بسم الله الرحمن الرحيم

قال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :

قال جلّ وعلا : (( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب )) [ الشورى : 10 ] ، فهذا مما يجمع الكلمة أننا إذا حصل اختلاف في الرأي فإنه يُرجع في حسم هذا الخلاف إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبذلك ينتهي ، لأن الله جل وعلا أنزل هذا الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، الحمد لله عندنا مرجع نحن لا نرجع إلى القوانين الوضعية والأنظمة البشرية فإنها تفرق ولا تجمع وتفسد ولا تصلح وإنما نرجع إلى كتاب ربّنا وسنّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويكون ذلك على أيدي علماءنا الذين يعرفون ويستنبطون من كتاب الله ومن سنة رسوله ما يحل المشكل والإختلاف قال تعالى :(( وإذا جاء هم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ))[ النساء : 83 ] والله جلّ وعلا لم يتركنا إلى أرائنا أو أراء غيرنا وإنما أنزل علينا كتابا وأرسل إلينا رسولا ليكون حكما بيننا فيما اختلفنا فيه ،وممّا يجمع الكلمة صحة العقيدة ، العقيدة السليمة بأن تكون العقيدة ، عقيدة التوحيد وإفراد الله جلّ وعلا بالعبادة (( وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربّكم فاعبدون )) [ الأنبياء : 92 ] ، ليس لنا إلا ربّ واحد وإله واحد ، فإذا أفردناه سبحانه بالعبودية فإنه حينئذ يحصل الإتفاق والوئام بين المسلمين ، أما إذا اختلفت العقيدة فلا اتفاق ولا اجتماع لأن كل واحد (( كل حزب بما لديهم فرحون )) [ المؤمنون : 53 ] ، كل ينتصر لعقيدته ورأيه، فلا يجمع المسلمين إلا عقيدة التوحيد التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جلّ وعلا (( هو الذي أيّدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم )) [ الأنفال : 62 ـ 63 ] فإذا رجعنا إلى الله وعبدناه حق عبادته واتبعنا رسوله صلى الله عليه وسلم اجتمعت كلمتنا وتوحدت صفوفنا وهابنا عدونا ولاحيلة له فينا لأننا تمسكنا بكتاب الله وبسنة نبيه فلا حيلة له فينا أما إذا خضعنا للدسائس والشبهات والأراء والنزعات والنزغات حصل الشقاق و الإختلاف .

المصدر
النصيحة وأثرها في توحيد الكلمة
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
تفريغ كمال زيادي [ الدقيقة 5 الثانية 18 ] .