التحذير من السفر إلى بلاد الكفرة وخطره على العقيدةوالأخلاق للعلامة بن باز رحمه الله



التحذير من السفر إلى بلاد الكفرة وخطره على العقيدةوالأخلاق
الحمد لله وحده، والصلاةوالسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين،أما بعد:
فقد أنعم الله على هذه الأمة بنعم كثيرة وخصها بمزايا فريدة وجعلهاخير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، وأعظم هذه النعمنعمة الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده شريعة ومنهج حياة وأتم به على عباده النعمةوأكمل لهم به الدين قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْدِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَدِينًا}[1] ولكن أعداء الإسلام قد حسدوا المسلمين على هذه النعمةالكبرى فامتلأت قلوبهم حقداً وغيظاً وفاضت نفوسهم بالعداوة والبغضاء لهذا الدينوأهله وودوا لو يسلبون المسلمين هذه النعمة أو يخرجونهم منها، كما قال تعالى في وصفما تختلج به نفوسهم: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوافَتَكُونُونَ سَوَاءً}[2]، وقالتعالى:{يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْخَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَاتُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْتَعْقِلُونَ}[3]، وقال عز وجل: {إِنْ يَثْقَفُوكُمْيَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْبِالسُّوءِ وَوَدُّوا لو تكفرون}[4]،وقال جل وعلا: {وَلا يَزَالُونَيُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِاسْتَطَاعُوا}[5]، والآيات الدالة علىعداوة الكفار للمسلمين كثيرة. والمقصود أنهم لا يألون جهداً ولا يتركون سبيلاًللوصول إلى أغراضهم وتحقيق أهدافهم في النيل من المسلمين إلا سلكوه ولهم في ذلكأساليب عديدة ووسائل خفية وظاهرة، فمن ذلك ما تقوم به بين وقت وآخر بعض مؤسساتالسفر والسياحة من توزيع نشرات دعائية تتضمن دعوة أبناء هذا البلد لقضاء العطلةالصيفية في ربوع أوربا وأمريكا بحجة تعلم اللغة الإنجليزية ووضع برامج شاملة لجميعوقت المسافر. وهذه البرامج تشتمل على فقرات عديدة منها ما يلي:
أ‌- اختيارعائلة كافرة لإقامة الطالب لديها مع ما في ذلك من المحاذير الكثيرة.
ب- حفلات موسيقية ومسارح وعروض مسرحيةفي المدينة التي يقيم فيها.
جـ- زيارة أماكن الرقص والترفيه.
د- ممارسةرقصة الديسكو مع فتيات كافرات ومسابقات في الرقص.
هـ - جاء في ذكر الملاهيالموجودة في إحدى المدن الكافرة ما يأتي: (أندية ليلية. مراقص ديسكو. حفلات موسيقىالجاز والروك. الموسيقى الحديثة. مسارح ودور سينما وحانات كافرةتقليدية).
وتهدف هذه النشرات إلى تحقيق عدد من الأغراض الخطيرة منهاما يلي:
1 -
العمل على انحراف شباب المسلمين وإضلالهم.
2-
إفساد الأخلاقوالوقوع في الرذيلة عن طريق تهيئة أسباب الفساد وجعلها في متناول اليد.
3-
تشكيك المسلم في عقيدته.
4-
تنمية روح الإعجاب والانبهار بحضارة الكفرة.
5-
دفع المسلم للتخلق بالكثير من تقاليد الكفار وعاداتهم السيئة.
6-
التعود علىعدم الاكتراث بالدين وعدم الالتفات لآدابه وأوامره.
7-
تجنيد الشباب المسلمليكونوا من دعاة السفر إلى بلد الكفر بعد عودتهم من هذه الرحلة وتشبعهم بأفكارالكفرة وعاداتهم وطرق معيشتهم. إلى غير ذلك من الأغراض والمقاصد الخطيرة التي يعملأعداء الإسلام لتحقيقها بكل ما أوتوا من قوة وبشتى الطرق والأساليب الظاهرة والخفيةوقد يتسترون ويعملون بأسماء عربية ومؤسسات وطنية إمعانا في الكيد وإبعادا للشبهةوتضليلا للمسلمين عما يرومونه من أغراض في بلاد الإسلام.
لذلك فإنيأحذر إخواني المسلمين في هذا البلد خاصة وفي جميع بلاد المسلمين عامة منالانخداع بمثل هذه النشرات والتأثر بها وأدعوهم إلى أخذ الحيطة والحذر وعدمالاستجابة لشيء منها فإنها سم زعاف ومخططات من أعداء الإسلام تفضي إلى إخراجالمسلمين من دينهم وتشكيكهم في عقيدتهم وبث الفتن بينهمكما ذكر الله عنهمفي محكم التنزيل، قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَالْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَمِلَّتَهُمْ}[6] الآية كما أنصح أولياء أمور الطلبة خاصة بالمحافظة علىأبنائهم وعدم الاستجابة لطلبهم السفر إلى الخارج لما في ذلك من الأضرار والمفاسدعلى دينهم وأخلاقهم وبلادهم كما أسلفنا، وفي بلادنا بحمد الله من التعليم لسائرأنواع العلوم ما يغني عن ذلك، وإن إرشادهم إلى أماكن النزهة والاصطياف في بلادناوهي كثيرة بحمد الله والاستغناء بها عن غيرها. مما يتحقق بذلك المطلوب وتحصلالسلامة لشبابنا من الأخطار والمتاعب والعواقب الوخيمة والصعوبات التي يتعرضون لهافي البلاد الأجنبية.
هذا وأسأل الله جلوعلا أن يحمي بلادنا وسائر بلاد المسلمين وأبناءهم وبناتهم من كل سوء ومكروه وأنيجنبهم مكايد الأعداء ومكرهم وأن يرد كيدهم في نحورهم، كما أسأله سبحانه أن يوفقولاة أمرنا وجميع ولاة أمور المسلمين لكل ما فيه القضاء على هذه الدعايات الضارةوالنشرات الخطيرة، وأن يوفقهم لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد، إنه ولي ذلك والقادرعليه. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسانإلى يوم الدين.
[1]سورة المائدة الآية 3.
[2]سورة النساء الآية 89.
[3]سورة آل عمران الآية 118.
[4]سورةالممتحنه الآية 2.
[5]سورة البقره الآية 217.
[6]سورة البقرة الآية 120.
المصدر : موقع الشيخ بن باز رحمه الله