النتائج 1 إلى 1 من 1
  1. #1

    القات حكمه الشرعي وأضراره الشيخ أحمد بن يحي النجمي

    القات حكمه الشرعي وأضراره
    بسم الله الرحمن الرحيم
    فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
    هل أكل القات يعتبر من الكبائر أو من الصغائر حيث أن كثيراً من أكلته يرغبون في معرفة حكمه الشرعي لعل الله أن يشرح صدورهم لتركه ونرجوا من فضيلتكم توجيه نصيحة لمن ابتلاه الله بهذا الأمر و جزاكم الله خيراً . سائل مستفيد .
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : فإن القات حرام وأكله والإدمان عليه من الكبائر لما يترتب عليه من الأضرار الكثيرة في الدين والعقل والجسم والمال والحياة الزوجية والاقتصاد العام أما أضراره الدينية فأهمها أنه يلهي عن الصلاة فيمضي وقت العصر وقت المغرب ووقت العشاء ومعظم المخزنين منهمكون في تخازينهم لا يصلونها في البيت ولا يحضرونها في الجماعة فهم إما مضيع لها بالكلية حتى يخرج وقتها وإما مضيع للجماعة لكن تضييع الجماعة فسق وترك الفريضة حتى يخرج وقتها عامداً كفر فإن قيل يوجد أناس منهم يبذلون التخزينة ويحتفظون بها في إناء ثم يذهبون ويصلون ويعودون لها قلنا هذه نسبة قليلة من أكلة القات لا تزيد عن عشرة بالمئة على أكبر تقدير بل قد يقول قائل أنهم لا يصلون إلا 5 % أما من عداهم فهم يرون أن التخزينة تتلف أو لا تطيب بعد أن يبذلها لذا فإنه يحافظ على تخزينته التي بذل فيها مبلغاً من المال يرى أنه تصعب عليه إضاعته أما إضاعته للصلاة التي لا تساويها الدنيا بأسرها فذلك عندهم سهل ويسير والأمر فيها ليس بخطير ولكنه سيعلم حين يندم ولات ساعة مندم وحين تعلم نفس ما قدمت وما أخرت ، ثم هو يسهر معظم الليل ولا يأتيه النوم إلا متأخراً فتضيع عليه صلاة الفجر وربما أنه لا يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس ومن هنا تعلم أن ضرره في الدين ثابت حتى على الذين يصلون في الجماعة لأنهم يحضرونها بقلوب مشحونة بالأفكار والوساوس الغريبة عن الصلاة مما يجعلهم يؤدونها بدون خشوع قال الشيخ حافظ رحمه الله:-
    إن جاءه الظهر فالوسطى يضيعها
    وإن أتاها فمع سهو ووسوسة
    أو مغرب فعشاء قط لم يأت
    وغفلة مع تضييع لأوقات
    قال تعالى : {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} . وإن هذه الآية لتنطبق على أكلة القات انطباقاً واضحاتً فليتقوا الله وليعودوا إلى رشدهم قبل أن يفوت الأوان وتطوى الصحف على ما فيها فيقول العصاة يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا.
    وأما الأضرار في البدن فقالوا عن القات أنه يسبب القبض المزمن - أي إمساك الطبيعة وأنه يهيج الباسور وأنه يفسد المعدة وأنه يضعف شهية الأكل وأنه يسبب مرض الكلى وأنه يدر السلاس وهو الودي و يسبب تليف الكبد إلى غير ذلك من الأمراض التي يسببها أو يهيجها وهذا كله بتقارير أطباء وخبراء عالميين أما الإمساك وضعف شهية الأكل فهذه صفة تلازم أصحاب القات ومما ذكروا أنه يترتب على إدمانه اتساع حدقة العين والتهاب الفم والمعدة وضعف وشلل الأمعاء وهذا قليل من كثير .
