بسم الله الرحمن الرحيم


قال الإمام الذهبي في كتابه السير (18/191-193):
..........................

((
فكم من رجلٍ نطقَ بالحقِّ، وأمر بالمعروف، فَيُسَلِّطُ اللهُ عليه من يُؤذيه لسوء قَصده، وحُبِّه


للرئاسة الدينية، فهذا داءٌ خَفيٌّ سارٍ في نفوس الفقهاء، كما أنه داءٌ سارٍ في نفوس المُنْفِقِين من الأغنياء

وأربابِ الوقوف والتُّرب المُزَخْرفة، وهو داءٌ حفي يَسْري في نفوس الجند والأُمراء والمجاهدين، فتراهم

يَلْتقون العدوَّ، ويصطدِمُ الجمعان وفي نفوس المجاهدين مُخبَّآتٌ وكمائِنٌ من الاختيالِ وإظهار الشجاعةِ

ليقال، والعَجبِ ولبس القراقل المذهَّبة، والخُوذ المزخرفة، والعُدد المُحلاة على نفوس مُتكبرةٍ، وفُرسان

مُتجبِّرة، وينضاف إلى ذلك إخلالٌ بالصلاة، وظُلم للرعية، وشُرب للمسكر، فأنَّي يُنصرون؟ وكيف لا

يُخذلون؟ اللهم: فانصر دينَك، ووفق عبادَك. فمَن طلب العِلْمِ للعمل كسره العلمُ، وبكى عن نفسه، ومن طلب

العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء، تحامقَ، واختال، وازدرى بالناس، وأهلكه العُجْبُ، وَمَقَتَتْه الأنفسُ

{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9،10] أي: دَسَّسَها بالفُجور والمعصية قُلِبتْ فيه

السينُ ألفًا
)).