرحال كما نسمع عن الشباب السلفي من أهل وهران وسعيدة وبلعباس أنهم يشدوا إليه الرحال ؟؟!!
بل حتى لبس على إخواننا من أهل الشرق الجزائري أن العابدين من علماء الجزائر ولا حول ولا قوة إلا بالله هذا ما يتصور حيث أن العابدين ماعرف بالسلفية ولا دخل السلفية ولا خرج من السلفية هذا شيء عجيب عندنا نحن أهل معسكر بمعرفتنا بالرجل !!
ولهذا أطلب من علمائنا النظر في هذه الرجل وما يحمله من الأحقاد والمكائد للسنة وأهلها ، وأطلب منهم إدانة هذا الرجل بما يستحق لا سيما وهو معروف بالكذب والتلبيس والتلاعب والمراوغة والتقية
أما يا طيباوي أرحم نفسك فإنك تصارع في الجبال وتناطح فيها فإرحم رأسك وإشفق عليه ، والله الذي سمعناه عن والدنا وإمامنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله أنه صابر على هذا الرجل أيما الصبر ومع أنه قد كثرت شكاوي هذا الرجل عند الشيخ ربيع وهو حتى الآن في حلمه وصبره على هذا الرجل لما هو عليه العلامة الشيخ من إمامته في هذا الباب وما يتمتع به من الحنكة والرسوخ والورع ، وإن كان والله نود أن تصل ردودنا إلى الشيخ حفظه الله ورعاه ويعرف حقيقة الرجل وأيامه المسودة المظلمة المليئة بالفساد والإفساد والتشغيب وأنه عدو لدود للسنة وأهلها وإن تظاهر بالسلفية
وهذا ما تيسر كتابته لعل تنفع إخواننا ممن إغتر بهؤلاء المميعة ويكونوا على بصيرة مما هم عليه والحمد لله رب العالمين

كتبه الفقير إلى الله : أبوأنس بن سلة بشير
ليلة الخميس 15 جويلية 2011 م / 13 شعبان 1432هـ

(1) الردود السلفية على شبه السرورية للشيخ عايد الشمري حفظه الله
( 2 ) بيان الجهل والخبال في مقال حسم السجال رد على المسمى بـِ "مختار طيباوي" (الحلقة الأولى)
( 3 ) شرح رياض الصالحين 1 / 406 للعلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
( 4 ) فتاوى الشيخ ج 1 ص 174 ـ 175 ط دار الإمام أحمد