    أما أضراره في العقل ولا شك أن الضرر في العقل يسري إلى الجسم كله فهي التخدير والتفتير أو الإسكار والتفتير وفي الحديث أن النبي  نهى عن كل مخدر ومفتر ، وفي الصحيح ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) والإسكار معناه التغطية ، والتغطية تنقسم إلى قسمين تغطية جزيئية وتغطية كلية والقات غالباً أنه تغطيته جزيئية بمعنى أن آكله يحس أولاً بنشاط ونشوة وأفكار غريبة وتخيلات سابحة تترك البخيل جواداً والجبان شجاعاً والضعيف قوياً يدوم هذا إلى بعد الانتهاء من أكله بساعات معدودة يصحبه فيها أرق وعدم نوم وتلهف لشرب الماء ثم بعد الانتهاء من وقت السكر يبدؤ وقت الهبوط والفتور فيتبدل النشاط خمولاً والقوة ضعفاً والذكاء تبلداً والأرق نوماً وكسلاً فيصبح مطموس المعدة ضعيف القوى خائر العزيمة فيطلب كمية أخرى ليعيد إلى جسمه ذلك النشاط وإلى عقله تلك الأفكار وإلى ذهنه تلك التخيلات فيظل وقته عائماً بين انشداد الأعصاب وارتخائها وهذا السكر الجزئي غير السكر الكلي الذي يذهب معه الإحساس كلياً ويصبح صاحبه كالمجنون مع أن التسكير الكلي يقع من بعض أنواع القات حسب المعلوم من التجربة والوقائع المتكررة التي شهد بها جماعة من أكلته ولقد حدثني شخص ممن كان يأكله أنه دعاه صديق له يبعد عن مكانه الذي يسكنه حوالي عشرون كيلومتراً قال فتغدينا وبعد صلاة الظهر دخلنا بيتاً ليس له إلا باب واحد وخزنا إلى بعد صلاة العشاء ثم خرجت لقضاء الحاجة فإذا أنا مرتبك الذهن لا أعرف شيئاً من الجهات الأربع وتصورت أن الوادي الذي أمامي مليء بالسيل وحصلت لي أفكار غريبة لا أعرفها فلما أصبحت فإذا بالوادي جاف ليس فيه سيل فهذه قصة واحدة لها مثيلات ونظائر تدل على أن بعض أنواع القات يحصل منه الإسكار الكلي فهل من مدكر .
    أما الأضرار بالمال فحدث ولا حرج فالشخص منهم يخزن في اليوم بمأتي ريال أومائة وخمسين وأدناهم في مائة واحدة فإذا كان الرجل راتبه ضئيل أو دخله قليل أو ليس له دخل إلا هذا الراتب فإنه سيحتاج إلى المال ويسلك سبلاً لأخذه منها الرشوة إن كان ممن يحتاج الناس إليه فإن كان كاتباً ماطل في إنجاز المعاملات وإن كان مديراً تحايل بأنواع من التحايلات وإن لم يكن له شيء من ذلك تحمل ديناً حتى يفلس فيطالبه أصحاب المال فيبيع العقارات إن كان له عقار وإلا احتاج إلى بيع بيته أو سيارته أو غير ذلك – نسأل الله العفو والعافية والسلامة – ثم إنك تجد آكل القات إن لم يكن له مال كثير – أو وظيفة غالباً تجده ينقص على أهله وأولاده من النفقة الضرورية أو الكسوة الضرورية من أجل أن يوفر تخزينته ولقد أخبرني رجل من أهل اليمن عن قصة وقعت قبل أكثر من ثلاثين عاماً قال كان فلان وزوجته يتخضرون في بلاد أسلم وكان الرجل يجلس عند أولاده والمرأة تذهب إلى المزارع في أيام الصريب تصرب معهم وتتقشش قال فذهبت في أول النهار فحصلت على كمية من السنابل أي – العذقة باللغة الدارجة قسمتها قسمين قسم خبطته وطحنته وخبزته غذاء لهم هي وزوجها وأولادها وقسم تركته حتى إذا لم تتحصل شيئاً تعود إليه فتجعله وجبة لأولادها وفي المساء أي من بعد الظهر اتجهت إلى المزارع وبقي الرجل في البيت عند الأولاد ولكنها في المساء أخفقت رحلتها فلم تتحصل على شيء ولما يئست من الحصول على شيء تلك الليلة عادت مسرعة إلى البيت لتجعل ما بقي في البيت وجبة عشاء لأولادها ولكن الزوج مر به بائع القات فلم يجد شيئاً يشتري به غير تلك الكمية من