تفسير الرافضة لسورة الفاتحة : ربيع بن هادي المدخلي حفظ الله تعالى
قال الشيخ ربيع بن هادي في كتابه العظيم الانتصار لكتاب العزيزالجبار ص 64:
تفسير القمي (1/28-29) (سورة الفاتِحَة):
تفسير قوله تعالى:{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }(الفاتحة:6)، قال: الطريق إلى معرفة الإمام. نُسِب هذا إلَى أبِي عبد الله؛ يعني جعفر الصادق حيث قال:
وعن أبِي عبد الله: الصّراط المستقيم هو أمير المؤمنين، والدليل على أنه أمير المؤمنين قوله:{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}(الزخرف:4)، وهو أمير المؤمنين -رضي الله عنه- فِي أم الكتاب".
أقول:
وهذا تَحْريف شنيع لكتاب الله، مُخالف للسياق الظاهر الواضح؛ فقد بيَّن الله مراده بالصِّراط المستقيم بقوله:{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صراط الذين أنعمت عليهم}(الفاتحة:6)، والذين أنعم عليهم هم مَنْ نَصَّ عليهم ربنا تبارك وتعالى في قوله المحكم:{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً}(النساء:69).
فهذا يشمل كلّ الأنبياء والرسل وكل الصديقين والصالحين من أتباع الرسل ومن أمة محمد  إلى يوم القيامة.
انظر كيف يفسر الروافض كتاب الله بأهوائهم الجامحة؟! فلو أنَّ مسلماً التزم بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عقيدة وعمل صالح ولم يعرف علياً -رضي الله عنه- لما ضره ذلك.
لا يُسأل أحد يوم القيامة بل ولا في القبر عن علي -رضي الله عنه-، وإنما يسأل الله الناسَ عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمّا جاء به.
وقوله:"والدليل على أنه أمير المؤمنين قوله:{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }(الزخرف:4). وهو أمير المؤمنين في أم الكتاب".
أقول:
إن هذا تحريف شديد وتلاعب بكتاب الله؛ فهذا إنما هو وصف للقرآن الكريم، قال تعالى:{حم. وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ. إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}(الزخرف:1- 4)، فَحَمْلُ قوله تعالى:{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من التحريف والافتراء على الله وكتابه!!
وقال العياشي في تفسير قول الله تعالى:{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}(الفاتحة:6) عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله قال:{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}:"يعني أمير المؤمنين".
وفي تفسير قوله تعالى:{غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}(الفاتحة:7)، قال: عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله:{غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} قال:"هم اليهود والنصارى".
عن رجل عن ابن أبي عميرة رفعه في قوله:{غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}.
وهكذا نـزلت قال: المغضوب عليهم فلان وفلان وفلان والنُّصَّاب والضالين الشُكَّاك الذين لا يعرفون الإمام" ( 1/24).
وقوله: (رفعه) الظاهر أنه يريد إلى أبي عبد الله جعفر الصادق، وبرّأه الله من سلوك طرق اليهود في التلاعب بكتاب الله، أتدري ماذا يريد هذا الرافضي الباطني بقوله:( فلان وفلان وفلان ) ؟! إنه يريد بهم أبا بكر وعمر وعثمان أفضل خلق الله بعد الأنبياء، ومكانتهم معروفة لدى أمة الإسلام.
والنُّصَّاب الظاهر أنه يريد بهم من يزعم الروافض أنهم أعداء أهل البيت الذين يسمونهم بالنواصب وهم الصحابة ومن تبعهم.
إنَّ سورة الفاتحة مكية، فإذا كان المراد بالمغضوب عليهم هؤلاء الثلاثة، فلماذا هاجروا مع النبي ؟!
ولماذا استصحب أبا بكر معه في الغار والهجرة؟!
ولماذا تزوج رسول الله  ابنتي أبي بكر وعمر؟!
ولماذا زوَّج ابنتيه عثمان؟!
ولماذا كان يستصحبهم في سفره وحضره وغزواته؟!
ولماذا كان يقدم أبا بكر في الصلاة؟!
ولماذا يؤمره في السنة التاسعة على الحجيج ويقدمه للصلاة بالصحابة في مرض موته؟!!
لماذا كل هذا وغيره من معاملة رسول الله لهم وهو يعلم أنهم مغضوب عليهم وضالون؟!!
إن هذا - والله - لطعن في رسول الله  الذي يستحيل عليه ما هو دون هذا بمئات المراحل!! ) انتهى كلامه حفظه الله تعالى .