بسم الله الرحمن الرحيم

قال المؤلف رحمه الله تعالى :
والصلوات الخمس جائزة خلف من صليت إلا أن يكون جهميا

الشرح:
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

هذه مسألة الإمامة في الصلاة من الذي يصح أن يكون إماما ؟

أولا : إذا كان الإمام هو السلطان فهذا يُصّلى خلفه كما يأتي دون النظر إلى بعض ممارسته التي يكون فيها معصية أو مخالفة ، مالم يخرج عن الدين لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصلاة خلفهم ، لأجل جمع الكلمة وعدم التفرق ، فمهما كان عنده من الذنوب والمعاصي ما لم يصل إلى حد الكفر فإنه يُصّلى خلفه ، من أجل جمع الكلمة خصوصا في الجمعة والأعياد ، وكذلك في الفرائض ، أما إذا كان غير السلطان فهذا محل خلاف بين العلماء ، بعض العلماء يشترط فيه العدالة ، فلا تصح الإمامة خلف الفاسق ، الذي يأتي كبيرة من كبائر الذنوب دون الشرك قالوا لا يُصّلى خلفه ، لأنه ليس بعدل ولا يُتخذ إماما ، هذا قول .
والقول الثاني : أنه مادام أنه مسلم تصح صلاته في نفسه ، فإنها تصح الصلاة خلفه ، فيُصلىَ خلف كل مسلم ، ولو لم يكن ولي أمر ، ولو كان عنده شيء من المعاصي دون الشرك ، ودون الكفر فإنه يُصلى خلفه ، وهذا ظاهركلام المصنف الآن ، هذا القول . نعم .

والصلوات الخمس جائزة خلف من صليت إلا أن يكون جهميا

الشرح :
إلا أن يكون خرج عن الدين ومن ذلك الجهمي ، أتباع الجهم بن صفوان الذين ينفون أسماء الله وصفاته ، ويحرّفون كلام الله ورسوله ويقولون إن القرآن مخلوق ويقولون إن العبد مجبر ، ليس مخيرا في أعماله ، والله يعذبه على شيء لم يفعله باختياره ، هذه مقالات الجهمية ، وهي كفرية بلا شك، فلا يُصلىَ خلف الجهمي الذي يعتنق مذهب الجهمية لأنه كافر في قوله هذا ، نعم .

إلا أن يكون جهميا فإنه معطل

الشرح :
معطل ، التعليل لا يُصلىَ خلفه لأنه معطل لأسماء الله وصفاته ، والتعطيل هو النفي ، نفي الأسماء والصفات ، هذا هو التعطيل ، وأصل التعطيل في اللغة إخلاء الشيء ، يقال : معطل ـ يعني ـ خالي ، فهم نفوا الأسماء والصفات ، وأخلوها عن الله سبحانه وتعالى ،نعم .

إلا أن يكون جهميا فإنه معطل ، وإن صليت خلفه فأعد صلاتك .

الشرح :
لأنها لا تصح ، فإذا صليت خلف من لا تصح الصلاة خلفه كالكافر والمرتد عن دين الله وتحققت ذلك ، فإنك تعيد الصلاة لأنها غير صحيحة ، نعم .

وإن كان إمامك يوم الجمعة جهميا وهو سلطان فصلّ خلفه

الشرح :
إلا إذا كان الجهمي سلطانا ، فيُصلىَ خلفه لأجل جمع الكلمة ، ودرأ الفتنة ، لكن تعيد الصلاة ، تصلي خلفه لأجل جمع الكلمة ، وتعيد الصلاة باطنا بينك وبين الله سبحانه وتعالى ، لأجل جمع الكلمة ودرأ للفتنة وسفك الدماء . فإذا استولى الجهمي بسيفه على بلد وأمّ الناس فإنهم يصلون خلفه ، لكن تعاد الصلاة خفية . نعم .

وإن كان إمامك يوم الجمعة جهميا وهو سلطان فصل خلفه وأعد صلاتك

الشرح :
نعم ، أعد صلاتك من غير إظهار لذلك ، خفية ، درأ للفتنة ،وهذا مما يدل على حرص الإسلام على جمع الكلمة ، والنهي عن إثارة الفتن ، بين المسلمين بما في ذلك من اختلال الأمن وسفك الدماء والأضرارا الكثيرة ، نعم .

وإن كان إمامك من السلطان وغيره صاحب سنّة فصل خلفه ولا تعد صلاتك .

الشرح :
أما إذا كان السلطان صاحب سنّة ، ليس جهميا ولكن عنده بعض الكبائر التي دون الشرك ، فصل خلفه وصلاتك صحيحة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه مسلم سني عنده بعض المخالفات ، وصلاته صحيحة ولأجل جمع الكلمة أيضا فهذا تصلي معه من غير إعادة ، وكان الصحابة يصلون خلف الولاة الظلمة والفساق كالحجاج ابن يوسف ، وابن زياد وغيرهم ولا يعيدون الصلاة ، نعم .



السؤال :
الساعة 1 والدقيقة 8 و50 ثانية

إذا كان الإمام جهميا وصلى الناس خلفه ، هل يعلّم الناس أنه يجب عليهم أن يعيدوا الصلاة ؟ أم يسكتوا عنه وعنهم ؟

الجواب :
يتبع في هذا المصلحة وعدم المضرة فما تقوم في المسجد تقول صلاتكم باطلة ،وهذا الإمام كذا ، لأن هذا يلزم المضار ، لكن أن تبين هذا لأفراد الناس سرا وتناصحهم سرا ، هذا الشيء واجب ، نعم .

المصدر :
تفريغ كمال زيادي
قسنطينة
شبكة سحاب السلفية
شرح السنة للبربهاري
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
الدقيقة 01 شريط رقم 20