السنابل فأعطى بائع القات وأخذ ما يقابلها قاتاً ولما عادت المسكينة كانت المفاجأة لها أنها لم تجد الكمية التي تركتها ولما سألت زوجها أخبرها بأنه قد اشترى بها قاتاً فصاحت وولولت وانفعلت ولكن بدون جدوى انظر معي إلى هذه القصة العجيبة الوقت وقت مجاعة وقد ترك هؤلاء القوم بلادهم وسافروا إلى بلاد أخرى ليتحصلوا على القوت الضروري ولما مر به صاحب القات وليس عنده إلا تلك الكمية البسيطة التي قد لا تكفي وجبة لأولادها وأولاده فأخذها وأعطاها صاحب القات مضحياً بأولاده الصغار وغير مبال بأن يبيتوا على الجوع وأن يطووا بطونهم جميعاً ليتحصل على تلك التخزينة المشؤومة وأنك لتفكر أين ذهب عقل هذا وكيف تبلد حسه ونزعت الرحمة من قلبه فترك أولاده بدون عشاء يبيتون يتضاغون ويبكون أليس هذا غاية الدناءة ونهاية الخمول وقلة العقل لم يكتفي بكونه يجلس في البيت والمرأة تذهب إلى المزارع بل أضاف إلى ذلك كارثة أخرى فأخذ ما جمعته بعرق جبينها وكد يمينها واشترى به قاتاً وترك أولاده جياعاً فإنا لله وإنا إليه راجعون وهذا يدل على عدم المبالاة بالواجبات الربانية والحقوق الإيمانية يترك أحدهم أولاده يتضورون جوعاً وعرياً وينفق ما تحصل عليه في هذه القاذورات التي تهدم جسمه وتضعف دينه ومع أنه يسعى في مضرة نفسه من حيث لا يشعر ولو طلب منه أقل من هذا لله رب العالمين يجزيه عليه ربه يوم الحاجة والفاقة لما سمحت نفسه بذلك ولألقى عليه الشيطان أنواعاً من التأويلات التي يلقيها على من طلب منه ذلك الشيء لكي يتخلص فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
    أما الأضرار في الحياة الزوجية فقد قال في كتاب المسكرات والمخدرات بين الطب والفقه للدكتور / أحمد علي طه ريان الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر تحت عنوان آثار القات السيئة .
    قال : للقات آثار سيئة على صحة مستعمله فهو مضر بالصحة والنسل كما أنه يفقد المرء شهوة الأكل ويفسد أسباب الهضم ويحدث شللاً في مجرى البول ولا يقوي الباءة وكل من كتب عن القات يصفه بأنه يضعف الحالة الجنسية عند الرجال بحيث يحدث ارتخاء عند الرجل فينزل المني قبل عملية الجماع وقال في كتاب من أضرار المسكرات و المخدرات أنه يدر السلاس وهو الودي وربما أهلك الصلب وأضعف المني وأظهر الهزال وكذلك قال في كتاب من أضرار المسكرات والمخدرات لعبد الله بن جار الله صفحة (32) وأما أضراره بالاقتصاد العام : فأولاً أن الله عز وجل جعل المال للقيام بالمصالح والمنافع الدينية والدنيوية الواجبة منها والمستحبة والمباحة فمن أنفقه فيما حرم الله مثل القات الذي هو حرام لما يترتب عليه من أضرار في الدين والعقل والجسم والمال وقد اتفق على تحريمه علماء الدين الذين سلمهم الله من الهوى والأطباء وعقلاء العالم حتى الكفار وقد اتفق على تحريمه المؤتمرون في المؤتمر الإسلامي العالمي لمكافحة المخدرات والمسكرات المنعقد في المدينة المنورة بدعوة من الجامعة الإسلامية في تاريخ 27 – إلى نهاية 30/5/1402هـ والذي شارك فيه ممثلون من سبع عشرة دولة إسلامية وكان من توصيات المؤتمر المذكور الفقرة الثالثة عشرة .
    13- يقرر المؤتمر بعد استعراض ما قدم له من بحوث حول أضرار القات الصحية والنفسية والخلقية والاجتماعية والاقتصادية أنه من المخدرات المحرمة شرعاً ولذلك بأنه يوصي الدولة الإسلامية بتطبيق العقوبة الشرعية الرادعة على من يزرع أو يروج أو يتناول هذا النبات الخبيث .
    ومن وصايا هذا المؤتمر المادة تسعة : يجب حضر إنتاج الخمور وزراعة المخدرات ( قلت ومنها القات ) والدخان وتصنيعها واستيرادها في الدول الإسلامية .
    المادة عشرة : يجب إغلاق دور اللهو والفساد لما لها من أثر كبير في انتشار المسكرات والمخدرات وشيوع الرذائل والمنكرات .
    المادة إحدى عشر : توقيع العقوبات الشرعية الرادعة على المهربين والمروجين والمتاجرين في المسكرات والمخدرات .
    المادة خمسة عشر : تأييد الفتاوى الصادرة من العديد من كبار فقهاء المسلمين بتحريم التدخين بجميع صوره وأشكاله نظراً لضرره على الصحة والمال ودعوة الحكومات الإسلامية إلى منع زراعته وتصنيعه واستيراده وتداوله حتى يتم تنفيذ هذه الوصية .
    أ‌- منع الدعاية للدخان في كافة وسائل الإعلام في المجتمعات الإسلامية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
    ب‌- حضر التدخين في أماكن العمل ودور التعليم والمواصلات والأماكن التي يرتادها الجمهور بصفة عامة.
    ج- يراعى في اختيار المعلمين والموجهين والدعاة في المجتمع المسلم أن يكونوا ممن يتنزهون عن هذه العادة القبيحة .
    قلت وإذا كانت هذه الوصايا في منع شيوع الدخان فلا شك أنها سارية في جميع المخدرات ومنها القات وأن 99% من أكلة القات يجمعون بينه وبين الدخان وقد يكونون من المعلمين والموجهين وحملة الشهادات العليا في الشريعة وإذا كان الأمر كذلك فقل على الإسلام السلام وإنا لله وإنا إليه ارجعون.
    وإن من إضراره الاقتصادية إنفاق المال فيه وليس المال الذي ينفق فيه بقليل بل أن الذي ينفق فيه في اليوم الواحد لا يقل عن عشرة ملايين وذلك أنا لو قدرنا أن أكله في مقاطعة جيزان التي هي ما بين الحدود اليمنية جنوباً إلى الشقيق شمالاًَ ومن البحر الأحمر إلى الحدود شرقاً مئة ألف شخص ثم أنا لو قدرنا أن معظمهم يشتري في اليوم ما بين مائة إلى مائة وخمسين وأدناهم في خمسين ثم ضربنا المتوسط وهو المائة في مائة ألف لحصل لنا عشرة ملايين ريال في اليوم الواحد وإذا ضربنا العشرة ملايين في أيام السنة القمرية التي هي 354 يوماً لحصل لنا 3540000000 وهذا مبلغ يمون دولة بكاملها فلو كان هذا المبلغ في جمعية بر يزوج منها العزاب ويبني مساكن للفقراء وينفق منها على الأرامل والمعوقين واليتامى لكان في ذلك نفع كبير وعظيم ولكن من الذي يسخو بهذه الكمية والشيطان بالمرصاد ومن أضراره الاقتصادية أن الأمة الإسلامية تخسر كل يوم ثمان ساعات من كل شخص يأكل القات فلو ضربنا 8 في 100.000 شخص لحصل لنا ثمان مئة ألف ساعة فهذه الساعات تذهب كل يوم سدى نخسرها في لا شيء فأين العقول التي تعي هذا وتعلم أنها مسئولة عن هذه الساعات أمام الله الذي لا تخفى عليه خافية وقد ثبت عن نبي الهدى صلى الله عليه عليه وسلم أنه قال " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه " والعمر هو الساعات والدقائق والأيام والليالي والأشهر والسنوات التي يبقاها العبد على هذه الدنيا مكلفا عاقلاً يعي ما ينفعه فيأتيه وما يضره فيتقيه فإن صرفها في خير نفع وانتفع وإن صرفها في شر خاب وخسر وندم حين لا ينفع الندم فالسؤال لابد حاصل عن العمر الذي أتلفته والمال الذي أنفقته والعلم الذي علمته ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد .
    كنت أرى أقواماً أعرفهم ويعرفهم المجتمع مولعون بالقات يرتادون الأماكن التي يشتبه فيها أنها تبيعه فإذا رأوا أحداً ممن يستحون منهم أسدل أحدهم غترته على وجهه ظانا أنه يخفى على الناس ، ولا يهمه أن يخفى على الناس ويبارز الله بالمعصية فكنت أرى أحدهم فأرحمه وآسف لهذا الصنيع فجرى على لساني هذا البيت :
    مساكين أسرى القات رق نفوسهم لنوع من الأشجار رتع البهائم
    ثم أكملت عليه عدة أبيات فصارت قصيدة في وصف حالهم تبلغ 28 بيتاً أسئل الله أن يتقبلها في صالح عملي وهذه هي :
    مساكين أسرى القات رق نفوسهم
    يظلون مشدودين في جل يومهم
    فإن حصلت كانت هي الذخر والمنى
    فيضرب أطفالاً ويشتم زوجة
    وشيطان يمسي به الليل لاعباً
    متى حصلوا تخزينة طاب عيشهم
    فحيناً تجي من بائع القات رشوة
    وإن كان ذاكم تاجراً فليكن أتى
    وإن كان هذا عاطلاً باع ماله
    أليس سؤال المرء عن كسب ماله
    فيطرحها في الثوب علفاً أمامه
    ويمضغها ظهراً وعصراً ومغرباً
    ولم يك في هذا مبال بدينه
    فإن قيل يا هذا اتق الله وادكر
    تولى بركن قائلاً أنني أنا
    متى ما بذلت القات صليت كلها
    فقلنا له وقت الصلاة محدد
    وربي رحيـــــــم للمنـيبين أنه
    وفي القات تخدير لمن كان أكلا
    تراه عظيم شدقه من مضيغه
    ويبدو أن قد حاز إقدام خالد
    فينعم في تفكيره بعض ليلة
    ويأتي عليه الصبح وهو مجدل
    ولو يعلم المحروم ماذا أضاعه
    لكان جديراً أن يعض أناملاً
    فيصبح كسلاناً ومطموس معدة
    فتلك صفات القات في وصف أهله
    وصلى إله العالمين مسلما
    لنوع من الأشجار رتع البهائم
    بملفوفه خضر كسوق الحمائم
    وإن فقدت باتوا بشر العظائم
    وجيرانه يرمي بشتى الجرائم
    يؤرقه إن نام يبلى بحاطم
    بحل أتتهم أم بقبح المآثم
    وأخرى تجئ من بعض أهل الجرائم
    بذلك من ربح وفير المغانم
    وجوع أطفاله له كالبراعم
    وتصريفه قد جاء عن خير حاكم
    كما يعطف النبطى ربى السوائم
    ووقت عشاء موغلاً في العتائم
    ولا عابى فيما أتى من محارم
    فترك صلاة صنو كفر الأشائم
    أصلى لمعبود رحيم ودائم
    لرب غفور يغفر الذنب راحم
    وترك أداء فيه كبرى المآثم
    شديد عقاب للعتات الألائم
    بأولى وتفتير لأهل العزائم
    ومشدود أعصاب وفي الفكر هائم
    وملك رشيد أو فقل جود حاتم
    وفي سحر ينكب كالثور نائم
    ويقضيها وقت الضحى غير نادم
    من الخير أو ما قد أتى من محارم
    وينصب من حزن عظيم المآتم
    ومنهوك أعضاء بعي ملازم
    ومن كان عوفي حاز رحمة راحم
    على خير خلق الله صفوة هاشم


    وقد ذم القات وبين أضراره وعيوبه كثر من العلماء والأدباء وأخذ شيخنا حافظ أحمد الحكمي رحمه الله قصب السبق في ذلك فقد أنشأ القصيدة القاتية 1363/ أو 1364 ولما رد عليه مفتون من المفتونين بالقات رد عليه الشيخ حافظ بقصيدة طويلة شديدة اللهجة قوية الحجة عظيمة السبك وكذلك الحق يعلو إن أعطي القوس باريها والسهم راميها ولما صدر أمر إمام المسلمين الملك عبد العزيز رحمه الله في عام 1367 / أو 1368 بمنع القات من المملكة المحمية نبتا وبيعاً وشراءً واستعمالاً .
    أنشأ الشيخ حافظ رحمه الله عليه هذه القصيدة :
    بإقبال شهر الصوم أشرف ميقاتي
    وقلع جراثيم له من أصولها
    بأمر الإمام المصلح احتاط غيرة
    ونفذه في الحال عماله كما
    فسر بذا أهل المروءة والنهى
    وقالوا جزى الرحمن خير جزائه
    إمام الهدى عبد العزيز الذي له
    وذلك أن القات بان بأكله
    وفي منعه خير وبشرى ونعمة
    دراها أولى التميز من كل عاقل
    أتى النبأ المرسوم بالمنع للقات
    وتهديد جلاب له بالعقوبات
    وحجر على أموال أهل الإضاعات
    سيجرونه حسب الأوامر في الآتي
    وأهل النفوس الزاكيات الأبيات
    وأعلاه في الدارين أعلى المقامات
    مآثر في الإصلاح غير خفيات
    خصال رذيلات ونبذ فضيلات
    ودفع شرور قد حوى وبليات
    وإن يعش عنها سائم في البطلات
    إلخ ما قاله رحمه الله ؟
    وقد ذمه نظماً أيضاً الشيخ أحمد محمد البحر قرض منظومة الشيخ حافظ وقال ضمن قصيدة
    يا أيها الناس هبوا من مراقدكم
    لأنه فاعل في العقل ما فعلت
    فالقات من أخبث الأشياء الخبيثات
    خمر الدنان وسل أهل الحقيقات
    وذمه آخرون نظماً ونثراً ضمن مؤلفات ألفت في المخدرات وهو واحد منها وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
    حرر هذه الفتوى
    أحمد بن يحيى النجمي
    حكم أكل القات
    س : الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
    سؤالي هذا أعددته قبل أن أسمع محاضرتك ، وبعد أن اطلعت على كتابك الذي وجدته في مكتبة السجن والخاص والمخصص بالقات وآكليه وقد تردد في نفسي بأنك تسرعت حين أنزلت آكليه بمنـزلة أصحاب الكبائر كالسحر وقتل النفس والتولي يوم الزحف والشرك وعقوق الوالدين إلى آخر ما جاء في الحديث الصحيح . معنى هذا أن أهل اليمن مع علمائهم أهل كبائر والعياذ بالله ، وهم من يبذلون مهجهم وأموالهم وأنفسهم للذود عن دين الله ومقارعة أعداء دين الله في اليمن وغير اليمن وهاهم هنا من داخل هذا السجن سالت دموعهم على خدودهم عندما رأوا إخوانهم يقتلون وأخواتهم تنتهك أعراضهن من قبل الصليبية الحاقدة على الإسلام والمسلمين ذلك هم من مسلمي البوسنة والهرسك . نعم لقد تقدم آكلي القات بطلب رسمي إلى عمليات السجن يريدون الجهاد في سبيل الله والذود عن أعراض أخواتهم من مسلمي البوسنة والهرسك . والآن وإن كنتم أنزلتم هذه الشجرة منـزلة الكبائر فاجعلوا حكمها حكم أم الخبائث التي فيها نص صريح وواضح وصاحبها يسجن من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر وربما يخرج ذلك وصاحب القات ست سنوات إلى أربع سنوات إلى سنتين إلى سنة وأما الأضرار المالية نعم إنه إسراف على آكل القات ومفيد على صاحب القات الذي يزرعه لأن حياته أصبحت عليه حيث يزرع في أعالي الجبال وليس هناك محصول يفي بمقومات الحياة وليس عند هؤلاء الزراعين الإحساس بأن في هذه الشجرة عيب شرعي أو عيب يخل بالمروءة والشرف وإنما متمماً للمروءة والشرف بحيث أنه يكرم به ضيفه وصديقه والحديث يطول ويتشعب ولا نريد أن نأخذ وقتكم ولا وقت إخواننا من النـزلاء من العنابر الأخرى الكثيرة المليئة بأكلي القات والمجهولين .
    ج : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، وبعد :
    أولاً : أنا المسؤول عن كل حرف كتبته أو أكتبه وعن كل حرف لفظته أو ألفظه وأنا والحمد لله لم أقل من فراغ ولكنني قلت عن علم ومعرفة بالنصوص الشرعية وبكلام العلماء وأقوالهم فيه وأحكامهم عليه ولست أعني بالعلماء العلماء الذين فتنوا بالقات فهؤلاء لا يؤخذ قولهم فيه ولا حكمهم عليه .
    ثانياً : أنت قد اعترفت في كتابتك هذه بأن الإنفاق في القات إسراف والإسراف هو إنفاق المال فيما مضرته خالصة أو راجحة والقات وإن لم تكن مضرته خالصة فهي راجحة فأضراره بينة في الجسم والعقل والدين والمال والاقتصاد العام لا ينكر هذا إلا مكابر وعلى هذا فالانفاق فيه إسراف وتبذير والله تعالى يقول :  يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ  (الأعراف: من الآية31-32) . ومفهوم الآيتين أن الإنفاق في غير الطيبات التي تفيد الإنسان في جسمه وعقله أنه إسراف وحرام فهل يحكم أن القات من الطيبات التي أباحها الله أو من المحرمات التي حرمها هل هو مغذ للجسم أو نافع للعقل أو معين على الدين أو مثر للمال كل ذلك ليس فيه والله سبحانه وتعالى يقول :  وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً  (الإسراء:26-27) . فهل يستطيع أحد أن يقول إن الإنفاق في القات ليس بتبذير والواحد يشتري في يوم بمائتين أو ثلاث أو مائة وخمسين ولا يستفيد منه شيئاً لا في جسمه فهو ليس بمغذ ولا يغنيك عن الطعام ولا عن الشراب بل يجعل لك لهفة وحرقة على الماء ولا في عقلك بل يجعل لك نشوة بالتخدير الذي يخرجك عن الاتزان والاعتدال وبعد النشوة يحدث لك هبوط في معنوياتك أليس الذي يكون كذلك حراماً أليس التبذير حراماً لأن الله ذمه ونهى عنه .
    ثالثاً : في الحديث كل مخدر ومفتر حرام والقات قد جمع التخدير والتفتير فلذلك هو حرام .
    رابعاً : القات ملهي عن الصلاة في وقت التخزينة وسبب في تضييعها إذا جاء وقت التفتير وذلك أن المخزن يبيت ساهراً حتى وقت السَّحَر ثم ينام نومة عميقة يضيع بها الفجر وإن سبعة وتسعين بالمائة تقريباً يضيعون صلاة الفجر وخمسة وتسعين يضيعونها في سائر الأوقات أفلا يكون تضييع الأوقات المحددة لأداء الصلاة وتأخيرها عنها كبيرة من الكبائر أليس المتسبب للوقوع في الكبيرة يومياً آتٍ كبيرة ، ذلك أنه يعلم أنه بتعاطيه لذلك السبب المعروف أنه لابد أن يترتب عليه التضييع للصلاة .
    خامساً : وقد قال العلماء ما كان وسيلة إلى محرم فهو محرم وما كان وسلة إلى واجب فهو واجب والقات وسيلة إلى ترك الصلاة وتضييعها وقد قال الله تعالى :  فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً  (مريم:59) .
    سادساً : أليس ما جمع هذه الأمور ، الضرر في الجسم والتخدير في العقل والتضييع في الدين والإتلاف للمال والإضرار بالاقتصاد العام للمجتمع أليس ما جمع هذه الخزايا والرزايا يكون تعاطيه والإدمان عليه كبيرة من الكبائر .
    سابعاً : قرر أهل العلم أن الإدمان على الصغيرة أي الإصرار عليها يصيرها كبيرة ولو قلنا أن القات صغيرة تنـزلاً ثم أصر على أكله رغم أنه يرى ما فيه من الإخلال بالدين والإضرار بالجسم وأتوقع أن بعض الناس سيقول نرى كثيراً من الناس يأكلونه وهم أصحاء الأجسام فأقول أليس المخزن يكون وقت التخزينة عنده لهفة على الماء وحرقة عليه تجده بعد كل نصف ساعة يشرب أليس يصبح في اليوم الثاني مطموس المعدة لا يستطيع أن يأكل إلا قرابة الظهر ولقد سمعت من ثقة أن واحداً من المخزنين جاء يشتكي فكه أي لحيه لأنه تألم من المضغ فقال له الطبيب أترك القات فقال المخزن المريض والله لا أترك القات ولو تقطع الآن أمامي فانظر رعاك الله .
    ثامناً : أنا حينما نحكم على آكل القات ومدمنه أنه آتى كبيرة من الكبائر ليس معنى ذلك أنا نساويه بالكبائر المغلظة التي هي أكبر الكبائر كالسحر وقتل النفس والشرك بالله ذلك لأن الكبائر متفاوتة في التغليظ بعضها أشد من بعض وفي الحديث الصحيح : { أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وشهادة الزور } رواه البخاري عن أنس  .
    وفي الصحيحين عن أبي بكرة  قال : قال رسول الله  : { ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالوا : بلى يا رسول الله : قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس وقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت } .
    فأنت ترى أن الكبائر منها مغلظة يقال لها أكبر الكبائر ومنها كبائر دون ذلك أما كون عقوبة القات أعظم من عقوبة الخمر فهذا ليس إلينا ولكن إلى ولي الأمر والذي أظن أن ولي الأمر لا يقرر هذه العقوبة إلا باستشارة كبار العلماء علماً بأن ولي الأمر له أن يقرر ما يراه من العقوبة الرادعة على تعاطي ما يضر بالفرد أو المجتمع والقات ضار ثبت ضرره بما لا يدع مجالاً للشك سواء كان ذلك على الفرد أو على المجتمع ومن جهة أخرى أيضاً فإن الخمر خبيثة خبثها وتحريمها متقرر لدى جميع الناس وكل الناس أي من المسلمين ينظرون إلى شاربه بعين الاحتقار والمقت صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم .
    أما القات فإن كثيراً من الناس مولعون به ويستحسنونه رغم ضرره بل ويقدمونه للضيف كما قلت معتقدين أنه ليس فيه شيء لذلك ناسب أن ترفع عقوبته في السجن فقط فيسجن مدة أطول ليكون ذلك أكثر ردعاً عن تعاطيه وتزيد عقوبة شارب الخمر من ناحية أخرى وهو أنه يضرب الحد ثمانين جلدة كما تقرر في الشرع أما أكل القات ومروجه فإنه يسجن ولا يضرب وبعض الناس يود أنه يسجن مدة طويلة ولا يضرب في السوق مرة واحدة وأظنه قد اتضح لك السبب الذي من أجله غلظت عقوبة آكل القات ومروجه والله الموفق لمن يشاء من عباده وهو الهادي إلى سواء السبيل .
    حكم أكل البردقان
    س : ابتلي كثير من الناس في هذا الزمن بأكل الشمة أو ما يسمى بالبردقان ، فما حكم أكلها وجزاك الله خيراً ؟
    ج : أكل البردقان وهو ما يسمى بالشمة حرام لأن هذه الشمة مخدرة مفترة وقد قال النبي  : { كل مخدر ومفتر حرام } ثم هي وساخة وقذارة ولها رائحة كريهة تؤذي الملائكة وبني آدم فيجب على المسلم تركها إن كان ممن يطيع الله ويتبع أمره ونهيه وإلا فإنه سيتعرض للوعيد الشديد ويلقى من جراء ذلك ما لا طاقة له به قال الله تعالى :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ  (الأنفال:20) .
    :004:




    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الوليد خالد الصبحي ; 02-Feb-2010 الساعة 09:48 PM


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. جديد : الجهاد الشرعي حكمه وضوابطه - لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد النجمي حفظه الله
    بواسطة أبوبكر بن يوسف الشريف في المنتدى مكتبة الأمين العلمية الــشـاملة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-Apr-2015, 12:30 PM
  2. إهداء ثواب الأعمال ، ما حكمه لمعالي الشيخ/صالح بن فوزان الفوزان
    بواسطة أبو عبد الصمد محمد بن عبد الله في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31-Mar-2015, 04:53 PM
  3. من أنواع القرآن ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه
    بواسطة أبو يوسف عبدالله الصبحي في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30-Oct-2012, 11:41 PM
  4. [صوتي ومفرغ] التلفاز وأضراره ومخازيه لفضيلة الشيخ جمال الحارثي -حفظه الله -
    بواسطة أبوشعبة محمد المغربي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-Apr-2012, 07:28 PM
  5. ***الشيخ محمد بن هادي من أفضل العلماء و من أحسنهم***الشيخ العلامة أحمد النجمي رحمه الله
    بواسطة أبو يوسف عبدالله الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-Nov-2010, 02:08 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •